الروائي خالد خليفة يفوز بجائزة نجيب محفوظ للأدب عن روايته “لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة”

الروائي خالد خليفة يفوز بجائزة نجيب محفوظ للأدب عن روايته “لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة”

خليفة: “نحن نعمل في الهشاشة لأننا نصنع الجمال، نساهم بجعل حياة البشر أقلّ وحدة وقسوة، لا ننصر مظلوماً لكننا نساعد المظلوم على أن يستجمع قواه ويحارب من أجل قضيته”

الروائي خالد خليفة

الروائي خالد خليفة

.

|محمد سعد- بوابة الأهرام|

أعلنت الجامعة الأمريكية في القاهرة فوز الكاتب السوري خالد خليفة بجائزة ميدالية نجيب محفوظ للأدب، في حفل أقيم بالقاعة الشرقية بالجامعة الأمريكية بالتحرير، عن روايته “لا سكاكين بمطابخ هذه المدينة”، والصادرة عن دار العين للنشر بالقاهرة، العام الحالي. وتسلم الجائزة بدلاً عن خليفة الذي لم يستطع الحصول على فيزا للسفر إلى مصر، الصحفي سيد محمود، والذي ألقى كلمة خليفة بالنيابة عنه.

وخالد خليفة كاتب وروائي سوري معروف من حلب، ولد عام 1964، وهو مؤلف رواية “مديح الكراهية” التي ضمّتها قائمة “ميوز ليست” لأفضل 100 رواية في العالم لهذا العام.

ترأس لجنة تحكيم الجائزة هذا العالم تحية عبد الناصر، حفيدة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والأستاذ بقسم الدراسات العربية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وضمت في عضويتها الدكتورة شيرين أبو النجا، أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة القاهرة، والشاعر اللبناني عبده وازن، رئيس القسم الأدبي بصحيفة الحياة اللندنية، والمترجم همفري دايفيز، والناقدة منى طلبة، الأستاذ بجامعة عين شمس.

وتمنح الجامعة الأمريكية الجائزة تكريماً لاسم أديب نوبل الراحل نجيب محفوظ منذ عام 1996 بشكل سنوي في الحادي عشر من ديسمبر كل عام، الذي يوافق ذكرى ميلاد نجيب محفوظ، لدعم ترجمة الأدب العربي المعاصر.

ويحصل الفائز علي ميدالية فضية ومبلغ مالي رمزي، كما تتم ترجمة العمل الفائز إلى اللغة الإنجليزية، من خلال مراكز الجامعة الأمريكية للنشر في القاهرة ونيويورك ولندن، ومنحت الجامعة الأمريكية الجائزة العام الماضي للكاتب عزت القمحاوي، لإبداعه الأدبي الثوري.

أما خالد خليفة البالغ من العمر 49 عاما فهو روائي وكاتب سيناريو وشاعر، مولود بمدينة حلب، ويقيم ويعمل في دمشق، وقد وصلت روايته “مديح الكراهية” الصادرة في 2006 إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية في دورتها الأولى في عام 2008، وترجمت إلى الفرنسية والإيطالية والألمانية والنرويجية والإنجليزية والإسبانية. وصدرت للروائي خليفة في 1993 مجموعة قصصية بعنوان حارس الخديعة”، وفي عام 2000 أصدر روايته الأولى وعنوانها “دفاتر القرباط”، وبسببها تقرر تجميد عضويته في اتحاد الكتاب العرب في سوريا لأربع سنوات، ثم تقرر حظر روايته “مديح الكراهية” فأعاد نشرها عبر دار الآداب في بيروت، وفي سبتمبر الماضي اختيرت هذه الرواية ضمن أفضل مائة رواية في العالم.

