فلسطيني هو فراس خوري… فلسطيني هو معاذ خطيب/ معاذ خطيب

ليس المجتمع السليم هو الذي يمارس فيه الفرد حرياته بصورة مطلقة دون اعتبار لأي شيء، فهذه اقرب للغوغائية منها الى البشرية… مجتمعنا الفلسطيني بحاجة لأن يظل نسيجه متينا متماسكا، ليظل مضرب المثل في الوحدة الوطنية والسمو فوق الطوائف والملل

فلسطيني هو فراس خوري… فلسطيني هو معاذ خطيب/ معاذ خطيب

httpv://youtu.be/Lbvj_ggBbxk

|معاذ خطيب|

معاذ خطيب

أعلم أنها متأخرة، لكنه ضغط الدراسة، فمنكم المعذرة. في هذه المقالة سأردّ على ما جاء في مقالة فراس خوري التي تنضح بالطائفية حتى في عنوانها وهو “خوري يعني مسيحي.. خطيب يعني مسلم”، والتي جاءت ردا على مقالتي التي شجبتُ فيها الفيديو الذي صدر عن مؤسسة “إعلام” بعنوان “بحقـّلي”.

مقالة فراس –عوضا عن كونها مقالة تشعل الطائفية وتغذيها- هي مقالة عاطفية بعيدة كل البعد عن الموضوعية، بل انها مشحونة بأباطيل واتهامات عارية عن الصحة، يؤسفني أنّ الكثيرين تساوقوا معها دون النظر فيها بعين الناقد الحصيف. وسأبين كل ذلك من خلال مقارنة مقالتي بمقالته، وتبيين التجنـّي الذي ورد في مقالته، لتكون تبصرة لأولي الألباب. فإن كنت عزيزي القارئ من نيّري العقول الذين يزنون ما يقرأون بميزان المنطق، ويحكمون عليه بموضوعية سواء وافق معتقداتهم أو خالفها، فأكمل القراءة مشكورا. وإن كنت ممن يحكمون على المكتوب من خلال اسم كاتبه، أو ما تظن أنك تعرفه عن كاتبه، فلعلك تستثمر الوقت في شيء آخر يفيد ويثمر.

المقالة طويلة قليلا، لأني أردت توضيح كل شيء، واتمنى من كل من قرأ مقالة فراس ان يقرأ هذه؛ وسأحاول جعل ردي في نقاط ليسهل على القارئ الكريم تتبعها، ولتكون بعيدة عن الإنشائية والإملال.

1-   العاطفية

يبدأ فراس مقالته بكلام عاطفي وغير موضوعي يخاطب به عاطفة القراء المسيحيين، وهو ما يؤدي لنتيجة مؤسفة سأذكرها أدناه. الكلام يوجهه فراس الى المرحوم جده، ويقول من ضمن ما يقول فيه: “اُحضُر في بيت السيد معاذ خطيب فأنت بحاجة الى أن تثبت له مدى انتمائك الوطني لأنك يا جدي، كنت وللأسف مسيحيًا”. ما يفهم من هذا الكلام بوضوح هو أن معاذ خطيب –كما يقول فراس- قد طعن في وطنية جد فراس وشكك بها، لمجرد انه مسيحي؛ وهذا يعني أن معاذ خطيب اتهم المسيحيين اجمعين باللا-وطنية، وشكك في وطنيتهم. وهذا اتهام خطير جدا إن صحّ. والسؤال: علامَ استند فراس في كلامه هذا؟ أي اشارة وجدها في مقالة معاذ خطيب، تشي أو حتى توحي بما قاله فراس؟

الاجابة: لا شيء. كلام عارٍ عن الصحة وتجنٍّ وتلفيق يهدف الى زرع الحقد وبذور الكراهية، وإلا، فأريد مَن يأتيني باي جملة توحي بأني شككت في وطنية المسيحيين، او تعرضت لهم بأي كلام لا أقبل ان يتعرض به أحد للمسلمين!

