قصة اعتقال/ بخّاخ ألكتروني

ثم فتشونا بالزلط، أي بدون شي (ربي كما خلقتني)، معليشي.. كلو فدا الثورة. يعني مو كلو كلو، لأنو لازم يضل شي كم شغلة ساغ مشان نستمتع بالحرية بعد ما يطير الطير وانتو بألف خير.

قصة اعتقال/ بخّاخ ألكتروني

الأسد: كوميديا ثوداء!

(تناقلت صفحات الثورة السورية يوميّات الاعتقال الساخرة للناشط السياسي المعروف بإسمه المستعار “بخّاخ ألكتروني”، ننشر لكم ثلاثة الأجزاء الأولى منها.)

|بخّاخ إلكتروني|

(قبل ما يشحطوني … بشوي)

لمّينا الشباب متل العادة، وعالتراويح ..وين ما وين؟.. صَد ورَد.. المهم، تم الاجماع على جامع مرتب، يعني طالع طالع. وصلنا، كنّا خمسة.. خمس شباب كله أصلي وعتيء بالمصلحة (مصلحة التظاهرة). ونحنا فايتين تفاجأنا بالعدد الضخم تبع الحيوانات المفترسة يلي فلتانين حوالين الجامع. طبعاً امتعض كم واحد.. والكل إنأرأ (انزعج) بس شو بدنا نعمل، ما باليد حيلة. صلينا العشا.. ومخّنا كله برا (الله بتقبل.)

بلشت التراويح.. والوتوتات شغّالة بين الركعة والركعة.. وكل ما نخلّص ركعتين يصير اجتماع تشاوري بين كل شلّة.

ربط إيديني ورّاني ببلاستيكة وشدا علاخير.. كان التاني عم يبحبش بالموبايل.. طبعاً شاف مقطع الفيديو تبع المظاهرة- والله يرحمك يا بخّاخ.

جانب من الاجتماع بعد الركعة السادسة: “شو شكلهم مستكلبين.. شو بدنا نعمل؟”، “والله إذا طلعنا بدو يروح شباب كتير..”، “إي والحل؟”، “يلا فكروا ع السريع..”

اقترحت انه نحاول نسحب الشباب لغير مكان.. وتم الاجماع.. وشكّلنا لجنة مشان يخبروا العالم. خلصنا التمانة وبوشّنا لبرّا.. علبواب بلشنا نخبّر الشباب، وبالفعل حسيت انه الموضوع نجح. هون أنا تركتهم ومشيت بالاتجاه المنشود.. وإززز.. بينط واحد من على باب الجامع وبيطرء واحدة: تكبيييير!

وطبعاً متل المغناطيس التمت العالم وبلشت المظاهرة.. انا بالهللحظات اتفقدت رفئاتي وانتبهت انه في منون فاتوا فوتتون.. وبدون ما فكّر شكّيت معون. يمكن 3 دئايئ كان القائد العام للشبيخة أعطى أمر الانقضاض على العدو (يعني نحنا) طبعا استفقدونا بكم واحدة غاز، يمكن 3، مدري 2 ونص! لأنه في واحدة رجعناها ما عجبتنا، بس كنا شامّين نصّا، المهم أنا هو ما بركض.. بحاول إني كون ريلاكس وإنو انا ما دخلني وبمشي بين الكلاب بشكل طبيعي… بس يا فرح ما تمّتش.

*

(وحاصلو.. بخاخ في طريقه إلى الأسر)

كمالة اقصة، كنت عم قول يا فرحة ما كملت، بالفعل ما كملت…

بخّاخ مرّ من هُنا...

عم اتمشى بين الكلاب وأموري بخير وأوضاعي سليمة.. ويا غافل إلك الله.. سيارة تكسي صفرة وائفة بعيدة عني شلفة حجر.. بينزل منها شب طويل أشئوش (نحيف) وأسمر وبيركض الركضة اللعينة هربان من الميليشيات الأسدية يلي كانوا لاحئينو.. بس هو أسرع منون (حلاوة الروح طبعاً).. وجاية باتجاهي.. ورجليه عم يدئو بميزو من الركض.

