زمزم إسبانية؟

أما آخر فقد كتب: “ماذا عن هؤلاء الاسبان؟ الم يتعلموا من أول مرة؟ فليكفوا عن مضايقتنا، لا وقت لدينا الآن لإحتلالهم من جديد.”

زمزم إسبانية؟

|مجد كيّال|

في بناء عملاق يتسع لأكثر من 3 آلاف شخص ويطابق تصميم شكل مسجد، بقبّته ومئذنته، أعيد قبل أشهر قليلة افتتاح ملهى “مكّة” الليلي في بلدة “أغيلاس” الإسبانية القريبة من ساحل “موريسيا”، حيث استضاف في أول شهرين أكثر من 130 ألف زبون.

وكان الملهى قد أقفل أبوابه قبل نحو 10 سنوات بعد إفلاس صاحبه الذي باعه مؤخرًا لشركة نوادٍ ليلية إسبانية التي قررت أن تبقي على الاسم السابق “مكّة”، إلا أنها قررت تغيير التصميم ليطابق شكل المساجد.

Mecca_Outside

ملهى "مكة" من الخارج. الله أكـ بار.

وقد أصدر “الاتحاد الإسباني للجمعيات الدينية الإسلامية” بيانا شرح فيه أهمية مكة للمسلمين قداستها كمركز أول بيت وضع للناس و احتج على  استخدام الاسم على مرقص.

وأنا، عبدكم الفقير، أجلس في هذا الحر دون مكيّف ودون أي امكانية للنيل من شواطئ جنوب اسبانيا الساحرة (هكذا يقولون)، تغريني -إن كنتم تريدون الحقيقة- فكرة استعمال مخلفات الإستعمار لتطوير الحياة الليلية فأكتفي بتصفح الانترنت لأجد من يكتب في إحدى النقاشات حول الموضوع الدائرة في الشبكة الإفتراضيّة: “لا أعرف ما المشكلة في استعمال الاسم “مكة”، فمكة مدينة وفيها مكان مقدس اسمه الكعبة، ومعظم المدن فيها أماكن مقدسة نسبةُ لشعوب أخرى. هذا ليس استفزازًا للمؤمنين، انتم تعرفون أني سأكون أوَل من يُستفز. سيكون استفزازًا لو أنهم صمموا ملهى ليليًا  على شكل الكعبة وسموها على اسمه.. ولكن.. لنكن واقعيين..أي مصمم معماري سيقبل على نفسه تصميم هذا الشكل البدائي السخيف؟ أي مصممٍ معماري سيضع في سيرته الذاتي تصميم مكعبٍ أسوَد؟”

أما آخر فقد كتب: “ماذا عن هؤلاء الاسبان؟ الم يتعلموا من أول مرة؟ فليكفوا عن مضايقتنا، لا وقت لدينا الآن لإحتلالهم من جديد.”

على أي حال… نعود لموضوع الملهى الليلي هذا… متى سيصبح عبدكم الفقير مقتدرًا لأطوف من برشلونا لموريسيا لأحج على درب حياة الليل المقدّسة حجًا مبرورًا وسعيًا مخمورًا.

FireDancer_mecca

راقصة في ملهى "مكّة". تشعل غضب المسلمين.

 

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

14 تعقيبات

  1. أوافق الاخ علي على كل كلمة قالها .

    مقالك هذا دون المستوى،
    أن تكون علماني ومنفتح شيء ، وان لا تحترم عقيدة الاخرين وما يؤمنون به شيء اخر.
    حضرتك لن اجدك تأتي بتجريح ضد اليهودية ، لانك ستتهم باللاسامية، ولن تأتي بالتجريح ضد ديانات أخرى (بغض النظر عن مسخرتك الدائمة والمعلنة بشكل او باخر على المسيح وعلى الله والانبياء) ، ولكنك ستجرح وتتكلم بمستواك الرديء ، معتبرا نفسك منغتحا وعلمانيا ، بالاسلام ، وكأن الموضوع فيه انفتاح ولذة ، وكأن في الموضوع تحد ، وياي انا عصبنت المسلمين، وياي انا كووووول ، وياي أنا ولا خصني بالله.. وياي هاي حرية تعبير عن الرأي، وياي فش كلمة بتوصف الي بهاجموا الاسلام زي ما في كلمة بتوصف الي بهاجموا اليهودية، فياااااي .
    عرفت الكثير من العلمانيين والمتحررين والملحدين ، كثيرا منهم ، يتفوقون عليك بعلمهم وثفاقتهم ، ولكن أهم من كل شيء، يتفوقون عليك باخلاقهم ، فهم لا يتهجمون على ما يؤمن به غيرهم بطرق سطحية ، وسخيقة كطرقك .
    وكما قال علي ، يعني غرييييييييب ، غرييييب ، ان المكان اسمه مكة وهو على شكل مسجد ، ولكن لا يهدف الى استفزاز المسلمين …
    وكونك “فلسطيني معتز” 70% من شعبك مسلمون ! ايها المنفتح ..
    لست ممن يدعون ان الرسومات الدنماركية او الكتابة عن الرسول والانبياء هي اجرام وتحتاج كل تلك المظاهرات التي “قامت وما قعدت” ، لا لانها بباسطة كل من قام بها ، مجرد ناس “بدها تقول شوفوني يا ناس” وهكذا انت دائما وابدا يا مجد “شوفوني يا ناس، انا كووووول ، أنا منفتح ، انا علماني ، انا ليبرالي ” .

