تكريم بيرغمان وتضامن مع بناهي: الأخوان كوهن يفتتحان «برلين»

الدورة الحادية والستون من «مهرجان برلين السينمائي» العريق تنطلق بعد يومين. السينما الأميركية المستقلّة في الصدارة، ومشاركات من تركيا وإيران ولبنان

تكريم بيرغمان وتضامن مع بناهي: الأخوان كوهن يفتتحان «برلين»


من شريط True Grit للأخوين إيثان وجويل كوهن


|محمد الأمين|

أمستردام- اختار القيّمون على الدورة الحادية والستين من «مهرجان برلين السينمائي» شريط True Grit للأخوين إيثان وجويل كوهن، لافتتاح مهرجانهم العريق. يعدّ الاختيار بحدّ ذاته حدثاً، نظراً إلى مكانة الأخوين في السينما الأميركية المستقلّة، والترشيحات العشرة لجوائز الأوسكار التي حصدها فيلمهما الويسترن المأخوذ عن رواية لتشارلز بورتيس (1968).

هذه المشاركة دفعت مدير المهرجان ديتر كوسليك إلى الإعراب عن ارتياحه لـ «امتياز» آخر يسجله الـ «برليناليه»، وخصوصاً أنّ «الأخوين كوهن يمثّلان السينما الأميركية المستقلّة الراقية، ولطالما أثارا حماسة الجمهور بميلهما إلى السخرية والشخصيات والقصص الغريبة»، بحسب تعبيره. امتياز قد يخفف قليلاً من شعور كولسيك بالحسد تجاه «مهرجان كان» كما صرّح في الدورة الماضية.

لكنّ مشاركة الأخوين كوهن ليست وحدها ما يشغل النقاد والصحافة قبل انطلاق فعاليات المهرجان في 10 شباط (فبراير) الجاري. فقد تحوّلت قضية السينمائي الإيراني جعفر بناهي الذي يواجه حكماً قاسياً بالسجن ستة أعوام، إلى مادة تجاذبات بين المهرجان والسلطات الإيرانية. وكان من المقرر أن يشارك بناهي في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لهذا العام، لولا الحكم المجحف الذي صدر بحقّه.

ردّ المهرجان على هذا التطويق ببرمجة فيلم بناهي «تسلّل» (الدب الفضي- 2006) مباشرةً بعد فيلم الافتتاح. ومن الوجوه المهمة المشاركة في هذه الدورة أيضاً، السينمائي الأميركي مارتن سكورسيزي، إذ تعرض نسخة مرمّمة من شريطه الشهير «سائق التاكسي» (1976) في قسم العروض الخاصة في إطار مشروع ترميم كلاسيكيات السينما.

لكن الأنظار تتجّه في الدرجة الأولى نحو الأفلام المتنافسة على جائزة «الدب الذهبي»، إذ من المتوقع أن تكون المنافسة حادّة وقوية بين 16 فيلماً بينها الفيلم التركي «يأسنا العميق» للسينمائي سيفي تومان. هذا الحضور في قسم المسابقة الرسميّة يرسّخ تطور السينما التركية التي خطفت «الدب الذهبي» في الدورة الماضية مع شريط «عسل» لسميح قبلان أوغلو.

من إيران، يشارك شريط «انفصال نادر عن سيمين» لأصغر فرهادي. لا يبتعد فرهادي في فيلمه الجديد هذا عن أجواء فيلمه السابق «عن إيلي» (الدب الفضي- 2009)، إذ تتأثر العلاقات الاجتماعية بالغامض وغير المفهوم من سلوك الفرد. يتناول الفيلم حياة زوج من الطبقة الوسطى على مشارف الطلاق، وتدور مجمل الأحداث في يوم واحد.

تعرّض الشريط في مرحلة إنتاجه لمضايقات السلطات الإيرانية، فهل يستطيع فرهادي تقديم صورة ولو جزئية عن الحياة في بلاده، من منظور شخصيات واقعية، ومعالجة فنية تبتعد عن الأحكام؟ ليس من المستبعد أن يكون الشريط مرشحاً جدياً للفوز بـ «الدب الذهبي»، مع غياب النجوم والأسماء الكبيرة عن المنافسة في هذه الدورة. الفرصة متاحة أيضاً لأفلام حظيت بإشادة النقاد مثل فيلم «حكايات الليل» للسينمائي الفرنسي ميشال أوسلو، وشريط «حصان طروادة» للمجري بلّا تار. كلمة الفصل ستكون بالطبع للجنة التحكيم التي تترأسها الممثلة الإيطالية الأميركية إيزابيلا روسيليني.

من ناحية أخرى، تسجِّل السينما السويدية حضوراً مميزاً في هذه الدورة من المهرجان، إذ يخصص الـ«برليناليه» استعادةً تكريميّة للمعلّم الراحل إنغمار بيرغمان (1918-2007) تعرض خلالها مجمل أفلامه، والأشرطة التي وضع سيناريوهاتها. كما يسجل المخرجون السويديون الجدد حضوراً جيداً في مختلف أقسام المهرجان. الفيلم السويدي «أنثى القرد» من إخراج ليسا آشن يشارك في تظاهرة «بانوراما» ويتناول حياة ثلاثة شبان تربطهم علاقة صداقة متينة توطدت أثناء ممارستهم هواية ركوب الخيل.

ولا بدّ من الإشارة أيضاً إلى فيلم «سبعة أيام في الغابة» (إخراج بيتر لارسون)، وهو مرشح قوي للحصول على «الدب الذهبي» في قسم الأفلام القصيرة. ويتنافس في فئة الأفلام القصيرة شريط الفنان اللبناني أكرم زعتري «غداً كل شيء سيكون على ما يرام» مع 25 شريطاً آخر من 20 بلداً منها إيران.

(بين 10 و20 شباط (فبراير) الجاري؛ www.berlinale.de/en؛ عن “الأخبار” اللبنانية)


المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>