“بدي أفاوض ولا بفضحكم!”/ علاء أبو دياب

“القيادة خافت من حكي الدول علينا إذا بصير هاجج، قامو قالولي بتعرف شو، لقنيلك حل، روح فاوض… ع المفاوضات!”

“بدي أفاوض ولا بفضحكم!”/ علاء أبو دياب

كاريكاتير: علي فرزات

|علاء أبو دياب|

كنت سايق السيارة من رام الله عالقدس وفاتح الراديو، وهالمذيع بصبّح عليّ وعلى المستمعين الكرام، وبقرأ علينا الأخبار بصوته المش إذاعي واللي بيبقى على نفس النغمة شو ما يكون الخبر منيح ولا عاطل. لهيك انا بستغلها فترة منيحه لصفنة الصبح، لكن بنص هالصفنة واللا هو المذيع بقولّي: “وقد توجه الوفد الفلسطيني المفاوض الى عمّان للمشاركة في اللقاءات هناك مع نظيره الإسرائيلي”.

 قالولي طب نتفاهم، أقعد شوي نحكي، قلتلهم ولا ممكن! أنا زلمة ما بفاوض على حقي.

بتعرفو الواحد صاحي الصبح وفترة أعياد يعني يا دوب صاحي، بس الزلمة متأكد، واضح عليه إنو متأكد، واقف أنا على الإشارة وأقوم ألمح جراّفة بتشتغل بنص هالمستوطنة، وأقوم ألف السيارة وأروح عليه زي القضاء المستعجل، نزلتله من السيارة بقولّه: “شو بتعمل هون، اطفي هالجرافة وإنزل وإلا قسماً بالله ببلغ القيادة بخليها تُفرط كل القصة، مش شايف المفاوضات رجعت؟” قام قلّي: “المفاوضات غجعت ما غجعت شو دخلني خبيبي؟ غجّع سياغتك أحسن ما أعملك إياها أملاك غائبين!”

والله سحبت حالي وطلعت عالسيارة قلت لأيش المشاكل هلأ، انا بعرف كيف أربيه لهالكلب، وأخلّي أسياده يفهموه غلطه، طرت بين هالسيارات! بدي ألحق أخبّر الوفد المفاوض قبل ما يقعدوا أول قعده والجرافة شغالة.

وصلت المكتب، اتصلت اكم تلفون، جبت منهم رقم الوفد المفاوض…

إتصلت وإذ برد عليّ واحد من هالمفاوضين: ألو.

قلتله: تحياتي أستاذي.

-أهلين

- أستاذي أنا مواطن وسمعت إنكم رجعتوا عالمفاوضات صح؟

- صح

-أستاذ بس لازم أقولك أني اليوم شفت جرافة عم تشتغل بالمستوطنة، لازم تعرف قبل ما يصير أشي!

- آه مزبوط شفناها واحنا نازلين على الجسر، كانت مسكرّة الشارع، بس لا ما تقلق ما تأخرنا، الحمدلله مسهّلة كانت السفرة.

- لا أستاذي انت فهمتني غلط، قصدي أنها عم تبني!

-  بشرفك عم تبني؟ ولا شو فكرك بدها تجهّز عرايس، جرافة شو بدها تعمل يعني؟

- أستاذي أنا فاهم انو الجرافة شغلتها تبني بس يعني مش قلتو ما رح نرجع نفاوض إلا إذا وقفوا الاستيطان؟

- آه فهمت عليك، مزبوط قلنا بس هلأ الأمور أحسن، كنّا معصبين شوي والله يلعن ساعة الشيطان…

- يعني ما وقفوا الاستيطان؟ يبقى أكيد وافقوا على تحديد مرجعية للمفاوضات وجدول زمني…

- لا لا لا… هاي إحنا بطلنا بدنا إياها. تشاورنا وقلنا ما بدنا مرجعية، لأنو فكرنا منيح بالموضوع، همّه المفاوضين تبعونهم بتغيروا كتير،  أما أنا ما بتغيّر، ما أنت عارف قديش صارلي، والعلم عند الله من وقت ما ايهاب توفيق غنّى مراسيل مراسيل وانا لا شغلة ولا عملة غير المفاوضات، فمتل ما تقول صار عندي خبرة أخت شلن بالمفاوضات، قلت ليش أحط مرجعية تربطّني من أولها، بلكي قدرت أجيب أكتر، فاهم عليّ؟ نستغل فرق الخبر، يعني بدو يكون عندك بُعد نظر وانعدام طموح بنفس الوقت وهاي بس أنا عندي إياها…

- لا عارفينك ولو أستاذي، طب والجدول الزمني؟

-بالنسبة للجدول الزمني قلنا برضه بلاها، لأنو بالعجلة الندامة على قول الختايرة، وكل تأخيرة وفيها خيرة!