    ملاحظة أخرى لغويا أيضا لم أستمتع بمقالك.

  2. الى محسن:
    اولا افصل بين من يكتب بسطحية وصبيانية واستعلائية فارغة وبين من يحرر هذا الموقع.. المحرر حليحل انسان ثاقب ومبدع بلذعه واحترمه جدا لذلك مع اني اتفق واختلف معه.

    يبدو انك يا محسن كمجد تعتقدون انكم اخترعتم الكون من جديد، حتى على نزار قباني تستعلي ؟!! نزار قباني كتب اتفه قصائد السياسة والمجتمع؟!!! ما هذا الهراء والهذيان .. من انت لتستخف بشعر أحد اعظم شعراء العرب ؟؟

  3. الى غزالي:
    ملاحظتان: اعتقد ان مجد وزملائه في قديتا قد خرجوا من دائرة الحكي الى التطبيق من خلال الموقع…
    ثانيا: من السخف حقا ان تستشهد في نقدك بقصيده لنزار قباني، الذي كتب اجمل قصائد الحب واتفه قصائد السياسة والمجتمع…
    يبدو انك انت من بحاجه لان يقرا أكتر.

  4. علي أبدعت في مداخلتك وأوافقك في كل كلمة ..
    مجد أنصحك في أن تقرأ المزيد وتبلغ قبل النشر وخصوصًا ابن عربي وابن رشد والغزالي وابن طفيل.. إقرأ الكتاب “انسان يبحث عن معنى” سيفيدك.
    وأنصح الشباب الجدد ترك ثورة المقاهي والبارات لأنها تتلف ما تبقى لكم.. وان أردتم حقا التغيير فاعملوا وابنوا وساهموا ايجابيا .. ابنوا وثقوا بأنفسكم وبقدراتكم .. ابنوا بحساسية ثقافية لا باستعلاء على شعبكم.. ان لم تجدوا انفسكم ملائمين لذلك فارحلوا عنا لا ينقصنا من أمثالكم

    واختم بقصيدة نزار قباني:

    تعريف غير كلاسيكي للوطن

    وطني !

    يفهمك السذج ريحاناً وراح

    ويظنونك درويشاً يهز الرأس، أو رقص سماح

    ويظنونك في غفلتهم

    نغمة من بزق ..

    وقناني عرق ..
    ومواويل تغنى للصباح..

    وطني، يا أيها الصدر المغطى بالجراح

    وطني مَن أنت؟ إن لم تنفجر

    تحت إسرائيل صندوق سلاح..

  5. لم ينتصر المسلمون باسلامهم فلو كان الامر كذلك فاتحدى علي مواسي بان ياتيني باسم عالم مسلم واحد عاش في فترة الخلفاء الراشدين ، ولا حتى في فترة معاوية
    ان الذي جعل للمسلمين انتصارات وحضارة هم الذين دخلوا في الاسلام من فرس وروم وترجموا كل العلوم اليونانية وبالعلم انتصر المسلمون لا بالاسلام. ولو كان الامر كذلك فلم حال المسلمين اليوم بهذه الرداءة؟ اين الاسلام لينصرهم؟ ضربت اسرائيل غزة في شهر رمضان وقتلت منهم العديدين في ليلة القدر فاين اله المسلمين؟ لماذا لم يهب لنصرتهم؟ لم ينتصر اليهود على العرب الا بالعلم لا بالدين ولا بالميثولوجيا
    كما ان الشيوعية والراسمالية لا يمكن تعريفها كميثولوجيا

  6. ناقشوا مجد في افكاره ولا تهاجموه شخصيا ، لم يكن النقاش مدعاة للجهل وانما بالنقاش ولد العلم وبالحوار نتعلم.
    ان التنوع في الاراء يعلم . والتنوع في الافكار يزيدها غزارة فقراءتي لعلي مواسي ورده جعلني انتبه للعديد من الامور
    كما ان مجد لم يخاطب الا العقل والمنطق فكلاهما منطقي وبقي لعقلي ان يقرر اي الاراء يقبل.
    تحياتي للجميع وتحيا التعددية الفكرية

  7. مجد شاب وطني كما نعلم.

