الطريق الصواب/ علاء حليحل

إنها الوصاية الأخلاقية التي يعتقد المجتمع العربي المنغلق أنه يتمتع بها على أفراده. مجتمع قبلي ورجعي

الطريق الصواب/ علاء حليحل

|علاء حليحل|

ala-qadita

نشر موقع “يديعوت أحرونوت” الإلكتروني، صباح اليوم الأربعاء، خبرًا حول قيام 4 شبان من طمرة في الجليل باختطاف وتعذيب وضرب قريب لهم من العائلة يبلغ من العمر 19 عامًا، وذلك لأنه لم يرتدع عن كونه مثليًا جنسيًا!

ويقول الخبر الذي نشرته بعض المواقع العربية إنّ الشاب تعرّض لعدة أيام لتهديدات هاتفية من طرف الشبان الذين لم يعجبهم أنّ ابن عائلتهم قرّر الانتقال إلى تل أبيب وممارسة حياته الجنسية والعاطفية والاجتماعية كما يرغب ويريد، بل شعروا بالإهانة ربما في البلد، خصوصًا إذا كانت شلة أخرى من الشبان قد عايرتهم في “القهوة” وهم يشربون الأرغيلة: “روحوا ضبوا ابن عمكو (أو ابن خالكو) الهومو”…

إنها الوصاية الأخلاقية التي يعتقد المجتمع العربي المنغلق أنه يتمتع بها على أفراده. مجتمع قبلي ورجعي يحاول أن يحرس أبناءه وبناته ليلَ نهارَ؛ يهتمّ بألا يخرج أحدهم عن التلم أو “الطريق الصواب”. والطريق الصواب المرسوم لهذا الشاب من طمرة معروف: ثانوية، جامعة أو قصارة، تعمير بيت، التزوج من بنت 18 عذراء، إنجاب 5 أولاد في 5 سنوات، العمل مثل الحمار، تزويج الأبناء والبنات وبناء البيوت وشراء الجهاز ثم التقاعد على “سطيحة” البيت وحمل المسبحة ولعب الشيش بيش حتى القبر. أعتقد أنه أحسن فعلاً عندما رفض هذا الخيار البائس!

ولكن أن يتجرّأ أحدهم، فيتمرّد على هذا المسار وينتقل للسكن في تل أبيب (تل أبيب كملاذ وحيد)، كما فعل الشاب المخطوف، ويختار درب حياة مستقلا بعيدًا عن القرية، فهذه وقاحة “وسيابة” و”انحلال” لا ثانيَ له! وسنقول في سبيل تبسيط وتسطيح المعضلة إنّ بعض المتفهمين سيتفهمون عملة شبان العائلة النشامى، لأننا “شعب حامي ومحافظ”، والجميع كان سيطبل لهم ويزمر لو أنّ هذا الشاب مثلا ظلّ في القرية ومارس نزعاته وميوله. ولكنه خرج منها ورحل بعيدًا- أليس هذا كافيًا كي تتركوه وشأنه؟؟ نسأل من باب التبسيط الشعبوي.

وهكذا، سيدور الحديث الآن في الصالونات والمقاهي والكوافيرات حول بعض المآثر التي نعرفها: “هني بطلعلهنش يعملوا هيك أكيد، بس خيتا بتعرفي هوي شو بعمل؟”؛ أو: “رفعوا راس البلد”؛ أو: “هاي عاداتنا وتقاليدنا وشرفنا”؛ أو: “منيح اللي علموه درس. وينتا طالعين الشباب من الحبس؟ لازم نزورهن”.

وسيتلخبط الليبراليون المحافظون في أحزابنا وجمعياتنا: “نعم إكس ولكن واي؛ يمكن زد ولكن سي؛ فكرك صاد بس عين؟… إحنا مع شين بالتأكيد، ولكن شو مع طاء؟” وكالعادة، سيتخربط هؤلاء وسيغرقون في تفاهتهم وانفصام شخصياتهم المُزمن في كل ما يخصّ مواجهة المجتمع داخليًا.

