يوهان غوته: واحدٌ واثنان معًا

ننشر هنا قصيدة للشاعر الألماني غوتة (1749-1832) بعنوان Ginkgo Biloba، اكتسبت شهرة كبيرة، كتبها الشاعر عام 1815 لحبيبته ماريان. والـ Ginkgo Biloba من أقدم الأشجار التي لا تزال حية على وجه الأرض، وتسمى أيضًا بالعربية كزبرة البئر أو عشبة الذكاء

يوهان غوته: واحدٌ واثنان معًا

|يوهان فولفغانغ فون غوتة|

ننشر هنا قصيدة للشاعر الألماني يوهان فولفغانغ فون غوتةJohann Wolfgang von Goethe (1749-1832) بعنوان Ginkgo Biloba، اكتسبت شهرة كبيرة، كتبها الشاعر عام 1815 لحبيبته ماريان. والـ Ginkgo Biloba من أقدم الأشجار التي لا تزال حية على وجه الأرض، وتسمى أيضًا بالعربية كزبرة البئر أو عشبة الذكاء. وقبل أن يقرأ غوته القصيدة لماريان، أرسل ورقة واحدة من الغينكو إليها، علمًا بأن شجرة منها جاورت بيته في مدينة هايدلبرغ في ألمانيا.


جنكو بيلوبا

|ترجمة: أسماء عزايزة|

ورقةُ الشجرة هذه،

القادمةُ من الشرق

إلى حديقتي،

تُخبئ لي وللراغبين بالمعرفةِ

سرَّاً.


أَهِيَ مخلوقٌ واحدٌ

شَطَرَ نفسَه إلى اثنين؟

أم اثنين اختارا أن يراهما العالمُ واحدًا؟


حتى أردَّ السؤالَ

وجدتُ إجابته الصحيحة:

ألم تلحظوا في أغانيَّ

أنني واحدٌ واثنين معًا؟


وننشر هنا أيضًا قصيدة بعنوان “إيرلكوينغ” “Erlkoenig”، والتي تعتبر من أهم القصائد التي يتم تدريسها في المدارس الألمانية. في الأساطير الإسكندنافية والجيرمانية القديمة “إيرلكوينغ” تعني الروح الشريرة التي تتربص ببني البشر، خصوصا الأطفال. ويُقال إن مصطلح جوتة Erlkoenig إنما هو ترجمة خاطئة لكلمة “ellerkonge” الدنماركية أو “elverkonge” أو “king of theelves”. ولكن في الواقع ربما لا يكون ذلك هو الحال. فقد كتب بوركارد شرويدر الألماني مقالا في الموضوع، وزعم أن غوتة كان يعرف تمامًا عمّ يكتب، وأن مصطلح Erlkoenig يمكن إرجاعه إلى إلهة موت إغريقية قديمة اسمها “ألفيتو” هي التي صارت “ملكة الموت”- “Erlkoenigin”- “إيرلكوينيغين”.

إيرلكوينغ

|ترجمة: ياسر الشريف المليح|

من الذي يركب في هزيع الليل المتأخر والرياح

إنه الأب مع ابنه الحبيب

قد أخذ الصبيَّ بأمان في يديه

أمسكه بأمان، أبقاه في الدفء


“يا ولدي، لماذا تخفي وجهك هكذا خائفا؟”

“ألا ترى إيرلكوينغ يا أبي؟”

إيرلكوينغ بتاجٍ وبرداء

“يا ولدي، هذي حزمةٌ من ضباب”


إيرلكوينغ يتكلم:

“أيها الطفل الجميل، تعال وامش معي

كي ألعب معك ألعابا جميلة

هناك كثير من الأزهار الملونة على الشاطئ

أمِّي لها أردية ذهبية كثيرة”


“يا أبي، يا أبي، أولا تسمع،

ما يَعِدُني به إيرلكوينغ؟

كنْ هادئا، ابقَ هادئا، يا طفلي؛

إنها الريحُ تخشخشُ في الأوارق اليابسة


إيرلكوينغ يتكلم:

“هل تريد أن تأتي معي أيها الصبي المليح؟

بناتي الآن بانتظارك

بناتي يرقصن رقصات المساء

يهدهدنك ويرقصن ويغنين لك”


“يا أبي، يا أبي، أفلا ترى هناك،

بنات إيرلكوينغ في دجى المكان البهيم؟

“يا ولدي، يا ولدي، إنني أراه تماما:

إنه شجر الصفصاف القديم يبدو رماديا”


إيرلكوينغ يتكلم:

“أحبك، ويسحرني سمتك الجميل؛

وإذا لم تكن راغبا، فسألجأ للقوة”

“يا أبتي، يا أبتي، قد أمسكني الآن!

