“حرمت عيني الليل من النوم/ لأجل النهار ما يجي يطمني”

ديسمبر 11, 2011 24/7, مواضيع ساخنة | 1 comment

إلى المجلس العسكري: "لسة فاكر قلبي يدّيلك أمان؟"

|رشا حلوة|

صدفة، وجدت لدى أحد أصدقائي الصحافيين المصريين، عبر صفحته بموقع “تويتر” الإجتماعي صورة لتثمال أم كلثوم في حيّ الزمالك المصري، وُضع على عينها اليسرى عُصابة بيضاء، كاللتي وضعها الثوار المصريين في ميدان التحرير بعد أن قصد الأمن المركزي إصابة أعينهم بالخراطيش، منهم المدون والناشط المصري مالك مصطفى وأيضاً الطبيب أحمد حرارة والذي كان قد فقد عينه الأولى يوم 28 يناير.

تمثال أم كلثوم موجود في حيّ الزمالك، بالقرب من البيت الذي سكنت فيه إلى حين رحلت بعيداً عن هذه الدنيا وعن أم الدنيا، والتي هُدم فيما بعد وبُني على أنقاضه “فندق أم كلثوم” مقابل نهر النيل – ما بعرف ليش، بس هاد موضوع تاني!- وكان قد صمم الثوار أيضاً على أعين تماثيل الأسود الموجودة عند مدخل كوبري “قصر النيل” العُصابة البيضاء، وبالتالي لم توضع العصابة فقط على عين أم كلثوم إلا أنها وضعت على تماثيل عديدة في مصر، تشكل رموزاً تاريخية لأم الدنيا وجزء من هوية أهلها الثقافية والوطنية، أي هي صرخة بوجه المجلس العسكري الذي لا زال يحكم مصر حتى هذه اللحظة، تقول:”أن الشرطة فقأت عيون مصر”.

والمقصود هنا بـ عيون، ليس فقط عيون الثوار المصريين، وليس فقط المعنى المباشر للعيون، إنما إيضاً العيون التي يرى من خلالها العالم ما هي مصر من حضارة وثقافة وثورة. وكان قد كتب الطبيب أحمد حرارة بعد أن فقد عينه الثانية:”أعيش أعمى بكرامة، أحسن ما أعيش شايف وعيني مكسورة”. وحين رأيت صورة تمثال أم كلثوم مع العصابة، تذكرت جملة من أغنية “رق الحبيب”، والتي هي من كلمات الشاعر المصري أحمد رامي، وقد تتناسب بشكل أو بآخر مع الثورة المستمرة واستهداف عيون الثوار، تقول:” “حرمت عيني الليل من النوم/ لأجل النهار ما يجي يطمني”.