وهذا الشاب الطمراويّ؟ يخطفونه عنوة برشّ غاز الفلفل عليه وعلى صديقه في وضح النهار ويشبعونه ضربًا. هل اعتقدوا أنه إذا أكل قتلة سيشعر فجأة بحبّ جارته ابنة الـ 17 عامًا وسيتزوجها مع سحجة لموسى الحافظ؟؟

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

21 تعقيبات

  1. تحياتي لك أخي…ابو دوما..
    وتحياتي لك اخي …..مش مثلي
    وكل من كانت ارائه سليمه

  2. صراحه انه مقال قــــمـــه بالسخافه والقرف
    واعتمادك على ما ذكر بصحيفه صهيونيه..ليس بمصدر يبث الحقائق .
    سبحان الله …المثليه صار امر مقبول؟؟
    بدل ما تقترح حلول انو تساعدهم ليخرجوا من هالحال!!غريب

    بتعرفه انتا شي لهالكائن الي بتحكي عنه؟؟ طبعا لا
    لهيك ما بيحقلك تحكي حرف وتدافع عنه

    هالغبي …..راح بحجة انو يشتغل.. وهناك تعرف ع شله يهود اعطوه نوع من الحبوب .. لحتى صار ميال ليكون بنت

    كان شاب عادي…ويحب البنات!!!

    وبعدين بقصته..هو ما تعرض “للخطف”.. هاد مصطلح كبير انت مش قده لتستعمله
    وهو الي رشهم بالفلفل!!وكذب ما تعرض للضرب!!

    خساره ان في بشر فلسطينيين مثلك..!!
    مخهم مغسول للافكار الي ما فيها تقدم وفائده للمجتمع
    غريب انك عم تشوف انو الطريق الصواب…انه يكون في مجال لهيك اشخاص يخربوا الدنيا

    يـــــــا حيف عالرجال
    دنيا اخر زمن

  3. اولا المقال رائع !
    ثانيا, ههههههه اضحك على سخف بعض المعلقين هنا ويتكلمون عن الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين !
    يا سادة , هذه الزاوية ليست زاوية سياسية لنتكلم على الاحتلال و ما يحصل لنا في فلسطين !
    فكافكم تفاهة وتكلموا عن الموضوع المعروض في المقال !
    يوجد كثير من الناس هنا يجب الرد عليها ! كملت !! هههه لبكرة ما منخلص P:

  4. علاء مرحباً، باختصار شديد ابدي رايي في مقالتك وبالموضوع بشكل عام.
    يؤسفني ان تكون صفات التطور في العالم الحديث هي تقديس مثليت الجنس، اي انة اصبح المساس في حقوق مثليي الجنس في العالم كالمساس في حقوق ناجي محرقة اليهود عند الشعب الاسرائيلي. وبرائي كلا الموضوعيين ياخذن من مشاغلنا اكثر من اللازم. اي كما ان دولة اسرائيل تبني ربع اقتصادها من التعويضات التي تتلقاها من المانيا بحجة المحرقة، فان مثليي الجنس يحتلون العالم ويريدون تعويضات من كل البشر على انهم مثليين. انا كفرد في المجتمع من يعتقد انه يهمني ما ميول الشخص الذي امامي؟!! الميول برايي هو كالدين هو لك وفقط لك ولا يهم احد اخر وهو بينك وبين شريكك كما ان الدين هو بينك وبين ربك.
    واعتقادك ان الشعب العربي هو متخلف وبصورة جارفة هذا بعينة خطا وشعور بالنقص وبالذات لان المرجع لهذا القرار هو عدم احترام مثليي الجنس. انا لست ضد النقد الذاتي ولكن النقد البناء ولذلك انا اقترح ان تراجع نفسك فان الشعب العربي لس فقط بالاناس الذين يتزوجون وينجبون ويقصرون بل نحن شعب عريق ذو ماضٍ وحاضر ومستقبل “وانت سيد العارفين”. شكراً وبالتوفيق.