    لكن السؤال الذي لطالما دار في خلدي..
    ألا تفكر وأنت تكتب أنك تحقّر من شعوب كاملة؟هي شعبك أولاً؟

  8. تحيّاتي أخ محسن البيراوي، وشكرًا لاهتمامكَ وردّك:

    *** لم أتحدّث عن حالِ العربِ والمسلمينَ اليوم، وموضوعة مقالة الأخ مجد لا تتطرّقُ إلى هذا الموضوع مباشرةً، ولو تحدّثتُ عن حالهم اليومَ لقلتُ ما يُؤلِمُ ويُجرّح رُبّما، لكن أن يحيلك ردّي إلى هذا المكان، هو أمرٌ متوقّع، والمتوقّع يكونُ كذلك لأنّه أيضًا من الأنماط الجاهزة.

    ولنكونَ دقيقينَ في استخدامنا للمصطلحات، الأولى أن نقولَ إنّ الدّولة الاسلاميّةَ اليومَ متخلّفةٌ ومتأخّرَة، وليسَ المسلمون، لأنّ المُسلِمَ في أوروبا أو الولايات المتحدة أو روسيا أو أستراليا أو اليابان أو الصّين، لن يكونَ متخلّفًا بأيّ حالٍ من الأحوال..
    أن نستخدمَ مصطلح ” مسلمينَ ” لا ” الدّولة الإسلاميّة ” يعتبرُ برأيي تنميطًا وعنصريّةً.
    أمّا تخلّفِ النَاسِ وتقدّمهم فلا علاقة له بميثولوجيّاتهم، هذا واضح على ما أظنّ، لكن أنا شخصيّا أرى أن الدولة الحديثة، هي دولة مواطنة وحريات وليست دولة ديانات ومذاهب وميثولوجيّات، وبالتالي فلا شكّ بأنّ الدّول الإسلاميّة، خصوصًا تلك المنفصمةِ ما بينَ ( قليلٍ من العلمانيّة وقليلٍ من الدّين ) هي دولٌ عتيقةٌ متخلّفة من حيث المبنى.

    *** لم يراع تعليقي المعتقد الإسلاميّ بقدر ما راعى ما أنتجته الحضارة العربيّة الإسلاميّة، وكنت واضحًا عندما بيّنت أنّ الميثولوجيّات على اختلافها لا تحدّ العقل وإنّما تحرّكه، لأنّها إمّا تدفعه لرفضها والتشكيك بها فتنفتح التساؤلات ويبدأ البحث، أو تدفعه إلى الإيمان بها والإنتاج من أجلها.

    هنا لا بدّ من القول إنّني لست ضدّ الإلحاد ولست ضدّ العلمانيّة، كلاهما آيدولجويا ( ميثولوجيا حديثة )، ولم أنفِ أن يكونَ الإلحادُ والتّشكيك قد أسهم في عملية الإنتاج العقليّة في العصور الإسلاميّة، على قلّته وضعفه، لأنّه طرح تساؤلاتٍ وإجاباتٍ ودفع النّاس لتحريك عقولهم للرّدّ عليه، وهي عملية جدليّة صاحبها إنتاج.

    *** ليس كلّ من ينفي قدسيّة مكّة ويهزأ من تقبيل الحجر متقدّمٌ ونورانيّ ومنفتحٌ بالضّرورة، المتقدّمُ هو من يستوعب ويفهم ويدرك حاجات النّاس للميثولوجيّات ولتقبيل الحجارة وعبادة الشّمس أو النّار أو الرّيح أو الله، ولا يتعالى على أيّ ميثولوجيا بقدرِ ما يعتبرها جزءًا من بناء الحضارات البشريّة.

    وبالتّالي فإنّ المعلّبات الصّنميّة هي أن يعتبرُ المرءُ دائمًا ميثولوجيّات البشر على أنّها غير مقدّسة وسخيفة ومتأخّرة، وأن يتعالى عليها.

    اللّا صنميّة هي ألاّ ترفض الآخر ومعتقده مهما كان بدائيّا بالنّسبة لك، خاصّة عندما يكون الرّصيد الحضاري لميثولوجيا ما غنيّا حدّ الثّمالة.

