بين طاولة مكتبي.. وكلّ مستحيل

أقف أنا عند حافة كلّ مستحيل.. تقف أنتَ عند أطراف طاولة مكتبي..

بين طاولة مكتبي.. وكلّ مستحيل

Stradling_002_XL

قديتا.نت

تنويه: تحوي هذه المادة تعابير وتواصيف قد يجدها القارئ المتحفظ أو المحافظ غير لائقة له)

|بقلم: آسر|

1

أقف أنا عند حافة كلّ مستحيل.. تقف أنتَ عند أطراف طاولة مكتبي.. وهو كينونتي الحالية بتصرّف… أقف عند حافة الحزن على غياب أحبة لم يموتوا بعد، وآخرين أتمنى موتهم كلّ لحظة.. بشرٍّ متصالح مع شبقه. أقف عند هذه الإحداثية المتعرقة. ولا أرى إلا شيئًا واحدًا.. عند حافة الحزن.. أرى ذاك المتكوّر من وراء سحاب بنطالك… هذا هو كلّ عالمي الآن.. ما يختبئ في ثنايا فحولتك… وبين أسطر أسفلك المتصلب داخل أنفاسي وبين أوراق وهمي، وهذه اليد الفتية بخجل التي تتلمس بخبث ملبد بهشاشة ترابَ شهوتي المتناثر على طاولتي. أريدك… هذا هو كلّ عالمي الآن، أريد شيأك في فمي.. فيّ، أريده كله.. هذا الجميل الشقيّ المسكون بالجّان، النابت بين جذور سكينتي العفنة… حافة الرغبة.. الرغبة كاملة.. حافة الحزن… فلتكتمل صورته وتصبح أبهى. أريد حزنًا بهيًا على الأقلّ؛ أريد أن أشرب ذكرك حتى الظمأ.. إلى أن أعرف ما للظمأ من معنًى… هذا أنا.. وهذه فحولتك المتكوّرة بألوهية خلف تعرّجات القماش الخشن.. شفة رطبة هي.. وحلق جفّ من الوجع.. جهّز نفسك.. ها أنا سأرسل كفة يدي، فهذا هو كلّ عالمي الآن. أرق وتعب وجفون ساخنة ملتهبة لا تبردها كثبان في غابة جليد.. ويدك المشققة بأسرار الذكورة وتضاريسها.. وجيوبك التي تضغط على عضلات فخذيك المشدودة.. وأنفك المحدّب.. وتكويره قضيبك الملتفّ داخل فرج الزمان المضارع بشغف..

2

أقف عند ضواحي القلق.. بقماشته الواسعة المنقوشة بالفيروز والقمح والندم… عند أطراف القلق على موت أحبّة غابوا منذ زمن وآخرين أتمنى موتهم كلّ لحظة بوعيٍ متناغم مع شبقه… عند حافة القلق… يجتاحني ذكرك.. يلج تشكيلات نصّي بكافة تركيباته.. لندخل حجرة المرحاض العموميّ في الطابق الأخير من هذيان الحلم… قطرات من مني بلون القرنفل تفتّت النصّ.. تحيله إلى رموز لا يفكّكها غير غبائك. يا لهشاشة نصّي. أتحسّس حلمتك الوردية الأولى… ألعقها علني أفهم… أقبض على صدرك الأيمن الصّلب الدائريّ علني أستوعب السرّ… ألعق الحلمة الثانية؛ الشعيرات الوحيدة الباقية. تنبعث من هاوية رموزك آهة أشبه بتهليلة طفل يأبى الخروج.. تنهار الآهة تحت وطء خربشة رجولية معترضة.. أصمت!… أنقضّ على شفتيك أرتشف كلّ ما في ذاكرتك من لعاب.. من أنتَ سوى وقوفنا سويًا في هذه الحجرة التي تغوّط فيها عدوّنا قبل دقائق؟ أمتصّ عنقك بعنف لأترك لك شيئا منّي.. ندبة حظ تمشي معها.. وتحرقني نشوتها كلما ارتطمتك وأنتَ تتلوّى في سرير وسطيتك.. أحكم قبضتيّ على عجيزتك العارية.. ماذا أقول عنها؟ بيضاء، صلبة.. ملساء، تنقبض بألوهية مبكية.. تحتكر لنفسها المعنى علّي أفهمه.. فمن أنتَ سوى وقوفنا هنا في هذه البرهة المنزوعة التي يلوّث منيُها نصّي ويجرّده. عند حافة القلق.. على بوابة هاوية مغلقة للترميمات.

