صدور رواية “المُدمن” لوليام س. بوروز بتَرجمة عربيّة

صدور رواية “المُدمن” لوليام س. بوروز بتَرجمة عربيّة

نقلتها للعربيّة: ريم غنايم * “الهيروين، على عكس الكُحول أو الماريحوانا، وسيلة لزيادة التمتّع في الحياة. “الهيروين ليسَ سُطلاً. إنّه نهج حياة”

junky

|خدمة إخباريّة|

صدرَت مؤخّرًا عن دار الجمل، أولى ترجمات أعمال وليام بوروز الروائيّة إلى العربيّة، وهي رواية “المُدمن” التي صدرت باللغة الانجليزيّة بدايةً في عام 1953، وعرّبتها المترجمة ريم غنايم. وكانت رواية المُدمن قد سبَقت روايته الشّهيرة الغداء العاري بستة أعوام، ونُشرت بدايةً تحت الاسم المُستعار “وليام لي”.

تندرجُ هذه الرّواية تحت فئة خاصّة من الكتابة الأدبيّة الحداثيّة، هي الكتابة التي “اخترعها” كتّاب جيل البيت والتي اتّخذت من مفهوم التّحرر قاعدة وهدفًا تبرّر كافّة أشكال التعامل مع اللغة، ويُعتَبر بوروز الأب الروحيّ لهذه الحركة التي مثّلت البوهيميا الأدبيّة في أمريكا في حقبة تاريخيّة حاسمة في الحياة الأمريكيّة والتي غيّرت وجه الخريطة الأدبيّة الأمريكيّة لأكثر من عقدين، كردّ فعلٍ مناهض لوجه الحياة الثقافيّة والسياسيّة والاجتماعيّة كما عاشها العالم وقتها.

قدّم لرواية المُدمن الشاعر الأمريكيّ ألن غينسبرغ (صاحب قصيدة عواء)، والذي يُعتبر من أهمّ الكتّاب البيتنيكيّين إلى جانب كلّ من وليام بوروز (صاحب رواية الغداء العاري) وجاك كيرواك (صاحب رواية على الطريق)، وقد أسهب غينسبرغ، الذي حرّر الرواية ولعب دور الوكيل الأدبيّ لبوروز وقتها، في الحديث حول الإشكاليّات والمآزق التي وقعت فيها الرواية حتى لحظة صدورها، علاوةً على موضعتها في سياق خطاب ثقافيّ واجتماعيّ وسياسيّ تسبّب في عرقلة قبول الرواية وذيوع صيتها لمدّة تقارب عشرين عامًا.

هذه الرواية، التي منحها بوروز في إصدارها الأول العنوان الفرعيّ: اعترافات مُدمن ميئوس منه، تقع في أكثر من مئتي صفحة، ويصوّر لنا الكاتب من خلالها سيرة الإدمان والوقوع في “حياة القاع” حيث تتحوّل الرواية إلى أدب اعترافات، يروي عبرها الكاتب سيرة كاتب بورجوازيّ سقط في الإدمان بإرادته وفَلسَف تعاطي الهيروين محوّلاً إيّاه من مجرّد مفهوم للـ “نشوة” إلى “نهج حياة”:

“الهيروين هو معادلة خلويّة تعلم المدمن حقائق ذات مشروعيّة عامّة. لقد تعلمتُ الكثير من تعاطي الهيروين: رأيت الحياة تقاس بقطّارات عيون فيها محلول المورفين. واجهتُ عذابات الحرمان لمرض الهيروين، ومتعة الراحة عندما تشرب الخلايا المتعطشة للهيروين من الإبرة. ربما ليست كلّ المتعة راحة. تعلمتُ الرواقيّة الخلويّة التي يعلّمها الهيروين للمُدمن. رأيت الزنازين تعجّ بالمدمنين المرضى صامتين ساكنين في بؤس منعزل. عرفوا أنّه لا جدوى من الشكوى أو التحرك. عرفوا أنّه، من ناحية جوهرية، لا يمكن لأحدٍ أن يُعينَ أحدًا. لا أحد يمتلك أيّ مفتاح، أيّ سرّ، يمكنه أن يقدّمه لك.

“تعلمتُ معادلة الهيروين. الهيروين، على عكس الكُحول أو الماريحوانا، وسيلة لزيادة التمتّع في الحياة.

“الهيروين ليسَ سُطلاً. إنّه نهج حياة”.

وتأتي هذه الترجمة ضمن سلسلة ترجمات أنجزتها المترجمة ريم غنايم في السنوات الأخيرة، منها: “الموت في أرض حرّة”، “أشعار” لجيمس جويس ومكتب البريد لتشارلز بوكوفسكي.

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>