ضدّ وزارة ريغيف: مسرح “الميدان” يعلن الإضراب المفتوح

ضدّ وزارة ريغيف: مسرح “الميدان” يعلن الإضراب المفتوح

اليوم الأحد: “جلسة استماع” مع طاقم الوزارة في القدس ● إدارة “الميدان”: الوزيرة ريغيف ووزارة الثقافة يخرقان الاتفاقية بين الطرفين التي وُقعت السنة الماضية، ويُجمّدان 2.2 مليون شيكل من ميزانية المسرح، الأمر الذي يهدد بإغلاق المسرح * هذه خطوة سياسيّة محضة لا علاقة لها بالثقافة. نحن استوفينا كل متطلبات الاتفاقيّة وسنواصل العامل رغم محاولة الوزيرة إغلاق المسرح

|عن: فُسْحَة|

أعلنت إدارة مسرح ‘الميدان’ في حيفا، مساء أمس الأول الجمعة (24 آذار)، البدء في إضراب مفتوح، احتجاجًا على ممارسات وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيليّة، ميري ريغيف، التعجيزيّة والعنصريّة تجاه المسرح. وأعلنت إدارة المسرح وقف جميع أنشطته وإغلاق قاعاته ومكاتبه، احتجاجًا على إخلال وزارة الثقافة بالاتّفاق الموقّع مع المسرح العام الماضي (2016)، والتأخير المتعمّد في تحويل الميزانّيات للمسرح.

إخلال باتّفاقيّة التسوية

وجاء في بيان صادر عن المسرح: “إنّ ‘الميدان في حيفا على شفا الإغلاق؛ فقد قرّرت وزارة الثقافة والوزيرة المسؤولة عنها، ميري ريغيف، التراجع عن اتّفاقيّة التسوية التي وُقّعت مع المسرح العام المنصرم، بعد العاصفة التي اندلعت في أعقاب مسرحيّة ’الزمن الموازي‘ [حول الأسير وليد دقّة، من إخراج بشّار مرقص]، والتي أدّت إلى تجميد ميزانيّات المسرح وقتها. والتزمت الوزارة في إطار الاتّفاقيّة المبرمة بعدم المسّ بميزانيّات المسرح وتحويل ما تبقّى من ميزانيّة 2016، والدفعة الأولى عن 2017′.”

وأضاف البيان: ‘لكن في مطلع هذا العام، علمت إدارة الميدان أنّ وزارة الثقافة تراجعت عن الاتّفاقيّة الموقّعة، من دون أيّ تبرير أو مسوّغ. وبلغت قيمة المبلغ الذي كان يجب تحويله للمسرح عن عام 2016، (1.1) مليون شيقل. وإضافة إليه، أعلن ممثّلو الوزارة أنّ المسرح لا يستوفي المتطلّبات الدنيا بخصوص معايير الدعم لعام 2017، ولذلك فإنّهم لن يحوّلوا الدفعة الأولى من الدعم المستحقّ للمسرح عن عام 2017، بما في ذلك تجميد كلّ الميزانيّة المقرّرة لعام 2017 والبالغة (1.1) مليون شيقل أيضًا. وعليه، فإنّ الوزارة ترفض تحويل مستحقّات ‘الميدان’ لعامي 2016 و2017 بقيمة (2.2) مليون شيكل’.

خلفيّة الأزمة: الزمن الموازي

وأوضحت إدارة المسرح في البيان، أنّه ‘سعيًا لتبرير خرق الاتّفاقيّة المبرمة معها، فإنّ وزارة الثقافة بدأت بعمليّة ‘استماع خطّيّة’ مع المسرح، مؤخّرًا، ومن المتوقّع إجراء جلسة استماع شفويّة مع إدارة المسرح اليوم الأحد (26 آذار) في القدس. وتؤدّي هذه العمليّة إلى مماطلة بيروقراطيّة وإجرائيّة تجمّد ميزانيّة المسرح بشكل فعليّ منذ أكثر من أربعة شهور. وقد أدّى هذا الوضع بالمسرح إلى شفا الإغلاق، وهو يحول دون استمرار بقائه. وقد رفضت الوزارة، أيضًا، طلب المسرح تحويل جزء من الميزانيّة المجمّدة إلى حين انتهاء إجراء الفحص، من أجل منع تدهور وضع المسرح الاقتصاديّ أكثر ممّا هو عليه، خصوصًا أنّ المسرح يعاني عجزًا ماليًّا بقيمة مليون شيقل’.

