مثلنا مثلكم

نريد أن نموت شهداء في قصة غرام يسيل بها دمنا ونحن ننظر إليه فرحين ونمسك بيميننا فوطة بيضاء وبيسارنا نمسح دمعتنا الحزينة

مثلنا مثلكم

|وليد العمراوي|

مثلنا مثلكم:لا نقل عنكم رغبة في حب المتعة والاستمتاع بالجنس مع من نهوى ونحب من الرجال.

ومثلنا مثلكم: لنا عيون محمرّة من شدة الوهج والإشعال الجنسي ونرغب بمضاجعة من نحب في غرفة نومنا والتي تمتلكون أنتم مثلها وتباركون بها صلواتكم الجنسية وأنتم تنظرون بعيني صديقتكم وتتمنون لو أنكم تأكلونها كما تأكلون رغيف الشاورما.

ولنا خدود مثل المشمش الذبلان وأنف مثل مقبض السيف وجسم محترق مثل رمال البحر .

ولنا أيضا ولع ببني جنسنا الذين يحترقون في صمت كما تحترق سيجارة المارلبورو بين أصابع عشاقها.

ونريد أن نحترق بين أصابع كفي من نحب.

ونريد أن يمتص شفاهنا السفلى كما تمتصون شفاه حبيبتكم .

نريد أن نموت شهداء في قصة غرام يسيل بها دمنا ونحن ننظر إليه فرحين ونمسك بيميننا فوطة بيضاء وبيسارنا نمسح دمعتنا الحزينة .

ألسنا مثلكم يا أعزاءنا الهوموفوبيين؟ نملك جهازا جنسيا حساسا عن بعد يشتم رائحة الذكورة كما تشتمون أنتم رائحة الأنوثة ولو كانت تبعد عنكم مسافة سبع بحار وعشر محيطات مائية؟

ليكن هذا اليوم مخصصا للحياة العامة وللحياة السياسية ولنترك الجنس لحظة بحاله، وننسى حياتنا العاطفية مرة واحدة أو للأبد كما تتمنون دائمًا :

لنفسح للعقل مجالا كي يتحدث عن نفسه ونشعر بأنكم لا ترغبون بأن نستمتع بالحب والجنس مع من نحبّ؛ لتكن إرادتكم هذه فوق كل إرادة ولتسامحونا يا إخواننا على جرأتنا وعلى شهوتنا المنقطعة النظير ولننسَ سوية في هذا اليوم العالمي المُميّز الحديث الحارّ عن الجنس لأنكم مغتاظون منه جدا وتعالوا معنا لنكون مثلكم في السياسة والثقافة والأدب والكتابة الشعرية .

فمنذ قديم الأزمان وأجدادنا من المثليين يشربون كأس المرارة والنبذ السافر. ينامون ويصحون على أنغام نشاز من اللعنات: الموت للشواذ… قوم لوط يستحقون الدمار… قتل الفاعل والمفعول به… إلقاؤهم من شهق عالٍ عبرة للعالمين… اللعنة عليهم، الخ..

رغم أننا مثلكم لنا روح ولنا قلب وبنا دم وبنا أحاسيس وعندنا مشاعر تكفي لإحراق مدينة عربية بكاملها تفتقر للمشاعر والأحاسيس .

يا أخانا… يا شقيقنا… يا عمنا… يا خالنا…. يا ناس…. يا عالم…. :

نحن بشر وأنتم بشر مثلنا مثلكم، وعندنا ألف سبب لنرسم لوحة فنية لنشارك بها في مهرجانات الدولة في الثقافة والفنون. فما نفع الفن التشكيلي إن لم يشارك به مثليون يضيفون للفن العربي رونقا جديدا وسبقا صحفيا في علم الجمال .

ما نفع الإعلانات إن لم تكن لنا بها صور تزيّن المكان والزمان والتاريخ والمستقبل الذي ربما بوجودنا به يكون مشرقا كإشراقات الفن القوطي والأقبية البصلية الشكل .

نريد أن نكون مثلكم ننزل للانتخابات ونرسب ثم نرسب مثلكم ألف مرة ثم ننجح مرة بغير قصد وبغير عمد ترفعونها في وجوهنا .

بماذا أنتم يا معشر الهوموفوبيين على المثليين قوامون؟

بالذكورة؟ لدينا من الذكورة والفحولة ما تقشعر له الأبدان. فلنترك إذًا وراءنا عاداتنا الخبيثة- فلو تبارزنا بالعواطف لكنا أكثر منكم ورجل واحد منا أكثر من 100 رجل منكم. نستطيع أن نبتزكم بألف طريقة. فنحن في عصر الفايسبوك وأنتم تدركون جيدا قدرات الفايسبوك وأجيال الفايسبوك. ونحن والحمد للعقل جزء هام من الشعب الفايسبوكي.

ولو تسابقنا في سعة الدماغ لكان دماغنا من الخلف أكثر سعة من دماغكم ب 54 سنتمترا مكعبا وتعرفون أنتم أن هذا الجزء من الدماغ هو الذي تقع به مراكز القوى العاطفية والجنسية وأينما وجدت العاطفة وجد الجنس .

