تأملات نقدية في..القارص والكلاسين.

وفي القارصتين المناضلتين، هدول الي لو شو ما تعمل، ولا ربك، رح يضلوا عايشات بعد المعركة. بنفع كمان نسميهم: فلسطينيي الداخل.

تأملات نقدية في..القارص والكلاسين.

DSC00642

الكاتب أثناء اداء شعائره الدينية.. ما هكذا يورد القارص يا رفيق.


|فادي إغبارية|
 

صراع العقول: إغبارية يواجه القارص!

السؤال الفلسفي الاهم منذ فجر قيام البشرية.. السؤال الذي حيّر ارسطو و فَعفَل افلاطون و لعب على مشاعر نيتشيه، هو: “ليش الله خلق القارص؟”

انه الي بنط يقولك “لاكمال دورة الحياة العظمى” أو  ”اكيد في سبب و بس الله بعرفه”  وفي احلى اشي الي بقول لك “ابتلاء من عند الله” او “امتحان”، انه يا سلام! (ايوا يا وديع، من الاول يا وديع، بلشت تفهم يا وديع)!

المهم، في عدة شغلات مشتركة بكل القارص:

بس الي بيفجّر الوضع، والقشة الي بتكسر ظهر البغل، انه قارصة وقحة سافلة، تفوت ع اذنك، تقولك “ويزززززز” و تطلع.  قمة الوقاحة، انه مش انها فاتت باذنك لهدف، لأ فاتت تعمل “ويـزززز” و تطلع!

1) مرّات، بعد ما تعوف رب القارص وهو يلف حوالين اذنك، بتقول: خلص، بعطي القارصة ايدي، خليها تقرصني ع السريع، توخذ وجبة الدم الي بدها اياها، وتحل عني!
بس هات اشوف تشبع؟ القارص جشع طماع، كل القارص هيك!

2) القارص اناني، اذا انتبهتم، مستحيل يقرصوك قارصتين بنفس الثانية!

3)القارص مقارنةً بالذبان، زي واحد مِدهِن وزنه 150 كيلو قبال واحد بلعب رياضة كل يوم!

طبعا، اكيد كل واحد فينا فات بحرب مع الباعوض بواحدة من ليالي حياته الباقية.
بتكون قاعد ع الحاسوب بامان الله، فجاة بتيجي عليك قارصة، بتقول معلش قارصة، فش فيها مخ.. “الله يسامحها”.. شوي بتطير.. وبعدين بتيجي اختها… شوي بتلاقيها بتعزم كناينها  و جاراتها و القبيلة كلها.
بس انت  عم تحكي مع بنت الي كثير مهتم الها، وبتقول “خلص الله بعين، اسا بشبعوا دم وبيروحوا” وانت بتبلش تفكر انه بجوز مع الوقت يصير عندك مناعة و تبطل تحس بقرصات القارص.
بس الي بيفجّر الوضع، والقشة الي بتكسر ظهر البغل، انه قارصة وقحة سافلة، تفوت ع اذنك، تقولك “ويزززززز” و تطلع.  قمة الوقاحة، انه مش انها فاتت باذنك لهدف، لأ فاتت تعمل “ويـزززز” و تطلع!

وقتها بتقبّع مع ربك.
بتقول للصبية “BRB”، بتضوي اللامبة، بتقفل كل الغرفة، بالمفتاح (غريب ليش)، وبتحمل سلاحك “بالعادة السلاح التقليدي منشفة بيضا متوسط الحجم.”

وفي القارصتين المناضلتين، هدول الي لو شو ما تعمل، ولا ربك، رح يضلوا عايشات بعد المعركة. بنفع كمان نسميهم: فلسطينيي الداخل.


القضية بالحرب مع القارص في غرفتك، انه قبل ما تبلش الحرب، بتحاول تعمل احصائيات لعدد القارص، فنفرض بطلع معك 15 قارصة، بتبلش حربك الضروس وبتعد 10 ضحايا في صفوف العدو وقرصتين بصفك، بترجع تعد القارص، إيه،11.. بترجع بتقتل 17 قارصة(يعني المفروض صار عددهن بالمينوس!! او جابو امدادات بالباراشوت) بتعد الا هو في قارصتين، وقد ما تقتل بضل في القارصة الخبيثة… علميًا: حسب اكتشاف اينشتين، قتل القارص هو الجوريثمات بمستوىlog n.

خلال الحرب في عدة انواع قارص:

1) القارص الي بكون ع الحيط بالمحل الي الحيط مدهون فيه أبيض..يعني اذا مش شايفني شوفني.. هاد رب الغباء، هاد القارص الغبيّ.
2)في القارص الي بقضيها على السقف… وشكله من قعدته شبعان، وبس تقتلوا بكون كله دم، هاد القارص البرجوازي.
3)وفي القارص الي بهجم عليك، ما بتشوفو الا هو على ايدك او بنص منخارك هذوول الشجعان همّ يا  اما البروليتاريا يا  اما المجاهدين.
4)وفي القارصتين المناضلتين، هدول الي لو شو ما تعمل، ولا ربك، رح يضلوا عايشات بعد المعركة. بنفع كمان نسميهم: فلسطينيي الداخل.