والأهم من ذلك كله، أن نتيجة الكلام أعلاه الذي خاطب به فراس عاطفة المسيحيين، كانت إحياء الطائفية المقيتة، وهو ما تجلّى بردود فعل مخزية ومخجلة كما سأبيّن ادناه.

2-   التهمة بالطائفية

أولا: اتهمني فراس بالطائفية، وقال متــّهماً إياي: “ثم يهاجمني بخطاب طائفي ويتهمني بأنني أفسد الأمة”. وهذا غير صحيح مطلقا. لم اتهم فراس أو غيره بالطائفية. وأتحداه ان يثبت قوله، وأدعو القراء للعودة لمقالتي للتيقن من ذلك. كما اني لم اتهمه بانه يفسد الامة. كذب. فراس يُظهر الأمر وكأن مقالتي موجهة ضدّه، مع اني ذكرته فقط في آخر فقرة، في سطرين فقط، وذلك لهدف واحد كما سأوضح لاحقا. أنا قلت إنّ من شأن دعوات تنادي بالحريات المطلقة “أن تؤدي لتقويض الاركان الاخلاقية لهذا المجتمع”،  لا أنّ فراس خوري يفسد الامة، وفي ذاك اختلاف كبير.

ثانيا: يقول فراس أيضا مخاطبًا إياي: “قمتَ بالتركيز على تلك التي تخلع قسماً من ملابسها، بل وبحثت عن اسم عائلتها لتقول إنها مسيحية!؟” كما أن الروح العامة لمقالة فراس تحمل اتهاما لي باني طائفي، ضد ابناء شعبنا المسيحيين. والحقيقة هي اني لم اقل ان الفتاة إياها فتاة مسيحية. كلام غير صحيح أبدا. ما قلته عن الفتاة هو: “وقد يقول قائل، “لكن الفتاة غير مسلمة أصلا” وعلى ذلك نجيب بأنه حتى لو كانت الفتاة من ابناء شعبنا المسيحيين، فالأولى ان تحترم ما يؤمن به المسلمون من أبناء شعبها”.
هل جاء في كلامي اعلاه ما يشي بأني بحثت عن اسمها؟ وهل قلت في مقالتي “انها فتاة مسيحية”.. كما يزعم فراس؟ هل في كلامي أعلاه أي طائفية؟ الجواب اتركه لذوي العقول النيّرة.

ثالثا: دعونا من العاطفية ولننظر بميزان المنطق: ما هي الطائفية؟ الطائفية هي الكلام او الفعل الذي يفرز سلوكا عنصريا معاديا للطائفة الأخرى.. الطائفية هي أن يقول أو يفعل احدهم فعلا او قولا يحرض فيه على طائفة غير طائفته، أو ينال منها، أو ينتقص منها، وخاصة على أساس غير موضوعي، وهو مجرد كونها طائفة غير الطائفة التي ينتمي إليها. هذه هي الطائفية.

لا اتردد في القول بأن مقالة فراس هي التجسيد الواضح البيّن للطائفية. اقرأوا الردود المؤسفة الطائفية بامتياز، التي نشرت في مقالة فراس، كتبها اشخاص اختاروا اسماء مثل “مسيحي وافتخر”.. وبدأوها بكلام مثل “احنا المسيحيين”، وقالوا فيها كلاما مثل “الرجاء من المسلمين المتدينين ان يراجعوا كتبهم التي ما زالت تبث التخلف والدعوات الشيطانية تحت اسم الأله”. أليست هذه هي الطائفية بعينها؟ من المسؤول عن تغذيتها؟

الاقتباسات أعلاه بناء على ذلك هي تجسيد صارخ للطائفية. بالمقابل، ادعوكم جميعا للعودة الى مقالتي التي نـُشِر فيها اكثر من 110 تعليقات على المقالة، ولا يوجد فيها تعليق واحد يطعن بالمسيحيين او يتهمهم بالتخلف او الرجعية او العنصرية.. بل والله ان كلمة “المسيحيين” لم ترد في كل التعقيبات الا في تعقيبين، وهما معاديان لمقالتي لا مؤيدان لها!

