يحيا الفنّ الزائل// أحمد ناجي

النماذج التى نعرضها لا تمثل إلا جزءاً ضئيلاً من مشهد الجرافيتى المصري الآخذ في الاتساع يوماً يعد يوم. وليس كل ممارسي هذا الفن في شهرة هؤلاء، فالقطاع الأكبر من فنانى الجرافيتى هم جيوش من الفنانين المجهولين الذين بالتأكيد سيتزايدون يوماً بعد يوم.

يحيا الفنّ الزائل// أحمد ناجي

نعيد في “غاليري قديتا” نشر مادة بعنوان “يحيا الفنّ الزائل” للصحفي المصري أحمد ناجي والتي نُشرت في عدد مجلة “أخبار الآداب”/ يونيو 2011. مع نماذج مصورة من فنّ “الجرافيتي” (الرسم والكتابة على الجدران) في شوارع القاهرة والإسكندرية.



من أعمال جنزير

من أعمال جنزير




من أعمال التنين

من أعمال التنين




من أعمال مجموعة خنزير

من أعمال مجموعة جنزير




من أعمال مجموعة خنزير

من أعمال مجموعة جنزير




من أعمال التنين

من أعمال التنين


من أعمال التنين

من أعمال التنين


من ورشة آية طارق

من ورشة آية طارق


من ورشة آية طارق

من ورشة آية طارق


من ورشة آية طارق

من ورشة آية طارق


من ورشة آية طارق

من ورشة آية طارق


محمد جابر

محمد جابر


من أعمال التنين

من أعمال التنين


محمد رجب

محمد رجب


من أعمال التنين

من أعمال التنين


الفنان مجهول

الفنان مجهول


من أعمال التنين

من أعمال التنين

آية طارق

آية طارق


الفنان مجهول

الفنان مجهول


الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول


الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

الفنان مجهول

من أعمال آية طارق

من ورشة آية طارق

| أحمد ناجي |

جنزير، موفا، التنين، ملكة جمال الأزاريطة كلها ليست أسماء خيالية، بل ألقاب لفنانين شباب يمثلون أيقونات المشهد الفني المصري الآن. أعمال هؤلاء الفنانين لن تجدها في جاليرهات يرتادها أصحاب رابطات العنق، ولا في قاعات عرض وزارة الثقافة. أعمالهم ستجدها معروضة في جاليري كبير ومفتوح اسمه المدينة. ستجد أعمالهم على جدران القاهرة، الإسكندرية، أسيوط وربما مدن مصرية آخري. اختار هؤلاء الفنانين الجدران العامة مكانا للعرض ورجل الشارع العابر جمهوراً لهذا العرض.

هذا فن ينتشر في المدن المصرية ويحمل اسم “الجرافيتى”. يقوم به في الغالب أشخاص مجهولون، وفنانون لا يضعون توقيعاً بجانب أعمالهم. كل ما يطمحون فيه هى تلك اللذة السرية في التواصل المباشر مع الجمهور وفي إعادة تلوين وجهه مدينتهم. في مقابل جهات رسمية كجهاز التنسيق الحضاري تدعى الحفاظ على وجهه المدينة ولا تقدم إلا إعادة طلائه كله باللون الأصفر كأننا في مدينة مريضة. نحاول في هذا الملف الوقوف على تفاصيل مشهد “الجرافيتى” في مصر، والتعرف على الاتجاهات الرئيسية في هذا الفن كمفتح للاقتراب من روح المدينة المصرية الجديدة.


العم عمرو دياب

-من حى مصر الجديدة كانت البداية

في ربيع 2007 استيقظ سكان حى مصر الجديدة ذات يوم ليجدوا على طول شارع الميرغنى عدد من الرسومات الغريبة تحتل الحوائط، أعمدة الكباري، والأرض. الرسومات التى جاءت بدون إمضاء حملت أيقونات متنوعة. حذاء عسكري ضخم بحجم انسان، صورة ضخمة لعمرو دياب في الثمانيات، كائنات خيالية وآخري مشوهه، ووسط كل هذا رجل ماكدونالدز يجري فاتحاً ساقيه.

هيئة بلدية الحى الراقي والذي توليه محافظة القاهرة أهمية كبيرة نظراً لموقعه وطبيعة ساكنيه الاجتماعية لم تنتظر أى أوامر وتحركت بهمه ونشاط خلال أيام معدود لطلاء كل هذه الأعمال الفنية وإزالته فوراً شارك بالطبع بعض الجمهور المتطوع. لكن شاءت الصدف أن يسجل المخرج الشاب أحمد عبد الله هذه التجربة بالصور والنص على مدونته “http://o7od.blogspot.com” ليحفظ لنا أول تجربة لحركة جرافيتى في تاريخ المشهد الفني المصري. مبادرات الجرافيتى قبل ذلك كانت مبادرات فردية من هواة يستغلون الجدران للدعاية السياسية والتجارية لكن ما حدث في “مصر الجديدة” كان أول حركة فنية منظمة تحاول تغيير صورة القاهرة.