ونشرت “بوابة الأهرام” النص الكامل لكلمة خليفة، والتي ألقاها نيابة عنه في حفل إعلان جائزة ميدالية نجيب محفوظ للأدب، الصحفي والكاتب سيد محمود.104291

وجاء نص الكلمة كالتالي:

“لأول مرة تقف الكتابة وجهًا لوجه مع ذاتها، لتجيب عن سؤال خطير: ماذا تفعل الكتابة حين يصبح الموت فاحشًا إلى هذه الدرجة؟ لأول مرة أتساءل مصدومًا عن جدوى الكتابة، وأعترف بأنّ أوهامي قد انتهت حين اكتشفت بأننا أشخاص ضعفاء إلى درجة كبيرة، غير قادرين على مساعدة طفل نازح بالمخيمات وإعادته إلى دفء منزله، أو جثة رجل قتله قناص لمروره الخاطئ من المكان الخاطئ في ذلك الوقت الخاطئ.

“لكنها في الوقت نفسه أزالت عن عيني غشاوة كنت لا أجرؤ على الإعتراف بها من قبل، نحن نعمل في الهشاشة لأننا نصنع الجمال، نساهم بجعل حياة البشر أقلّ وحدة وقسوة، لا ننصر مظلوماً لكننا نساعد المظلوم على أن يستجمع قواه ويحارب من أجل قضيته، لا نستطيع إقناع امرأة مهجورة بأنّ العزلة ليست سيئة إلى هذه الدرجة، لكننا نستطيع أن نجعل عزلتها أقلّ وحشة.

“نفضح طغاة وانتهازيين وقتلة، ولكننا لسنا محكمة تصدر أحكامًا، هكذا أرى الرواية التي غيرت حياتي، جعلتني أقل قسوة وأكثر دقة في إصدار أحكام قيمة قاطعة لا تقبل النقاش، لأنّ في الرواية كل شيء قابل للنقاش والتحول والذهاب في الاحتمالات الغريبة، لأنها ببساطة سجل الإنسان الذي ما زال يكرّر أسئلته عن السعادة والحب والكراهية، وما زال يلهث وراء سؤاله الأساسي- وأقصد هنا بسؤال الموت.

“لقد بدأت الرواية العربية تحفر بالذات والمجتمع متخلية عن الإنشاء لصالح السرد والنثر الحقيقي مع معلمنا نجيب محفوظ الذي علمني معنى المثابرة، معنى قوة الكتابة وألمها، كما علم أجيالا من قبلي، وسيكتشف من سيأتي من بعد جيلنا الكثير من أسرار يتعلمونها من نصوصه.

“واليوم تقف الرواية العربية على تلك الأرضية التي ستنطلق منها الرواية العربية لتكون شريكة في الفضاء الإنساني، خاصة أنه في العقد الأخير بدأت مرحلة جديدة بحفريات الفرد والبوح بالمسكوت عنه.

“كما ستساهم الثورات التي ما زالت بأول الطريق في جعل اليقين قابلاً للشك، وبالتالي المجتمع الذي عاش كل هذه القرون في بحثه عن هويته سيصل بالتأكيد إلى نتائج مغايرة تنفض الغبار عن ثقافة عظيمة كانت يوماً شريكة في الثقافة الإنسانية المتمدنة وليست مجرد صدى ومستهلكة للنتاج الانساني.

“أيتها السيدات،

“أيها السادة؛

“لم أكن يوماً أتخيل أنني سأكون هنا تطوّق عنقي ميدالية المعلم نجيب محفوظ كما طوق عنق كل الروائيين العرب أرثه الذي تركه لنا.

“شكراً للجنة التحكيم، شكراً لحضوركم وشكراً للجامعة الأمريكية في القاهرة الجهة الراعية لهذه الجائزة، وللقاهرة التي ستنهض وتعود مرة آخرى الأم الكبرى لكل عشاقها وأنا واحد من هؤلاء العشاق.”

>

الصحفي سيد محمود يقرأ كلمة خالد خليفة

الصحفي سيد محمود يقرأ كلمة خالد خليفة (بوابة الأهرام)

.

الناشرة فاطمة البودي تتسلم الجائزة نيابة عن خالد خليفة (بوابة الأهرام)

الناشرة فاطمة البودي تتسلم الجائزة نيابة عن خالد خليفة (بوابة الأهرام)

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>