قلت ان عدد التعقيبات المنشورة على مقالتي هو 110 تعليقات، علما ان التعقيبات التي تمت اضافتها هي حوالي 160 تعليقًا. اما التعليقات الخمسين الأخرى فقد حذفتها لأنها تتضمن شتائم مقذعة بحق معاذ، والاسلام، بل والله عز وجل والنبي محمد عليه الصلاة والسلام. أيّ المقالتين إذا تثير الطائفية؟ أهي التي تذكر فقط حقيقة أن هناك فروقا ثقافية بين المسلمين والمسيحيين، أم تلك التي تتهمني كمسلم  زورا وبهتاناً بأني نزعت صفة الوطنية عن المسيحيين لمجرد انهم مسيحيين، وهو كلام مكذوب لم أقله أبدا؟

رابعًا: سأنسخ في ما يلي ما قلته بالضبط عن المسيحيين في مقالتي، وهو الكلام الذي يزعم فراس أنه كلام طائفي يثير الطائفية، وقد ورد في فقرة واحدة من مقالتي، هي التالية: “عليّ القول أيضا أنني لاحظت ان الفيديو المقصود، هو من “تأليف وإخراج فراس خوري”.. وفراس خوري كما يظهر اسمه مسيحي الديانة. وكما نعلم جميعا، فإن كثيرا من المسيحيين في بلادنا (كثيرا منهم وليس جميعهم) هم بطبيعتهم أقل تمسّكا من المسلمين بالعادات والتقاليد الاسلامية والعربية التي نشأنا عليها في مجتمعنا المحافظ (لانهم غير مسلمين اصلا)، ولذلك فقد أتفهم مثلا أن يقوم فراس خوري بإنتاج هذا الفلم للمجتمع المسيحي الذي قد لا يجد في ذلك مشكلة، أما ان ينتج ويسوّق في مجتمع الغالبية فيه هي من المسلمين المحافظين، فإن ذلك فعلٌ خطير وخطيرٌ جدا برأيي”.

هل يمكن لعاقل أن يقول ان هذا الكلام هو كلام طائفي ضد المسيحيين، واتهام لفراس بالطائفية كما يزعم هو؟ النص مفهومه واضح: إذا قلتُ إنّ هناك مسلمين ومسيحيين في بلادنا، وهناك اختلافات ثقافية بينهم، تماما كما ان هناك اختلافات ثقافية مجتمعية بين المسلمين الفلاحين منهم والبدو، وبين المسلمين والدروز، هل هذه طائفية؟ طبعا لا. وبالتالي، هل القول ان هناك مسلمين ومسيحيين يختلفون في بعض جوانب حياتهم ونمط معيشتهم ومعتقداتهم، هو قول طائفي؟

مرة أخرى: كلامي واضح لا حاجة لي بتوضيحه. لكني سأفعل، ولا سيما وأني رأيت معظم القراء وقد عبروا عن اعجابهم الشديد بمقالته، مع انها مشحونة بالاكاذيب والتدليس والتأويل المغلوط للكلام. تكلمت عن وجود فروق ثقافية بين المسلمين والمسيحيين قد تجعل المسيحيين اكثر تقبلا لفيديو من ذاك النوع. وهذه حقيقة واقعة، غبي من ينكرها، ومرد ذلك إلى ان المسلمين بطبيعة الحال أقرب وأكثر التزاما بالعادات والتقاليد النابعة من تعاليم دينية اسلامية. لكن بغضّ النظر عن ذلك.. هل كلامي أعلاه هو كلام طائفي؟ المسيحيون يأكلون لحم الخنزير فيما لا يأكله المسلمون، هل قول هذا يعتبر طائفية؟ لو قلت إنّ المسلمين يعتبرون المسيح نبيا مرسلا لا إلها كما يؤمن المسيحيون، هل هذه طائفية؟