3

أقف عند حافة منجم للماس… بقماشتة  الناعمة المنسوجة بموت الحواس أو تكثفها.. عند حافة منجم العسل.. جسدك يتمدّد أمامي. ما أوضح ملامح أيرك الزهريّ الطويل الأملس القويّ الفتيّ.. منيّ.. كيف أمتلكه علّي أفهمه وأفهمك وأفهم أسرار سحره الشقيّ المستلقي أمام ناظريّ الآن.. هو الجاهز للدنس.. ما أوضح ملامحه.. ما ألمع تفاصيل فوزي به.. في حجرة للمرحاض العمومي… عند حافة الجنة أنا.. من أين أبدأ، كيف أحتفي بامتلاكي له/لك وما أنت؟ وما هو؟ في هذه اللحظة؟ وكيف أصل بين خواء عينيك وبينه وبين شفتيّ المتسائلتيْن عن جدوى؟ من أين ابدأ؟ من الرأس أم الكرتين أم من تلك الجنة بين الشرج والخصية؛ هل أمسككَ من عجزيْك وأهزّ قضيبك في فمي من فرط نشوة الفوز بك؟ أهزك علني أفهم.. علّ تلك الروح تفارق جسدك وتحاورني عنك… عن حكايتك… أتحسّس شعر عانتك تتسرسب أناملي من طراوة الشعيرات؛ أتحسس حشفتك أصنع في محيطها دائرة… ودائرة أخرى… تداهمني قطرة شفافة مالحة قليلا.. يتبدّل مسار جريان خيوط المصير الخجلة في كفتك الثلاثينية… أتناول سرّ حيرتك أثبته عند طرف لساني أدخله بين أسناني.. أعرفه على الجدارات كلها. أحتضنه داخلي طويلاً، أعصره عند حنجرتي.. بهدف امتلاكه.. اجتثاثه.. احتكار عذوبته وعنفه.. أستدير بخفة، أتلمّسك بحركة عكسية أغرز أظفاري الطرية أسفل فخذيك.. تلجني بوجع بقسوة.. بخفة.. تهمس في أذني شيئا.. تتكلم لأول مرة.. تلجني برقة.. بعنف.. بوله مبطن.. في أعماق منجم الماس تلجني.. علني أفهم ولو قليلا.. تفارق فراشة جسدك… تهمس هي في أذني المليئة باللعاب سرًا ضئيلا جدًا عنك.. هذا ما أعرفه.. تقول الفراشة.. هذا ما وجدت… تقول.. تلجني أنت.. وتفرّ الفراشة عبر نافذة برج المصارف العالمي… أقف عند حافة سعادة غير مبررة …

4

أقف عند بوابة حزن مكرّر!

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

18 تعقيبات

  1. انا مثلى كم اعجبتنى القصة رائعة شكرا آسر

  2. بعني شو انو تنويه للمحافظين
    أصلا هادي دعوة للقراء مش لترك الموضوع أنا اعلامي وبعرف هالشي

    بعدين مين قال انو الهوموفوبيا هو مرض؟ اصلا هي الحلة العادية مش مرض والمرض الهومو والليزبان أو المثليه هو مصنف مرض عالميا وليس هناك مؤسسة علميه وحده في العالم قبلت تصنفو كشيء طبيعي حتى في بلاد الغرب

    واللي بيقبض فلوس من هالشغله أحسنله يدور على رزقة تانية لأنه الوسط العربي مش أهبل لحتى تنطلي عليه هيك قصص

  3. اعجبتني جرأة الموضوع, وشعرت بالنشوة عند قرأتة, انه ادب وثقافة, كيف اكبر الادباء نشروا قصص ادابية واشعار عن وصف المرأة وهي عارية او عن العلاقات الجنسية مع المرأة فليس بالخطئ بان نكتب نحن ايضا امور كهذة ! لا تقليد ولكن ادب !
    رأيت تعليق : “ست معجوقة” : اريد ان اقول لها بان المثليين ليسوا بزانيات حسب كلامك, ومع انه نسبة كبيرة وخاصتا في مجتمعنا لا يدخلون بعلقات حب جدية بل يبعون جسدهم بكل بساطة وهذا امر خاطأ علينا معالجته لنتقدم وايضا هذا يشوهة صورتنا امام المجتمع والعالم وهكذا لن نتقدم بل سوف نموت سفلاء لا احد يسأل عنا !
    تحيى المثلية الشريفة