بداية هذه الحركة كما وثقها عبد الله كانت عبر الانترنت حيث تجمع مجموعة من الفنانين والمصممين الشباب في مجموعة سيبرية حملت اسم “الكاتاليست” (المحفز الكيمائي باللغة الانجليزية). كان الهدف من المجموعة مد أواصر الصداقة والتعارف بين هؤلاء الفنانين وتوفير بيئة “سيبرية” على الانترنت يعرضون فيها أعمالهم ويتبادلون التعليقات عليه. ثم بمبادرة من فنان يحمل اسم “كريم” اتفق أعضاء المجموعة على يوم ينزلون فيه بشكل جماعى لترك رسوماتهم وأعمالهم على حوائط شوارع القاهرة.

معظم أعمال المجموعة كانت تندرج تحت تصنيف “البوب آرت” والتيمات المعروضة كانت صورة وأيقونات من الثقافة الشعبية لهذا الجيل الجديد، لكن مع كل عمل كان الفنانين يقومون بلوى أو تغيير تفصيلة في التيمة البصرية لينقلب المعنى ويؤدي إلى معنى وغرض آخر في نفس الفنان. يلاحظ أيضاً في تلك الأعمال ابتعاد أعضاء المجموعة عن القضايا السياسية الحساسة، فإذا كان رجل الشرطة يمر بجوارهم دون أن يعترض لظنه أنهم يقومون بعمل دعاية، فموقفه كان سيكون مختلف إذا كان فيما يقدمونه شبهه أى فكرة أو طرح سياسي، لهذا جاءت الأعمال بصبغة اجتماعية في أغلب الحالات.

واحدة من الأعمال البارزة التى أنجزت في هذا اليوم كانت الأيقونة الشهيرة لشخص يلقي ورقة في سلة مهملات. لكن بدلاً من الورقة كان هناك “أذن” وبدلاً من عبارة “حافظوا على نظافة مدينتكم” وضع الفنان عبارة “عيب ترمى ودان”.

لم تدم تجربة “الكاتاليست” طويلاً لكنها كانت بمثابة الدفعة الأولى لفن  سيظل ينمو ببطيء في شوارع المدن المصرية طوال السنوات الماضية حتى يكون الانفجار الكبير للجرافيتى المصري بعد ثورة 25 يناير.

تأصيل المصطلح

-ماو بدأ بجرافيتى على جدران مدرسته وانتهى قائداً لثورة شعبية

الرسم أو الكتابة على الجدران عمل ممتد في القدم. تقريباً أينما وجد جدار ووجد إنسان، فهناك أثر ما يمكن أن نلمسه على ذلك الجدار. وفي مصر الحديثة احتل الرسم على الجدران حيزاً كبيراً بداية من رسومات الترحيب بالحج وزيارة بيت الله، وحتى رسومات نحن نساعدك في تربية عش الغراب، ونهاية بالقلب الذي يخترقه السهم وسمير وسميرة.. حب إلي الأبد.

لكن هناك تفاصيل طفيفة تصنع الفرق بين تلك الرسومات وفن الشارع أو الجرافيتى؛ فأولاً الجرافيتى مكانه على الجدران والأماكن العامة التى هى ملك للجميع بما فيهم الفنان بالطبع ولهذا ففنان الجرافيتى هو فنان متمرد بطبعه لا يحتاج لإذن من الإدارة المحلية لانجاز عمله. ومكان الجرافيتى ليس جدران المنازل أو الممتلكات الخاصة. الجرافيتى ليس فن دعائي فهو ليس رسم لأرنب بجواره رقم تليفون وعبارة “نحن نساعدك في تربية الأرانب”. الجرافيتى أيضاً يعبر عن خصوصية الفنان وأفكاره الخاصة، هو ليس نسخ لصورة تمثل شعار السيفين والقرآن الكريم وعبارة “الإسلام هو الحل” فنان الجرافيتى يعكس أفكاره الخاصة حتى لو كانت تلك متماشية مع ايدولوجيا أو فكر سياسي ما فيجب أن يحمل العمل بصمته الخاصة.

الجرافيتى فن متاح للجميع لاتحتاج لزيارة جاليري أو قاعة عرض لرؤيته، بل يتحقق معناه والهدف منه مع رؤية الجمهور العادى له والمشاركة فيها بحيث يتحول الحائط إلى ساحة حوار بين كل من يرغب، حوار فنى مختلف الأفكار والتوجهات يؤدى في النهاية إلى عمل فني متكامل يعكس روح سكان المدينة وقيمهم الجمالية.

تميز وتفرد الجرافيتى  ينبع من كونه فن زائل. يحصل على خلوده واستمراريته لا من بقاءه بل من استمرار عمليات الكشط والشطب للأعمال القديمة على الحوائط وإبدالها بأعمال جديدة.