هل باتت الطائفية تهمة جاهزة نرمي بها كل من يخالفنا الرأي؟ أي شعب موحد نحن، إن كنا سنترصّد للآخرين مجرد كلامهم عن وجود فروق ثقافية او دينية او مجتمعية بين ابناء الشعب الواحد، ونرميهم بالطائفية بسببه؟ أي مساحة ستكون إذا للحوار والتقارب الوطني؟ الطائفية ليست في الكلام عن الفروق الدينية، بل هي استغلال هذه الفروق لتحقيق مآرب تضر بالطائفة الأخرى. هل ينطبق هذا على كلامي ومقالتي؟ أنا ابن كفركنا، وفيها ثقافة الحوار بين المسلمين والمسيحيين تضرب بها الامثال. ومع ان مشايخها والخوارنة فيها يتكلمون عن الفروق بين “الطائفتين” بحريّة مطلقة، إلا ان هذا لم يؤدِّ ولا مرة واحدة في تاريخ البلد لأيّ شحناء او بغضاء او عداوة.

إذا، نتكلم عن الطائفية الحقيقية.. ونخلص إلى أنّ مقالة فراس هي المقالة الطائفية بامتياز وهو ما نستدل عليه بردود الفعل التي حصلت عليها. أما مقالتي، فلم يتجاوز ذكر المسيحيين فيها سوى سياق الكلام عن وجود فروق ثقافية (وربما دينية أيضًا) تجعل تقبّل المسيحيين لفيديو كذاك الفيديو، أكبر لدى المسيحيين منه لدى المسلمين.

3-   الفيديو والحريات المطلقة التي ينادي بها

الآن سأقول كلاما مختصرا جدا اعتبره مهما. لماذا نحارب الخدمة المدنية، ومن يقوم بتأديتها، ومن يقوم بالدعوة اليها، بل ويصل بنا الحد أحيانا ان نخوّنهم؟ الخدمة المدنية في جزء كبير منها تطوّع محمود جدا في مؤسسات داخل البلد، لصالح أهل البلد. الكل يعلم ذلك. ومع ذلك نرفضها جملة وتفصيلا. لماذا؟
نحن نرفضها بسبب ما تؤدي إليه. من يؤدي الخدمة المدنية، ومثله من يخدم في شرطة السير (وهو ايضا يساهم في منع الحوادث والحفاظ على النظام، مثلا)، يكون جزءا من اجهزة اسرائيلية تسميةً وتطبيقا وانتماءً ومرجعية. حين يخدم او يتطوع شاب في الشرطة الاسرائيلية، سيكون من الصعب عليه غدا ان يتضامن ولو عاطفيا او شعوريا مع فلسطين وقضاياها- مهو إسرائيلي. وشيئا فشيئا سيتحول من فلسطيني صامت خامل، إلى اسرائيلي ناشط لصالح الدولة العنصرية.

إذا، رفضنا هو لما ستجر اليه الخدمة المدنية، مع انها في ذاتها (التطوّع لصالح البلد) طيبة وايجابية.

وعودة الى الفيديو. قد تبدو الدعوة لحرية الفتاة بأن تلبس ما تشاء وأن لا تلبس ما يشاء المجتمع دعوة للحريات الفردية التي لا يعترض عليها احد. لكن المشكلة هي ، وبربط منطقي جدا، أننا ان نادينا اليوم بحرية الفتاة –أو الرجل طبعا- في ان تلبس ما تشاء اينما تشاء، ينبغي علينا غدا ان نتسامح مع ان تفعل الفتاة ما تشاء اينما تشاء، وان تتصرف كما تشاء اينما تشاء. وبالتالي سنصل مرحلة فيها نغدو مجتمعاً تكثر فيه المومسات، ونجد جمعيات تدافع عن حقوقهن ايضا، وقد تقوم امرأة بفتح مقر للخدمات الجنسية بجانب بيت أحدنا ولا يملك الحق في الاعتراض، بما انها حريّتها وحقها في ان تفعل ما تشاء بجسدها. وما الغريب في ذلك؟ إن كان يحق للفتاة او الرجل ان يلبسا ما شاءا دون أي اعتبار لقيود المجتمع التي عادة (أقول عادة وليس دائما) ما تكون قيودا صحية تضمن سلامة المجتمع،  فإن من حقهما ايضا ان يفعلا ما شاءا وان يعملا في أي مهنة شاءا.