  4. يا جماعة الخير كل واحد على دينو الله يعينو

  5. لعل مثليتي هي سبب نجاحي وهي القوة الخفية التي تدعمني من اجل تغيير الواقع العربي المحزن ، اصدقائي هنا معظمهم ستريتز متل ما بحكو هون بالغربة بس بيحترموني اكتر من اصحابهم التانيين لاني صادق ومخلص وانظر اليهم نظرة الانسان الى صديقه الانسان بغض النظر عن دينه وهويته ودينه ووطنه واصله وفصله ولكنني اواجه المشكلة هنا ايضا عند العرب والمسملون والمتدينيون اليهود والمسيحيين ولكنني دائما قوي واجادلهم واناقشهم بثقافتي واقنعهم في النهاية الا العرب فلا امل فيهم في ها الموضوع مع انو ازا بصحلهم شي شب نضيف وحلو وامور كلهم بنيكو مع الاحترام .

    هذه حقيقتنا نحن العرب لا نريد الاعتراف بذلك ونريد ان نبقى مختبئين وندنس اجسامنا وحياتنا كما يدعون من تحت الطاولة او من داخل الخزانة العفنة التي نستتر بها ، ولكنني خرجت منها برغم كل الحزن والالم الذي واجهته من الاهل والاصدقاء والمجتمع في فلسطين .

    الف تحية الى كل مثليي ومثليات ومغايري الجنس العرب في كل مكان والف تحية الى كتابنا الاحرار .

  6. مساء الخير جميعاً،

    أنا إنسانة عادية، لستُ مثلية لا أدري آسفٌ على ذلك أم لا أن لي أيضاً الحق بالفخر بأن أكون عادية كما لكل الناس الحق في الإعتزاز بكينونتهم.
    على كل حال ما أريد أن أقول، هو أن النص كان “مقرف” بالنسبة لي، ربما لأنني لستُ مثلية لا أعلم.
    هذا ما شعرتُ به – القرف ، وما دام الموقع حراً والكل له الحق في التعبير، حبيت أقول .

    دمتم بكل خير

  7. بحب إني أحيي جميع المثليين والمثليات ،و ثنائيو الميول الجنسية، متحوّلو النوع الاجتماعي، المتسائلون، و متحرّرو الجنس , وحتى ما تحكو عني عنصري بحب اني احيي المغايرين والمغايرات بس مش كلهم (فقط اللي ما بعانوا من الرهاب من المثلية).
    أنا فراس ( هاده أكيد النك نيم) من القدس وعمري 20 سنة ومثلي والحمدلله , بدي أحكي للي عندهم هوموفوبيا ( رهاب المثلية) إنو يلحقو حالهم ويشوفولهم دكتور نفساني قبل ما المرض يستفحل فيهم ويصيروا مش متقبلين حالهم لإنو بصراحه هاده المرض آخد في الإنتشار في الوسط العربي والطامه الكبرى إنو نسبة كبيرة من اللي عندهم هوموفوبيا همي أنفسهم مثليين ويا حرام مش متقبلين حالهم وعم بيعملو إسقاط لنفسياتهم المريضة على الناس اللي حواليهم , من وجهة نظر شخصية وتجربة حقيقية إنو الأشخاص المغايرين 100% ما عندهم أي مشكلة مع المثليين وبتقبلوهم بكل أريحية , فيا حبيبي ياللي بتعاني من الهوموفوبيا خلي الفوبيا تاعتك لإلك وبلاش تحط حالك في دائرة الشكوك لأنو اللي على راسو بطحة بحسس عليها!!!!!!!!