  5. صديقي اسامة مداخلتك جدا مهمة فشوارع تل ابيب والقدس ممتلئة بمثليي جنس فلسطينيين هربو من مجتمعهم الفلسطيني ومن عائلاتهم التي تريد قتلهم لغسل عار وشرف العائلة ومعظمهم يعيشون بلا هوية ولا عنوان ولا اسم حقيقي حتى ، في العام القادم سيخرج فلمي الجديد والذي يتحدث عن هؤلاء الفلسطينيين الشباب الذين ضاقت بهم الدنيا ولم يجدو مهربا لمن استطاع الهرب الا في اسرائيل مع وجود نقاط اختلاف حول وجهتهم بعد الهرب ولكن لا مكان للهروب بالنسبة لهم غير تل ابيب ،

    هناك حيث يعيش المثلي الفلسطيني حياة بؤس وشقاء ويحاول اثبات وجوده بكافة الوسائل ويتاجر به اغنياء المجتمع وتتلاعب بهم المنظمات وعلى رأسها منظمة القوس وبعض المنظمات الاسرائيلية الذين لا يساعدونهم بشئ ، فأما ان تكون او لا تكون هناك وانا شدني هذا الموضوع حتى سافرت وعشت حقيقة الواقع الاليم بالنسبة لمثليي الجنس الفلسطينيين ، هناك المئات صديقي هربو من الضفةوغزة ويعيشون بصورة غير قانونية وحياتهم جحيم ولكن ما باليد حيلة .

    ارجو ان يعمل كل حسب موقعه وقدرته لدعمهم واخراجهم من هناك في اقصى سرعة او محاولة مساعدتهم للعيش هناك مع التحفظ على بعض الامور الاخرى .

  6. هذا وهو شاب عربي يحمل الجنسية الاسرائيلية ويعيش في دولة ديمقراطيةونزاهة قد حدث له ما حدث ، فما رأيكم بالفلسطيني المقهور الذي يعيش تحت الذل والحواجزوالاحتلال والاهانةوظلم المجتمع ؟والله كان سيقتل ، المثليون العرب والفلسطينيين بشكل خاص يعانون في كل مكان من هذه التراهات التي يفرضها مجتمعنا المغلق والمحافظ والمتخلف الذي لا يريد ان يتقبل الاخر ويتقبل الاختلاف ولكننا لن نستهين في تغيير هذا الامر الواقع .

    مقالة رائعة اشكرك صديقي علاء .

  7. المقال لا يعالج الموضوع الذي اراد طرحه.. المقال اجا تا يكحلها قام عماها..السيد علاء قرر انه الخبر بيديعوت قمة الحقيقه ولم بكلف نفسه بفحص مصدر اخر بل ركض وراء التحريض الصهيوني بيديعوت لكي يتم تقديمنا امام الجميع كشعب متخلف. وبهذا اقول قلي من هو مصدرك اقول لك كيف سيخرج مقالك..المقال فيه بلبله بين قصة هذا المثلي من جهه وبين العيش بتل ابيب بفتره الشباب من جهه اخرى والكاتب يصول ويجول بالفكرتين بكل تهور فكثير من الشباب العرب يسكنون تل ابيب اما للعمل واما للتعليم وهم اختاروا دربهم هذه ولم يستشيروا اهلهم وهم مع هذا ليسو مثليين فيا للمفاجاة شباب وعرب ويسكنون تل ابيب وليسو مثليين..لكن الكاتب اختار ان يخلط بين الامرين اضافة الى انه قام بالتعميم بامر اخر بشكل استعلائي عندما كتب التالي “الطريق الصواب المرسوم لهذا الشاب من طمرة معروف: ثانوية، جامعة أو قصارة، تعمير بيت، التزوج من بنت 18 عذراء، إنجاب 5 أولاد في 5 سنوات، العمل مثل الحمار” يعني اما هذا الطريق واما ان نصبح مثليين..نحن اخترنا منذ مده طريق اخر كله صدق وامانه وتقدم به تعليم ونتزوج صبيه محترمه وننجب طفل او اثنان خلال 10 سنوات ونحن للتذكير لسنا……. بحمير

  8. مقال ممتاز و بي محلو لازم نعلم كل الأغبياء انو المثلية مش خيار بس شغلة من الله و بعدين انا بموت بالصبيان و الذكر و الي مش عاجبو يدق راصه بالحيط او يجيلي عالبيت ألعب في دق و اعلمو مين بابا.