وقد يقول قائل: “لكن من قال ان المجتمع لا يقبل بهذا؟”.. وإجابتي هي، كن واقعيا ارجوك.. هل معظم الناس في مدننا وقرانا العربية يعتبرونه امرا طبيعيا ان تعمل فتاة كمومس، مثلا؟ الجواب هو طبعا لا. وقد يقول قائل هنا: “لكن إن كنا سنقمع كل حريّة بادعاء انه المجتمع لا يتقبلها فلا مكان للحريات إذا”.

يجب على الفرد ان يراعي معتقدات وعادات المجتمع الذي يعيش فيه. قيام شخص باطلاق شتائم وسخة على شخص آخر لا يمس به جسديا لكنه يمس به نفسيا، ولذلك نستنكره ونعترض عليه. وكذلك اللباس القصير مثلا. هو يمس بمشاعري كمسلم متدين، وبكثير من الناس أمثالي. لماذا لا نراعي مشاعر هؤلاء جميعا، خاصة وأن الامر ليس حاجة ملحة، أن تلبس الفتاة ملابس قصيرة ؟

لماذا نعترض ان يسب أحد الانبياء او ينال من مكانتهم، مثل محمد وعيسى عليهما السلام؟ هذا لا يمس بنا بل ولا يمس بالرسل انفسهم، ومع ذلك نستنكر الامر لانه مسّ واساءة لمعتقدات ومشاعر المؤمنين بهؤلاء الانبياء. طيب والدعوة لان تلبس الفتاة (او الرجل) ما تشاء اينما تشاء وان تفعل ما تشاء دون أي قيود، فيها اساءة لمعتقداتي، ويمكن ان تتخلى عنها مراعاة للمجتمع ومن يعيشون فيه.

ليس المجتمع السليم هو الذي يمارس فيه الفرد حرياته بصورة مطلقة دون اعتبار لأي شيء، فهذه اقرب للغوغائية منها الى البشرية. بل هو المجتمع الذي يراعي فيه الفرد احتياجات ومعتقدات الجماعة، ولا سيما، وهذا مهم جدا، إن كانت حاجته التي يود قضاءها والتي تخالف السائد والمقبول في المجتمع، ليست ملحّة يمكنه التخلي عنها. ومجتمعنا الفلسطيني بحاجة لان يظل نسيجه متينا متماسكا، ليظل مضرب المثل في الوحدة الوطنية والسمو فوق الطوائف والملل. ففي النهاية فراس خوري فلسطيني… ومعاذ خطيب فلسطيني أيضا !

ويتساءل فراس قائلا: “أسأل الكاتب: لماذا تجاهلت اظهاري لفتاة محجبة مسلمة تقول إنه يحق لها أن تلبس ما تريد (وهذا أكثر ما شكرتني عليه فتيات محجبات، بسبب العين المراقبة لفتياتنا المحجبات في الأماكن العامة ومضايقتهن)– بينما قمتَ بالتركيز على تلك التي تخلع قسماً من ملابسها “. والجواب ببساطة انني قلت في مقالتي إياها من البداية انني مع الفيديو وتوجهه العام، لكني ضد امور ثلاثة ذكرتها، ومن ضمنها الفتاة التي تخلع ملابسها قائلة ان من حقها ان تلبس ما تشاء، وعلى ذلك كان نقدي. النقد عزيزي لا يتعرض للأمور الإيجابية إنما للأمور السلبية!

ويتساءل ايضا: “أسألك: كيف تدّعي بان امراً ما “يخالف أسس الدين الاسلامي” حتى من دون أن تستحضر آيةً واحدة تثبت كلامك؟” وانا لم اجعل مقالتي الأصلية التي علّق عليها فراس مقالة دينية بل موضوعية ومنطقية، لتلامس فهم واقتناع غير المسلمين أيضا. لكن بما أنه سأل أجيب، بأنّ الله تعالى قال: “وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (النور/31).

