صورة البحر/ عبد المطلب عبد الله

أتجول فى حديقة الليل الرطبة/ عوضًا عن ضفائرك/ أربت على الأوراق الصفراء للقمر

صورة البحر/ عبد المطلب عبد الله

"حائط البحر" (نانسي إكلس/ 2011)

 

“إنه شاعر صاعد، بالإضافة إلى الشعر يكتب دراسات نقدية معاصرة. يميل إلى كتابة القصيدة بأسلوب فيه نوع من السهولة الفنية. يحاول أن يوظف فى قصائده صور المطر والماء فى حالة من الحركة، كالأرض في زلزلتها والبحر في تموجاته والسماء فى بروقها. إنه يخلق نوع من المعادل الموضوعي فى التوازن بين حقائق الماء والمطر ووجدانه. وبما أنه يكتب بأبياتٍ قصيرة، لذا نجد في قصائده تكثيفا كبيرًا للمعاني. وأخيرًا، إنه يكتب أشياء جميلة تستحق التأمل”

(المترجم)

 

| عبد المطلب عبد الله | 

| من الكردية: كريم ده شتى |

 

عبد المطلب عبد الله

-1-

إن عيني معلقةٌ بغصنِ البحر

ومهما كانت

فإنها كالماء تصطدمُ بالأرض

ومثل البحرِ يتحولُ إلى الزرقة

-2-

وقبل هطولِ البشر

فإن البحرَ يتقهقه

على الدنيا

-3-

قطرةً فقطرة

ضفائرك تسقطُ فوق صمت عيني

وجيشُ المطر يلوذُ بالغنوج

لينهمرَ إلى البحر

-4-

إن البحرَ أبدًا هو فى الترحال

عدا لحظة تجميع صور المطر

-5-

بين المطر والجبل

حدّدنا دورنا فى الصحراء

-6-

إن طفلتي دائمًا تفتحُ فمها

لا بحجة المطر

بل بعلّة الأفلام الكرتونية

-7-

إن الإنسان يهربُ خوفًا من المطر

والمطرُ ليس بخوف

بل الخوف هو أن لا نصل إلى الماء

-8-

تتساقطُ الأوراق

ليغسلن صورَ المطر فى المختبر

والربيعُ يبدء من جديد

-9-

غرضُ الرؤية هو التلاشي فى البحر

والفهم من الماء

كل هذي الأشياء تجرفها الرياحُ

-10-

فى المرةِ الأولى

ضربتُ المثل بالمطر

والآن أنا كما البحر أضج بالصمت

-11-

سوف أرسم الصورَ العاريةَ للمطر

فوق الأوراق الطائرة

شرطَ دخول البحر

-12-

إن المطر واقعٌ فى الخيال

والريحُ تنقشة بعينين عمياوتين

-13-

كلُّ سرديات البحر لهي استعارة

ربما نلعب القمارَ على المطر

مثل الوجود صوب الجنون

-14-

تأتى الأمواه طبقًا للمطر

ولكنها تعاكس هبوب الريح

-15-

هؤلاء الأنام تجمعوا بعلّة الخوف

إنهم كالبحر يتموجون

-16-

إن الحقيقةَ طاقةُ اللغة

تتقدّمُ على تاريخ الكتابة

الحقيقةُ قوة اللغة

تتقدّمُ على تاريخ اللغة

-17-

أتجول فى حديقة الليل الرطبة

عوضًا عن ضفائرك

أربت على الأوراق الصفراء للقمر

-18-

لو كانت لى نيةُ االنزهة

عليّ ألا ألتفت إلى الضجة والغبار

وأن أحدق إلى الماء كأنه قضيةُ البيئة

-19-

يتدلّل المطرُ فى الجبال

والسكير فى المدينة

لا أحد له خبر الآخر

-20-

أود أن اجد اليوم وبمنقار الريح

لغةَ المدينة

-21-

فى الصباحات كلّها أتاخر عن الرياضة

كالذى يصلي حيث النوم يسردُ له الحكاية

-22-

أفتح الفم حيث المطرُ يسقط

منذ اللحظة هذه أحبك

حيث البحرُ يصلُ إلى الذروة

-23-

وعلى الدوام تسألني طفلتي:

إنى أرى ملاكًا فى الحلم

بدلا من الجواب أستنجدُ بالطوفان

-24-

أردتُ أن أزورَ الطبيب

قالوا

إن الحياةَ فى الإجازة

وهي تمارسُ الرياضة

خمسةَ أيام في الأسبوع

-25-

قبل أن أمدَّ يدي

أترنح كسكير

وقبل أن نفتح فمنا

تجرفنا الأمواه

-26-

سوف أصورُ عصفورًا

جنب الأوراق المتزقزقة للبدر

وذلك بعد صورةِ الماء فى حالةِ الانتحار

-27-

أسدُّ ديوني

بنقود الماء

-28-

إن حربَ الأمطار ليست هي مع البحر

ولكن ومن ثناياها تخسرُ ما حدث لها

-29-

عائلتي تقتلُ ضجرَها بي

وأنا أقتل ضجري بالمطر

-30-

أتنعس والمطر

يهدهدني كالجرّة المقلوبة

-31-

عندما كان النومُ يحرّرني

لا صوب الماء

بل صوب تفاهة الحياة

إنى أترنح.. 

 

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>