مردوخ سيشتري 20% من “روتانا”: المجد العربي يتوزع

… وأصبح لروبرت مردوخ موطئ قدم في المؤسسات الإعلام […]

مردوخ سيشتري 20% من “روتانا”: المجد العربي يتوزع

Rupert

مردوخ. من سينقذ من؟

… وأصبح لروبرت مردوخ موطئ قدم في المؤسسات الإعلامية العربية. أقلّه هذا ما يمكن استنتاجه من التقارير الإعلامية التي نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال» ــــ مردوخ أحد أكبر المستثمرين فيها ــــ ومجلة «فارايتي» الأميركيتان. إذ أكّدت الصحيفة أن الحوت الإعلامي، الأسترالي الأصل، يفكّر في شراء حصة تبلغ 20 في المئة من شركة «روتانا» التي يملكها الأمير الوليد بن طلال. أما «فارايتي» فدخلت في تفاصيل الأرقام مؤكدةً أن قيمة الصفقة تراوح بين 250 و350 مليون دولار.

لكن لنعُد قليلاً إلى العام الماضي. إلى شهر آذار (مارس) تحديداً. يومها انتشرت تقارير إعلامية تفيد بأن مردوخ، سيطلق قريباً محطّتين فضائيتين مخصصتين للشرق الأوسط، وناطقتين باللغة الإنكليزية، على أن يبدأ بثهما في شهر أيار (مايو) 2008. كل ذلك بمساعدة الوليد بن طلال. وهكذا كان، إذ أطلقت «نيوز كوربوريشين»، وهي الشركة التي يملكها مردوخ وتضمّ تحت جناحها كل مؤسساته الإعلامية، قناة «فوكس موفيز» الموجّهة للمنطقة.

ويبدو أنّ هذا الوجود الخجول في المنطقة العربية، لم يعد يرضي مردوخ، لذا انطلقت المفاوضات بينه وبين الوليد للاستثمار المباشر في شركة «روتانا». وكان الوليد بن طلال قد صرّح سابقاً في أكثر من مناسبة أنّه يسعى كي يُدخل «مردوخ إلى عالم الإعلام العربي وأنّ «روتانا» تحديداً تعمل على ذلك». وسبق للأمير السعودي أن استثمر في «نيوز كوربوريشين» بحصة بلغت 5 في المئة.

وإن كان بن طلال يبحث عن وسيلة لدعم شركته المتزعزعة اقتصادياً جراء الأزمة المالية العالمية، فإنّ ذلك لا يعني بالضرورة أنّ دخول مردوخ إلى المنطقة، مكسبٌ للإعلام العربي! أما السبب فبسيط جداً. إذ تكفي مراجعة تصريحات مردوخ عن المنطقة وموقفه من الصراع العربي ــــ الإسرائيلي لفهم نوايا الرجل الاستثمارية في المنطقة. إلى جانب تحيّز وسائله الإعلامية لمصلحة إسرائيل خلال الحروب الأخيرة التي خاضتها على لبنان (تموز / يوليو 2006) وغزة، فإنّ لروبرت مردوخ علاقات اقتصادية وسياسية لا يخفيها مع المحافظين الجدد في الولايات المتحدة ــــ لنتذكّر هنا دعمه لجورج دبليو بوش في الانتخابات الرئيسية الأميركية ــــ ومع الأحزاب الإسرائيلية. وهو نفسه الذي أعلن خلال تسلّمه جائزة تقديرية من «اللجنة الأميركية اليهودية» في آذار (مارس) الماضي، «أن العالم الحرّ يرتكب خطأً جسيماً إنّ ظنّ أن هذه الحرب (على غزة) ليست حربنا كلّنا».

هكذا، يبدو هذا الاستثمار مربحاً اقتصادياً لكل من مردوخ والوليد، إذ يعاني الأول تدهوراً كبيراً في أغلب وسائله الإعلامية بعد الأزمة الاقتصادية، كما أنّ الوضع المالي لـ«روتانا» لا يبدو أفضل بكثير. لكن يبقى أن نبحث عن خلفيات هذا التعاون: هل وجد روبرت مردوخ في الأزمة المالية باباً بحث عنه طويلاً للدخول إلى المنطقة؟ وهل تقتصر أهداف هذا الاستثمار على المجال الاقتصادي البحت أم أنّ في دخول مردوخ إلى الشرق الأوسط أجندة سياسية لم يخفها يوماً في وسائله الإعلامية؟

(عن “الأخبار”)

المحرر(ة): مدير الموقع

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>