أنشودة عاشق في الهزيع الأخير من الليل

نتشابك… نحترق
نخترق خطوطَ النار
ويبقى حريق…
ويبقى حريق…
لَو كَانَ القَمَرُ بنَفسَجَةً
لأقطفه
وأزيّن بِهِ ياقةَ
صَدرِكَ المزهر حينَ اللقاءِ…

أنشودة عاشق في الهزيع الأخير من الليل

|بقلم: حورس|


يُداعبٌ صَمتُكَ صَمتي

أَنتَشي…

نلعبُ لعبةَ الأطفالِ

أُغمِضُ عَينيّ لأراكَ

مُحتفيا تَحتَ ظِلِّ صَدري

فأكتشفُ أُنوثَتي في غَوغائِكَ

وَنُعيد حروفَ الأبجدية

لمعالمِ العِشق ِوالهَوى

• • •

أقتبسُ ضَحِكَ الطفولةِ

لأرسمَ مَنَازِلَ الفرح

في لونِ عينكَ

أقَبِّلُ شَفَتَيْ غَزالٍ

يُطاردُ السَّراب

فيقع أسيرَ هُدبِكَ

ليكتبَ سرّ هَواه

عَلى موجةٍ تمرّ مرورَ الغروب

لتحملَ الحنينَ إلى

عِشقٍ عربي

قد كادَ أن يندَثِر!

• • •

ها أنت

تُحطَّم ذُكُورَتي

وَتُعيد لي نَشوة َالآلام

تداعبُ أذُني

فأسرح في متاهات الغَمام

أعانقُ فيكَ عَنترَ الغياب

وقَيسَ الغمام

نكتبُ ماضينا معاً

على زركشة حاضرٍ

يبتدع من جديد دائرة الهُيَام!

• • •

لَيلاكَ أنا!

في نشوةِ المكان…

سوادٌ يصبغ هُدْبَكَ

وأضيع أنا

في حَلْكَةِ السؤال

والجواب…

فَتَنَني حُبُّكَ

لاستغواء السكوت

إلى حين!

• • •

القبلةُ ما قَبلَ ومَا بَعدَ

تمتلك الفؤاد

يضحك النُعاسُ

في حدقتيكَ

حين أغفو على صدركَ

فَتَنْتَبِذُ مَكَاناُ قَصِيّا

لتهزّ بجذعِ نَخلَتِكَ

تساقَطَ رُطَبًا جَنِيّا

فأنتشي بخلوة المكان

ونتوقف عن الكَلامِ المباح!؟

وَنُكلّمُ في المهدِ ما نريد

لنصنعَ مُعجِزَتَنا

على دربِ الألام الأخير…

• • •

أحبّكَ كما

العصفور يغرّد لمطلع

… الصباح

أستبيحكَ عُذْراً

فلا مكان يمنحني طُمَأنينةَ وليد

يَرتَشِفُ عَذْبَ طُفُولَتِهِ

على قُدُسِيّةِ الفُراق…

أحبّك كما الوردُ يقتبسُ

أَحمَرَه ُ

من دمِ المُبَاح!

وينزِفُ الوريدُ

ليحملَ تَعبَ اللقاء

ما بعدَ وما قبلَ…

• • •

هاجِسُكَ هاجِسي

نتغلغل في مساماتِ

الجَّسَد…

نلتقي حين يبعُدُ اللقاء

على هَفوَةِ الطريق…

أتَضَوّعُ برحيقِ حبّكَ

لِنَخلِقَ أبجديتنا

لِلعِشقِ والهوى

نتبادل قُبَلَ ما قبلَ وما بعدَ

نتشابك… نحترق

نخترق خطوطَ النار

ويبقى حريق…

ويبقى حريق…

• • •

لَو كَانَ القَمَرُ بنَفسَجَةً

لأقطفه

وأزيّن بِهِ ياقةَ

صَدرِكَ المزهر حينَ اللقاءِ…

لو كان البحرُ عَندلَيبًا

أوشّحُ به صوتكَ

الجهوريّ علَى مَسرحٍ بِلا جمهور

لتبقى مُمَثّلي الوحيد!

لَو كَانت الصَّحراءُ قَطرَةً

لَسَكَبتُهَا بين شفتيك

في سُوَيعاتِ الضُّحى

لأَلمس مواطنَ العَرَقِ

والنُعَاس!

لو كانت السماءُ بَابَاً

لأفتحه

وندخلَ

عوالم اللذة والأرق..

هَيهَات…

• • •

مَن يمنحني قليلا مِنَ النّشوَةِ

لأرتاحَ على شَفَا خُطوةٍ

مِن نَارِك…

مَن يُبعِدُ عَن أذني سَمَاعَ

كلماتِ عَاشِقٍ تَرتَسِمُ مِن شَفَتَيك…

فَتُذيبُني

شمعاً في صَومَعَةِ ناسكٍ يَتَعَبّد

في صلاتك…

من يُقرِئُني السَّلامَ

نَامُوسًا

يخلق الانسان دونَ خَطيئة

لِيَتَحَوّلَ مِلحاً

حِينَ يلتفتُ إلَيك

فَيَرَى صَنِيعَ رَبٍّ

لا يَرحَم!؟

(يافا)

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

4 تعقيبات

  1. Bravo, Bravo. يا ريت أفهم كل الكلمات بس الذي فهمته يكفي لرجوعي إلى الشعر مرارا لأروي رمقي منه. شكرا شكرا شكرا

  2. روعة خاصة في البيوت الاخيرة، مبدع!

  3. هذه المرة نصوص شعرية للزاوية… أحببت ذلك :)

  4. معنديش كلام للوصف..قشعريرة بكل أنحاء جسدي.
    كل الحب حورس

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>