وأوضح المسرح في بيانه خلفيّة الأزمة، مشيرًا إلى أنّها بدأت عام 2015، ‘وهو ما عُرف بأزمة مسرحيّة ‘الزمن الموازي’، حيث جمّدت وزارة الثقافة ميزانيّة المسرح على طول النصف الثاني من عام 2015، لتقوم الوزارة فيما بعد، مضطّرّة، بإعادة هذه الميزانيّة للمسرح في آذار 2016، بعد أن اضطّرّت، أيضًا،إلى توقيع اتّفاق تسوية مع مسرح ‘الميدان’، بضغط من المستشار القضائيّ للحكومة، الذي سعى نحو حلّ الأزمة قبل خسارة الدولة في الالتماس للمحكمة العليا بخصوص ‘الزمن الموازي’، والذي قدّمه المسرح ضدّ الوزارة والوزيرة ريغيف’.

وقالت إدارة المسرح، إنّه ‘في إطار اتفاقية التسوية التي وقّعها الطرفان في آذار 2016، التزم ‘الميدان’ بسحب الالتماس إلى العليا، وبالمقابل، التزمت الوزارة بإعادة ميزانيّة 2015 للمسرح، والامتناع عن تقليص ميزانيّة لسنتي 2016 و2017 لأيّ سبب كان، بما في ذلك تقلّص نشاطه وعمله الجاري أو عدم استيفاء المتطلّبات الدنيا لمعايير الدعم، وهما الأمران اللذان حصلا في أعقاب تجميد الوزارة للميزانيّات’.

خطوة سياسيّة محضة

وشدّدت الإدارة على أنّ ‘الإخلال بالاتّفاقيّة الموقّعة، يضرّ بشكل كبير بالجهود الكبيرة التي بُذلت مؤخّرًا لتحسين وضع المسرح: فقد اضطّرّ المسرح في السنة ونصف السنة الأخيرة، لفصل كلّ موظّفيه، وإنهاء كلّ التعاقدات مع ممثّليه الدائمين، وتقليص فعاليّاته ونشاطاته بشكل ملحوظ. واستنادًا إلى الاتفاقية الموقعة وما تضمّنته من وعود بعدم المسّ بميزانيّته، بدأ المسرح منذ النصف الثاني لعام 2016 بتطبيق خطّة إشفاء، شملت من ضمن ما شملته، إنتاج مسرحيّة جديدة بعنوان ‘ذاكرة’، المأخوذة عن كتابات الكاتب الراحل مؤخّرًا سلمان ناطور، وتمثيل يوسف أبو وردة وإخراج مكرم خوري. وعام 2016، نظّم المسرح مهرجانًا لمسرحيّات الأطفال، ومهرجانًا لمسرحيّات مناهضة للعنف ضدّ النساء، ونظّم نحو 50 أمسية فنّيّة وثقافيّة. وعلى طول العام، دعم المسرح إنتاج ثماني مسرحيّات جديدة مستقلّة، حتّى أنّه تبنّى مسرحيّة ‘فلسطين سنة الصفر’ لعينات فايتسمن، إلى جانب تبنّيه للعرض الساتيري الساخر ‘منمزح’، تمثيل تامر نفّار وأيمن نحّاس’.

وأكّدت الإدارة على أنّه ‘في إطار جهود التنجيع والتجدّد، عيّن المسرح العام الماضي، الممثّل والمخرج عامر حليحل، مديرًا فنّيًّا له، وقد بدأ حليحل على الفور بالعمل على تطبيق وتنفيذ برنامج فنّيّ واسع وشامل، يشمل من ضمن ما يشمله، إنتاج 8 مسرحيّات جديدة عامي 2017 و2018′. وشدّدت الإدارة، أيضًا، على أنّ ‘هذه خطوة سياسيّة محضة لا علاقة لها بالثقافة. نحن استوفينا كل متطلبات الاتفاقيّة وسنواصل العامل رغم محاولة الوزيرة إغلاق المسرح. نحن ندرك أنّ ريغف لن تهدأ حتى يُغلق الميدان أو يخنع لها. نحن مصرّون على مواصلة إحياء المسرح، وفي هذه الجولة أيضًا –كما في الجولات السابقة- سنستعيد ميزانية المسرح وسنواصل صنع مسرح جدير ومثير للأسئلة والتفكير، منصت ومخلص لجمهوره. إنّ مواصلة الإبداع الفنيّ والثقافيّ هي ردّنا الواضح والمطلوب على ريغيف’.

