جويس منصور: شاعرة التعددية الجنسية

كتبت جويس منصور الشعر الايروسي العابق بالرغبات “المجنونة”. الرغبة بالنسبة اليها ليست مجردة انما هي الجوهر ذاته، وأداة تسمح بإعادة تقويم علاقات الذات مع العالم

جويس منصور: شاعرة التعددية الجنسية


الشاعرة جويس منصور

الشاعرة جويس منصور


القارئات والقراء الأعزاء،

نقدم لكم في زاوية “مثليون ونص” تعريفًا بالشاعرة جويس منصور إحدى رائدات الشعر السوريالي بالعالم، مع قصائد مختارة من شعرها. جويس منصور ليست مثلية بشكل مثبت أو فلنقل انه لم يتم التصريح بذلك بشكل قاطع، وليس هذا بالمهم؛ فنحن نفخر ان نسلط الضوء عليها خاصة من خلال هذا المنبر لأننا سعينا منذ بداية زاوية “مثليون ونص” لأن نشرع الباب على كل ما يتعلق بالتعددية الجنسية والتحرر الجندري وحقوق الفرد على جسده، أنى كانت هويته الجنسية وبالتالي عدم إغلاق الباب على المثلية والكتاب المثليين فقط. فلغة جويس منصور وصورها حادة، صاخبة، مفزعة، رقيقة، إيروسية وبشعة حتى درجة الكمال، وهو تمامًا ما يلزم أيّ مبدع يتوغل في أدغال التعددية الجنسية.

(راجي بطحيش)


ولدت جويس منصور في انجلترا في عام 1928 وجيء بها طفلة إلى مصر، حيث كانت عائلتها تحيا منذ وقت بعيد. قبل وداعها العقد الثاني من عمرها، كانت متميزة في الرياضة، وفي وقت من الأوقات، كانت بطلة مصر في سباق المائة متر والقفز العالي. بدأت تكتب الشعر غداة انتهاء الحرب العالمية الثانية، وقد تردّدت في تلك الفترة على الصالون الأدبي للشاعرة ماري كافاديا بجزيرة الزمالك بالقاهرة، حيث تعرفت على الشاعر السوريالي الكبير جورج حنين (1914-1973) الذي رصد ثراء وتفرّد تجربتها الشعرية منذ أن قرأ قصائدها المبكرة .

يشير جان جاك لوتي، المؤرخ الفرنسي للحركة السوريالية في مصر، إلى أنّ علوم السحر والتنجيم والتصوّف اليهودي تبدو مألوفة لدى الشاعرة. وهو يرى أنّ عنف الشاعرة الاستفزازي، حيث يجتمع الدم والعرق والدموع مع تيمة الحبّ والموت، لا يملك إلا أن يثير دهشة القارئ. وقد اجتمع هذا العنف مع سخرية سوداء في فضاء كتابة أوتوماتية بامتياز.

ماتت الشاعرة السوريالية الفرانكوفونية المصرية البارزة في باريس في عام 1986 بعد صراع مرير مع السرطان.


الإيروسية المجنحة

كتبت جويس منصور الشعر الايروسي العابق بالرغبات “المجنونة”. الرغبة بالنسبة اليها ليست مجردة انما هي الجوهر ذاته، وأداة تسمح بإعادة تقويم علاقات الذات مع العالم. حلمت برغبة لا حدود لها، وهذه نقيض الاباحية، ولم تهتم اطلاقا بالمجون، كما انها لم ترفع الاجساد عبر تجميلها بصور زاهية. بدلا من الجماع، رغبت في تمثيل الاحساس واللذة والالم العاطفي بواسطة صور ملموسة لكن غير وصفية. وفي ازاء هذا استخدمت لغة بلا تجميل، ومنحت صوتا للبربرية السليمة الخاصة بالحب والاحساس واللذة والعذاب العاطفي.

سمّت جويس منصور الاشياء باسمائها ووضعتها كما نراها في كوابيسنا: الحب والجنس والروائح الكريهة، والدم. إنها شاعرة تنتشي بلغتها الشعرية الى حدّ اللذة، وتستقي الصور الإباحية الى حد الشراسة، وتغوص في الفحش الكلامي الى حد الاخلاق، على نسق عبارة “كل كفر تحته ايمان” التي قالها أحد الصوفيين.