طيب حكينا كتير عن القارص الليل. “يلعن ديـنها!” في قارصة مرقت من قدام الشاشة اسا!
طيب… خلينا نروح نحكي عن اشي غير.
يلا ليلة موفقة، وكل واحد يوخد باله من القارص الي حواليه.


في المذاهب الكلسونية

أما بعد، فحبيت اطرح قضية رأي عام حرجة ومتطرفة، ألا وهي قضية “القيمة الكلسونية” في السوق على كفي العرض والطلب.

القيمة الإنسانية المطلقة للكلسون ثابتة إلى حد كبير، فلا يوجد مجال واسع للمراوغة في رفاهية الكلسون، فالطبقية الكلسونية محدودة ضمن تصنيفات غير قابلة للتأويل: “كلسون مع رسمة” “كلسون قطن” “كلسون عامل حاله كلسون”، وفي بعض الحالات المتطرفة ممكن كمان كلسون مكتوب اسمك عليه.

فالكلسون، بتعريف خلقه، تحت كل ما له تحت، فالعين الإنسانية المجردة لن تميز حتى “الطبقية البسيطة” للكلسون إلي لابسه!
لكن ولسخرية الأقدار، ترى الكلسون التل أبيبي سعره 70 شيكل جديد طخ، بينما ترى الكلسون الفحماوي، أو كلسون مصمصاوي كُح، ال 3 ب 10 شيقل.
وطبعاًانا، ولا تصافي بالعملية والتعقل، اختار الكلسون المصمصاوي، ابن البلد! لكن، ولمزعكم بالاندهاش، غالبية البشر، تعيش حالة عدم رضى مع الكلسون ابن البلد البسيط، فتختار أن تدفع نقودا أكثر لنفس الكلسون من الناحية الفيزيائية، لكن منحدر من عائلة “رينوار” او “ديزيل”. جهزوا أنفسكم للصدموا: قسما بآيات الله ان احد أصدقائي اشترى كلسون ينحدر من حمولة “تومي” ودفع ثمنه 350 شاقل!

يعني، بلا زغرة، لو انا مشتري كلسون من هل عيلة العريقة، بخاف “اظرط” وانا لابسه.
هذه الطفرة الاخلاقية في بني البشر خلقتها شغلة خسيسة اسمها “موضة”، أي “تريند”، ممكن انه الرأسمالية الجشعة خلقتها، لكنها ليست ركنًا من أركان الرأسمالية، لذلك فمش مجبورين نكمل فيها حتى نكمل رأسماليتنا.انا رأسمالي، لكن رأسمالي “فيكسد”، ورأسمالي عاقل متزن، مش غبي.
لذلك ولكبح هذه الظواهر، ولأجل التعقل والإتزان، بنادي وبقول:
سألبس بلدي، سألبس كلسون مُصمصاوي !



ملاحظات المحرر:

1. مُصمُص أسم قرية في منطقة المثلث داخل فلسطين المحتلة، منعًا للإلتباس.

2. عزيزي الكاتب، في موضوع القارص، تحدثت عن أنك قلت لصبية BRB، ستكون مشكورًا لو حوّلتها إلينا وتنشغل أنت بقتل القارص.

3. بالنسبة لموضوع الكلسون، وبما انك تصنف الكلاسين حسب الموقع الجغرافي، ننصحك بكلسون من مدينة “الطيبة”، فالكلسون الطيباوي “إبن البلد في كل بلد.”



المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

7 تعقيبات

  1. عزيزي فادي .. نصّك جميل، ممتع والاهم ذكي مع إنه ببين للبعض بسيط.. واللي شايف موضوع القارص والكلاسين موضوع مش مهم، بتحداه انو يقعد في غرفة مع اكم قارصة بالذات اذا كان بلا كلسون!

  2. ٍٍ”ثورة القارص” معك حق, ما بعرف كيف ما انتبهت. وشكرا على التوضيح. انا بعتذر للمحرّر على تعليقي المتسرّع.
    لكن بعدني على رايي ان الملاحظات (باستثناء الاولى) هي زائدة.  

