“قصة حب” بعد رمضان: النقاب بطلاً مطلقًا

|محمد عبد الرحمن| كما يحدث في رمضان من كل عام، يكتشف ال […]

“قصة حب” بعد رمضان: النقاب بطلاً مطلقًا

jamal

|محمد عبد الرحمن|

كما يحدث في رمضان من كل عام، يكتشف الجمهور والنقاد في الأيام الأخيرة أن هناك مسلسلاً مميزاً ضاع وسط الزحام، وينصح الجميع بعضهم بعضاً بضرورة متابعته لدى إعادة عرضه بعد رمضان. هذا النموذج انطبق بشدة على مسلسل “قصة حب” من بطولة جمال سليمان، وبسمة وخالد سرحان، وتأليف مدحت العدل. حمل العمل توقيع إيمان حداد التي نجحت في أولى تجاربها الإخراجية في صياغة دراما تلفزيونية شديدة الإنسانية تحاول أن تكشف سلبيات المجتمع وتعالجها في الوقت نفسه. إذ لم يقف صنّاع المسلسل كالمتفرجين يعرضون ما يحدث من دون تدخل منهم، وساهمت في ذلك شجاعة المؤلف مدحت العدل. إذ منح النقاب البطولة المطلقة لأول مرة على شاشة التلفزيون من دون أن يقع في الحفرة التي صنعها معارضو ومناصرو الزي الأسود الذي يزداد انتشاراً في مصر وتكتفي الدولة بحظره قانوناً من دون البحث في أسباب انتشاره. المسلسل الذي أعاد لجمال سليمان الكثير من البريق لدى الجمهور المصري، ينطلق من محاولة ناظر مدرسة تأسيس مدرسة مثالية ويواجه الفساد بكل صوره. وهو الأخ الكبير الذي لم يتزوج حرصاً على رعاية أشقائه الأربعة. وعندما يقع في الحب للمرة الأولى، يكون الطرف الثاني أرملة ترتدي النقاب يلتقيها من دون أن يرى وجهها بالطبع بصفتها أماً لطالب متشدد دينياً.

يجتمع سليمان مع والدة الطالب ثم يكشفان نشاطات مريبة من جماعات متشددة هدفها غسل أدمغة هؤلاء الفتيان. كل هذا في قالب بعيد تماماً عن الجمل المحفوظة والشخصيات التقليدية وصولاً إلى نهاية تبث التفاؤل لدى من كفر بإمكانية التغيير. إذ يعي الفتى سريعاً الفخ الذي كان يُنصب له، ويرتبط الناظر بالأم التي تخلع النقاب عن اقتناع وتندمج في المجتمع من جديد. وينجح الأشقاء في التخلص من أنانيتهم ويتركون للأخ الأكبر منزل الأسرة ليقيم فيه تعويضاً عن السنوات التي قضاها في رعايتهم. بينما يخفق الناظر في تجاربه داخل المدرسة لكنه في النهاية يؤكد أن المبادرات الفردية تلعب دوراً كبيراً في إصلاح التعليم الذي يعد إحدى أبرز أزمات مصر في الآونة الحالية. وساعد نص المؤلف ورؤية المخرجة على الوصول بسهولة للجمهور من خلال الأداء المميز لطاقم الممثلين حتى الذين لم يظهروا بهذه القوة من قبل في مسلسلات أخرى.

وإلى جوار جمال سليمان، ظهرت بسمة بقوة في شخصية هي أفضل ما قدمته على الإطلاق، كما تميز خالد سرحان في شخصية ضابط أمن الدولة الذي يرفض ضغوطات زوجته من أجل استغلال وظيفته. وهو ما ينطبق على باقي الممثلين، انتصار، وأميرة كرارة، وكارولين خليل، ومنى هلا ورمزي لينر.

مع ذلك، لم يظهر النقاب فقط في مسلسل “قصة حب” هذا العام. في الحلقات الأولى من مسلسل “الجماعة”، أشار وحيد حامد إلى وجود أشخاص مهمتهم إقناع الفتيات بارتدائه بعدما فوجئ وكيل النيابة (حسن الرداد) بأن الخادمة التي تعمل لديه ارتدت النقاب ولن تخلعه ما دام في المنزل. فيما استعانت به أيضاً الممثلة مي عز الدين في مسلسل “قضية صفية” للتخفي من مجموعة من الأشخاص طاردوها للحصول على أرضها بالقوة. مع ذلك، ظل مسلسل “قصة حب” الوحيد الذي قدم النقاب من زاوية إنسانية وعلى مدى معظم حلقات العمل.

(عن “الأخبار”)

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>