“سنوات الرصاص الفلسطينية”: مروان البرغوثي: الدرس والمدرسة/ عبد الرحيم الشيخ

لا يزال البرغوثي وإخوته ورفاقه يمارسون مهمة “المقاوم الخفيّ” عبر تزويد الحركة الأسيرة وحركات المقاومة بإرشادات مفارقة تقوم ليس على مقاومة الاعتقال وحسب، بل وفي مواصلة الإشارة إلى فعل المقاومة وإن في الأسر كما تشير آلهة معبد دلفي إلى الخير الفلسطيني العام وخياراته

“سنوات الرصاص الفلسطينية”: مروان البرغوثي: الدرس والمدرسة/ عبد الرحيم الشيخ

marwan-b

>

|عبد الرحيم الشيخ|

عبد الرحيم الشيخ

عبد الرحيم الشيخ

على شهوة من الربيع، جاء “الربيع العربي،” ولا زالت فلسطين تنتظر ربيعاً غير الذي يجيء به انقلاب الفصول. وعلى شهوة من ربيع المقاومة، تتصدر الحركة الأسيرة الفلسطينية في سجون الاحتلال الصهيوني مشهد المقاومة: من استشهاد عرفات جرادات وميسرة أبو حمدية، إلى الإضرابات الأسطورية المفتوحة عن الطعام من قبل سامر العيساوي وأيمن الشروانة وغيرهما من جموع الأسرى الصامدة، حتى ما تُحدثه الحركة الأسيرة يومياً من تحريك لبوصلة العمل النضالي وقيادته خارج السجون، وإن في المعتقل الأكبر-الوطن الفلسطيني المحاصر.

في هكذا سياق، رحَّبت “أيام الثقافة” بهذه السلسلة، بعنوان: “سنوات الرصاص الفلسطينية،” التي تنشر أول حلقاتها متوسطة تاريخين هامين: الأول، الذكرى الحادية عشرة لأسر النائب والقائد الوطني مروان البرغوثي في الخامس عشر من نيسان 2002؛ والآخر ذكرى يوم الأسير الفلسطيني التي تصادف يوم الغد الموافق للسابع عشر من نيسان 2013.

إننا ونحن نطلق هذه السلسلة من المقالات التي نَسِمُها بـ”سنوات الرصاص الفلسطينية” ونسمِّيها، لنستدعي التجارب الكتابية المشابهة للحركات الأسيرة في العالم سواء داخل المركز الأوروبي (إيطاليا)؛ أو فيما يعرف بالجنوب-الكوني وبخاصة في أمريكا اللاتينية (البرازيل والأرجنتين)؛ أو في السياق العربي (المغرب). إن استدعاء هذه التجارب من “سنوات الرصاص” العربية والكونية ليستدعي حمولة ثقيلة من المنظومات المفاهيمية والسياسية والنقدية التي وصفت حركات المقاومة (سواء للاستعمار المباشر، أو لبعض السلطات “الوطنية” التي أعقبت استقلالات “الدول الجديدة،” أو حركات اليسار التي وسمت بـ”الإرهاب” ووصمت به حتى في قلب المركز الأوروبي في إيطاليا وبلجيكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا).

لا تتغيَّا هذه المقدمة تفكيك مفهوم “سنوات الرصاص،” ونقده وتبيئته، وذلك لسببن: الأول أننا سنتولى ذلك في دراسة تفصيلية في مجلة “أرواق فلسطينية” الصادرة عن مؤسسة ياسر عرفات ومستشارها الناقد الفلسطيني اللامع فيصل درَّاج، بل تبتغي تقديم المفهوم من جهة الإحالة إلى التجارب الكتابية التي صدرت عن الحركة الفلسطينية الأسيرة منذ العام 1967 وحتى  اللحظة؛ والآخر أن استعارة المفهوم في هذا المقام إنما جاءت لخدمة نتاجات مشابهة للأسرى لا ينبغي ولا يعقل أن تظل حصرية على قلَّة من القراء الفلسطينيين.

