بوح صامت

نحن الأخلد والأسمى لأننا نثبث دومًا أن الممنوع مجرد وهم وأنّ الجسد أسمى من المسميات… لا ذكر و لا أنثى… لا شاذ ولا سوي… حبّ وغرام وعشق فشهوة ولذة

بوح صامت

| وليد العمراوي|

صمت الليل يرقص في المكان.

أنفاسك تستكشف ثنايا جسدي.

يداي تبحثان عن عرش رجولتك المتمردة

ضوء الشموع يشهد جريمتنا الغرامية.

تتناثر عيناي على قسمات جسدك قطعة… قطعة.

كأني لم ألمس جسدك من قبل.

كأني لا أعرف ملامح صدرك وحمرة شفتيك.

أعاود استكشافك من جديد.

لهيب الشوق يقودني ونيران الشهوة تدلني على أماكن السحر فيك.

نغوص في وحلنا الغرامي رويدًا رويدا.

ننسى المكان والزمان.

أستنجد بيديك… أتمسك بهما فارا من ألم اللذة.

تتحلل أردافي لتفسح الطريق لسلطانك المبجل.

أمدد عنقي حد الميلان.

أنتشي وأسمو فوق بساط الرب.

تعتلي أميرتي سدة الكون.

أنا الشاذّ.

في هده اللحظات تختفي معالم الكون.

تموت المعايير وأبجديات التراتب الإنساني.

تغمرني شهوة فنشوة فلذة.

أتهادى بين الهمس واللمس.

فتزيد أناملك في العزف.

ويزيد التصاقنا حد التوحد.

ارتفعنا معا للعلا.

حيت لا شيخ يسمعنا ترهاته ويذكرنا دوما أننا شواذ.

أبحرنا معا في السماء حتى صرنا فوق اللآليء.

بين الزهد والدفع نرسل طقطقات شبه صامتة.

لنعلن للكون أننا أحياء.

تصفق الموسيقى لبوحنا الممنوع.

ترفرف الشموع والهمسات لتطلق للعالم اختراعًا جديدًا.

العشق الإنساني لا يعترف بالبديهيات.

اللذة هنا تنفي أحكاما أزلية.

الحب والعشق والغرام والشوق والشهوة.

أشياء تسمو على كل إدراك.

الأمر أجلّ من قضيب منتصب ومؤخرة هوجاء.

هنا نرسم لوحات الغرام.

لحظات لذة توقف الأرض عن الدوران.

سرير يشهد فردوسا آخر. لا الرب يعرفه ولا الله ولا القديس.

تنفلت مني ضحكة شبقية فاجرة… تهمس سفينتك المبحرة في بحري… ماذا هناك؟…

يجيبك ردفاي متموهين: ممممم… لماذا الله ذكر وليس أنثى؟… تتلذذ بالصعود والهبوط ثم تسترسل…

يتموه جسدي ويغني.

تعزف أنفاسك فرحة بلقائنا والتقائنا.

ينفجر الكون العظيم وأحسّ بدفء لذيذ آت من هناك.

نتبادل نظرات صامتة. يبوح جسدانا بوحا صامتا حد الانكشاف. نبتسم مبشرين بقدوم ربيع الغرام من جديد…

تقترب لتغوص في أنفاسي ونبدأ اللعبة ثانية وثالثة ورابعة. تذكرت مثنى وثلاث ورباع. تسخر من هرائي كعادتك…

نحن الأخلد والأسمى لأننا نثبث دومًا أن الممنوع مجرد وهم وأنّ الجسد أسمى من المسميات…لا ذكر و لا أنثى… لا شاذ ولا سوي… حبّ وغرام وعشق فشهوة ولذة. أليس كذلك حبيبي؟… أحتاج إلى حمام ساخن. تعال معي هناك تحت المياه سيكون للبوح صمتا ألذّ.

(كاتب وناشط مغربي- خاص بـ “قديتا”)


المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

1 تعقيب

  1. جميل …استمتعت بالاسلوبك الادبي ….

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>