    ذلك يعني أنّ تقبيل الحجر لم يعرقل الإبداع يومًا، فما المشكلة معه؟

    السّؤالُ هنا يكونُ موجّهًا بنبرة وصيغة أقوى للعلمانيين الليبراليين الّذينَ يتشدّقونَ بإيمانهم بحرّيات العبادات والمعتقد للنّاس في إطار التّوافقيّة والتّعقاديّة داخل الدّولة الحديثة: هل لديكَ مشكلة مع إنسانٍ يعبد الحجر أو القمر أو الشجر أو الله؟
    المفروض أن يكون الجواب لا، لكن ممارسات الكثير من العلمانيين اليوم هي أسوء من ممارسات سلطة الخليفة والسّلطان والكنيسة في العصور المتأخرة.

    *** وعيُ الذّاتِ ضروريٌّ جدّا في مأسسةِ شخصيّةٍ وعقلٍ قادرينِ على الإبداع والبناء، كما وعيُ الجماعة، والدّولة الأوروبيّةُ لم تنهض من جديد إلاّ بعد استلهامها واستثمارها لموروثاتها الإغريقية والرّومانيّة واللاتينيّة القديمة، فالحداثةُ تستلزمُ وعي التّاريخِ وتشخصيه ونقده قبل كلّ شيء.
    كلّ من يهمّه التّأسيسُ لوعيٍ فرديٍّ وجماعيّ عربيّ، ودولة عربيّة حديثة، دولة المواطنة والحرّيات المنتجة، لا بدّ وأن يعي الموروثَ ويشخّصه وينقده، ونحنُ لا نعرفُ تاريخنا ولا نتاجنا الحضاريّ القديم.

    *** حقّك أن تحبّ بأيّ شيء، وأن تكره كلّ شيء وأن تؤمن بما تريد، ولكن ليس من حقّكَ أن تهين الآخر أو تمسّ مشاعره أو تحقّره.. يمكنك أن تقول كلّ شيء بأسلوبٍ يراعي اللّباقة والاحترام، ويخلو من التّعالي والإلغائيّة والأفكار النّمطيّة الجاهزة حول البشر ومعتقداتهم..

    *** الأفكار الّتي تأتي بها وتقول إنّها ليست نمطيّة، هي نمطيّة تمامًا في الواقع، أو لقد صارت نمطيّة لكثرة استخدمها وعدم تجدّدها، وبالتّالي ما الفرق بين خطابك وخطاب المليار مسلم ( وهذا بحدّ ذاته فيه شيءٌ عنصريّ ) لأنّ التّعميميّة خطيرة، والتّعميميّة أهمّ أدوات التّنميط.
    يغالي الإلحاديّون العرب في الإلغائيّة وتحقير معتقداتِ النّاسِ وتصويرها بأبشع ما يكون، ثمّ يأتونَ وينتقدونَ ( النّمطيّة ).
    هل يمكن نقدُ النّمطيّة بالنّمطيّة؟

    *** أظنُّ أنّ الاستشراقَ مصطلحٌ واضح جدّا وله حدود، ولا يمكنُ استخدامه متى شئنا، لكن من بين الأمثلة الّتي يدرجها إدوارد سعيد في كتابه ما هو مطابقٌ لما جاء في مقالة الأخ مجد، وما هو مطابقٌ لما جاءَ في ردّكَ على ردّي.

  9. إلى علي،
    لا أعتقد أننا بحاجة لكل هذه الخلفية التاريخية وهذا الربط بين المادّة المكتوبة وما كتبت أنت طالما ان المقصد من وراء الأسلوب الساخر الذي تناوله مجد هو نقد تقديس الأماكن، لمجرد أنها تحمل رواية دينيّة غير مقنعة..

    فلتخرجوا من دائرة “التطور الإسلامي”، ودائرة “الحضارة الإسلامية” فلا أحد ينكرها.. هي واقع تاريخيّ. لكن الحديث لا يدور عنها..
    ومن ينتقد ماضي منطقته وشعبه ليس بناكرٍ لحسناته..
    فمن الطبيعي بل من الواجب على كل عاقل أن ينتقد الفكرة الدينية وبالذات عبادة وتقديس الخرافات والوثنيات والآلهة والأمكنة.
    مكّة ليست مقدّسة.. الكعبة ليست مقدّسة.. هي قصة تاريخية.
    ولتتوقّفوا عن سرد الفضل والتاريخ الإسلامي عندما ينتقد أحدهم سخافة إسلامية ما… كمكّة مثلا.
    هذا ليس استشراقًا.. تمامًا كما الذي ينتقد فلسطينيي الداخل ليس متأسرلًا.. وتمامًا كما أن الذي ينتقد إيران ليس أمريكيًا ولا الذي ينتقد الإخوان المسلمين ليس داعمًا لمبارك.