وعليه، فإن هذه السلسة تستهدف تقديم ما أمكن من مناضلي الحركة الأسيرة الفلسطينية، والعربية فيما انطبق من حالات، في سجون الاحتلال الصهيوني، عبر كتاباتهم المنشورة أو التي قيد النشر أو المخطوطة. وهنا، تجدر الإشارة إلى أن هذه العروض لا تهدف إلى تدشين مراجعات أكاديمية رصينة وناقدة، بقدر ما تهدف على إطلاع القارئ غير الاحترافي، والاحترافي أحياناً، على نتاجات الأسرى الفلسطينيين، ونقاش بعض القضايا ذات العلاقة في أدبيات الحركة الأسيرة حسبما يتيحه المقام ومساحة الكتابة، إذ “الكتابة على قدر الوقت، لا على قدر الوارد” على أية حال. كما تهدف إلى تزويد مادة خام عن سير الأسرى وكتاباتهم، ربما، للمدرسين والمؤسسات التعليمية، إذ لا تكاد تخلو ندوة أو مؤتمر حول الأسرى من التنبيه إلى ضرورة استدخال كتابات الحركة الأسيرة وأدبياتها إلى الصفوف الدراسية. تتضافر هذه المهمة، التي لا تسعى أن تكون رسولية بقدر كونها رسالة وحسب، مع مهمة أخرى هي إنعاش الذاكرة الفلسطينية الرسمية بذاكرات أكثر حياة، وحيوية، في أقل المناطق التي تبدو قابلة للحياة أو حتى صالحة لها: كالسجن، والمخيم، والمقبرة…

مروان البرغوثي: الدرس والمدرسة

صادفت يوم أمس الإثنين، الموافق للخامس عشر من نيسان 2013، الذكرى السنوية الحادية عشرة لاختطاف الأسير النائب مروان البرغوثي. ولعل في هذه المناسبة ما يحمل على البدء من هناك: من درس المقاومة الذي دشَّنه مروان البرغوثي في أداء فلسطينيته كما شاء لها أن تكون: فلاحاً، وطالباً، ومقاوماً، ومنفياً، وتنظيمياً، وسياسياً، وأكاديمياً، وأسيراً وازناً في صفوف الحركة الأسيرة الفلسطينية. وفي هذا السياق، قد يكون من باب تحصيل الحاصل إيراد سيرة بانورامية للغاية للبرغوثي خدمة لأغراض هذه السلسلة.

فهو ابن قرية كوبر قضاء رام الله، المولود فيها في العام 1959، حيث بدأ البرغوثي عمله الوطني في سن مبكرة ليشهد أول تجارب الأسر بين العامين 1978-1983 أثناء دراسته الثانوية، وليستأنف بعدئذ مشواره الوطني كطالب ورئيس لمجلس الطلبة في جامعة بيرزيت لدورات ثلاث متعاقبة عاش خلالها معاناة الأسر والإقامة الجبرية والمطاردة، وبخاصة بعد إسهامه الفعال في تأسيس وقيادة حركة الشبيبة الطلابية في الوطن، إلى أن أبعد عن البلاد وانضم للعمل في منظمة التحرير الفلسطينية إلى جانب الشهيد أبو جهاد. في المنفى، انتخب البرغوثي عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح، وعمل في قيادة الانتفاضة الفلسطينية الأولى وتوجيهها عبر العمل مع قيادتها الوطنية الموحدة في الداخل الفلسطيني, وقد استمر في عمله حتى عودته مع تأسيس السلطة الفلسطينية في العام 1994، حيث انتحب أميناً لسر الحركة في الضفة الغربية ورئيساً للجنتها الحركية العليا. ومع الدورة الأولى للمجلس التشريعي الفلسطيني، انتخب البرغوثي نائباً عن حركة فتح في منطقة رام الله في العام 1996، وأعيد انتخابه وهو في الأسر على رأس قائمة الحركة في العام 2006. ومع انسداد الأفق السياسي، واندلاع انتفاضة الأقصى في العام 2000، أصبح البرغوثي من أبرز “المطلوبين” لسلطات الاحتلال الصهيوني لفاعليته السياسية المقاومة إلى حين أسره بتاريخ 15 نيسان 2002 في رام الله. في 6 حزيران 2004، مثل البرغوثي أمام محكمة الاحتلال التي رفض الاعتراف بشرعيتها، ليحكم خمس مؤبدات وأربعين عاماً لتهم عدة أحدها تتعلق بتأسيس وقيادة كتائب شهداء الأقصى. وقد أنجز البرغوثي خلال فترة حريته كتاباً واحداً، هو رسالته لنيل درجة الماجستير من جامعة بيرزيت، وخلال فترة أسره أربع كتب منها رساليته التي نال بها درجة الدكتوراه من معهد البحوث العربية في القاهرة، وكتابه بالاشتراك مع الأسيرين عبد الناصر عيسى وعاهد أبو غلمة.