يحمل الجرافيتى بين طياته في الأغلب رسائل سياسية معارضة للنظام، أو يفضح التناقض داخل تقاليد وقيم مجتمعية راسخة. في آسيا وفي مدرسة صينية صغيرة عام 1915 قام طالب في أحدى المدارس بانجاز أكبر لوحة جرافيتى في العالم 4آلاف حرف انتقد فيها مدرسي المدرسة، والإدارة التعليمية، وإدارة المقاطعة والحكومة. وفي الصباح تم إلقاء القبض عليه وتعنيفه وإزالة اللوحة، بعد بسنوات أصبح هذا الفتى هو “ماو تسى تونج” زعيم الحزب الشيوعى الصينى.

لهذا فالجرافيتى فن خطر، فما يبدأ بجملة على الجدار من الممكن أن ينتهى بجمهورية الصين الشعبية. ولذلك تشن الكثير من الحكومات الأوروبية حروب واسعة على الفن الجرافيتى، فهم مخربين يجب إزالة آثار أعمالهم الشيطانية التى قد تقود إلى نهايات غير طيبة. إلي جانب إصرار البعض على وصف الجرافيتى والنظر إليه بصفته تخريب لا كفن شعبي جماهيري خارج عن التقاليد المؤسسية.

في انجلترا ظهرت على جدران لندن منذ سنوات طويلة أعمال فنان يدعى “بانكسى” لكن لا أحد يعرف وجهه حتي الآن تنتقد كل رموز النظام السياسي الانجليزى من عساكر الدرك وحتى الملكة، وانتقلت رسومات “بانكسي” لتترك أثرها على حوائط العديد من المدن العالمية بداية من نيويورك وباكين وحتى الجدار العازل بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية واحتاج الأمر لسنوات طويلة حتى تتوقف الإدارة المحلية للندن عن إزالة أعمال بانكسي، بل وتوفر خريطة للمدينة يمكن للزائر عبرها مشاهدة أعمال بانكسي الذي تحول لأيقونة للفن الانجليزى الحديث. عند نقطة ما تنظر الحكومات المحلية للجرافيتى كبصمة للمدينة يكسبها خصوصيتها، وخصوصاً إذا استطاع فناني تلك المدينة فرض رؤيتهم أو الحصول على دفعه إعلامية تمكنهم من التحول إلي أيقونات فنية بعيد عن عنف ومطاردات الشرطة.


حينما أعلنت الحكومة الحرب على الجرافيتى

-لم يكن أمام فنانى الجرافيتى سوى الرسم داخل قاعات وزارة الثقافة أو تحمل تهمة عبده الشيطان

رغم تشارك معظم حكومات العالم في حربها على الجرافيتى إلا أن بدر عبد الملك في كتابه “الإنسان والجدار” يوضح الفرق بين الدول الديمقراطية والدول القمعية في علاقتها مع الجرافيتى، فبينما تزيل الأولي الجرافيتى بغرض الحفاظ على المنشآت العامة وبدعاوى الحفاظ على النظافة العامة. لا تهتم الدول القمعية بالجرافيتى إلا إذا احتوى على رسائل سياسية مباشر أو حمل مضمون فنى يصعب تفسيره ويثير البلبلة واهتمام الرأى العام. وكما يوضح عبد الملك “اهتمام الدولة القمعية منصب على مضمون الكتابة، أكثر من الاهتمام بممتلكات الأفراد والمجتمع، وما عدا ذلك فإنها لا تبدى أهمية كبيرة للحفاظ على نظافة وحماية الممتلكات العامة والخاصة”.

يبدو هذا واضحاً في التجربة المصرية فقد ترافقت تجربة مجموعة “ايكاليست” مع نمو متزايد للاهتمام بالجرافيتى لدى الفنانين الشباب. من بعيد كانت الحكومة بمؤسساتها الثقافية والفنية تراقب الظاهرة عن كثب. البعض قد يتذكر في العام 2009 حينما انتشرت على أرض شوارع منطقة وسط البلد رسمة غامضة “لرجل يمسك بيده مقشة”. سرت في الإعلام الرسمى موجه من الرعب وانتقلت أجهزة الشرطة تبحث عمن قاموا بهذه الرسومات.

تم إلقاء التهمة وقتها على شباب “الايموز” ليأخذوا مكان “عبده الشيطان” الأكذوبة الإعلامية الأضخم في زمن التسعينات. تحركت أجهزة البلدية لإعادة طلاء الأرض وإزالة الرسم الغامض الذي حير سكان المنطقة. ذراع الدولة الثقافي المتمثل في وزارة الثقافة كان أكثر حنكة في تعامله مع ظاهرة الجرافيتى، وربما كان القائمين علي الوزارة أكثر دراية بما قد يمثله “الجرافيتى” من خطورة محتملة على الفن المدجن الذي تنتجه وترعاه وزارة الثقافة، لهذا سارعت باحتواء رغبات الفنانين الشباب عبر إقامة مهرجانات دورية لفن الجرافيتى في متحف محمود خليل. كان يتم جمع شباب الفنانين وإعطائهم مساحة للرسم والتلوين ثم وضع أعمالهم الفنية حبيسة داخل جدران المتحف.