    وأنا أوافق  محسن في كلّ ما أورده

  10. العزيز علي،
    ردك ممتاز وغني، ولكنه ينسى امرا واحدا: المسلمون اليوم من اخس الامم في مناحي الانتاج والابداع ومواكبة العصر، وبالتالي فان اسلام اليوم يختلف تمام الاختلاف عن اسلام العباسيين حين انتصروا حقا بالعلوم والفنون على سائر البشرية. ولكن يمكن ان نقول ايضا ان اسلام العصر الذهبي لم يكن ليصل كل هذا لولا العلمانية وحتى الالحادية التي سيطرت على كثير من مناحي الحياة، وحتى بعض الخلفاء كانوا ملحدين لدرجة تمزيق القران نفسه- والقصة معروفة.
    ليس كل من ينفي قدسية مكة أو الوثنية الاسلامية المتمثلة في تقبيل حجر (!!) هو مستشرق. هذه معلبات صنمية من التعامل مع الموضوع.
    نحن عرب مسلمون، ولكننا لا نحب مكة ولا نحب الدين الاسلامي. هذا حقنا، تماما كما نحب العلمانية الغربية ولكننا نكره ونحارب الاستعمار.
    هل هذا معقد؟ طبعًا. ولكننا لا نستسلم للانماط الجاهزة من التفكير كما يفعل غالبية المليار مسلم…

  11. مكة مكانة للمسلم , واذا استخدمت فهذا يقلل مكانة المسلم
    وعلى قدر الاستخدام والاستعارة المعمارية والثقافية يبنى مثل هكذا مكان , وما وظيفة هذا المكان ؟!!

    المشكلة ان نكون اخوة وتولد بين الانفس الحقد واللؤم …. وكبيرة يا صديفي عدم احترام مشاعر الاخر
    وكأنا بنتبع نفس المنهج الامريكي بتصوير الاسلام ….. انت مع مين بتلعب مع اهل البلد ولا مع عهر البلد…

  12. اعزائنا في قديتا
    لقد سعدنا بقيم التعددية التحرر والتنوير الذي يحملها الموقع وخاصة وضع المسألة المثلية على الواجهة
    ولكن هذه المادة مسيئة اولا واخيرا للموقع ومصداقيته ومصداقية القيمين عليه
    انها كتابة مراهقة تحمل استعراض عضلات علماني مزيف لا تبرير له
    خسارة

  13. تصحيح لقول ديكارت: ” أنا أشكّ… إذًا فأنا أفكّر، إذًا فأنا موجود… “

  14. تحيّاتي عزيز مجد، وأتمنّى أن تكونَ بخير،

    هناكَ تعليقٌ ثالثٌ فاتَكَ أنْ تُدرِجَهُ ضمنَ مقالَتِكَ، لكن يبدو أنّ حِرصَكَ الشّديدَ في تسليطِكَ الضّوءَ على بعضِ التّعليقاتِ دونَ غيرِها، جعلكَ تغفلُ عن الأخرى، أمّا التّعليق فهوَ:

    *** ليسَ ضروريّا أن يكون المرءُ متديّنًا حتّى يحترمَ مشاعر المتديّنين من النّاس، وليسَت تعني العلمانيّةُ أبدًا( وأنا علمانيّ ) الهجومَ على أصحاب المعتقدات أو استسخافهم، بقدر ما تعني حماية المعتقدات من أن يتمّ استغلالها وتوظيفها لصالح أجندات شخصيّة ( سلطات دينيّة )، ضدّ أصحاب معتقدات آخرين.

    *** الصّليبُ ( السّخيف إن شئت )، إذ صنع من خشبتينِ عفنتينِ في عصرِ صلبِ السيد المسيح، ولد بيزنطة بفنونها وعلومها، والقبطيّة، والقوطيّةَ، ولم يغب في أوروبا عصر النّهضَة والتّنوّر، وغيرها، ولولا إصلاحات رجلٍ اسمه مارتن لوثر ( وهو رجلُ دينٍ بالمناسبة )، لما كانت أوروبا اليوم على ما هيَ عليه.
    وبالمناسبة، صاحب الفكر الّذي جعل الإنسان في مركز الكون، ومؤسّس مذهب الفردانيّة ( ديكارت )، والّذي قال ( أنا أفكّر إذًا فأنا موجود ).. أثبت بتشكيكه العقلانيّ أنّ الله موجود، ولم يؤدّ ذلك إلى ابتعاد العلمانيّة الأوروبيّة، والإلحاديّة، عن فردانيّته الّتي أدّت لوجود الله.

