«ترابية» براء من «نتن» الليكود

«ترابية» براء من «نتن» الليكود

معظم أعضاء «ترابية» التي تأسست في عمان عام 2009 هم من اللاجئين الفلسطينيين من أراضي 48. اشتهرت الفرقة بتقديمها مقطوعات كسرت الخطوط الحمر في الأردن بمحتواها الراديكالي اللاذع.

p23_20150217_pic2

| يزن الأشقر |

بنيامين نتنياهو كغيره من الصهاينة على يمينه ويساره، مصمم على أن يصيب الجميع بالقرف والغثيان في حملته الانتخابية. ليلة السبت، أصدر حزب «الليكود» اليميني الذي يتزعمه نتنياهو، فيديو دعائياً موجهاً ضد خصومه المعتادين في ما يسمّى اليسار الصهيوني. في الفيديو، ملثمون من «داعش» يقودون سيارة دفع رباعي مزودة برشاش ويلوّحون بعلم «الدولة الإسلامية».

يتوقفون للسؤال عن الطريق إلى القدس. تأتي الإجابة من قبل سائق صهيوني آخر: «اتجهوا يساراً»، لينتهي الفيديو بعبارة «اليسار سيستسلم للإرهاب» و»إما نحن أو هم. الليكود فقط، نتنياهو فقط». ما أثار قرفاً إضافياً هو سرقة الماكينة الدعائية في الليكود لأغنية «غربة» لفرقة الهيب هوب «ترابية» كخلفية موسيقية للفيديو، ما أثار سخط الفرقة التي تتخذ من عمّان مقراً لها. «ترابية» أصدرت فوراً بياناً غاضباً على صفحتها على الفايسبوك يدين زجها في المعركة الانتخابية الصهيونية بين يمين ويسار، ويدين تشويه سمعتها ولصقها بـ «داعش» والإرهاب، ووعدت باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وختمت البيان بـ «النصر لشعبنا الفلسطيني والعربي ضد الاستعمار، المجد للشهداء».

معظم أعضاء «ترابية» التي تأسست في عمان عام 2009 هم من اللاجئين الفلسطينيين من أراضي 48. اشتهرت الفرقة بتقديمها مقطوعات كسرت الخطوط الحمر في الأردن بمحتواها الراديكالي اللاذع.

أغنية «غربة» بالتحديد التي تتناول موضوع اغتراب اللاجئين الفلسطينيين في الأردن التي تم استخدامها بشكل مجتزأ في الفيديو الدعائي، تهاجم العدو وتنتقد الفصائل الفلسطينية الرئيسية (مع الوقت اكتشفت لمين بدي أنتمي/ محمود عباس فتح حماس ولا جبهة/ خليني حر حواري لأنه كله مرتزقة)، والمؤسسة الدينية (وعملي للأحسن مش لألقى أجر في السما) والتخاذل من الجميع تجاه فلسطين واللاجئين، وتدعو إلى الانتماء «لثورة حرة/ فيها صاحب العمل والأجير بنفس المستوى».

في حوار مع «الأخبار»، قال فراس شحادة أحد أعضاء «ترابية» إنّ ردة فعلهم على الفيديو كانت «مفاجأة من العيار الثقيل، أخذت منا وقتاً للاستيعاب. ترابية/ الليكود/ داعش، مع بعض هاي مشكلة كبيرة. المسألة بالتأكيد لا تتعلق بالملكية الفكرية فحسب، والفرقة ضد أي نوع من التطبيع مع العدو، ومسألة عدالة القضاء الإسرائيلي لا تعنينا ولا نؤمن بها،. لذا، وكلت الفرقة المحامي إياد جبران من فلسطينيي الداخل المحتل وهو محام متخصص في حقوق الملكية الفكرية. وقد رفع دعوى أمس الإثنين في المحكمة فقط لوقف الاستخدام الفوري والقرصنة لأغنية «غربة».

وسنقوم بدراسة الخطوات القادمة المتعلقة بالتصعيد القانوني». يقول شحادة، مضيفاً: «الموضوع ذو أبعاد عدة، فهناك سرقة لأغنية من أغاني الفرقة، ووضعها في غير سياقها، ولصقها بالتنظيم الإرهابي «داعش» من قبل حزب «الليكود» الصهويني اليميني لمناكفة انتخابية لما يسمى باليسار الصهيوني. وهناك وضع أعضاء «ترابية» تحت الخطر، وإلصاق تهمة الإرهاب بهم، والتعاون مع «داعش»، مع العلم أنّ «ترابية» فرقة يسارية. وهناك إضرار بسمعة الفرقة، واستخدام الأغنية التي تتحدث عن اغتراب لاجئين من فلسطينيي الـ 48 في الأردن ومعاناتهم من الاستعمار الإسرائيلي ولصق الفن الثوري اليساري بتنظيم الدولة الإسلامية». وعن توقع رد آخر من «ترابية» إلى جانب البيان واللجوء إلى القانون، يجيب شحادة: «نأمل أنهما فقط بداية لرد أكبر، وإعادة تصحيح، وإنارة لمفاهيم الفن الثوري المقاوم الملتزم بقضايا الشعب العربي، خصوصاً بما يشهده من جرائم واستعمار وظلم لم يبدأ بالنكبة ولم ينته مع تمزيق المنطقة العربية. إسرائيل كيان استعماري فاشي توسعي امبريالي وظيفي للإمبريالية العالمية ومصالحها في الوطن العربي، وليس فلسطين وحدها».

عن “الأخبار” اللبنانيّة

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>