الحرب خدعة، ونصوص أخرى\ علاء أبو صاع

إن عشق عصفور سمكة، هل سيتّحدان؟ أين سيعيشان؟ لماذا سيطيران؟ كيف سيسبحان؟ كم أكره هذا الافتراض البرمائي الكيان، وشهي الوقت يمللني حين يمتزج الخيال بالواقع المتخيل

الحرب خدعة، ونصوص أخرى\ علاء أبو صاع

|علاء أبو صاع|

مرة مر العمر بسرعة

مرة مر العمر بسرعة، فجئت أسكن في رام الله في أبرد موسم شتاء منعدم الأمطار في تاريخ حياتي.  استأجرت غرفة قديمة صغيرة مهملة تحت تسوية عمارة مرممة جداً.  وكان باب الغرفة وشباكها الصغيران مغلقين بالحجارة والأتربة والأخشاب والحدائد وبقايا الباطون المتصلب بسبب مخلفات ترميم العمارة التي أسكن أسفل أسفلها.  فلم أستطع أن أدخل إليها أي قطعة أثاث مستعملة كان سيتبرع بها أحد أصدقائي، أو كنت سأشتريها من سوق الخردة.  ولأنني من ذوي الدماء الحارة، ولحاجتي إلى المتاع بسبب كثرة أوراقي ومسوداتي واسكتشاتي وأفكاري وخططي التي أواسي بها نفسي لتسريع مستقبلي البعيد، أثثت الغرفة بالثلج، وظل الثلج محافظاً على تجمده وإياي، واحتواء أوراقي طيلة شهر كامل.  وذات يوم، وعند الظهر أنهى صاحب العمارة التي فوق فوقي غسل سيارته.  وبدون قصد تسلل الماء والأخشاب والأتربة وصولاً إلى غرفتي، فطاشت أوراقي مثل سمك ميت في حوض سمك.  فاقترب مستقبلي البعيد، وتركت الغرفة ورحلت، دون أن أدفع الأجرة.

 

اسأل

إن عشق عصفور سمكة، هل سيتّحدان؟ أين سيعيشان؟ لماذا سيطيران؟ كيف سيسبحان؟ كم أكره هذا الافتراض البرمائي الكيان، وشهي الوقت يمللني حين يمتزج الخيال بالواقع المتخيل.

اسأل

كم هما مزعجان، إنهما الهواء والوحل ينتشيان، ها هو الكيان الكيان،

صالح لكل العمر،

لكن ليس الآن

الجواب مثل السؤال تحلل، فتخيل، تعشق السمكة عصفورا!

اسأل:          كيف سيعيشان؟

أجيب:          ربما بيضتان.

 

الحرب خدعة

الحرب خدعة، ونحن مازلنا نحقق النصر تلو النصر.  انظر كم من الدروع لدينا، والتفت كم تبقى من الحائط المعلق! ألف نيشان من شهادة خبراء الحرب على كم نحن منتصرون، والحرب خدعة.  انظر كم لدينا من فهلوة، فنحن نجيد التكتيك، فترانا نبدع في سحج الكف لحليفنا العدو قبل أن يلقي الكلمة وبعد أن يختم الكلمة.

الحرب خدعة، فمن حقنا أن نتظاهر بالزهد، فنحن شعبيون بالفطرة، ولذلك ترانا نكتب وصية أبريائنا على واجهة أوليائنا بالطساس الملون، فنوهم عدونا الحاقد أن هذا هو سقف عنفنا ليطمئن لنا فالحرب خدعة.  ونحن نوشك أن نستوي على عرشنا المدقوق بعظم الكف، ومطلي بجلد قفانا وإن أزعجتك لغتنا السافلة، سنكون أكثر فهلوة من قبل، وسندير لك قفانا لتغير دافعنا الحربي، لتظن بأنا نساوم، ولتعلم كل العلم بأنا أكثر فهلوة منك، فاعبث بها كما تشاء، إن الحرب خدعة.

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

2 تعقيبات

  1. الافضل دائما

  2. دائما رائع وستبقى كئلك
    كلماتك تدخل النفس دون استئذان
    دمت بود وروعه

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>