شادي زقطان، فنان فلسطيني شاب يحتضن “غيتاره” ويغنّي للحريّة والحبّ

يصرّ زقطان على أداء الأغنيات العاطفية، ويفكر مستقبلاً في إصدار أسطوانة خاصة بهذا التوجه تحديداً، قائلاً: “لا بد أن يفهم العالم أن الفلسطيني ليس بوستر ثوري، كما يظنون، بل إنسان عادي يملك الحق في العيش بطبيعية كما غيره”.

شادي زقطان، فنان فلسطيني شاب يحتضن “غيتاره” ويغنّي للحريّة والحبّ




شادي زقطان | بعدسة: ميساء عزايزة


| رشا عبدالله سلامة |

“بشوفك في البلد..  حلوة البلد فيكي.. غيرك مش شايف و لا حد.. بس يافا.. والبحر اللي في عينيكي”.. كثيرون هم من التبست لديهم هوية مغنّي الكلمات الآنفة، ودقات “غيتاره”. ثمة من خاله واحداّ من تلامذة زياد الرحباني، المتقمصين لونه الغنائي بجدارة، ليخاله آخرون اللبناني خالد الهبر.

حين توالت الأغنيات، وتفتقت فلسطين، بتفاصيلها اليومية والسياسية، من بين كلماتها، ظهرت هوية مغنيها دونما لبس؛ شادي زقطان، الشاب الذي اختار لمطلع ثلاثينياته مساراً فنياً مستقلاً، بعد أن أنضجت خبراته، منذ كان طفلاً، مع فرقة “الرايات” الفلسطينية وفي حقول “المونتاج” والإخراج والتصوير، تجربته الفنّية الشاملة.

شادي، المنتمي لعائلة زقطان الموزعة بين حقول الأدب والموسيقى والفنون، يعد تجربته، في صياغة كلمات أغنياته وتلحينها ومن ثم أدائها برفقة “غيتاره”، امتداداً تلقائياً لتاريخ عائلته. يقول “جدي خليل زقطان كان شاعراً كلاسيكياً، فيما والدي غسان زقطان شاعر حداثي، ليكون التطور الطبيعي لي شاعراً غنائياً”.

كان شادي يغني، في مرافق ترفيهية عدة، نتاج غيره الفنّي، ليجرّب في العام 2005 اجتراح خط خاص به. يقول: “لطالما استفزني غياب الأغنية الفلسطينية المعاصرة التي تحمل طابعاً واقعياً. كتبت الأغنيات التي أودّ سماعها في فلسطين، وعن فلسطين”.

من وحي أحاديث سائقي “السرفيس” و”التكسي”، وبائعي الخضار، والطلبة، والعجائز، ورواد المقاهي، وأولئك الفلسطينيين القابعين على الحواجز العسكرية الإسرائيلية وفي معتقلات الاحتلال، كتب شادي أغنياته، موضحاً:”لا أزعم بأن كلمات أغنياتي من خيالي الخاص، بل هي ما أستقيه من الشارع والنافذة، وباللهجة العامية التي نتحدثها ونبوح بها يومياً. أغنّي كفلسطيني وللفلسطينيين، وليس عنهم فقط”.

“استقبل مجتمعي الفلسطيني نمطي الجديد في الغناء بشكل حذر في البداية” يقول شادي، معقباً أن ذلك القبول الحذر سرعان ما تمخض عن استضافة من قِبل مؤسسات فنية وثقافية فلسطينية كمركز خليل السكاكيني، على سبيل المثال لا الحصر، ومنحة من قِبل مؤسسة عبد المحسن القطان لإنتاج أسطوانته الأولى، التي حملت اسم “عن بلد”.

يصرّ زقطان على أداء الأغنيات العاطفية، ويفكر مستقبلاً في إصدار أسطوانة خاصة بهذا التوجه تحديداً، قائلاً: “لا بد أن يفهم العالم أن الفلسطيني ليس بوستر ثوري، كما يظنون، بل إنسان عادي يملك الحق في العيش بطبيعية كما غيره”.

شادي، المولود في الشتات عام 1978 لأبوين مقاتلين في منظمة التحرير الفلسطينية، يعاني يومياً وفنياً من “العقاب الجماعي” الذي يرزح شعبه تحت وطأته. يقول: “يجثم الاحتلال على أنفاسنا في كلّ دقيقة وكلّ ركن. يسرق الوقت منا تماماً كما يسرق الأرض”.

تبعات الاحتلال وإرهاصاته تلاحق شادي، تماماً كما أبناء شعبه، في الأمكنة كلّها، حتى وإن لم يتواجد فيها المُحتل. يقول:”من أشد المواقف إيلاماً عدم إصدار تأشيرة دخول  تخوّلني زيارة بلدان عربية مجاورة، على الرغم من دعوتهم لي للمشاركة في مهرجانات فنية. مكمن الألم هنا أن لا جندي إسرائيلي يمنعني من السفر، بيد أن تبعات احتلاله تلاحقني في كلّ مكان، وليس فقط حين يحول دون وصولي للقدس وحيفا للغناء”.

(عن “صحيفة الدستور”)


للإستماع إلى أغاني شادي زقطان:

http://www.reverbnation.com/zaqtans

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

1 تعقيب

  1. لماذا لا يُشار إلى أن المادة منسوخة عن موقع راديو ألف في رام الله؟ هل يحق لـ “الأخبار” و”مركز عزمي للابحاث” وغيرها الحصول على كريديت، وموقع فلسطيني جديد وجريء لا يحق له؟

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>