وسننسى في هذا اليوم بالذات كل الظلم  والمحاكم والسجون والتشهير والفضائح والمشانق التي أذقتمونا إياها عبر السنين والقرون. سننسى كل التكالب الذي تحاربوننا به كأننا قادمون من الفضاء. سننسى كل آيات النبذ وأحاديث القتل التي تشيعنا بها أديانكم الغراء. سننسى كل التفاهات اللفظية التي تسمعوننا إياها في كل زمان ومكان من هذا العالم. سننسى كيف يفتخر البعض منكم ويريد تجريدنا من إنسانيتنا وانتمائنا لهدا الوجود وتصرخون بكل قوى الكراهية لديكم: لا علاقة لنا بهم. هم شواذ ليسوا منا. لنحاربهم لننسفهم لنقتلهم لنعذبهم وهلم جرا من ملوثات ذكورتكم وأديانكم الجامحة نحو العدوان والتحيز الجنسي. واليوم نرد عليكم: نحن مثلنا مثلكم ومن حقنا أن نحيا تحت الشمس كما تحيون ومن حقنا الموت كما نريد أو ربما يسعدكم أن نموت رافعين أيدينا ممسكين بحبل يطوق أعناقنا لنكون في المستقبل وصمة عار على جبين العواصم العربية .

واليوم أصبحنا نخرج للعلنية بالآلاف وبدأت شرارة وجودنا تعلن صرختها ورغبتها العادلة في الوجود من دون رتوش وظلام. نريد العيش في النور مثلكم. نريد أن نملك الحق في الإجابة الصريحة إن سألنا أحدهم عن مغامراتنا الجنسية مع النساء أن نجيب من دون خوف: نحن آسفون؛ اسألنا عن مغامراتنا مع الذكور فنحن مثليون.

أرأيتم يا إخواننا الهوموفوبيين ما أبشع مكابرتكم؟

لماذا لا نكون سواسية كأسنان المشط أو فرشاة الأسنان؟

أو سواسية كمكنسة الشوارع العربية المتسخة بالقاذورات .

مثلنا مثلكم !

مثلنا مثلكم!

هكذا سنعيش مثلنا مثلكم ومثلكم مثلنا !

(الكاتب ناشط مغربي خصّ “قديتا” بنصّه شاكرًا بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة رهاب المثلية وشهر الفخر المثلي)


المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

5 تعقيبات

  1. ربنا لاتؤخذنا بما فعل السفهاء منا!!,

    أتمنى من كل مثلي(عاقل) بأن,
    يتقبل الحوار ! ولا يتهرب ! ونحن بالمقابل سنحاوركم حوار
    العقلاء!!

    انا ( مسلم سني).

    ودخلة الى أعمااق عالمكم الغامض !! ولدي خلفيه كبيره عنكم!

    واتوسل من كل واحد منكم بأن يدخل عالمي ويبحث عنه

    بقدر مادخلنا عالمكم ..

    فبقدر ما تدعون الى الحوار نحن بالمقابل ندعو الى الحوار !!

    رجاء خاص!!

    واانا أطالبكم أيضابرأية كل جوانب قضيتي

    التي أدعو اليها

  2. صحيح أن كل مختلف عن العادة يمكن أن يصنف ضمن قائمة المنبوذين, ولكن حتى في هذه القائمة نرى وجهين للعملة, ففي أحداها كل أولئك الذين ذكرتهم من علماء وعظماء, ولكن في الوجه الآخر يقطن أولئك الذين أقصوا ونبذوا بحق, أمثال: القتلة, السارقون, الإرهابيون…
    ولذلك فإن محاولتك لإكساب “المنبوذين” حق واضح وصريح كغيرهم ليست شرعية وليس لها أساس, يبقى السؤال في أي خانة نرى المثليون !

  3. سوزي، إزا عم نحكي عالنبذ، فكل مختلف عن العادة [النورما] هو منبوذ، الأنبياء كانوا منبوذين، والعلماء العظماء أمثال نيوتن وغيرو، والشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، والمرأة المغتصبة، والفقراء، والبشعين، والمعاقين… كل مختلف منبوذ. السؤال هل كل منبوذ هو عاطل؟
    يا ريت لما تكتبي تعليق تكتبي بشكل محترم ومش غبي ومتخلف. بحب أخبرك إنو الإشي الوحيد الي لازم يكون منبوذ هو الأفكار والناس المتخلفة، وبأسرع مما بتتوقعي إحنا عم منبطل نكون منبوذين. كيف بالله؟ مش خبر عهالصبح، لا؟
    بس فعلاً إحنا مش مثلنا مثلك إحنا أحسن منك، لإنا ناس متنورين ومنخلي المجتمع يصير حر ومكان خرج ينعاش فيه، مش مثلك اللي بتشد في العالم لورا، وعاملة فيها بطلة ورا شاشة الحاسوب.

  4. فشرت عينك, قال مثلنا مثلكم انتو جماعه منبوذه في اغلب المجتمعات.

  5. مع احترامي للكاتب، إلا أنني أرى أن هذا النص سيء للغاية، فهو يستخدم لغة اقصائية ليحارب إقصاءنا كمثليين، فهل يعقل هذا المنطق؟
    لا ينبغي النظر إلى المجتمع بهذا الشكل الذي يراه كتلة واحدة مؤلفة من رهابيي المثلية، فهذا غير صحيح، إذ هناك الكثير من غيريي الميول الجنسية يدعموننا ويؤمنون بعدالة مطالبنا في الحرية والمساواة، فلماذا هذا التعميم؟!
    كما أن لغة النص ليست في مستوًى جيد.

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>