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

8 تعقيبات

  1. بس نفسي افهم, ليش يعني ضروري, ضروووري, اللبس الي بخلي كووول الشباب بالشارع تلف روسها وتطلّع؟؟ ..قال وبالاخر؟ الحق على الشباب! مش مربين! اكيد ولو, اما اللي عارضة زينتها ما الها ذنب, اما والله انو باليوم اللي فيو بتطلع من الدار وما حدا بتطلع عليها شو بكون يوم اسووود, الله يستر مش هيك؟
    -يعني, عل الاقل الواحد يكون صادق مع نفسه وما بدها المسالة اكثر…مش هيك؟

  2. هو يعني اامشكلة مش شو كتب معاذ، المشكلة انو المتدينين بآمنو انو الانسان بأساسه عاطل وبفهمش (الا من اتق الله)، والله بقلنا شو نساوي (عن طريق الانبياء والكتب). ومن الناحية التانية، العلمانيين (مسيحيين أو اسلام أو يهود) بآمنو بالانسان، بآمنو انو احنا مسؤولين عن انفسنا، وكل شي بإيدنا، مع الأخذ بالحسبان اجدادنا واجداد أجداد أجدادنا والتداخل الحضاري مع مرّ السنين.
    فعشان هيك، شو ما يحكي العلماني، المتدين بطلع من نقطة افتراض انو بتهبّل وحكيو فاضي، ومش مهم شو بقول. فكل النقاش مع المتديّن ما الو أي نجاعة فكرية أو تطوير منطقي (يعني بديش اعمم بس والله الوضع بدو ردع)..

  3. الاستاذ معاذ خطيب أولاً يعطيك العافية واتمنى لك النجاح في دراستك.
    في بداية مقالك تقول: ” ما جاء في مقالة فراس خوري التي تنضح بالطائفية حتى في عنوانها وهو خوري يعني مسيحي.. خطيب يعني مسلم” الخ…
    تقول هذا على الرغم من وضوح السخرية التي تلف هذه الجملة وتحيطها من جميع الجوانب، والمقصود فيها هو سخرية من الطائفية والطائفيين، فما بالك يا معاد تعود لتخيب أمل القراء مرةً تلو الأخرى؟!!

    أعذرني لكن محاولاتك لاستعادة ثقة القراء بك عن طريق تحريف ما جاء في مقال فراس خوري هي أولاً بائسة وتعيسة وثانياً فيها استخفاف واستهتار شديديين لعقول قراء موقع قديتا…

  4. “وكذلك اللباس القصير مثلا. هو يمس بمشاعري كمسلم متدين، وبكثير من الناس أمثالي. لماذا لا نراعي مشاعر هؤلاء جميعا” سؤال وبدي اجابه منك اخ معاذ عليه !! ليش انا الي المفروض مألبسش قصير مراعاة للدين الاسلامي واحترمهن ومش انتو تحترمونا بغض النظر عن شو دينا كيف منلبس !!! ومين قلك انو اشوف انا امرأة محجبه ولابسه جلباب “بأذيش نفسيتي” وبضايقنيش !!!! ليش انتو متحترموناش !!! شو هاض المنطق الي بتحكي فيو !!! بكون احترام متبادل كل واحد حر يا زلمه شز بدو يلبس وانت مالك !!! بحقلكاش تقولنا غلط نلبس هيك !!! او تقلل من احترامنا !!! انو بأي جرأة حضرتك بتحكي عن الفتاه الي خلعت بلوزيتها !!! زي مأحنا منحترم الفتاه الي طلعت محجبه ولا حدا علق على الموضوع ولا انتقدو ليش حضرتك متحترمش الفتاه الي مش محجبه وبدها تلبس شو بدها !!! واذا مفكر انو اقليه الي بلبسو هيك غلطان يا عمي شو وين عايش انت !؟ متأسفه يا خي بس هاض اسمو هبل مع كل احترامي الك :) لما بدك تحكي بمنطق فكر منيح !! الاشي بكون احترام متبادل كل واحد شو يلبس مش الي بلبسو قصير لازم يراعو مشاعر الدين الاسلامي ويحترموهن ونحد من حريتنتا عشان المجتمع الاسلامي يكون حر ومش هو الي يحترمنا برضو !! واصلا موضوع اللباس مش المفروض تنسبو لدين !! في مسلمات بلبسو قصير مش كل المسلمات محجبات طبعا وفي مسيحيات ويهوديات ودرزيات بلبسوش قصير ! انا اصلا مش طايقه حالي قد مقلت طوائف وديانات بهاض التعليق !! “خاصة وأن الامر ليس حاجة ملحة، أن تلبس الفتاة ملابس قصيرة ؟” شو عرفك انت انو مش حاجه ملحه !! لما درجة الحراره بتكون 35 ايش بدك نلبس طويل مثلا !! الله سايق عليك تطلع من هاض المربع !!