    وبوذا الطّينيّ، أنت أعلَمُ بما أنتجهُ تابعوهُ والأمم الّتي آمنت به بعد ذلك، من فنونٍ وعلومٍ وفلسفةٍ ومعمار ونتاجٍ حضاريّ.
    وكذلك الهندوسيّة، والمندائيّة، والبابيّة البهائيّة، والزرادشتيّة، والمانويّة، واليهوديّة، وكذلكَ سخافاتُ الإغريق والرّومانِ الوثنيّة، إن شئت أن تسميها بذلك، وحضارتي الإينكا والمايا، والفرس عبدة النّار الّتي يمكن للمرءِ أن يطفئها ببوله ( إن شئتَ من باب التّسخيف وفق منهجك )، فمنهم ولد جلجامش والحدائق المعلّقة وشرائع حمورابي والفلسفة والفلك، أمّا الفراعنة، أولئك السّخفاء الّذين كانوا يؤمنون بخروج مياه النّيل من فم فرس النّهر والتّمساح، فهم الأكثر تخلّفًا، إن شئت، مع أنّهم شادوا الأهرامات التي صمدت أمام الزلالزل آلاف السنين وحنطوا الجثث، ونحتوا تاريخهم في الصخر جمالاً وروعة.
    أيّ سخافةٍ تلكَ الّتي تبدأ جميعها من حواديت خرفانين وحكايا جدّات وأساطير ( إن شئت )، لتجسّدَ نفسها حضاراتٍ تمتدُّ أعمارها لآلاف السّنين؟!
    أليسَ غريبًا هذا.
    تلك الميثولوجيّات الّتي أنتجت ما قال فيه درويش: ” هزمتكّ يا موتُ الفنونُ جميعها.. “، وأنت تعلم البقيّة.

    *** لقد كانت البشريّةُ دائمًا بحاجةٍ إلى ميثولوجيّات، وكانت الميثولوجيّاتُ دائمًا محرّكًا للعقلِ البشريّ وللإبداع الإنسانيّ، وكانت التّنافساتُ بين الحضارات، أو الصّراعات بينها إن شئت، تؤدّي دومًا إلى تكاملها أو تدافعها وغلبة الواحدة على الأخرى، لينتج ما هو جديد ومختلف.

    أمّا اليوم، فنحنُ في عصر الآيدولوجيّات، وليست الآيدولوجيا سوى حالة متقدّمة من الميثولوجيا، يغلبُ فيها العقلُ على العاطفة أكثر، لكن في جميع الحالاتِ هو عقلٌ أنتجه تراكمُ تلك الميثولوجيّات، هذا إن كنت تؤمن بنظريّات ( يونغ ) حول الحسّ الجمعيّ، أو بنظريّة التناص لجوليا كريستيفا وأساتذتها، أو بنظريّة تناسل الحضارات وتكاملها.

    *** إنّ انشغالنا في نقد الميثولوجيّات وانتقداها، حدّ محاربتها أحيانًا، في هذا العصر، أوجد لدينا آيدولوجيا ( ميثولوجيا حديثة ) تنافس وتصارع الميثولوجيات والآيدولوجيات السابقة..
    هذه المقالة بالتالي نتاج عملية ميثولوجية لا تختلف كثيرًا عن ميثولوجيات العصور المنصرمة، وهي ليست حداثية، لأنها ممارسة قام بها أناس منذ آلاف السّنين، بأدواتها وروحها نفسها، أعني ممارسة نقد معتقد الآخر والتهجم عليه.
    الشيوعية والرأسماليّة الليبيراليّة، هي أيضًا ميثولوجيّات، أو ستصيرُ كذلك بعد حين، لكن سيظلّ لها أتباع دومًا، والعلمانيّة الفرنسيّة الرّاديكالية ( لا الأمريكيّة )، هي أيضًا آيدولوجيا، أي ميثولوجيا حديثة، وقد تستخفها الأمم بعد قرون..