م

أول أعمال البرغوثي الكتابية، أطروحته: “العلاقات الفرنسية-الفلسطينية (1967-1997)، بيرزيت: جامعة بيرزيت، 1998.”  وهي أطروحة قدمت استكمالاً لدرجة الماجستير في الدراسات الدولية من جامعة بيرزيت، بإشراف الأكاديمي الفلسطيني الفذ الدكتور هشام أحمد فرارجة. تناولت الأطروحة العلاقات الفلسطينية ليس مع دولة ذات إرث استعماري هائل، هي الجمهورية الفرنسية، على المستويين السياسي والعسكري وحسب، بل وعلى المستوى الثقافي والحضاري، وبخاصة مواقف المثقفين الفرنسيين من القضية الفلسطينية وخيارات حركات التحرر الوطني الفلسطيني مقارنة بمثيلاتها من الحالات الاستعمارية في شمال أفريقيا.

وقد اشتملت الرسالة على مقدمة، وإطار نظري، وستة فصول، وخاتمة، تناول فيها البرغوثي تأطيراً منهجياً وتاريخياً ونظرياً لأطروحته التي درست منظومة العلاقات الإشكالية بين فلسطين وفرنسا من العام 1967 وحتى العام 1997. ولكن الأطروحة لم تكتف بالتتبع التاريخي لفترة اختصاصها، بل دشَّنت مسحاً تاريخياً للعلاقات الفرنسية-الإسلامية ما قبل الحقبة الاستعمارية، ودرست المقترح النابليوني ذائع الصيت بإنشاء دولة صهيونية في فلسطين منذ 20 نيسان 1799، أي قبل قرابة قرن من الزمان على الإعلان الرسمي لنشوء الحركة الصهيونية نفسها في بازل في العام 1898؛ والتيسير لتصريح جولز كامبو، الأشبه بتصريح بلفور والسابق له، بعيد قضية الضابط اليهودي درايفوس في العام 1894 والتي أصدر المثقفون الفرنسيون جرَّاءها ما يعرف بـ”بيان المثقفين” بقيادة إميل زولا الذي نشره في العام 1898، بعنوان: “إني اتهم،” وذلك بعد عام واحد من انطلاقة المؤتمر الأول للحركة الصهيونية بصورة رسمية.

يتنقل البرغوثي عبر ستة فصول بين: (1) “فرنسا” من حيث تعينها التاريخي والثقافي وموقعها الحرج بين العرب والفلسطينيين من جهة والحركة الصهيونية ودولة استعمارها الاستيطاني من جهة أخرى؛ (2) والمؤثرات في السياسة الخارجية لفرنسا تجاه فلسطين؛ (3) والسياسة الديغولية تجاه فلسطين؛ (4) والتحول في الموقف الفرنسي بعيد العام 1967 وبخاصة في فترة جيسكار ديستان؛ (5) والعلاقات الفرنسية-الفلسطينية في حقبة الحكم الاشتراكي، وبخاصة مع فرانسوا ميتران؛ وأخيراً (6) تطور العلاقات الفرنسية الفلسطينية بعيد زيارة الراحل ياسر عرفات إلى فرنسا وزيارة جاك شيراك إلى فلسطين بعد إعلان وثيقة الاستقلال الفلسطينية في العام 1988.

