مجد كيّال حُر: لم أزر بلداً معاديًا، بل زرت بلداً جميلاً جداً

مجد كيّال حُر: لم أزر بلداً معاديًا، بل زرت بلداً جميلاً جداً

كيّال: تهمة الاتصال بعميل أجنبيّ مردودة جملة وتفصيلا؛ أنا زرت لبنان وهو ليس بلداً معاديًا، بل لبنان بلد جميل جداً، لا سيما وأنّ هذا التواصل يجب أن يكون الأمر الطبيعيّ مع فضائنا وعمقنا العربي عبر التواصل الثقافي والأدبي والحضاري

الزميل مجد كيال لحظة خروجه من السجن

الزميل مجد كيال في بيته في حيفا

.

|خدمة إخبارية- عن “عرب 48″|

أطلقت الشرطة بعد عصر اليوم الخميس (17 نيسان) سراح الصحافي مجد كيّال، بعد ساعات معدودة من رفع حظر النشر حول تفاصيل القضية، حيث وصل بيته في حيفا قبل فترة وجيزة. وفي حديث له مع موقع “عرب 48″، قال مجد كيّال: “إنّ التهمة التي ادعوها باتصال بعميل أجنبيّ مردودة جملة وتفصيلا ولم أعرف عمّا يتحدثون، بحيث خضعت خمسة أيام للتحقيق بقضية لا أعلم عنها شيئًا. أما حول زيارة “بلد عدو”، فهذا صحيح؛ أنا زرت لبنان وهو ليس بلداً معاديًا، بل لبنان بلد جميل جداً، لا سيما وأنّ هذا التواصل يجب أن يكون الأمر الطبيعيّ مع فضائنا وعمقنا العربي عبر التواصل الثقافي والأدبي والحضاري”.

وتابع كيّال: “ما فعلته عن سبق إصرار بعد أن تلقيت دعوة للمشاركة بأربعينية تأسيس صحيفة “السفير”، التي أعمل فيها، بحيث شاركت بفعاليات مع كتاب للسفير من كافة أقطار الوطن العربي، وهذا منحني دفعة وخبرة إضافية في التدريب المهنيّ، وبالتالي فإنّ زيارة بيروت مثيرة جداً كما هي مفيدة، وهي التي ننتمي لها ثقافيا وحضاريًا، إلا أنّ الدولة عزلتك وحرمتك فضاءك الطبيعيّ”.

وكانت الشرطة اتصلت بوالد مجد، مبدّا كيّال، نحو الساعة الرابعة والنصف وطلبت منه القدوم الى مركزها في حيفا لاستلام ابنه المعتقل، بعد أن تقرر اطلاق سراحه. وقال إنّ الشرطة سمحت لمجد التحدث إليه ليتأكد من النبأ المفاجئ.

وقال مركز عدالة، محامي كيال، على صفحته في الفيسبوك: “في أعقاب طلب قدمه عدالة للمحكمة اليوم لإعادة النظر في تمديد اعتقال مجد كيال، الدولة تعلن عن إطلاق سراحه خلال النصف ساعة القريبة”.

قيود الإفراج

وفرضت الشرطة قيودًا على تحرير كيّال وهي: 5 أيام اعتقال منزلي، و21 يومًا يحظر فيها استخدام الانترنت ويحظر عليه مغادرة البلاد لشهر واحد.

وفي وقت سابق من اليوم، رفعت محكمة الصلح في حيفا  أمر منع النشر عن قضية كيال،  الذي اعتقل منذ مساء يوم السبت الماضي، عند عودته من الأردن قادمًا من بيروت. وكان الزميل مجد قد وصل إلى بيروت للمشاركة في احتفالية صحيفة السفير اللبنانية لمناسبة مرور 40 عامًا على انطلاقها، علمًا أنه ينشر بشكل ثابت في ملحق “السفير العربي” التابع لهذه الصحفية منذ قرابة السنتين.

والتهم التي تم التحقيق فيها مع كيال هي “الاتصال بعميل أجنبي” و”زيارة دولة عدو”. وأجرت أجهزة الأمن مساء أمس الأربعاء تفتيشًا في منزل كيّال للمرة الثانية منذ اعتقاله. وأزالت المحكمة أمر منع النشر في أعقاب طلب قدمه مركز عدالة ومركز إعلام والصحافيين وديع عواودة وجاكي خوري وخلود مصالحة ويواف اتيئيل.

 لقاء مع المحامي

 يُشار إلى أنه وفي ساعة متأخرة من ليلة أمس الأربعاء، فور إزالة الأمر الذي يمنع كيال من لقاء محاميه، قام محامون من مركز عدالة بزيارته في معتقل الجلمة التابع للشاباك، وذلك للمرة الأولى منذ اعتقاله. وقال كيال لمحاميه إن التحقيق معه تمحور حول زيارته إلى بيروت، الأمر الذي نشره كيال وأعلنه على الملأ فور وصوله إلى لبنان. بالإضافة لذلك، تم التحقيق مع كيال حول لقاءات مع عدد من الأشخاص خلال المؤتمر الذي شارك به. وأجاب كيال أن جميع لقاءاته في بيروت كانت في إطار تأدية مهامه كصحافي.

وعلم طاقم المحامون أنه وخلال التحقيق معه، تم إخضاع كيال لفحص بوليغراف (جهاز فحص الكذب)، وتبيّن منه أنه يقول الحقيقة. وأخبر كيال محاميه أنه منذ اعتقاله هو محتجز في زنزانة مزرية، دون سرير أو شباك ولا يدخلها نور الشمس، ومضاءة بضوء أصفر قوي كل ساعات النهار، حتى أنه فقد حس الزمن والوقت. كما أنه تم التحقيق معه بشكل مكثف ولساعات طويلة، وتم التحقيق معه حول أمور تخص حياته الشخصية. رغم ذلك، بدا كيال بمعنويات عالية، وأخبر محاميه بصورة كاملة عن مجريات التحقيق معه.

واعتبر مركز عدالة أن ممارسات الشرطة في هذا الملف خطيرة جدًا، خصوصًا وأنه تراكمت في هذا الملف عدة انتهاكات جسيمة لحقه كمعتقل، كمنعه من لقاء محام، تمديد اعتقاله لفترة طويلة، وأمر منع نشر جارف على تفاصيل القضية. هذه الممارسات، وآثارها المتراكمة، تفرغ من أي مضمون حقه كمعتقل بالإجراء القضائي العادل. كما أنه من الواضح أن توجيه تهمة الاتصال بعميل أجنبي لكيال، ليس لها أي علاقة بالواقع بل أنها إجراء عقابي لردع كيال وآخرين من السفر إلى لبنان والدول الأخرى المعرفة كدول “عدو”.

واعتبر مركز عدالة أنه لم يكن هنالك أي تبرير قانوني لمنع اللقاء مع محام وأمر منع النشر، فمنع اللقاء مع محام يكون في حال رفض المشتبه الإجابة على أسئلة المحققين واستجوابهم. لكن في حالة كيال، تم إصدار أمر منع اللقاء مع محام حتى قبل أن يتم اعتقاله.

وأضاف محامو عدالة أن المشكلة ليست في سفر كيال للمشاركة بندوة في بيروت أو في التواصل الثقافي للمواطنين الفلسطينيين مع الدول التي تعتبرها إسرائيل “دول عدو”، بل بالقانون الذي يمنع ويجرم هذا التواصل، رغم أنه يعتبر حقًا مكفولاً لكل أقلية وفقًا للقانون الدولي.

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>