البعض اعترض وقتها فالرسم على لوحات قماشية أو ورقية حتى لو كان بمساحات كبيرة لا يحول العمل إلي جرافيتى. حينها تمت إقامة سلسلة مسابقات تحت إشراف وزارة الثقافة لطلاء ورسم بعض جدران المؤسسات العامة في القاهرة، كسور مسرح البالون والسور الموجود في نهاية شارع الهرم. كان على الفنانين أن يتقدموا بأوراق أو نماذج للأعمال التى يرغبون في تقديمها ثم تختار لجنة تحكيم من بين هذه الأعمال العمل الفائز وتقوم بمنح الفنان الفرصة لتنفيذه على تلك الجدران.

النتيجة كانت الكارثة الجمالية الموجودة في عدد من شوارع القاهرة. تشكيلات لونية متداخلة تمثل نهر النيل، وأطفال يطيرون الطائرات الورقية. تيمات رسمية مقررة مثل تلك التى نراها على جدران المدارس في إطار حملات “مدرستى نظيفة متطورة”.  لكن في النهاية كانت أعمال فائزة في مسابقة رسمية حصلت على ختم النسر من وزارة الثقافة قبل تنفيذها. المار بجوارها لا يجد فيها ما يستحق التأمل أو التفكير. بقع ألوان على الحائط تم تنفيذها بدعم من وزارة ثقافة فاروق حسنى.

تعامل الحكومة والمؤسسة الرسمية في ذلك الوقت مع الجرافيتى مثالاً يلخص سياسية طويلة عاشت فيها مصر طوال ثلاثين عاماً. فالفن مساحته الوحيدة المتاحة هى وزارة الثقافة، أما إذا فكرت في الخروج خارج الحظيرة فالشرطة سوف تطاردك وتقبض عليك. وتصمك بأنك من “عبدة الشيطان” أو شباب الايموز.


من أعمال مجموعة خنزير

من أعمال مجموعة خنزير


ملكة جمال الأزاريطة

-كن مع الفن فالثورة تبدأ من الدماغ

بعيداً عن قبضة السلطة المركزية في القاهرة. كان وضع الجرافيتى أفضل كثيراً في مدينة الإسكندرية.

فمنذ التسعينات عرفت الإسكندرية نموذجاً بدائياً للجرافيتى يتمثل في أعمال واحد من أشهر الشخصيات السكندرية العامة وهو “جمال الدولى”. مشجع نادى الإتحاد السكندري وصاحب الجداريات وأعمال الجرافيتى التى تتناول كل شئون الحياة بداية من وضع الدورى المصري لكرة القدم، وحتى الشئون الفنية وآخر أعمال فنانته المحبوبة ليلي علوى وانتهاءاً بالشأن السياسي.

كان الدولى هو النسخة السكندرانية لعبد الرازق عفيفي أديب الشباب في القاهرة، والذي كان يروج لكتبه على الجدران. الدولى في المقابل لم يكن يمتلك كتب مطبوعة لذلك كان يروج لنفسه واسمه فقط.

في 2009 ظهرت أول مبادرة لتأسيس مبادرة للجرافيتى الحديث في إسكندرية. كان هناك تلك الفتاة ذات الشعر القصير، والبسمة الشريرة الساحرة التى تتحرك في شوارع الإسكندرية وهى تمطي “العجلة”.  لم تكن آية طارق تهتم بكل التعليقات والمعاكسات التى تلقي عليها، كانت تستمر في التبديل فوق العجلة، وتتحرك من شارع لآخر فوق ظهرها حقيبتها داخلها “علب الاسباري” والألوان، وكل مستلزمات أعمال الجرافيتى.

دخلت آية كلية الفنون الجميلة، لكنها لم تجد في محاضرات الكلية وما تدرسه ما يفيدها. ركزت على تنمية مهاراتها وتنمية معرفتها بنفسه “البركة في الإنترنت.. يخليك مش محتاج لحد”. على الانترنت تمتلك آية موقعاً تقدم فيه نفسها تحت لقب “ملكة جمال الأزاريطة” أحد المناطق الحيوية المفضلة لدى آية في مدينة الإسكندرية.

لم تأتى آية من عائلة فنية بالمعنى التقليدى لكن جدها من طرف أمها “حسن إبراهيم” كان فنان دعاية معروف في السبعينات والثمانيات. لديه استديو صغير وأنجز آلاف التصميمات والرسومات لأفيشات الأفلام ولافتات الماركات والمحلات التجارية. إذا تمكنت يوماً من السفر عبر الزمن إلى إسكندرية الثمانيات فمعظم الرموز والأيقونات الجمالية والبصرية التى قد تراها في شوارع الإسكندرية تم انجازها من طرف الجد حسن إبراهيم.