مرةً أخرى، كل شيء في شعرها مسموح وممكن، وكل شيء مستحيل. لا حدود للرغبات ولا محظور في الكلمات التي تجتمع فيها رائحة الموت، والدم، وحطام الأشياء، والحب والتصوف، والتنجيم، والعنف. عبّرت جويس منصور عن رغباتها كما هي، ورغبت في تذويب الحبيب ليس من طريق اللمس او الشم والضم.

إذا تخطينا الرجل والحب والجنس، نرى هنا دائما طيف الموت حول شعرها، وهذا ليس فقط في اعمالها الاخيرة، بل حتى في أول دواوينها، وقد يتمثل بعجوز أو برغبات ميتة. ربما هذا سبب حدسها السابق لمرضها، كأنها عرفت انها ستمرض وتموت.

في قصائدها الاولى كانت تستعذب الحب، إلا أنها في قصائدها الاخيرة استعذبت الالم والمرض، فقد تحولت الاحلام الوردية والمشاعر الحسية التي ملأت ديوانها الاول تأوهات والماً، واختفت مشاعر الحب بشكل واضح.

الشعر عندها ملفوظ مثل الالم، يعاش مثل الرغبة. وهي تسكن في الشعر، والشعر يسكن فيها. وتنطبق عليها عبارة باسكال التي تقول: “إن العبقري شخص ممسوس او مسكون من الداخل بشيطان العبقرية”.

وقد يستطيع أحدنا القول إنها هي الشيطان وعبقريته.

(عن “المستقبل” اللبنانية)

 

قصائد مختارة

|ترجمة: بشير السباعي|


1

المنون زهرة ربيع تنام

عند قدمي سيدة عذراء وقت الهياج

والعفونات الناعمة الألف

الداكنة كإبط، الدامية كقلب

تنام هي أيضا في أجساد النساء العاريات


2

الراقدات في الحقول، أو الباحثات في الشوارع

عن ثمرة الحب المرة المذهبة.

القدمان الجامدتان غير المدركتين

للصياد العجوز المتكئ على زورقه

تسحقان بيبوستهما المصفرة

الأسماك النائمة على الطحالب المهدهدة

العجوز يدخن يد طفل

عيناه الزرقاوان المحتقنتان بالدم وبالأحلام

تبحثان في البعيد عن الوجه المضيء

للطفل الذي لا يعرف السباحة.

أقدام عارية تماماً

وجه ملطخ بالدم

دمك سيء التجلط

الذي لزنجي

من شعرك يتدلى

القط الصغير المعلق

واقفاً على بركاني

أنت حقيقتي.

سأتبع دائما نعشك

يا روحي، يا روحي

سيكون دائماً أمام عيني

يا روحي، يا روحي

لن أكف عن السير في حركة إيقاعية

خلف جسدك فاقد الحياة

يا روحي، يا حبي.

امرأة مستسلمة في الصقيع الكئيب

لسن يأسها

تفكر وهي تحبك في الحملان المصلوبة

في ملذات المطبخ

وفي السنوات الوسخة الطويلة

للمجاعة الكبرى

القادمة.


أريد أن أرحل بلا حقائب إلى السماء

يخنقني اشمئزازي فلساني طاهر.

أريد أن أرحل بعيداً عن النساء ذوات الأيادي السمينة.

اللاتي يداعبن ثديي العاريين

واللاتي يقذفن بولهن

في حسائي.


أريد أن أرحل بلا صخب في الليل

أريد أن أقضي الشتاء في ضباب النسيان

معتمرة فأراً

ملطومة بالريح

ساعية إلى تصديق أكاذيب عاشقي.

فراشك جبن

عليه تتمخض امرأتك.

خبز ومخاطيات

رحم وصرخات

عيون تبكي.

ملصقة على الجدار، مسمرة على الفراش

وأنت بالأرض، مكتسياً الأسود – مجمد الدم

أيها اليهودي الميت قتيلاً

الرضيع ينام في مهده الأسود

أسنانه القذرة تبين بين شفتيه المشدوفتين

وأنت تهدهدينه.


الغرفة هادئة بالرغم من الكلب الذي يموت

النوافذ محكمة الإغلاق لإحكام حبس الليل

وأنت تنتظرين.