عم اتمشى بين الكلاب وأموري بخير واوضاعي سليمة,,,, ويا غافل إلك الله …. سيارة تكسي صفرا وائفة,, بعيدة عني شلفة حجر .. بينزل منها شب طويل أشئوش(نحيف) , وأسمر وبيركد الركدة اللعينة هربان من الميليشيات الأسدية  يلي كانو لاحئينو…. بس هو اسرع منن (حلاوة الروح طبعا)  .. وجاية باتجاهي … ورجليه عم يدئو بميزو من الركض.. المهم قبل ما يوصل بشي 10 أمتار بيغافله سنفور شبّيح (شبيح زمكّ) كان لاطي على جنب.. وبيسلخه هداك الزء (يعني فركشه)، وراح الأسمراني سطيح وشحط بالأرض شي خمس ست متار..ويا ستّار!

الله لا يوريكم.. فات راسه بالرصيف وكفت الدم وبخّاخ طار عقله… بيني وبينه شي مترين، حاولت طمي لأرفعه (حركة لا إرادية) كانوا وصلوا قبلي.. دفشوني ومسكو هلمجرم الخطير يلي عم يهدد الأمن القومي والوطني والأسدي، المشهد أشبه بحلقة عالناشيونال جيوغرافيك لما تنقض مجموعة من الضباع القذرة على حمل أبيض وديع (على سيرة وديع.. الله يلعن أبو وديع.. لأني متزاول منه كتير.)

هلمسكين صار دمو حميمو.. بس هنن حالفين يمين على جميع الكتب السماوية والأرضية وحتى الخليوية (سيرياتيل وإم تي إن) إنه لما يمسكوا حدا لازم يضربوه.. مشان هيك ما بنلامو يا شباب حرام.. هي عقيدة!.. ولازم نحترمها لأنو منيحة كتير لإزالة الشعر غير المرغوب فيه.

فتت لجوا، أول شي أخدو الئشاط، والشواطات (رباط البوط)! لك كلو بكفة والشواطات بكفة!! لأنو انا اساسا شاري البوط مشان الشواطات! هيك! مرائي انا بالشواطات!

سناولو بأول ضرب والتاني.. كمان على راسو.. وهو عم يصرخ بالولي.. هي اللحظة أنا كنت مسلّم النمر وخالص.. يعني فصلت وصرخت فيهم: “لك شبكككممم لعمى!؟ ما مسكتوووا؟؟ لي عم تضربوااا؟؟” طبعا الصوت كان أشبه بجعير لأنه كان طالع من جوا، وبالشامي..

هاد كان آخر مشهد بتذكرو قبل ما أكل ضربة على راسي ورا ادني مباشرة.. فقدت وعيي لمدى 30 ثانية تقريبا وصحيت وانا مشحوط علأرض من إيديي ومتجهين فيني عالباص.. مدرس علهونداية؟ لأنو حسين حالي كيس بصل مشحوط بنص سوق الهال بالزلبطاني..

لما صرنا جنب الباص اجو تنين شبيحة اختصاص عتالة حملوني من رجليي، هيك صرت معلق بالهوا.. ولتقريب المشهد كان أشبه بيلي بيحطوا بالافلام الاجنبية لما قبيل من الهنود الحمر بتخطف زلمة وبيحملوه عشان يشووه وياكلوه علعشا.

طبعا انا ما ورجيتهم اني صحيت أملاً بتخفيف الضرب لأني اكتشفت من الوجع يلي شعرت فيه انه انا لما دخت هنن كملوا ضرب والدم عم يشر من انفي.. وحسيت ادني فيها مي وكأني كاين بالمسبح وشاككلي شي 50 مرة رواسي.. بس اكتشفت بعدين انو ادني كانت عم تنزف كمان.