إيرلكوينغ قد أذاني”


مرعوبا صار الأب، أركض الفرسَ مسرعاً

ممسكاً بالابن المتأوّه بين الذراعين

وفيما وصل ساحة البيت بكل تعب وعناء

كان الطفل بين يديه قد مات!


وقد قام الموسيقار فرانز شوبرت بوضع موسيقى للقصيدة، تستمعون إليها من خلال هذا الرابط بأداء Anne Sofie von Otter:


كما نورد هنا قصيدة Maifest للشاعر غوته في ترجمتين عربيتين:


احتفال مايو

|ترجمة: سلمى بالحاج مبروك|

كما تلمع

الطبيعة في عيني

كما تسطع الشمس

كما يضحك الرفيق!


تنبجس الزهورُ

من كلِّ الفروع

وألفُ صوت

خارج الأدغال


والابتهاج واللذات

من كل القلوب

أيتها الأرض والشمس

أيتها السعادة واللذة


أيها الحُبُّ، حبٌّ

ساطعٌ مُذهب

كما هناك في الأعلى، على تلك التلال

الغيوم في الصباح


أنت تباركين روعة

الحقل المخضرِّ

في ضباب الزهور

العالم ممتلئ بالحيوية


أيتها الفتاة، فتاة

كم أحبكِ

كما نظرَتكِ ساطعة

كما أنت تحبينني


كما القبرة تحبُّ

الهواءَ والحقولَ

وزهورَ الصباح

وندى السماء


كذلك أحبكِ

بدم مفعم بالحياة

أنت من تهبينني

الشبابَ والبهجةَ والرغبة


أغانٍ جديدة

ورقصاتٍ جديدة

إلى الأبد أكون سعيدًا

كما تحبينني..


عيد أيار

|ترجمة: فؤاد رفقة|

كم بروعةٍ

تُضيء الطبيعةُ لي

كم تبرق الشمس

كم تضحك الحقول


براعم تندفع

من كلِّ غصن،

وألفُ صوتٍ

من غابةِ الشجيرات


لذّةٌ ومتعة

من كلِّ صدر.

أيتها الأرض، أيتها الشمس

أيتها السّعادة، أيتها الرغبة!


أيها الحُبّ، أيها الحب،

ذهبيُّ الجمال

كغيمات الصّبح

على تلك المرتفعات

في روعةٍ تبارك

الحقلَ الطرِّيّ

وفي بخار البراعم

العالم بكامله!


أيتها الفتاة، يا فتاة

كم أحبك!

كم تلمع عينُك

كم تحبّينني!


هكذا تعشق القُبّرة

الغناءَ والأنسام

وزهورُ الصباح

عبيرَ السماء


كم أحبك

بدمٍ دافئ

أنت، يا من تمنحينني الفتوّة

واللذة والجرأة


لأغنيات جديدة

وللرقص.

كوني دائمةَ السعادة

كما تحبّينني.


قصيدتان من ترجمة فؤاد رفقة:


من أبدًا خبزه

من لم يأكل خبزه بالدمع

من لم يجلس على فراشه باكيًا

في الليالي الطافحة بالهموم

هذا لا يعرفكِ، أيتها القوى السماوية.


أنت تأتين بنا إلى الحياة،

أنت تجعلين المسكين يُذنب

ثم تتركينه للوجع،

لأن كلَّ ذنبٍ على الأرض ينتقم من ذاته.


وحده الذي يعرف الحنين

وحده الذي يعرف الحنين

يعرف ما أعاني

وحيدًا ومنفصلا

عن كلِّ فرحٍ

أنظرُ في السماء،

إلى ذلك الجانب الآخر.

آه! فالذي يحبُّني ويعرفني

هو في الأبعاد.

أدوخ،

وأحشائي تلتهب.

وحده الذي يعرف الحنين

يعرف ما أعاني!


المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

1 تعقيب

  1. غوته شخص نادر عاش الحياة بكل انواعها حب وتعب ………………………..انا افتخر به واريد انا  اصير شاعرة مشهورة متلهياغوتة انت اسطورةياغوتة ماخليت حاجة ما درتها راك روعة واش راح يقول عليييييك واحد حابس خلاص ماعندو مايقول

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>