الرضيع يستيقظ من أحلامه المعذبة

الموت ينتظره، مرضعة رقيقة

وأنت تبتهجين، أيتها الأم الصغيرة.

في غرفتك المفروشة بالأمعاء المزهرة


3

انتظر زيارة الرخويات المحزونة

تحبكين كالعادة في صمت

الحبكة التي لا تنتهي لأيد غير راضية

أما أنا، فاقرأ على وجهك المعبر

متفرقات مدينة مبادة

ونترقب في صبر دون تعجل

الوصول المهيب للرخويات ولأصدقائها

الديدان.

لا تستخدموا كطعم

روح الخنزير الشاحبة

لكي تجتذبوا الرجال الشائخين

الذين لهم طعم السمكة.

خاصة خلال الأسبوع.

لا تنتزعوا البصقات

من أفواه الأطفال

الذين يبيعون مؤخرتهم

للحمير.

لا تجمعوا الأثداء الطرية

لقردة بلا حياء

فقد يأخذونكم

دون عذر ولا اشتياق

على أنكم امرأة.


عين الطاهية الحلوة

تستوي في حساء خثر.

ساقا الطاهية الملتويتان

المعلقتان كتعويذة

تدقان على الجدار المغطى ببنات وردان

علي إيقاع صرخاتنا المتحفزة

وأنت تفصل الشيطان عن عينيه

عيني الكلب الوفي .

اصعدوا معي السلالم الهابطة

عاهرات مفتوحات الأفخاذ تضحكن على كل درجة


عارضات أسماكهن مبدلات الأوضاع

ملاحقات لنا بضحكاتهن

بالرغم من حيائنا.

تعالوا معي إلى بيت الميتة

الراقدة على فراشها، شبه متعفنة

تسمع الأطفال المنهمكين في ألعابهم البريئة وتراقب

العجائز الذين يحسبون غائطهم .

الشموع تسود الغرفة المهمهمة

حاجبة الميتة عن أعين العابرين

الميتة التي تراقب الأثاث والأحياء

منذ عشرة أو خمسة عشر يوما

وربما منذ زمن سحيق .

قدم بلا حذاء

أسيفة وبلا عمل

قدم خشنة لزنجية غير متوقعة

حلكة الليلة الأخيرة

الزنجية تغني في الشوارع الغافلة

أغنية مسامير الرجل والتكلكلات الحمراء

أغنية الأقدام الأسيفة والتي بلا عمل

جالسا على رصيف رملي

يداه مجمدتان بالبول الراكد في الشمس

الرجل الذي يرتدي أسمالا يمص مكشرا

عين زنجي بلهاء.

القمر يثب من السماء عاويا

الكهنة يبشرون الأرض

لكن الرجل الذي يرتدي أسمالا يواصل مص

عين الزنجي

البلهاء.

ارقص معي، أيها الفيولونسيل الصغير

على العشب البنفسجي السحري

لليالي البدر.

ارقصي معي، أيتها النوتة الموسيقية الصغيرة


4

بين البيض المسلوق ، والكمنجات ، والحقن الشرجية. ارقصي معي، أيتها الساحرة الصغيرة

لأن الأحجار تدور محومة

حول طاسات الحساء

حيث تغرق موسيقى الفوانيس .

بقدمين مقيدتين

وبقلب مشوش

انتظر جنينه

حتى أموت مشدودة إلى السماء

كنجمة سعيدة .

زرعت يد طفل

مصفرة من المرض، غاصة بالديدان

في بستاني ذي الأشجار المزهرة .

أحكمت غرسها في التربة المخملية

أحسنت ريها وتطهيرها وتسميتها

عارفة أن عذراء ستنمو في هذا المكان

عذراء مشرقة بالنور وبالحياة

عقيدة جديده في أماكن قديمة.

سددت أنف ميت

فانتفضت روحه ، انتفضت

أرادت التخلص من جسد ماضيها

التمست رحمتي لأن موعدها مر

وتعب هو من انتظارها

عين حارسة داري الكابية

تتدلى من ثريا برونزية

تتدلى حالمة معلقة بالأهداب

عين حارسة داري المكرمة بالخمر

تتأرجح برقة، برقة

طوال الليل على بعد إصبعين من أنفي

مثبتة إياي، مغشيا عليها دون أن يطرف لها رمش أبدا

العين الرطبة ذات الابتسامات المشجعة

التي تخصب رحمي القاحل

ببولها.