في متن الرسالة، يوضح البرغوثي أنه على الرغم من تردد فرنسا في قبول قرار التقسيم 181 للعام 1947، وتأخرها في الاعتراف بإسرائيل، وابتداءً من ديغول الذي لم يخف دعمه الواسع لدولة يهودية (إسرائيل) في فلسطين أول الأمر، وتبني الرسمية الفرنسية للرواية الصهيونية فيما يتعلق بحرب العام 1948 وما سبقها ورافقها وتبعها من آثار نكبوية، بما في ذلك تجاهل المظالم الفلسطينية، والدعوة إلى توطين اللاجئين في بلاد الشتات… بل وجاوزت ذلك نحو مد إسرائيل بالعتاد العسكري الذي بلغ ذروة سنامه في مفاعل ديمونا النووي.

وقد كان ديغول ملهماً في “عملية السلام” التي استعارت مفهوم “سلام الشجعان” الذي نالت الجزائر عبره (ولكن بعد ثورة المليون شهيد المجيدة) استقلالها في العام 1962. تلحظ رسالة البرغوثي التطور النوعي على العلاقات العربية الفرنسية عموما بعيد استقلال الجزائر، التطور الذي بلغ ذروته بعد نكسة العام 1967، واحتلال إسرائيل ليس لما تبقى من أراضي فلسطين التاريخية، بل وأجزاء استراتيجية من الأراضي العربية، والذي أعقبه قرار حظر بيع الأسلحة لإسرائيل. يشير البرغوثي إلى تطور العلاقات الفرنسية الفلسطينية بالاستفادة من تصاعد نجم حركات المقاومة الفلسطينية في حاضنة منظمة التحرير الفلسطينية، واستفادة تلك العلاقات من الإرث الديغولي بعيد حرب العام 1967، وخاصة في عهد الرئيس ديستان الذي فتح في عهده مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في باريس، واعترف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، والذي التقى وزير خارجيته سوفنيارغ كان لأول مرة مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات حين بلغت العلاقات الفلسطينية الفرنسية ذروة عصرها الذهبي.

وكما تتبع الرسالة الإرث الديغولي، ذي العلاقة شبه المنفصمة مع الفلسطينيين والقضية الفلسطينية، تكتنه كذلك سياسات فرنسا في عهد أبرز داعمي الحركة الصهيونية واستعمارية دولتها إسرائيل في عهد الزعماء الاشتراكيين ليون بلوم وغي موليه وفرانسوا ميتران، على الرغم من استقبال الأخير للرئيس الراحل ياسر عرفات في العام 1989، الاستقبال الذي كان ثمنه إعلان الراحل عرفات الإشكالي (بعد سنة واحدة من إعلان وثيقة الاستقلال في الجزائر وقبل سنتين من مؤتمر مدريد وأربع من اتفاقية أوسلو، وسبعة من تعديل الميثاق الفلسطيني في غزة) بأن الميثاق الوطني الفلسطيني بات (كادوك) أي “تقادم عليه الزمن ولم يعد صالحاً.”

ر

في الفترة الأولى لأسر البرغوثي، نُشر كتابه “الوعد: مقابلات خاصة مع القائد المناضل مروان البرغوثي (2002-2008). رام الله: الحملة الشعبية لإطلاق سراح القائد المناضل مروان البرغوثي وكافة الأسرى. 2008.” وهو كتاب فريد على مستوى أدبيات الحركة الأسيرة على امتداد سنوات الرصاص الفلسطينية، ذلك أنه يضم مجموعة من: المقابلات مع وسائل إعلام مرئية ومسموعة ومقروءة وإلكترونية، والرسائل، والبيانات السياسية العامة، والتنظيمية، والوثيقتين النادرتين، وهما: نص مرافعة البرغوثي أمام المحكمة الصهيونية بتاريخ 29 أيلول 2003؛ ولائحة الاتهام المقدمة منه ضد دولة إسرائيل. وقد كانت حلقة الوصل لجل هذه المواد عبر محاميي البرغوثي، وهما: خضر شقيرات وإلياس صباغ، وزوجته المحامية فدوى البرغوثي.