    *** ألم تسأل نفسك يا ترى وأنت تنتقي التّعليقاتِ وتدوّن خاطرتك، لماذا تبقي أمّةٌ على هذا المكعّب الصّغير المسمّى بالكعبةِ ( السّخيف معماريّا كما تقول )، فلا تغيّرُ فيهِ شيئًا وتحتفظُ به كما هو على مرّ آلاف السّنين؟ خاصّةً وانّها أمّةٌ منسلّةٌ من الأنباطِ المشيّدين للبتراء، والتّدمريينَ بما في مملكتهم من صروح، وقريبي العهدِ من روائعِ مملكةِ الحيرةِ وقصرها الخورنق المشهور، والشّاهدينَ أبراجَ اليمنِ وقصورها، والّذينَ حازوا بعد سنواتٍ قليلةٍ جدّا من خروجهم إلى محيطهم أكبر أربع حضارات في التّاريخ: الروم، الفرس، الفراعنة، والهند والسّند؟!
    ألم يكن قادرٌ من بنى روائع الحضارة الإسلاميّة المعماريّة بعد سنواتٍ قليلةٍ من ظهور الإسلامِ أن يزيلها ويستبدلها بمبنًى عظيمٍ وفخمٍ ورهيبٍ لا يضاهيهِ مبنًى في تاريخ البشريّة؟
    ترى أليسَ السّببُ أعمقُ وأرسخُ وأدقُّ وأسمى من مجرّدِ جملةٍ تخطّها يدٌ في القرن الواحد والعشرين باسم الحداثة والتّحديث، فتلغي وتبيد وتسمح وتمحق إنجازاتُ الحضاراتِ السّابقة؟

    هذا المكعّب الّذي تراهُ سخيفًا، أنتج قصر الحمراء، وقبّة الصّخرة، وتاج محلّ، ومسجد قرطبة الجامع، وبغداد، والكوفة، والبصرة، وتونس، والقاهرة الفاطميّة، والمسجد الأموي بدمشق، ومدينة سامرّاء، وروائع الصّروحِ والمباني في المغرب العربيّ، وماليزيا وإندونيسيا وجنوب الصّين، وبلاد البلقان، وبلاد الأناضول ( تركيّا )، وروعة إسبانيا التّاريخيّة والبرتغال، وعبقريّة المباني في إيران وباكستان.

    إنّ بساطةَ وبدائيّةَ هذا المكعّب، كانت دافعًا لإنتاجِ المعقّدِ المركّبِ السّاحرِ العبقريّ الغريب.

    *** هناكَ الكثير الكثير من المباني في العالم الحديث، وبعضها فاز مصمّموها بجوائز معماريّة عالميّة، تعتمدُ مبدأ المكعّب وفكرته.. فلا تستسخف المكعّب.. ففيه من المزايا ما قد تتفاجأ حقًا لو اطّلعت عليها..

    أكتب في جوجل: cube buildings، ربّما حينها ستبدأ باحترام المكعّبات.

    *** إنّ الحضارة الّتي انطلقت من هذا المكعّب، أنتجت من العلوم والمعارف والمصنّفاتِ والفنونِ والآدابِ والشّخصيّات الفكريّة والعلميّةِ والفنّيّةِ ما كانَ سببًا بإخراج أوروبا من عصورِ الظلاَمِ بعد احتلالهم لمدينة طليطلة ونقل كتبها إلى أوكسفورد.

    *** إنّ المنتمينَ لحضارةِ هذا المكعّب، أسّسوا وطوّروا لغةً هي أقدمُ لغةٍ في العالمِ لا تزالُ حيّةً إلى الآن بين النّاس وليست طقسيّة دينيّة، عمرها 1600 عام، كتب بها خلال 1000 عام عشرات ملايين المخطوطات، بقي منها في العالم الآن 8 مليون مخطوط، سوادها الأعظم في مستودعات الدول الغربيّة ومتاحفها، وهي تعتبرُ أكبر تراثٍ بشريّ مكتوبٍ محفوظٍ في التّاريخ كلّه، هل نعرفُ شيئًا عنه؟! لا..

    لأنّ الاستشراقَ نجح في جعلنا نتصوّر أنفسنا بدوًا ورعاةً ومتخلّفينَ، ففقدنا ثقتنا بأنفسنا، وفقاد الثقة بنفسه لا يصنع مستقبلاً جميلاً لنفسه..

    *** إنّ من انتمى لأمّة هذا المكعّب السّخيف برأيكَ، هم السّببُ في أنّنا نقرأ اليوم أرسطو وأفلاطون وإقليديس، فاوروبا أحرقتها، بينما كانت مكتباتُ الشّرقِ الإسلاميّةِ تحتفظُ بترجماتها وتتأثّرُ شعوبها بها، وعندما وجودوها لدينا أعادوا ترجمتها إلى لغاتهم.