- فهمت عليك أستاذي، يعني ولا اشي من كل اللي طلبناه صار، وكل هالطوشة والمراجل ولا للمفاوضات العبثية،  ولن نفاوض مع الإستيطان هادا كلّه كان حكي بالهواء، كنتوا تضحكوا علينا؟

- له يا مواطن! كنا جديين وقاصدينه بس الصراحة انا زي ما قلتلك قبل شوي، عندي خبرة بالمفاوضات، لما بقولك خبرة يعني إشي أخو ستة وستين مش حيّالله! وخفت هاي الخبرة اتضيع من قلة الممارسة، حرام برضه، وبعدين بيني وبينك والله قعدة الدار إنها بتطّلع الروح. يعني أنا كنت من بلد لبلد وأوتيلات وطيارات، ومرّة وحدة قعدت بلا شغل… صعبة، ولا شو رأيك أنت؟؟

- آه والله يا عمي بتطلع الروح، صعبة طبعاً، بس فهمني بعد إذنك يعني القيادة موافقة على هادا الحكي؟

كاريكاتير: عماد حجاج

- يعني هي مش موافقة عالآخر، بس أنا قلتلهم بالنسبة إلي خلص هادا الوضع بطّل يزبط معي، صرت أنزل تحت الدار أفاوض الخُضرجي لحتى يزيح صندوق الخيار لقدام خطوة ويفتح طريق للبتينجانات بدون ما أخبط في البصل، بترضالي اياها هاي؟ أي والله الأيد البطالّة نجسة، وأنا ما تفكّر سكتت أو جاملت.. بالعكس وقفت وقلتلهم: يا إما بتدبرولي مفاوضات من تحت الأرض يا إما والله بهٍج من البلد وبفضحكم.. وساعتها بتعرفوا قيمتي. حاولوا يهدوني، قالولي طب نتفاهم، أقعد شوي نحكي، قلتلهم ولا ممكن! أنا زلمة ما بفاوض على حقي. حقي هادا! بدي  أفاوض يعني بدي أفاوض… دبروها انشا الله بتعملوا مشكلة مع لبنان وبتبعتوني أحلها. أنا بدي أفاوض وهادا هو، حلّوها انتو.

- والله قصتك يا أستاذي إنها أسطورة في الثبات على الحق. وبعدين شو عملت القيادة؟

- تسلم تسلم.. المهم يا مواطن القيادة خافت من حكي الدول علينا إذا بصير هاجج، قامو قالولي بتعرف شو، لقنيلك حل، روح فاوض… ع المفاوضات!

- ما فهمت أستاذي؟

- شوف الصراحة ولا أنا فهمتها بس ما أفرقت معي، قلت شو ما يكون الوضع بضل أكيد أحسن من الخُضرجي! يا زلمة صابني “كبت تفاوضي”، بدّك أقعد أسأل ليش وشو؟ ما صدقت وقالولي روح فاوض ضليتني طالع.

- شو يعني نتفاوض عالمفاوضات؟ ما أسرائيل هي اللي بدها تتفاوضوا على ولا إشي، وانو تبين قدام العالم أنها بتتفاوض.. يعني انتو ما ثبتوا على موقف! انتو أعطتهوهم اللي بدهم إياه بالزبط.

- هيهيي علينا… أسمع يا مواطن، تجننش ربي، تخربليش العجقة، ما صدقنا ونفاوض، ما حدا فيكم سأل عني وانا قاعد بالدار، هلأ بتحاسبوني؟ هادا بدال ما تفرحلي وتباركلي بالبدلة الجديدة وتتمنالي مفاوضات سعيدة؟

-نعم أستاذ؟

- يييي أجو أجو.. لولولوليييش.. طلّو حبابنا طلّو.. والله لألعن أبو أبوكم مفاوضات يا ولاد الكلب… يا حبيبي شو بدي أعمل… فنجان القهوة بدي أفاوضك وين تحطّوا على الطاولة. تعالولي أورجيكم المفاوضات!

- ألو.. أستاذي؟

-معك معك يا مواطن، خليني أرجعلك حبيبي بس عشان أجو عنّا ناس، سلام.

توت توت توت

- ناس؟؟أستاذي؟ أستاذ مفاوض؟ وين سلام؟ ما قلت لا سلام مع الاستيطان كيف بتقولي سلام؟ وين رحت؟ وين وديتنا؟

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

7 تعقيبات

  1. ودونا عجهنم …من زمااااان….

  2. علاء أبو دياب يكتب فصلاً جديداً من مسرحية “كاسك يا وطن!”

    أبدعت صديقي..

  3. وحياتك حاسة لازم تنعمل سكتش وتتصور للتلفزيون خليهم يشوف حالهم هالـــ.. أوادِم
    غس بالهم شو غسّوا بالنا

  4. “لازم تكون تكتكجي ابن تكتكجي ابن تكتيك يا متكتك تكتك بتكتك كل المسائل .. إن رخوا نشد، وان شدوا نرخي”

  5. ايهما افضل في المفاوضات تفو……….. ام تفي ……….
    سؤال. هل دفع المفاوض الفلسطين ضرائب عبور الجسر كي يصل عمان ؟

  6. 3alaaaaa2 abda3et

  7. رائعة

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>