الجزيرة تفتح أكثر الملفات الفلسطينية حساسية: عرب الداخل

|خدمة إخبارية| تسلط شبكة الجزيرة التلفزيونية، على مدى خ […]

الجزيرة تفتح أكثر الملفات الفلسطينية حساسية: عرب الداخل


لقطة أثناء تصوير البرنامج

لقطة أثناء تصوير البرنامج



|خدمة إخبارية|

تسلط شبكة الجزيرة التلفزيونية، على مدى خمس ساعات، الضوء على واحدة من أكثر الملفات حساسية من خلال سلسلة وثائقية بعنوان “أصحاب البلاد”، تفتح فيها ملف الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، الذين يطلق عليهم إعلاميا لقب “فلسطينيو الداخل”، أو كما تحاول اسرائيل تسميتهم بـ “عرب اسرائيل” بينما هم لا يعترفون بهذه التسمية.

وستبث الجزيرة، مساء يوم الخميس الحادي والعشرين من الشهر الجاري الساعة السابعة مساء بتوقيت القدس، الجزء الأول من سلسة “أصحاب البلاد” والتي تروي تاريخ وواقع الفلسطينيين الذين بقوا في وطنهم بعد عام ثمانية وأربعين، وستبث الأجزاء الخمسة تباعاً على مدى الأسابيع الخمس القادمة في نفس التوقيت.

وتزداد أهمية محتوى السلسلة الوثائقية الجديدة في ظل الطرح الأخير للحكومة الإسرائيلية لمشاريع القسم والولاء والمواطنة، وليطرح تساؤلات عدة حول المستقبل الذي ينتظر الفلسطينيين داخل دولة إسرائيل،  في ملامسة معمقة لواقع “أصحاب البلاد” الذين يعيشون الآن داخل إسرائيل في ظل سياسات تعمل على إقصائهم وتهميشهم وصولاً إلى دعوات لتهجيرهم ضمن خطط للتبادل السكاني أو الترانسفير. وتطرح مخرجة العمل روان الضامن هذه الأسئلة وغيرها على خمسين ضيفا وضيفة كلهم من فلسطينيي الداخل في المدن والقرى المختلفة، يتنوعون بين مؤرخين وأكاديميين ومحللين وكتاب وسياسيين وإعلاميين ونشطاء وشهود عيان على حوادث بعينها. وقد قدمت شركة “الأرز” للإنتاج التلفزيوني في الناصرة الخدمات الإنتاجية لتصوير هذه السلسلة، تصوير رامز قزموز وجورج دبس، وصوت ثروت حديد.

المخرجة روان الضامن

المخرجة روان الضامن

وتقول المخرجة روان الضامن: “بعد إخراجي سلسلة “النكبة” بأجزائها الأربعة في عام ألفين وثمانية والتي، والحمد لله، لاقت أصداء طيبة واسعة وحصدت عدداً من الجوائز العربية والعالمية، انتبهت لأهمية ملف لا يعرف عنه المشاهد العربي الكثير ويتعطش لاهتمام مختلف وسائل الإعلام، وهم فلسطينيو الداخل ومن تطلق عليهم اسرائيل اسم “عرب إسرائيل”. أعتقد أن الأجواء السياسية الصعبة التي يعيشها أصحاب البلاد داخل إسرائيل تجعل من واجبنا جميعا أن نفهم واقعهم وتاريخهم حتى نستطيع المساهمة في صياغة المستقبل بدل الوقوف متفرجين، وأن نستفيد من تجربتهم ذات الخصوصية في إتقان المزج بين هويتهم الفلسطينية التي حافظوا عليها رغم كل الصعوبات، وبين الجنسية الاسرائيلية التي يحملونها رسميا، وكذلك من أنهم، على خلفية وضعهم الجغرافي الجديد، يتقنون اللغة العبرية ويعيشون داخل إسرائيل ولديهم قول سياسي وحضاري هام للعالم العربي. وقد سعدت جدا بأن إدارة البرامج أطلقت اسم “أصحاب البلاد” على السلسلة لأن هذه هي التسمية الصحيحة للفلسطينيين المتبقين في وطنهم”.