    *** تعليقاتُكَ الّتي تنتقيها لتعبّر بها عن رأيكَ بصورةٍ دبلوماسيّة، قد تكونُ صحيحةً جدّا، هذا في حال إن وافقكَ أحدٌ على صحّة إخراج الأمور من سياقاتها الزّمنيّة والتّاريخيّة، ونحنُ في سياقٍ يقول: تصوير الإسلام على أنّه إرهاب.. تنافس غربيّ في الإساءة لشخص رسول المسلمين من خلال الرّسوم والأفلام والأعمال الفنيّة باسم حرية التعبير عن الرّأي.. منع بناء مآذن… تدنيس للقرآن والمساجد في أماكن عدّة… تحقير الشّرق في الإعلام والسّينما والرّواية الغربيّة ( هوليوود )… منع الحجاب والنّقاب في الدّول الغربيّة… ملاحقة العرب والمسلمين في الولايات المتّحدة… رفض بناء المساجد… إنتشار الإسلاموفوبيا…

    هذا هو سياقنا… ولو فرضنا أنّ صاحب فكرةِ بناء هذا البار كانت نيّته سليمةٌ حدّ الملائكيّة، فللأسف، السّياقُ يفرضُ أن يعتبر العرب والمسلمونَ نيّته سيّئة جدًّا جدّا جدّا، فحياتنا سياقات، والمقالاتُ تحكمُ بالمقامات.

    *** خطابُكَ عزيزي يدخل ضمن المنظومة الاستشراقيّة، وهو خطابٌ انتصرت عليهِ عبقريّة إدوارد سعيد، وأحهزت عليهِ نهائيّا جهوداتُ جوزيف مسعد ورنا قبّاني وغيرهم الكثير، وكلاهما ينتمي للأكاديميا الغربيّة العلمانيّة.
    والاستشراقُ ليسَ حداثةً، فلماذا تنتمي إليه إذا كنت تسعى إلى تحديثِ مجتمعك، وهو أيضًا ليس فوضويّةً إن كنت فوضويّا ماردًا.

    إحتقارُ العربيّ لذاته، ولموروثه، لأدبه وتاريخه وماضيه وحاضره، نتاجٌ المؤسّسة الاستشراقيّة..

    *** تقولُ مخلّفات الاستعمار..

    هو خطأٌ وخيمٌ في المنهج، إذ لا يجوزُ إسقاطُ معايير العصر الحديث ومفاهيمه على أحداثَ وقعت قبل مئات السّنين، أفكار الاستعمارِ والتّصدّي للاستعمارِ وآثارُ الاستعمارِ وبقاياه ومخلّفاته، أمورٌ بنتُ العصر الحديثِ، وقيم ومصطلحات ما بعد الكولونياليّة أمورٌ كلّها عصريّة وحديثة، فلا يجوزُ علميّا أن تسقط هذه المفاهيمِ على تجربة دخول العرب إلى الأندلس… ذلك عصر لم تكن فيه لا جنيفا ولا مواثيق حقوق إنسان ولا أمم متّحدة ولا مواثيق دوليّة ولا حدود دول متفق عليها عالميّا..

    حتّى العصر الحديث، كانت قيم العالم توسّعيّة…
    وبالتّالي ليست الآثارُ الرّومانيّة في بلادنا ( فلسطين ) من بقايا الاستعمار…
    السّؤال هُنا، هو كيف تعامل سكّان البلادِ مع الحاكم الجديد، وإلى أيّ حدّ قاوموه أو رفضوه أو قبلوه بالمقابل وتعايشوا معه، وكم من الزّمانِ بقيَ مرغوبًا بينهم، وهل انتموا إليه ثقافيّا ومعرفيّا وتاريخيّا أم لا؟
    وحتّى في الإجابة على هذا السّؤال، لا يجب أن يسقط الواقع على التّاريخ…

    أكرّر هذا خطأ منهجيّ…

    وأغبى سؤالٍ أضطّرُ دائمًا إلى سماعه: ” هل دخول العرب والمسلمين إلى إسبانيا أو الهند مثلاً يعتبر فتوحاتٍ أم استعمار أو احتلال؟ ”

    هذا خطأٌ فادحٌ في فهم قيم العصور والخلط بين العصور…

    معروفُ زمانٍ مضى منكرُ زماننا، ومعروفُ زماننا، منكرُ زمانٍ سوف يأتي… ”

    هو تعليقٌ طويل.. كان لا بدّ وأن تأخذه بعين الاعتبارِ في خاطرتك… علمًا أنّ صاحب البار، لم يأخذ فقط اسم ” مكّة ” المدينة كأيّ مدينة في العالم، إنمّا أراد لباره أن يكون مسجدًا بقبّة ومئذنة، فأيّ صدفةٍ غريبةٍ هذه.. غرييييب!!!!!

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>