  8. piece of work
    absolutely wonderful

  9. اثبتت الأبحاث ان حوالى %50 من الرجال هم ثنائيي الهوية الجنسية و10% منهم مثليون تماما- والعرب منهم ايضا

  10. واو! أول شي بدي اقوله اعذروني لغتي العربية ضعيفة لئنو ربيت بكندا. احسن شي سويته بحياتي هو اني طلعت من الخزانة المعفنة (برغم انه كان اشي صعب و مليئ بالدموع و الحزن) بس بآخر المطاف ماما و بابا تقبلوني و عارفين انه شي من الله. الي بشوفني بألش اني gay و بعدين تعميم تصرفاتنا غلط لئنه في عندنا اشكال و الوان زي كل شي بالدنيا. المثليين مش اشي جديد و الكل بيعرف انو نحن موجودين منذ مشرق البشرية و بل الجينات كمان. الأنفتاح في المجتمع الفلسطيني يدل انو شعبنا عمبينضج كفانا خوف فش شعب او فئة حصل على حريتها بالجبن. برافو قديتا برافو القوس و ان شاء الله عقبال ال مسيرة بالقدس و كل فلسطين الحبيبة.

  11. رائع بصراحه كتير حبيت مزج الأدب الكتابي في تفاصيل اللذة والعشق والوله , أما بالنسبة للناس اللي مش عاجبهم النص الأدبي الرائع , أو الناس اللي لما بيقرأو هيك مقالات بتحرك عندهم شي ابصر شو هو ( اشي كامن في داخلهم) يمكن الخوف من المثلية الموجوده عندهم (يمكن انا بس بحكي رأي ) يارييييييييييت انو تكونو قرأتو التنويه اللي حاطينو ادارة الموقع (تنويه: تحوي هذه المادة تعابير وتواصيف قد يجدها القارئ المتحفظ أو المحافظ غير لائقة له)
    فما تعملو حالكم شرفاء وانو ابصر شو ومن هالحكي الفاضي حبايبي في ديموقراطية واالي مش عاجبو مش ضروري يقرأ!!!!!

  12. عزيزي آسر… حقاً لقد أسرتنا بعذوبة كلماتك و عمق احساسك… شكرا لك و لقديتا على هذه المساحة و الراحة في رفع مرآة عارية امام كل المحتجين، و لهؤلاء اقول، ما حدا جبركم تقرأو شو بنكتب اذا بيجرح حيائكم لهالدرجة… عندكم الموقع طويل عريض اسرحوا و امرحوا فيه :)

  13. رائع

  14. أولا أود شكر موقع قاديتا لهذه الجرأة بالطرح و النشر دون تحفظ أو رقابة. كما أود التعبير عن أجم حبي و إعجابي بتنويهكم في بداية هذه الصفحة.
    ثانيا، إلى كل محتج باسم الاخلاق العامة و الحشومة، و دفن رؤوسنا بالرمل و ما إلى ذلك من حجج واهية، أقول لكم هكذا نحن المثليون، بشر ذات هويات سياسية، اجتماعية، جنسية. نحن لا ندعي الأدب، و لا نحمل صليب الأخلاق العامة في وجه المجتمع. نحن وقحون، منحرفون، شاذون، نمارس الجنس في الحمامات العامة، في الغابات، في الاحراج في المنازل. نذهب الى مظاهرات نشارك باحزاب سياسية، و حركات تحرر نسوية، نبيع أجسادنا، نلبس الكعوب العالية، نضع مساحيق التجميل. نرفض الأخلاق العامة و نحرقها في ذات الحمام العام.
    اما ان تقبلونا كما نحن، أو لا تقبلونا.

  15. عجبا
    اوليس الإيروتيكية هي فن أدبي وتشكيلي متعارف عليه في العالم
    هذا النص جدا ناعم وحساس

  16. إخجلوا قليلًا … هذا ما تسمونه إبداع! أردتم زاوية للمثليين ، فلتكن. أمّا قلب هذه الزاوية في موقع يدّعي انه يحاكي ئقافتنا في ال 48 -الى زاوية لا تصلح إلّا لأن تكون فصص جنسية في موفع بورنو فهو امر مخز وخارج عن نطاق ثقافتنا وحضارتنا.
    أتمنى على الاخوة القائمين في هذا الموقع احترامه لأننا فعلّا نحناج مواقع ثقافي وليس مواقع جنسية!

  17. اوليس المنشور مخزيا بكل العاني الانسانية
    هذا الكلام الهابط يصلح لمواقع الفونوغرافياوبعيد كل البعد عن الثقافة والتحضر او حرية التعبير المزعومة
    انه انزلاق خطير الى العفن الاجتماعي
    قليلا من الخجل- الانسانية

  18. آسر بحق

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>