  5. المظبوط حابب أصدقك يا أستاذ معاذ بس مش قادر. وأيضا لما بتقول انه الواحد لازم يوخذ النص كما هو بدون ما يحكم بحسب اسم كاتبه، كمان، صدقني، صعب. أنا عارف انك مش مسؤول عن تصريحات والدك الشيخ كمال خطيب، ولكنه عدا عن كونه والدك، فهو قيادي في الحركة التي تنتمي اليها، لذا فسرلي لو سمحت كيف الخطبة التالية مش طائفية ضد كلشي مش مسلم سني – شوف الدقيقة 10 وطالع مثلا:
    http://www.youtube.com/watch?v=rVP7qzjMQ0w

  6. معاذ خطيب،
    انا ما رح اجادلك …ولا رح اكون حتى هجومية!!
    واضح انك شخص متدين ومعتنق الدين الاسلامي بشكل كامل (انت ادرى). ما عندي مشكلة ، عادي منلاقي هيك اشخاص كمان بالطرف المسيحي والدرزي والبوذي واليهودي والخ.. ومن حقك “تأمن” شو ما بدك !

    بس جرب اشلح النظارة الدينية تبعتك للحظات (ما تخاف، بعرف انه الانسان بخاف من التغيير) وجرب شوف المجتمع (الفلسطيني) !! طبعا اذا الشخص بده يشوف او يتخايل المجتمع (يمكن لانه صعب يشوفه مرة واحدة) رح الاشي يكون قريب للمجتمع تبعه الي ساكن فيه او بأمن فيه او للي بيخطر على باله بشكل سريع !! بس الابحاث (والحقيقة) اثبتت انه مش كل اشي بيخطر سريع ببالنا هو صح !! ولا كل اشي منتشر هو الصح.

    المجتمع الفلسطيني ( ومن تجربة واسعة وشاملة ) متعدد ، يعني بتلاقي اشخاص متدينين ، اشخاص ملحدين ، اشخاص وطنيين، في المتصهين، في الفاقد الهوية، بتلاقي عنا الماركسي، بتلاقي الروحاني، وبتلاقي الحر، وبتلاقي الرأسمالي. المثلي ،في عنك المتحول..وبعد ملان ملان . فانك تتطلع اول اشي من منطلق انه الاغلبية اسلامية متزمتة مثلك …مش رح اوافقك كثير… ومش كل المسلمين او المسحيين (اذا بتحب نمييز) بفكروا او بأمنوا بنفس الطريقة او الدرجة.

    وبتقدر تطلع من ذات المفهوم، انه كل شخص عنده نظرته بالحياه ..نظرته للجسد نظرنه للدين نظرته للسياسة نظرته للعلاقات.
    واضح انك مش مستعد تتطلع من الفكر تبعك للحظة وتشوف الواقع !! فعشان هيك الواحد يحكي معك ومع كل واحد متعصب ومأمن بشكل اعمى بالفكر تبعه زي كأنه عم يطحن ماي .

    كتير سهل الواحد يمسك كل اشي نقال عنه ويحط قبله لا او ليس . او يسأل سؤال يجاوب عنه !! طريقة ضعيفة بالكتابة.

    بتأمل انك بالمستقبل تساهم في بناء المجتمع المتعدد واحتضان المختلفين عنك !! (لانه بالواقع هدولا الناس مش كتير مختلفين زي ما احنا منفكر)

    ودير بالك ، اغلب الاحيان احنا منشوف الاشخاص مثل ما بدنا احنا مش مثل ما هينه بالحقيقة !