يقدم للكتاب وزير شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية الأستاذ عيسى قراقع، بعنوان: “فلسطيني مائة بالمائة،” يوجز فيه جماع القول في مجمل المقابلات والرسائل والبيانات والوثائق في نقاط سبع، هي (بكثير من التصرُّف من كاتب هذه المقالة):

(1) لا بد من رفض واحدية الخيار السائدة أمام الفلسطينيين في “الخطاب السائد” على مستوى الرسمية الفلسطينية وكثير ممن يقفون على يمينها ويسارها، إذ لا تَرَاْفُعَ، بالمصطلح المنطقي، بين المقاومة بكافة أشكالها والمفاوضات التي قد تنجح في جني حصاد البندقية؛ (2) إن حل القضية الفلسطينية، وإن غادرت الرسمية الفلسطينية الخيار الميثاقي في فترة امتدت من العام 1974 وحتى العام 1994، لن يزال خيار المقاومة قائماً من أجل إنهاء الاحتلال في فلسطين المحتلة في العام 1967، وتحقيق العودة للاجئي الشتات، وإنهاء التمييز العنصري ضد فلسطينيي فلسطين المحتلة في العام 1948؛ (3) الوحدة هي معادلة النصر على المستوى الوطني، وفي هذا السياق يدين البرغوثي انقلاب غزة، كما يدين كل ما نتج عنه، وينعى على الفلسطينيين عدم التمكن من تحقيق المصالحة بدلاً من إدامتها كـ”عملية؛”  (4) إن البرغوثي، وهو عضو أعلى الهيئات التنظيمية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح (اللجنة المركزية) لا يدَّخر جهداً في نقد الحركة وتقويمها والدعوة إلى تصويب وجهتها قبل المؤتمر السادس وخلاله وبعده؛ (5) يرى البرغوثي، وهو  من قضى ألف يوم في العزل الانفرادي، وقرابة نصف حياته في الأسر، و”حظي” بحكم فلكي مقداره خمسة مؤبدات وأربعين عاماً… أن لا كلل من نقد الاتفاقيات السياسية التي عقدتها منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية مع إسرائيل وأغفلت قضية الأسرى حدَّ الإهمال، ولا يزال يناضل لنزع الشرعية عن الجهاز القضائي الصهيوني في محاكمة الفدائيين ومقاتلي الحرية الفلسطينيين، ويدعو إلى إبداع كافة الوسائل لتحريرهم؛ (6) متسلحاً بتجربته النضالية في الميدان، والمنفى، والأسر، ومتكئاً على نشاطه الفكري، والأكاديمي منه بخاصة، يدشن البرغوثي مقولات هامة في رؤية مستقبلية لفلسطين: أرضاً، وناساً، وحكاية تمتد إلى ما بعد القضاء على آخر الاستعمارات والاحتلال العسكرية في التاريخ-الاحتلال الصهيوني؛ (7) إرادة الحياة والإسهام الفاعل في المطالبة بنيها كاملة غير منقوصة، والترافع لصالح المقاومة في الدفاع عنها… تنتصر دوماً على تشاؤم الواقع ومقادير الشمس القليلة التي تقتحم طاقة الزنزانة الصغرى في السجن، أو أفق الزنزانة الكبرى في سماء فلسطين المحتلة.

