من المرأة ومن الرجل؟

أنا مثلي الجنس، ولهذا عارض جانبي يكاد…

من المرأة ومن الرجل؟

asma

|بقلم: غلام أبي النواس|

كلما سألني أحد “من الرجل في العلاقة ومن المرأة؟” أشعر بأنني أوما ثورمان في فيلم “كيل بيل”. أعني رغبتي بغرس اصابعي في عيني هذا الشخص وتلمس محجرهما من الداخل. أوما ثورمان ولكن ببطء وكأن أنجيلوبولوس يجلس مكان تارانتينو.

عذرا، لم أشرح جيدًا. أنا مثلي الجنس، كم أحب وقع هذه العبارة!

أنا مثلي الجنس، ولهذا عارض جانبي يكاد يقارب اللعنة. نعم فمرضي بالشذوذ يجعلني عرضة لكم لا يصدق من الأسئلة “الذكية” وتعابير الوجه المرافقة لها والتي لا تقل “ذكاء” عنها. بالطبع مثل “من الرجل في العلاقة ومن المرأة؟” وهذا السؤال قد يأتي مقولبا بعدة طرق. فقد يكون السائل يسخر من أحدنا (والأحرى مني لأنني عادة ما أكون اكثر تخنثا من عشاقي) أو أن يحمل وجه السائل هذه النظرة التي تشعرني بأنني نمر أركض على شاشة ناشونال جيوغرافيك وتزيد رغبتي باقتلاع العيون.

إذا من أين نبدأ؟ أولا ما لا يفهمه مشتهو الجنس الآخر وللأسف بعض المثليين والمثلييات المتشبهين بالمشتهين أنه من غير الممكن المقارنة بين العلاقة المثلية والعلاقة المسيطرة اجتماعيا. إنه كمقارنة دهان البيت مع الشوربة. المكونات تختلف وكذلك المتطلبات والمفروضات الرأسمالية على شكل العلاقة. فلا حاجة لعبودية المرأة المعلبة في “جنة الأم مطبخها” ولا إلى استغفال أحدنا لنعمل احد أشق أعمال السخرة في التاريخ… ربة المنزل.

ثانية، ينم هذا السؤال عن مرضين. الأول التمييز الجنسي ضد النساء، فالسائل عادة يريد أن يعرف من يقود الدفة في العلاقة. من يطبخ ومن يتخذ القرار. من يتدلع ويرقص ومن يتجاذب أطراف الحديث مع الزوار. وللأسف هذا المرض أيضا يصيب بعض النساء المشتهيات للجنس الآخر. نعم. في حالتهن يردن معرفة من منا، أنا او عشيقي، سيرفع الصحون معهن إلى المطبخ ويعطيهن سر جمال البشرة الأبدي الذي نملك مفتاحه نحن المثليين المخنثين.

أما المرض الثاني فهو رهاب الصراحة الممزوج بالتمييز الجنسي وإنخفاض في النوعية الجنسية. نعم، فحب معرفة من المرأة ومن الرجل هو لمعرفة من الوالج ومن المولوج. عندها أعرف أنّ الشخص يتمتع بحياة جنسية لا تثير في إلا الشفقة وتكر دمعة فاتن حمامة في ليلة القبض على فاطمة من عيني. أولا لأنّ الولج او الإنولاج لا يتعلق بإمرأة او برجل. إن باب البدن سواء أفضى إلى رجل أو مخنث او امرأة وراءه…. لذته واحدة. ويا حرام لمن طعمه الله الحلاوة وهو بلا أسنان. لو توجه كل من يقرأ هذا الكلام إلى الحمام مباشرة وولج نفسه/ها بإصبع واحد فقط لعرفنا ما يوحد الجنس البشري.

(gaymaroc)


المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

1 تعقيب

  1. فخورة اني امراة……مثلية

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>