حينما بدأت آية في الاهتمام بالفن بشكل أعمق، مثل أى فنان بدأت في البحث عن مكان ولو غرفة كمعمل لأفكارها وتجاربها. أعادت فتح “استديو” الجد لكن هذه المرة كاستديو خاص لها اسمته “استديو فوق وتحت”. فتحت آية الاستديو لفنانى الإسكندرية أو أى فنان مصري يرغب في المشاركة معاها في ورشة الجرافيتى التى فتحت باب الانضمام إليها في ديسمبر 2009. الورشة أقيمت بإمكانيات بسيطة وعلى نفقة الفنانين الشباب أنفسهم.

على مدار شهور طويلة شاركت آية مع فنانين آخرين منهم ساره سامى، محمد رجب، محمد جابر، في انجاز عشرات الأعمال الفنية التى زينت شوارع الإسكندرية. الأعمال التى تم انتاجها من خلال تلك الورشة عكست صورة أكثر حيوية للمشهد الفنى، والملفت أن كلمة “الثورة” كانت حاضرة بقوة في معظمها. أحد القطع التى شارك في انجازها أكثر من فنان كان رسم لمخ بشري ملون، كتب بجواره “الثورة تبدأ من هنا”. وعلى طول جدار مبنى آخر كتب بخط رقعة جميل “غرباء في هذا العالم”. حتى القبضة المضمومة الشعار الثورى الأثير على مدار القرن الماضي ظهر في أحد الأعمال لكن اليد هذه المرة كانت تمسك “رول” طلاء وكتب بجواره عبارة “كن مع الفن”.

لم تكن السياسة هى العنصر الأبرز في أعمال ورشة آية طارق، كانت تيمات وأيقونات الثقافة الشعبية أيضاً حاضرة؛ على أحد الجدران هناك تلفزيون مرسوم والشاشة يحتلها شعار البرنامج التلفزيونى “البيت بيتك” لكن الجملة يحولها الفنان لتصبح “البيض بيضك”. على جدار الآخر نجد خريطة لإشارات اليد التى يتعامل بها سائقوا الميكروباصات وبجواره مكتوب بخط هندسي “مسارك/حدد/ مصيرك”.

تحولت آية إلي أيقونة في أوساط فنانى “الاندر جراوند”، وظهرت أعمالها في فيلم “ميكرفون” الذي عرض مع بدايات أحداث ثورة 25 يناير 2011.


شماريخ وطبول

إلي جانب كونه فن مستقل بذاته يتماس “الجرافيتى” مع عدد من الفنون والظواهر الاجتماعية والثقافية التى ظهرت في مصر خلال السنوات الأخيرة تحديداً موسيقي وثقافة “الراب”، وتجمعات حركات الألتراس الرياضية. فتلك الجماعات الاجتماعية والتى لم تجد أى مساحة أو وسيلة تعبر بها عن نفسها، بل شن الإعلام الرسمى حملات هجوم مكثفه عليهم بصفتهم مخربين لأنهم فقط يشعلون “الشماريخ” ويدقون “الطبول”. والنتيجة لم يكن أمامهم سوى الجدران التى تحولت العبارات المكتوبة عليها من “الزمالك مظلوم” إلى جداريات ضخمة تحمل أيقونات تلك الأندية والفرق الموسيقية. وأحيانا تتماس مع بعض التوجهات السياسية التى تتبناها تلك الروابط الإجتماعية فعلى سور نادى 6 أكتوبر الرياضي سوف نجد العديد من جداريات “الألتراس” تحمل شعار الرابطة على خلفية علم فلسطينى.

صحيح أن قطع “جرافيتى” الألتراس وفرق الراب لم تعكس رؤية فردية لأصحابها، ولم يأتى معظمها على مستوى فنى بارز. لكنها ساهمت في نشر ثقافة الجرافيتى وإكسابه قبولاً عاماً في الشارع، وجذب عشرات الشباب للتعرف على تقنيات وأدوات ممارسة هذا الفن.

خلال سنوات من التدريب والممارسة نمى أعضاء تلك الجماعات الإجتماعية مهارتهم في التعامل مع الطباعة وتفريغ القوالب لاستخدامها في انجاز قطع الجرافيتى، إلي جانب استخدام “الاسباري” للكتابة على الجدران. أيضاً عبر مواجهات الألتراس مع قوات الأمن في المباريات الرياضية طوروا مهارتهم في التعامل مع عنف قوات الأمن، لهذا فيوم 28 يناير المعركة الحاسمة في ثورة 25 يناير، كان الألتراس هم رأس الحربة للمظاهرات والمسيرات التى تحركت من كل مكان في القاهرة باتجاه ميدان التحرير. وحينما هدأت المعركة كان شباب هذا الروابط إلى جانب فنانى الجرافيتى هم أول من بدأوا مهمة إعادة رسم وتشكيل شوارع قاهرة ما بعد الثورة.