  9. الغباء اتجاه موضوع الهومو سكسوال في الوسط العربي ، متفشي لابعد حدود ،
    قد لا تتصور ما يجول في خاطر المحاربين من اجل شرف عائلة مربوط بشرف فتى لا حول له ولا قوة .
    عالم رجعي متخلف مرضى عقلياً ، يجب تلقينهم مفهوم ان تكون انسان في هذا العالم ، لاني لا اعتقد انهم يدرون ما تعني لهم الكلمة

  10. وآآآآآآ أسفاه عليكم يا شباب فلسطين, قاعدين تتكلموا بمواضيع سخيفه وتافهة واحنا في اليمن بنموت كل يوم قهر عليكم وعلى الاحتلال الي حاصل لبلدكم وانتم قاعدين تطالبوا بأشياء سخيفة يا سخفاء, وبعدين واصله عندكم لهذه الدرجة انكم ما تستحوا من الله ولا من الناس وما في عندكم انه اذا ابتليتم فأستتروا, كذا بكل بجاحة تطالبوا بحقوق وما ارادك ما حقوق, الحق على الي ساكتين لكم وعشان كذا الي حاصل لكم مش من فراغ.!!!!

  11. يا كاتب المقال,, يبدو انك لا تشعر و لو للحظه , ان الغبي والمتخلف و الرجعي هو انت. ما هي خطتك للحياه؟؟ نحن نريد ان نتعلم ,نشتغل, نتزوج عذراء , انخلف , وبعدين انروح عالمعاش, و انتم شو بدكم ؟؟ تتخرجوا, تشتغلوا؟ و بعدين؟؟؟

  12. يا اسامة نحنا برمضان ، فمن فضلك تجبليش شعبان.

    في مجتمعات أوحش ومش عايشي تحت إحتلال.

  13. يتعرض الأنسان للضرب أو للقمع نتيجة خروجه عن تقاليد القبيلة، لكن لفت نظري في المقال هروب المثليين إلى تل أبيب، هل يحدث ذلك فعلاً، ومامدى تأثيره على الوضع الفلسطيني؟

  14. توقعت ان أقرا مقال جيد ..الكاتب يريد ان يصنع لنفسه شهرة على حساب هذا الشاب الذي اعرفه جيدا..ارجوكم لا تتاجروا بالمثليين والسحاقيات ..مقال سخيف!

  15. هل الجمعيات تستطيع ان تحمي المثليين في فلورنتين؟ وان أستطاعت ذلك فماذا مع غالبية المثليين الذين لا يصلون الى فلورنتين ويبقو مطمورين في طمرة وغيرها؟!!!

    فلتبادر الجمعيات الى مناهضة هذا العمل والى حملة توعية في الموضوع في طمرة وشفاعمر والناصرة وغيرها لتوعية الناس بالنسبة لموضوع المثلية!!!

  16. انا شاب مثلي ومن مدينة عكا عمري 23 سنه وعايش بعكا غصبن عن كل واحد بدوش ياني هاي مش بلدن لحالن هاي بلدي كمان وانا بئول لكل الشباب المثليين انو يعيشو حياتن ببلدن ويحدو كل المصاعب .. هاي بلدنا!! مش بس بلدن !!!! خللو تل ابيب لصحابا ولاهلا وعيشو ببلادكو وشكرا لعلاء حليحل عالمقاله الحلوي

  17. أبدعت يا علاء

  18. وهذا الشاب الطمراويّ؟ يخطفونه عنوة برشّ غاز الفلفل عليه وعلى صديقه في وضح النهار ويشبعونه ضربًا. هل اعتقدوا أنه إذا أكل قتلة سيشعر فجأة بحبّ جارته ابنة الـ 17 عامًا وسيتزوجها مع سحجة لموسى الحافظ؟؟

  19. and we are wondering why Palestine is still under occupation??!!

  20. انا بتسائل وين الجمعيّات النسوية وجمعيات حقوق الفرد وحقوق الانسان في هيك مواقف؟ شو مع نساء ضد العنف مثلا يطلعوا بيان استنكار..والا علشانه مثلي فدمه مهدور أو انه توو متش؟ يعني لحد هون… إلا الشذوذ!!!

  21. مقالة رائعة
    شكرا علاءحليحل
    نحن نغادر بلداتنا وقرانا ونأتي الى تل ابيب والحياة فيها صعبة وباهظة الثمن كي يحيا كل واحد كما يريد ولا نضايق حدا ولتبقى قرانا “طاهرة” ومثالية:) ولكن ماذا؟ سيلحقوننا الى تل ابيب، وشوارع فلورنتين بالذات؟
    يجب ان يكون حماية ومساعدة لنا من الجمعيات!

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>