  3. يا صاحبي من واجبي كانسان ان احييك على الموضوع القيم الحساس وبصراحة الوطن العربي من محيطه المختل لخليجه المحتل بحاجة لكتاب على مستوى الجرأه الي بتحملها حضرتك .. لا انا بدي اروح لابعد من هيك واقول اكثر من هيك مش بس الوطن العربي لا العالم باسره من قطبه الشمالي الى قطبه الجنوبي بحاجة الي مفكرين , مش قاعد ببالغ اذا بقول مفكرين, من طينتك .. انا شخصيًا كان لي عدة اطلاعات مسبقة على الفكر الكلسوني وتأثيره على المجتمع بس مسبقش وان صادفت دراسة متينة مثل دراستك رغم اني بملك عدة تحفظ بسيط .. وهو عدم ذكرك لكلاسين القدس العتيقة -العشرة بعشرة- الي قعدن سنه ساترات عورتك ..
    انا شخصيًا ومن منطلق انساني والحكي موجه للكل ومنهم صاحبك الي اشترى الكلسون بهديك الحسبة (الي انا برضو من المفروض يعرفو ) .. انا ادعو الى خلع الكلسون .. يا خي عيش بلا كلسون صعب .. وبلاش **** شو المشكلة .. يعني هسا بطلت تقدر تقعد من دون كلسون .. يعني بدك تقنعني انو حياتك متعلقة بهل كلسون يعني لو بطلوا يصنعوا كلاسين بتموت بتصير حياتك مأساه .. فليسقط الكلسون فليسقط فليسقط !!!

  4. بالنسبة لقضية القارص:
    هي جملة وحدة وبس: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا، فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ، وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ: “مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً؟”، يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً، وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ}… [سورة البقرة / آية 26]!

    أما بخصوص القيمة الكلسونية:
    “قسما بايات الله ان احد اصدقائي اشترى كلسون ينحدر من حمولة “تومي” ودفع ثمنه 350 شاقل!!!! يعني لو انا مشتري كلسون من هل عيلة العريقة, بخاف “اظرط” وانا لابسو , واذا انجبرت اظرت بنزل الكلسون بالاول, حتى الكلسون ما يتضايق”… اقتباس مميز من النص!
    أولا: عجبي كل العجب من القسم بآيات الله على متن القسم بالنص أعلاه!!!
    ثانيا: هههههههه.. فادي إنت بتعرف – وكذلك أنا وباسل – مليح إنو صاحبك (اللي أنا أكيد بعرفو) عندو بكلسونو أبو الـ350 ش.ج أفضلية نسبية عنك (إنت صاحب الكلسون البلدي) مهما حاولنا طمسها سفسطائيا (هاي لعيونك)!!! بحيث إنو صاحبك، فيما لو وجد حالو مرة بالصدفة على شط قيساريا – وبمنأى عن أي اعتبار أخلاقي – مش راح يكون عندو أي حرج أيا كان بالسباحة بالكلسون! ومش بس هيك، يمكن تلقاه مخطط لهالـ”صدفة” على شط قيساريا، عسى السبايا تشوف كلسونو، وبالتالي ما يرحش يوم وثلث ترباع اليوم شغل على الفاضي، أو بس اقتصارا على التثبيت والعزل!!!
    بينما إنت، يا روحي، راح يكون قدامك خيارين (وبعدنا بمنأى عن الاعتبارات الأخلاقية): إما إنك تتنازل عن السباحة، أو إنك تكون فرجة للناس!
    يعني فش فرق بين اللي بتشتري الحوتيني بـ999 ش.ج، وبتلبس لأجل عيونو الأبيض الميني، وما بين وحدة مش!
    ثالثا، وأخيرا: فادي أنا بحييك على مواضيعك المنتقاة بعناية شديدة لأجل حساسيتها الاجتماعية والاقتصادية والرياضية والـ والـ والـ… على السواء!
    ثم إني بثني على أسلوبك المميز الدال على فاعله! D;
    تخلس: جميل!

    أما ملاحظات المحرر:
    باستثناء الملاحظة الأولى، الملاحظات ما كان إلهن لزوم!

  5. قصد المحرر انه البنت الي قلتلها “BRB” اخليها تحكي معه, والكاتب يكمل قتل قارص! :P (قالها مازحاً)

  6. 1. تعليق المحرّر مش مفهوم، مش المفروض التحرير يكون موضوعي بالصحافة الطّبيعية (بعكس أنواع الصحافة الأخرى اللي بتنقدوها)؟
    2. أول مرّة بشوف صحافة بتكتب شيء وبنفس الوقت بتتهبل عالإشي المكتوب فيها، أو الكاتب. عمليّا النقد المحرر عم بنتقد الصحيفة.
    3. أذا المحرّر مش قصدة ينتقد، معناة معناة حقّة علي، إنو، بنصحة بدورة يتعلم فيها كيف يعبّر عن نفسه بشكل صحيح بالكتابة.
    4. ياخي، أذا مش عاجبك الموضوع لشو تنشره من الأول ؟
    (فش حاجي تنشروا التعليق، بس إنو بكفي توخذوه بعين الإعتبار)

  7. شو مفروض تكون ملاحظات المحرّر. يعني الاولى مفهومه. بس الثانيه والثالثه ايش هدول نكت؟ مش كتير واضح.
    الثانيه مش مفهومه بالمرّه. ايش يعني بدك يقلّك الكاتب brb وميكتبش هون؟ روح اقتل قارص ومتكتبش هون؟
    في جمل بالعالم, بكل ببساطه, زائده.

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>