عندي ما يكفي من الفئران

الأكلة النهمة للأجنة وللمولاس

عندي ما يكفي من الصحون

عندي ما يكفي من الأسماك ذات الشوكات الخبيثة

التي ترقص في حلقومي

عندي ما يكفي من التعساء

عندي ما يكفي من اللعنات

التي أصبها على رأسهم

غير مستثنية حتى الصلع

عندي ما يكفي من الجرائم

عندي ما يكفي من قبري

الذي ينتظرني في ظل الغد.

عندي ما يكفي من كل شيء

واشمئزازي ميت من الضجر.

الهاتف يرن ويرد صوته الأجش، صوت المغني

يرعش ضجري

وترتجف البيضة المسلوقة التي هي

قلبي .

رؤيا تتسكع في العيادة الزرقاء

رؤيا هاربة لدماغ مخدر

رؤيا صغيرة ذات ذيول ملتوية

تبحث بلا طائل عن فأرة كريمة

لتأخذ مكان الجسد النائم

للرجل المثقوب الجمجمة الذي فقد أفكاره

عبر الثقب الأسود والمستدير لدماغه الهائج .

التشنجات التي ترج جسدك البدين

5

تطالني بالرغم مني في عالمي، عالم طريحة الفراش .

وأنت هناك مكتوب عليك أن تكابد ، ظمآن،

عيناك تعذبانني بين ثيابي، ثياب العاجز،

وشهوتك ترتجف من الانفعال

عربتي التي يسحبها الجواد تلقيك مهملا في ركنها

مذكرة إياك بساقي المصفرتين، اللتين بلا عظام .

تناديك ثيابي من الدولاب الموارب،

عطورها المسكرة لا تحكي عذابي .

كل ليلة أحبس نفسي في نعاسي المريض،

حتى لا أسمع شخيرك الفاحش،

بينما أنت تهدئ نفسك. تشبع نفسك ،تستمع

باغتصاب ما .

فتح فمه الذي بلا شفتين

لكي يحرك لسانا ضامرا.

حجب عضوه المعطر

بيد زرقاء من الموت ومن الخجل

ثم بخطوة ثابتة ومجلجلة

اجتاز رأسي في نحيب .

أحييكم. يا خراف الصحراء الهزيلة

في صوفكم تختبئ أزهار الطفولة الناضجة

أحييك. أيها الحمار الأبيض ذو القدمين المقيدتين

في قلبك يتردد صدى الحب .

أرسم الجحيم على تربة رأسي حيث تسقط عيناي الميتتان وأحييك، يا اله روحي

لأن الصحراء تشحب

والقمر يأفل

حاملا على ظهره

الفجر .

بيضة على السطح

حكت لنهدي الليل الطريين النتنين

غرامياتها .

عين بقرة في جحر

قضت الشتاء متنكرة

وسط الدببة .

وأنا أغزل دون صوف ودون ابر

ملابس اللاواقع الداخلية

انتظارا للمسيح المخلص .

المد يصعد تحت بدر العميان .

وحده مع المحارات والماء الأخضر- الأزرق لأول النهار وحيدا على الشاطئ يغرق فراشي ببطء .

المد يصعد في السماء المترنحة من الحب

بلا نواجذ في الإحراج، أترقب موتي، صامتة

والمد يصد في حلقي حيث تموت فراشة .

أطلب خبزا

خبزا قوامه الشفقة

أطلب خمرا .

لم أعد أشتهي ألمي

خلصني من لحظة بلا حركة

تنيخ على عنقي

تتلكأ بين فخذي وتذوب .

امنحني لذة الشهد والبرونز

وربما أصلي غدا.

سرقت العصفور الأصفر

الذي يحيا في عضو الشيطان

سوف يعلمني كيف أغوي

الرجال والأيائل والطيور ذات ا لأجنحة المزدوجة،

سوف ينتزع عطشي، ثيابي، أوهامي،

وينام،

بينما أنا، ونعاس قصير على الأسطح

أتمتم، أومئ، أمارس الحب بعنف

مع القطط.


6

وزنوا الرجل الأشيب كالجير

وزنوا قدمي دون أصابعها

وزنوا الثمار الناضجة لأحشائك

على ميزان الكنائس غير الدقيق

ووجدوا أن ثقل روحي

يساوي ثقل طائر بطريق

دون أجنحته .