المهم.. الله يجزيهم جهنم هالشبيحة ما ئصروا يعني توصيلة ببلاش… لما وصلت على مركز التجمع حطوني بالارض وهون صرت اسمع ولاويل وصريخ.. نسوان ورجال.. لأنه شكلي كان مبين انو خالص.. منتهي يعني كأنو ما ضل بخاخ.

في الصورة: سنفور شبّيح.

كبوا علي مي مشان اصحى وبلشوا يئولوا للعالم ماحدا يضربوا… ما حدا ضربوا.. وواحد صار يقول: “آفي شي الله وكيلكن آآفي شي يلا كل مين على بيتو عم قلكين آآفي شي…”  الله يلعن هااللهجة بصرماية شو كرهونا فيها… لما صار يقول هيك للعالم حسيتو قناة الدنيا لما تنفي الخبر وهو عم ينعرض بكل قنوات العالم.

المهم انا هون بلشت صحصح ووقفت على رجليي.. طبعا مدودخ..  بجيّة زعيمهم.. ومع اصرار واحد كان واقف هنيك انو يتركوني خلوني روح يعني فلتوني.. صرت أمشي متل السكران من عزم الضربة يلي أكلها… ئطّعت الشارع.. وكان همي بس اني بعد عن المنطقة …

لما وصلت عالطرف التاني سمعت صوت شبيح عم يقول: “جيبو جيبو..” واكتشفت انو انا المطلوب..

لهون اليوم بكفي وبكرة الحلقة الأخيرة لأنو ما زاد حيل اليوم سامحوني…

*

كنا عم نقول انو سنيور شبيح صرخ بالعناصر.. جيبــــــو.. انا بعد ثانيتين اشتلئت أنو انا يلي جيبو.. طلّعت لورا لئيت الاعداد يلي هاجمة كبيرة.. لك كتااااار يخرب بيتون.. والله ما عرفت شو بدي اعمل .

صفنت شوي.. لا والله  ما صفنت، بدون ما  اصفن؛ هروب يا ولد، ويا فكيك ونننننن… سلختا الركضة اللعينة، هون تحرك الجيش الاسدي كلو باتجاه فلول العدو السورياني الغاشم.

بس واحد من المقاتلين المريين صرخ فيني وقلّي: “وقف ولا، وقف… بقوصك ها!” أنا هون عنجد صفنت أنا وراكض، لعمى والله قلي بقوصك.. لا لا ما بيعملها مو حرزانة.. ما كملت صفنتي، اشتغل ضرب الفشك.. 3 رصاصات.. للأمانة ما شفت ولا وحدة، شكاه إن كنّا بدنا نحسّن الظن بالزلمة إنو ما كان ناوي يخلص الفلم برصاصة وضربهم بالهوا.. الله يعين هالهوا شو بده يتحمل ليتحمل.

الكاتب بعد سقوطه في أرض المعركة.

مالكم بالطويل، ركضوا ورايي وجابوني.. مع اني ماشي حالي بالركض بس مطرمخ من الضرب وراسي عم يفتل. شي 15 عنصر يلي وصلوا لعندي وهم يلهتوا متل الكلاب.. انا ما عم الهت لانو كان نفسي مقطوع ودوبي عم اتنفس.. طبعاً بدون ما حدا يحلف عليهم الكل صار بدو يآجر بشرب هلحقير يلي مطلوب من 20 سنة وعليه 600 قضية ومحكوم إعدام ويللي بيمسكو بياخد مكافأة زبريار ليرة.

 هلمرة شحطوني علواقف، رجعنا لعند زعيم العصابة لأنو انا كنت عم حاول إني فهمهم انو معلمهم فلتني من شوي. طلع فيني شيخ الشبايحة بنظر الانتصار، إنه “بجيبك ولو سحبوك العالم”.. وأشر براسو للقطيع يلي حواليه انه خدوه علباص.

فتت عالباص.. أخدو موبايلي وهويتي.. وبعتولي واحد يتوصى فيني؛ ربط إيديني ورّاني ببلاستيكة وشدا علاخير.. كان التاني عم يبحبش بالموبايل.. طبعاً شاف مقطع الفيديو تبع المظاهرة- والله يرحمك يا بخّاخ.