حلوة يا بلدى

-جرافيتى التحرير أزاله شباب عمرو خالد لأنهم لا يريدون ما يذكرهم بالماضى

الانفجار الكامل للجرافيتى كان مع أيام الثورة. استعاد المصريون شوارع مدينتهم. وأصبح المجال مفتوحاً أمام كل الجماعات الاجتماعية والثقافية للتعبير عن نفسها بصوت مسموع. هانى خالد كان أحد الفنانين الشباب الذين شاركوا في مظاهرات 25 يناير منذ بدايتها. قنابل الغاز المسيل للدموع، مصادمات، هتافات.. في وسط الفوضى الثورية وجد هانى الفرصة لتحقيق حلمه المؤجل في رسم الجرافيتى. كان في رأسه عشرات الأفكار والأحلام المؤجلة لمشاريع الجرافيتى منها ما كان يفكر فيها قبل الثورة عن الوحدة الوطنية. لكن مع الثورة تغيرت كل الخطط. وخرجت أعمال هانى عبارات يكتبها وسط المسيرات والمظاهرات تصرخ بسقوط النظام.

أثناء اعتصام التحرير وجد هانى الفرصة أمامه لتطوير مشروعه والعمل بشكل أكثر احترافية، على السور الخلفي لمبنى التحرير بدأ في انجاز العديد من قطع الجرافيتى. يعمل هانى بالتكنيك الحر دون تجهيز أو استعداد مسبق. يقف أمام السور ممسكاً علبة “الاسبراي” أو الألوان ويبدأ في انجاز جداريات ضخمة، أحيانا يكون الجدار عالياً فيتطوع أحدهم بحمله على كتفه لانجاز العمل.

للآسف الكثير من أعمال هانى وفنانى ميدان التحرير تعرضت للإزالة بعد تنحي الرئيس على يد شباب عمرو خالد الذين هجموا على الميدان لتنظيفه وإعادة طلاء الشوارع حينما سألته إحداهن وكانت تعمل بإصرار على كشط جرافيتى لشعار “الفيسبوك” لماذا تزيل هذه الرسومات؟ ردت ببساطة: “لا نريد ما يذكرنا بالماضي”

لكن قطار الجرافيتى كان قد انطلق وفي معظم محافظات مصر تشكلت جماعات متناثرة بعضها سري وبعضها معلن تخصصت في انجاز أعمال الجرافيتى حتى مدينة كأسوان بدأت تشهد أعمال جرافيتى مدهشة أبرزها تلك القطعة حيث أربعة أشخاص جمعيهم متصلين بعقل واحد. نمطية التفكير وسلوك قطاعات عريضة من الرأى العام الرافضة والقلقة من التغيير ومدمنة الاستقرار كان هو الهدف القادم للجرافيتى.

جنزير

-بانتهاء رقابة رجل الشرطة على الجرافيتى ظهرت رقابة رجل الشارع

كان يمكن للفنان الشاب المعروف بموفا وأحيانا يلقبونه “جنزير” أن يرضي بدوره كواحد من أهم الأسماء الفنية الشابة، أعماله تعرض في قاعات وزارة الثقافة، وتشارك في معارض عالمية في هولندا وأوروبا، وتصميماته محل تتنافس الشركات العالمية للحصول عليها. لكن جنزير والذي سبق له القيام ببعض تجارب “الجرافيتى” قبل الثورة، شعر أن عليه مسئولية آخري في مصر ما بعد 25 يناير. يلخص هذه المسئولية في جملة بسيطة “شعرت أنه لا بد من وجود تقارب أكثر بين الفنانين ورجل الشارع العادى.” ويكمل شارحاً لماذا زادت هذه المسئولية بعد الثورة “زمان كنا نتحجج بالحكومة والسلطة لم تكن تترك أى مساحة من الحرية للفنانين أو مجال للتقارب بينهم وبين رجل الشارع العادى. لكن الآن لا يصح أن يظل الفنانين في قوقعتهم الخاصة إلا إذا كان الفنان خائفاً أو كسولاً.”

يري جنزير أن الثورة سوف تغير الكثير من تفاصيل المشهد الفنى المصري، فالنبسة له بدا واضحاً أن دور “الجاليرهات” لا يمثل أى قيمة. فالمدينة كلها يمكن تحويلها إلي جاليري كبير.