حليحل: ‘أموالنا حقّ، وحرّيّتنا وكرامتنا أهمّ وأحقّ’

عامر حليحل، مدير مسرح الميدان

عامر حليحل، مدير مسرح الميدان

وقال المدير الفنّيّ للمسرح، الفنّان عامر حليحل، في ختام عرض مسرحيّة ‘ابن رابعة’ لذكرى الكاتب والأديب سلمان ناطور، مساء الجمعة، وبحضور وزيرة الثقافة الفلسطينيّ، د. إيهاب بسيسو: ‘كنت أودّ اليوم أن أطرح الخطّة الفنّيّة للسنة المقبلة، والأعمال التي اقتناها المسرح وأنتجها قبل نهاية عام 2016، وهي ‘ابن رابعة’، ومسرحيّة ‘فرصة’ من إخراج أيمن نحّاس، و’فلسطين عام صفر’ من إخراج عينات فايتسمان، و’منمزح’ مع تامر نفّار وأيمن نحّاس وإبراهيم ساق الله. كنت سأعلن عن الموسم الجديد الذي كان سيشمل أعمالًا من إخراج أمير نزار زعبي، وبشّار مرقص، ومنير بكري، وغيرهم، ولشكسبير ولوركا وصامويل بكيت، وموادّ محلّيّة فلسطينيّة’.

وأضاف حليحل: ‘كنت أودّ، أيضًا، أن أعلن عن مشروع فرقة شباب الميدان، ومهرجان الرقص المعاصر، ومهرجان مسرحيّة الأسبوع، ومشروع طالب المسرح في الجامعات، ومشروع ورشات التخصّص المسرحيّة، ومشروع تفعيل القاعات، ومشروع دعم الفرق المستقلّة والفنّانين المستقلّين، ومشروع المسرح الجماهيريّ في حارات حيفا العربيّة، والعديد من الأمور. كنت أودّ أن أختتم لقاءنا اليوم بإعلان الخطّة والرؤية لمسرح الميدان، لكن يقف اليوم مسرح الميدان، مرّة أخرى، على المحكّ، فمن ناحية نحن نقف على أعتاب فترة جديدة وبرنامج جديد… لكن من الناحية الأخرى، تعود السلطات الإسرائيليّة، متمثّلة بوزارة الثقافة، وعلى رأسها وزيرة الثقافة ميري ريغيف، إلى وقف ميزانيّات الميدان التي وُقّعت السنة الماضية، وقد جمّدتها، وبذلك تخرق اتّفاقيّتها مع المسرح بحجج تقنيّة واهية، والتي نعرف كلّ المعرفة أنّها مبطّنة بأسباب سياسيّة لملاحقة مسرح الميدان، وهي مصمّمة على منعه من ممارسة دوره في مجتمعه، وإخلاصه لشعبه وروايته، أوّلًا وقبل كلّ شيء’.

حملة جماهيريّة وعالميّة

وأوضح حليحل: ‘نحن في إدارة مسرح الميدان لن نصمت ولن نتنازل عن معركتنا في انتزاع أموالنا، والتصرّف بها بشكل حرّ، دون رقيب وحسيب من الناحية الفنّيّة والثقافيّة والمجتمعيّة والسياسيّة. سائرون في معركتنا، وقد وضعنا أمامنا خطّتنا لاسترداد أموال جمهورنا وكرامة حرّيّة الفكر والإبداع. إنّ أولى هذه الخطوات يبدأ الآن. نحن نعلن عن إضراب احتجاجيّ مفتوح وشامل في مسرح الميدان، منذ هذه اللحظة، محمّلين وزارة الثقافة والوزيرة ريغيف مسؤوليّة تبعاته وعواقبه. هذا الإضراب سيشمل كلّ قطاعات ومساحات المسرح، وستُغلق المكاتب بشكل تامّ، كما ستغلق القاعات وتوقف كلّ الفعاليّات فيها، وستوقف جميع إنتاجات المسرح من العرض داخل قاعات المسرح وخارجها. بالتوازي، سنفتتح حملتنا الجماهيريّة والعالميّة لتوعية كلّ شرائح المجتمع، وأيضًا صنّاع الفنّ والحرّيّة في العالم، على سياسة كمّ الأفواه، والسياسة العنصريّة التي تتعامل بها معنا السلطات الإسرائيليّة’.

وخلص حليحل إلى القول: ‘أموالنا حقّ، وحرّيّتنا وكرامتنا أهمّ وأحقّ. بدأ الإضراب. تصبحون على خير ومسرح’.

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>