فات لعندي بدون مقدمات، كفكفة وبوكسات ومسبات كلكم بتعرفوها، واتهامات شي عاملو وشي مو عاملو، بدي أضربو (على أساس يعني) بس الجحش كان عمرو شي 50 سنة، لك كبير مو صغير، يعني ما بينضرب! جابو بئية المجرمين ع الباص.. اتدحكلت لجوا مدري شلون ئلبت وتشئلبت وصلت لآخر كرسي.. فات واحد معو سلاح وسأل وينو تبع الفيديو، وحط السلاح براس.. هون بس اكتشفت انو جفت عين وحدة. طبعاً عتمة لأنو منزلين البرادي، وصار يهددني انو بدو يخردئني إذا ما بعترف.

شي 10 دقايق.. شي فايت وشي طالع.. الكل عم يضربني وانا ساكت.. مدرس شو صرلي سكتت.. وما عاد حسيت على شي وكأني بمنام. فجأة بيفوت واحد وبيشحطني لتحت وبيركبني بمكرو صغير (مكرو تبع العشرة .. واحيانا خمسة إذا بس عالدوار الأولاني) متلو بس مالو كراسي، بس كرسيين جنّابيات طوال وشلفني بالارض وفاتوا وراي 4 حيوانات.. بس مو أليفة منوووب.

مشان الاختصار.. بدون تفاصيل اللي صار عالطريق من ضرب وتنكيل، وصلنا للفرع، نزلت. استلمني باكيرا (بيشبه باكيرا صاحبو لماوكلي) ساعدني لأمشي لأنو كان شوي صعب الموضوع عليي. فتت لجوا، أول شي أخدو الئشاط، والشواطات (رباط البوط)! لك كلو بكفة والشواطات بكفة!! لأنو انا اساسا شاري البوط مشان الشواطات! هيك! مرائي انا بالشواطات!

بعد دريد لحّام؛ باغيرا أيضاً ينضم لمؤيدي بشّار الأسد.

 ثم فتشونا بالزلط، أي بدون شي (ربي كما خلقتني) معليشي.. كلو فدا الثورة. يعني مو كلو كلو، لأنو لازم يضل شي كم شغلة ساغ مشان نستمتع بالحرية بعد ما يطير الطير وانتو بألف خير.

استلموا الغراض وحطونا بغرفة، كنا شي 20، الكل وشو عالحيط، وراسو مطخي لتحت.

هون انا هديت شوي وكنيت بس اكتشفت انو رجلي عم تنزف كتير، لأنو حسيت بالدم عم يخض ببوطي، قعدت بالارض وكشفت عالجرح.. صرخ فيني صوت: “قوم ولا حيوان قوم وقف” ما رديت وطلعت فيه وقلتلو ما فيني وقف رجلي عم تنزف وبدي اغسلها..

غط شوي ورجع قلي: “قوم ولاك غسلها ورجاع”.. رحت ورجعت.. لئيت الدكتور بالكاريدور. عم يشتغل بالعالم، منظر فريد- دكتور فارد العدة بالكاريدور وعم يخيط ويعقم ويصلح بهالعالم… على فكرة هي من إنجازات الحركة الكاريدورية المجيدة.

خيطلي الجرح ولفه، وصار بيني وبينو نقاش، كانت نظرتو استياء، بس ما ئدر يحكي يلي بقلبو، وأصر انو خرجي الله لا يئيمني لأني بدي أسقط النظام. لك بدي أعرف شو بيعنيلو النظام.. وهو ملحوش بأرض الكردور وعم يمارس مهنتو يلي مفروض تكون بمستفشى أو عيادة ..

مالنا فيه يصطفل. رجّعوني عالغرفة وبعد شي ساعة نزلونا  لتحت.. وتحت.. وتحت.. وبلش الظلام. ونام بخاخ وبكرة إن الله راد منسكّر القصة يلي ما كانت تخلص، يخرب بيتها.. تنذكر وما تنعاد!

 يتبع…

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>