بعد الثورة انطلق جنزير  بالتعاون مع عدد من الفنانين الشباب والمتطوعين لتنفيذ جداريات ضخمة في شوارع القاهرة وفي أحياء متفرقة من العاصمة المترامية. البداية كانت بجداريات الشهداء. بورتريهات كاملة لشهداء الثورة يمكنك أن تجدها على جدار دورة مياه أمام دار القضاء العالي، أو في موقف باب اللوق. لاقت هذه الجداريات التى تم تنفيذها بألوان زاهية وبجوار كل جدارية اسم الشهيد وسنه وأحيانا فقرة عن كيف استشهد أثناء المظاهرات السلمية. الجداريات لم يكن الغرض منها فقط تخليد الشهداء، بل تذكير المارة أن هناك من ضحى بحياته من أجل مصر جديدة وأن دمه أمانة في عنق هذا المار. لاقت الجداريات استحسناً كبيراً من المارة وسكان المناطق الموضوعه فيها. لكن ذات يوم استيقظ سكان منطقة باب اللوق ليجدوا أن صورة الشهيد التى كانت موجودة على جدار إحدى دورات المياة تمت إزالتها.

توجهت الشكوك في البداية نحو إدارة حى عابدين أو هيئة نظافة وتجميل القاهرة، لكن الإثنين نفوا مسئوليتهم أو معرفتهم بمن قام بإزالة صورة الشهيد. جنزير حاول القيام بتحرياته الخاصة صاحب محل بقالة وعدد من أصحاب المحلات التجارية في المنطقة وجهوا أصابع الإتهام نحو أحد أعضاء مجلس الشعب السابقين المعروف بتأيده للنظام السابق. بعد أيام قليلة تم استدعاء عضو مجلس الشعب المتهم إلى النيابة ووضعه في سجن طره لتورطه في قضية الاعتداء على المتظاهرين في موقعة الجمال والحمير. جنزير بالتعاون مع عدد من المتطوعين أعاد رسم صورة الشهيد.

فلول الحزب الوطنى لم تكن آخر العناصر التى تحارب الجرافيتى. في يوم 26 مايو الماضى تبين لجنزير أن هناك الكثير من المعارك التى لازال على فن وفنانى الجرافيتى أن يخوضها. كان  جنزير في صباح هذا اليوم يلصق على الحوائط بوستر ينتقد أداء المجلس العسكري ويدعو للخروج لمظاهرة 27 مايو التى عرفت إعلاميا بجمعة الغضب الثانية، وفي رواية الإخوان المسلمين بجمعة الوقيعة. أثناء تعليق البوستر كان بعض المارة يمرون بجوار جنزير، يعلقون بكلمة هنا أو هناك أو يفتحون نقاش حول الموضوع. فجأة انفعل أحدهم وامسك بجنزير والمخرجة عائدة الكاشف التى كانت تساعده وأخذ يصرخ “أنتم مين؟ أنت مش مصريين؟ أنتم جواسيس؟ أنتم بتوقعوا بينا وبين الجيش” تطور الأمر حضرت الشرطة ذات الملابس البيضاء التى بدورها سلمتهم للشرطة ذات القبعات الحمراء. تم اقتياد موفا وعائدة الكاشف إلى مقر الشرطة العسكرية.

المسئول في الشرطة العسكرية نظر للبوستر، طلب شاى وقهوة لجنزير وعائدة ونديم زميلهم الثالث الذي ألقي القبض عليه. فتح حوار ودى مع جنزير حول البوستر، ثم ودعه على الباب. عبر المسئول عن اندهاشه من وجود جنزير. ولم يفهم لماذا تم احضاره إلى مقر النيابة العسكرية فليس هناك أى اتهام أو مخالفة ارتكابها. بعد هذا اليوم كان هناك اثنان من أصدقاء جنزير يعلقان نفس البوستر لكن في منطقة شعبية، نفس السيناريو تكرر تجمهر الناس وبدأوا في مهاجمتهم والتشكيك في وطنيتهم، في النهاية حضر أحد ضباط الشرطة. اطلع على هوياتهم الشخصية نظر للبوستر في نظر للناس وقال لهم “طيب وأنا مالى.. دى حرية رأى وتعبير وهم أحرار” وفجأة مع عبارة الشرطى تحول موقف الجمهور من الغضب والحنق على الشباب إلى التسابق للحصول على البوستر.

كلا التجربتين كشفا لموفا أن التحدى الآن أمام فن الجرافيتى هو كيفية خلق علاقة مركبة مع الجمهور العادي الذي يسعي في إصرار غريب إلي أن يمارس الرقابة على نفسه بنفسه، كعنكبوت يخنق ذاته بشبكته.