  7. يا سيد معاذ-
    تكرارك للقول ان مقالتك لم تكن عنصرية لا يحول فحواها العنصري الى فحوى يدعو للمساواة بين ابناء البشر.
    فكلماتك كانت واضحة، يظهر فيها ما يلي:

    1) كل تعبير عن حرية الفرد العربي يتحول عند المتدينين العرب الى “هجوم وتعدي على الدين الالهي”. خصوصا اذا كانت مرأة. فالمرأة لا يحق لها الكثير من الامور في التفكير المتدين الذكري.

    2) لم تجب على الاسئلة المتكررة حول اية تصرفات تسمح بها حضرتك (كونك الرجل الامر الناهي) لنساء مجتمعنا؟ والسؤال ينطبق على كل متدين يخلط الدين بالسياسة.

    3) يبدو انك لا تفقه معنى الكتابة الساخرة. فالمعنى يكون عكس ما كتب هناك، كما نجد في بعض ما قاله فراس.

    4) انت الذي لمحت الى الهوية الدينية عندما قلت انه من الاسم يمكن ان نعرف هوية الشخص. هذا تلميح كبير عنصري، تملأه الافكار المسبقة (ستيريوتايب)، بالضبط مثل التوجه “الاخلاقي” لدى الاحزاب الدينية للمرأة. فكل المسيحيين سواء (“اهل الذمة”)، وكل النساء تتبع للرجل الحاكم (بأمر الله).

    كفانا تدخل المتدينين في امور الدنيا والمجتمع. عليك ان تقتنع ان الحقيقة الالهية التي لديك (فقط لانك صدفة ولدت في هذا الدين او ذاك) هي ليست حقيقة، انما فلسفة حياة، لا اكثر. حاول ان لا تستعملها كمقياس مقدس على الجميع استعماله، لانه كما قلت لك، انت وغيرك ولدتم صدفة لهذا الدين، او ذاك.

  8. تحيّة للفرزدق والجرير,
    الغريب والملف للنظر بمجتمعنا, إنّو المتديّن بيتقبّل الآخر وبتقبّل وجودو بينما المثقفون نون بتقبلّوش المتدينين وبأي فرصة في محاولة للتهجم عليهن.
    أمّا بالنسبة للمقال, رح اعقّب على اخر فقرة.
    متل ما حريّتك تتديّن وحرّيتي الحد وحريّة فراس يعمل فيديو, كذالك الفتاة حرة تلبسي قصير طويل ضيّق ووسيع. اذا انت عم تتضايق هاي مشكلتك, هي لا قرّبت عليك ولا اتطلعت عليك.
    اذا في كلب عجبتو وردة وقرّب يوكلها, عادة بحطولو كمّامة. كذالك الرجل اللي بتنزل ريالتو عالصبية لازملو كمّامة , ومش لازم الفتاة تتقيّد. مش رح نقيّد تصرفاتها اذا بمس بمشاعرك او لأ . حتّى لو إنو المجتمع ذكوري مش معناه تقرر شو مسموح ومنوع وشو بمس بالمشاعر وشو برضيك.
    بالنسبة للتطرّف بقضية حريّة المرأة, وإنّو الحرية المطلقة ممكن تفتح بيوت دعارة . اولاً , انا ضد وجود بيوت دعارة. بس مش لأنو محرّم بالدين او شرف العائلة . السبب الاساسي هو استغلالنا للانسان ك انسان. يعني الشاب عم يشتري جسد الفتاة والفتاة عم تبيع جسدها وهاد سبب اهم من قصّة الدين ويوم الحساب وشو ممكن تكون عواقبها. يعني اذا الله عادل بدّو يحاسب الشاب بنفس الشي, مش رح تكون مومس بدونه. ثانياً, كل الثقة بنساء شعبنا ( من خطاب توفيق زياد في اوّل ايار ) . شعبنا اللي اطلق للعالم ليلى خالد و فدوى طوقان ودلال المغربي وغيرهن, لولا الحريّة اللي منحكي عنها, مكونش رح يكونوا اكيد ببيت دعارة بس اكيد مكنوش خالدات

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>