بأيد ممدودة في الهواء نلتمس

بأيد ممدودة في الهواء ننتظر

رحمتك .

ماء خطايانا الفائر

يتمتم حول معابدك المرتجة

ويغرق صلواتنا التي تسقط في أفواهنا

متسلسلة بأيد مفتوحة نسأل

بأيد مفتوحة نلعن

والليل الذي بلا حراك يكف عن التنفس

لكي يسمع صدى رد

لم يتم صوغه بعد.

المطر الذي يهطل مرة في العام

يغسل بدموعه المواسية

قلوب الموتى الذين يحرسون تحت الرمال المتأرجحة

الضباع والنجوم والأحياء الذين بلا مأوى،

يدفئون رفاتهم بأكفانهم المختزلة

ويناضلون بشراسة ضد الديدان وآبائهم .

المطر الذي يهطل صدفة مرة في العام

على الصحراء الكئيبة

يفتح الأزهار على وجهها السوداوي،

الأزهار عديمة اللون التي تموت بسرعة

لأن الشمس معجبة بالصحراء صديقتها

وتريدها جرداء نهمة وعارية

كل ليلة .

رميت عيني إلى البحر

انتزعت أحلامي من يدي

مزقت سرتي المائلة إلى الزرقة

وفي طحالب شعري المتموج الخضراء

أغرقت الجنين .

الفحم يخرج من أفواه حديدية

النساء يغنين ورؤوسهن في الهواء

ينظرن بعيدا إلى سماء الجحيم الزرقاء

بين المداخن السوداء لمدينة بلا صلاة.

يضغطن بين أفخاذهن على ابر الحياة البطيئة

بينما رجالهن، وأفواههن ملتصقة ببلاط التعاسة

المنتصب

ينفجرن .

وجهي يتألق في المرآة الفاترة

دموعي تتفتح وتتأرجح

الصمت الذي يتضرع في غرفتي المشمولة بالحنان

يموت وعضوك يندلع .

فرح خوفي المخبوء في يدي

بعيد سلامي الفوار الصباحي

ضحكتك تزهر في ظل فراشي

والماء يصعد في آبار الليل المرصعة بالنجوم .

لم أعد أريد وجهك ، وجه الحكيم

الذي يبتسم لي عبر غلالات الطفولة الفارغة.

لم أعد أريد أيدي الموت القاسية

التي تجرني من قدمي إلى ضبابات الفضاء

لم أعد أريد العيون الرخوة التي تضمني

والأواني التي تبصق مني الأشباح البارد

في أذني .

لم أعد أريد سماع أصوات الأكاذيب الهامسة

لم أعد أريد التجديف كل ليالي البدر.

خذني رهينة . شمعة، شرابا،

لم أعد أريد تزييف حقيقتك

ليكن لك ما شئت.


المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

4 تعقيبات

  1. المعذره على إبدا رأيي بكل صراحه
    هذا النوع من السخافه الذي يقال أنه إبداع وشعر………الخ
    أنا أرى أنه أدنى من السخافه ولا يستحق الإطلاع عليه
    شكرآ

  2. أشعار أكثر من رائعة تحمل في طياتها تعبيرات واقعية حية . كما تتسم بروح ثورية عميقة على الواقع الذي يكتنفه البؤس والعذاب والألم .

  3. لست أقصد هنا هجوماُ من أي نوع على كاتب المقال أو الموقع

    اسمح لي أن أقول أننا نستطيع بشيء من الجهد والحماسة تحويل زعيق القردة إلى سيمفونية عاطفية من ثم نستطيع بشيء من الخيال أيضاً أن نفسرها وننقدها ونوضح صورها الشعرية وحالات القرد النفسية في أوقات زعيقه المختلفة عندما يمارس الجنس (وبعنف) مع القطط..أو الكلاب! لا يهم..
    أعتقد أن كتابة (هذا) الشعر أصبحت ظاهرة مضحكة اسمح لي أن أقول (أي سكير أو متعاطي حشيش أو مشوش فكرياً وربما أيضاً مضطرب عقلياً) يستطيع في أوج نشوته أن يكتب أموراُ شبيهة إلى حد بعيد بهذا (الشعر).
    وللحديث بقية..

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>