لكن الجرافيتى فن مستفز بطبعه سواء للسلطة أو الجمهور، لهذا فموفا يعرف أنه لن يتوقف عن استفزاز الاثنين. ولن يخفض من سقف أعماله، بل سيسعي فقط في المرات القادمة أن يكون أكثر حذراً. أسأله ما الذي يقصده بالحذر؟ يجيب مبتسماً ونحن خارجين من الاستديو الخاص به في منطقة لاظوغلي “يعنى مش لازم اعلق بوسترات أو أعمل جرافيتى الساعة 12 الظهر”


التنين لا يتكلم

من بين مئات أعمال الجرافيتى التى ظهرت على جدران المدن المصرية بعد الثورة، ظهرت مجموعة تحمل علامة مميزة وإمضاء واحد حمل اسم “التنين”. من أبرز أعمال التنين قطعة “الجرافيتى” التى يمكن رؤيتها على سور مكتبة الجامعة الأمريكية. حيث رقعة الشطرنج بالأبيض والأسود النصف الأعلى يمتلئ بقطع العساكر، وفي الأسفل جميع القطع في موقعها المعتاد ما عدا الملك مقلوباً. يحمل العمل الكثير من الدلالات حول طبيعة المشهد في مصر ما بعد الثورة. وفي أماكن متفرقة تتوزع أعمال الجرافيتي التى تسلط الضوء على الانتهاكات التى يمارسها النظام الحاكم حالياً.

عملية العثور على التنين استغرقت وقتاً وبحثاً طويلا في النهاية عثرنا على حساب على موقع الفيسبوك يحمل اسم “التنين” وبعض الصور لأعماله، وبالتواصل معه تمكننا من تحديد موعد للقاء في العالم الواقعي شرطه الوحيد كان عدم الافصاح عن شخصيته/ شخصيتها.

يفضل التنين أن يظل مختفياً عن الأنظار. والسبب كما يقول “في الفترة القادمة سننجز الكثير من أعمال الجرافيتى التى تتعرض للنقد للكثير من العادات والأفكار الاجتماعية السلبية في المجتمع المصري، لا يمكننا التكهن برد الفعل عليها لكنه في الغالب لن يكون إيجابياً”. لا يشعر التنين بأى قلق من تعرض للمطاردة أو عنف السلطة “نثق في قدرة النشطاء والحقوقيين والرأى العام على الضغط على السلطة خصوصاً في قضايا الحريات والفضل في ذلك يعود إلى ثورة يناير.”

الجرافيتى كان حلم مؤجل دائماً للتنين. أثناء الانتخابات البرلمانية الأخيرة فكر في عمل أكثر من قطعة جرافيتى تنتقد مسرحية الانتخابات المزورة لكن الأمر كان مستحيلاً لأن قبضة الشرطة كانت أقوى وأعنف. لكن في يوم 25 يناير ووسط الجماهير في الميدان ولدت فكرة مشروع التنين للجرافيتى، ويوم 26 يناير بدأ الاستعداد للتنفيذ.

الآن تنتشر أعمال التنين في مناطق تبدأ من الزمالك وحتى مصر الجديدة، والهدف في المرحلة القادمة توسيع الدائرة الجغرافية. أعمال التنين تتميز بخلوة من الكلمات هى في الغالب رسم مصمت دون أى كلمات توضيحية. والمعني الحقيقي للجرافيتى في رأى التنين يأتى من قدرة العمل على ايقاف العابر في الطريق ودعوته لتأمله والتفكير فيه، بالتالى التفكير في حياته الخاصة والعامة واكتشاف الخطأ والتناقض في الصورة الكلية. يستخدم التنين في انجاز أعمال تقنية القوالب الجاهزة المفرغة حيث يتم لصقها ورش الاسبراي. بالتالى يسهل انجازها في وقت قصير ويصعب إزالته مع على الجدران لكن واحدة من القطع التى انجزها على سور إحدى المؤسسات العامة في شارع القصر العينى، تعرضت لأغرب عملية تخريب فبدلا من إعادة طلاء الجدار، قام أحدهم بتكسيره.


-مازال النيل يجري

النماذج التى عرضنا لها لا تمثل إلا جزءاً ضئيلاً من مشهد الجرافيتى المصري الآخذ في الاتساع يوماً يعد يوم. وليس كل ممارسي هذا الفن في شهرة هؤلاء، فالقطاع الأكبر من فنانى الجرافيتى هم جيوش من الفنانين المجهولين الذين بالتأكيد سيتزايدون يوماً بعد يوم. وأثناء الإعداد لهذا الملف كان هناك مظاهرة أمام وزارة الداخلية في ذكري قتل خالد سعيد. في وسط الهتافات واللافتات المرفوعة للمطالبة بمحاكمة القتلة. كان مجموعة من الشباب يجرون بجوار سور الوزارة لينفذوا قطعة جرافيتى جديدة “علامة” على وزارة الداخلية. حيث صورة خالد سعيد وأسفل منها أبيات من قصيدة أمل دنقل تذكر بثأر خالد المعلق “هل يصير دمي بين عينيك ماء/ هل تنسي ردائي الملطخ بالدماء؟”.

(صحفي مصري)

عن “أخبار الآداب”











المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

2 تعقيبات

  1. ازاي اقدر اتواصل مع أحمد ناجي ؟

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>