تروي السلسلة كيف وجد مائة وستون ألفا في الجليل والمثلث والنقب وبعض المدن عام ثمانية وأربعين أنفسهم أقلية عددية محتلة، وكيف تعاملوا مع الصدمة الأولى لتأسيس دولة اسمها “إسرائيل” تحكمهم، وماذا حدث في السنوات الأولى مع استمرار محاولات التهجير والقمع والحكم العسكري الذي استمر ستة عشر سنة، وصولا إلى اضطرار إسرائيل قبيل نكسة سبعة وستين إنهاء الحكم العسكري بهدف أن تصبغ علاقتها مع الفلسطينيين داخلها على أنها “مواطنة” رغم أنها حتى اليوم ليست مبنية على المواطنة بحكم سياسة التمييز والعنصرية والاقتلاع التي يتعرضون لها. كما تحكي قصة نضال مغيب للفلسطينيين في الداخل وكيف تعاملت اسرائيل معهم على أساس انهم أعداء “وليسوا مواطنين” من خلال مخاطبتهم بفوهة بندقية واستخدام الرصاص الحي بحقهم، داخل حدود دولة اسرائيل، في فترات مختلفة، من يوم الأرض عام ستة وسبعين وصولاً إلى أكتوبر عام ألفين حيث قتل ثلاثة عشر شابا لمجرد أنهم تظاهروا، وما هي أسرار محاكمة شباب شفاعمرو المستمرة منذ خمس سنوات لأنهم دافعوا عن مدينتهم ضد إرهابي يهودي.

ما معنى أن تكون فلسطينيا وإسرائيليا في آن واحد؟ أن تعيش الوجع الفلسطيني وتكون جزءًا من الشعب العربي الفلسطيني، وفي نفس الوقت تحمل جواز السفر الإسرائيلي وتتعامل مع المواطنة الإسرائيلية، وتعيش داخل إسرائيل وتركب في باص يركب فيه جنود إسرائيلييون بملابسهم العسكرية؟ معادلة لم يفهمها العالم العربي رغم مرور اثنين وستين عاما عليها، بل تعاملت مؤسسات رسمية وشعبية عربية مع فلسطيني الداخل بتشكيك كبير واعتبرت التعامل معهم نوعا من التطبيع مع إسرائيل، على اعتبار انهم يحملون الجنسية الاسرائيلية التي كانت ثمنًا لبقائهم في الوطن، وصل أحيانا إلى حد إطلاق عبارات التخوين عليهم. ماذا يعرف العرب عن فلسطيني الداخل كيف يعيشون وكيف يدرسون وما هي الوظائف والأعمال المتاحة أمامهم وأين يسكنون وكيف يتعاملون مع اليهود أفرادا ومؤسسات؟ وما هي التحديات اليومية التي تواجههم؟

ويأتي هذا العمل للمخرجة الضامن بعد إخراجها سلسلة “النكبة” عن تاريخ النكبة الفلسطينية منذ عام 1799 وحتى اليوم، وهي السلسلة التي حازت على جائزة أفضل فلم وثائقي طويل عن القضية الفلسطينية في مهرجان الجزيرة الدولي الخامس، وجائزة الجمهور الإسباني في مهرجان آمال الأوروبي العربي، وترجمت السلسلة إلى ست لغات عالمية.
مواعيد البث لسلسلة أصحاب البلاد: الجزء الأول، الخميس، السابعة مساء بتوقيت القدس ويعاد فجر الجمعة الساعة الرابعة صباحا ومنتصف ليل الجمعة الساعة الثانية عشر ليلا.

وتتبع الأجزاء الأخرى في نفس المواعيد على مدى الأسابيع الخمس القادمة.


المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

1 تعقيب

  1. لا شك انه موضوع مهم يجب التعامل معه من باب التوعية والخوض في الـ”تابو”.ان لعدم الخوض في المواضيع الحسّاسة قد تكون نتائج تقارب الكارثيّة, اذ انها تمكّن تراكم سنوات بعد سنوات من الافكار المسبقه الخاطئه وتخلق واقعا اععوج كنّا نستطيع الاستغناء عنه.
    لم ارى الوثائقي بعد, لكن كنت اود ان ارى وثائقيّا يعرض الواقع برماديّته وتعقيده اكثر ممّا يعرضهما هذا المقال.
    في البلاد, هناك “عرب 48″ “عرب الداخل” “فلسطينيو الداخل”… وهنالك “عرب اسرائيل” و”ابناء الاقليّات” وهنالك من الدروز ممّن لا يعتبرون انفسهم عربا او على الاقل يتعاملون مع اسرائيل كوطن يكنّون له الولاء.
    الوطنيّة والقوميّة في تصاعد بلا شك, لكن ما زال واقعنا اعقد من الاسود والابيض ومن الحشود الوطنيّة التي تحمل الهويّه الاسرائيليّة عنوة وتعاني منها الامرّين كون ذاك ثمن باهظ للبقاء في الوطن.

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>