و

في تواصل لافت لمشواره الأكاديمي الذي بدأه قبل الأسر، صدر للبرغوثي كتاب “الأداء التشريعي والرقابي والسياسي للمجلس التشريعي الفلسطيني (1996-2006). بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية. 2010.” وهو في الأساس أطروحة قدمت لنيل درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد البحوث العربية التابع لجامعة الدول العربية في القاهرة. وقد نوقشت الرسالة، التي أشرف عليها الدكتور أحمد يوسف أحمد مدير المعهد، وقدَّم عرضاً لها، استثنائياً، الدكتور محمد الحزماوي لتعذُّر حضور البرغوثي أو عقد جلسة بتقنية الفيديو كونفرونس، بتاريخ 16 آذار 2010، علماً بأن البرغوثي كان قد سجل في البرنامج الأكاديمي في العام 1998 قبل أسره خلال انتفاضة الأقصى.

وقد جاءت أطروحة الدكتوراه إضافة إلى المقدمة والخاتمة والتوصيات في سبعة فصول، تناولت: (1) النظام السياسي الفلسطيني؛ (2) الجذور التاريخية للمجلس التشريعي الفلسطيني والعمل البرلماني في فلسطين؛ (3) المجلس التشريعي الفلسطيني: صلاحياته وتنظيمه وبنيته؛ (4) القرارات والقوانين الصادرة عن المجلس التشريعي؛ (5) الأداء الرقابي للمجلس التشريعي؛ (6) أنشطة المجلس التشريعي السياسية؛ (7) دور المجلس التشريعي في بناء نظام سياسي ديمقراطي.

وبالإضافة إلى منح الأطروحة مرتبة الشرف الأولى في العلوم السياسية تخصص دراسات عربية، والإشادات من مرجعيات أكاديمية وتشريعية عربية وفلسطينية مختلفة، تعتبر أطروحة البرغوثي واحدة من أهم الدراسات التي تناولت الأداءات التشريعية والرقابية والسياسية للمجلس التشريعي الفلسطيني في الحقبة المدروسة 1996-2006، و”من الداخل” كون المؤلف هو أحد أبرز نواب حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح عن منطقة رام الله في دورتي الانتخابات 1996 و 2006.

وعلى ما يبدو أن البرغوثي، نهايات العام 1998، وقبل الانسداد التام للأفق السياسي الذي لم تكن انتفاضة الأقصى للعام 2000 إلا نتيجة حتمية، وليس طبيعة وحسب، له، كان يتأمل في التجربة الفلسطينية، ويرى إلى إمكانية نشوء نظام سياسي قد يفضي إلى تحوُّل ديمقراطي حقيقي. غير إن الظروف التاريخية اللاحقة، والمتلاحقة، لم تثبت حُلميَّة تلك الرؤيا لدى البرغوثي وحده، بل أثبتت استحالة فكرة التحوُّل الديمقراطي في ظل الاحتلال واستطالاته والقوى الاستعمارية الفاعلة في نطاق فلسطين التاريخية وعلى تخومها، وبخاصة بعد اتفاقية أوسلو التي ارتضت ديمقراطية “للسادة”/البيض/الصهاينة يمارسون فيها كل ما ينافي الديمقراطية في إطار دولة التمييز العنصري الاستيطانية-إسرائيل، وأخرى “للعبيد”/الملونيين/الفلسطينيين الذين لم تسعفهم ديمقراطيتهم الناشئة في “حدود” الضفة الغربية وقطاع غزة في تغيير ظروف التبعية السياسية والاقتصادية اللتين فرضتهما إسرائيل ومنظومة رعاتها الدوليين عبر اتفاقيتي أوسلو وباريس.

أ

وفي مرحلة متأخرة، نسبياً، نشر كتاب البرغوثي الأكثر رواجاً “ألف يوم في زنزانة العزل الانفرادي. رام الله-بيروت: دار الشروق للنشر والتوزيع  والدار العربية للعلوم ناشرون. 2011.” وعلى جودة كتب البرغوثي كلها خارج الأسر، وامتياز ما كتبه كله في الأسر، إلا إن رائعته الحقيقية تبرز في سيرته الأَسْرية “ألف يوم زنزانة العزل الانفرادي،” إذ يراوح البرغوثي في سبعة فصول وخاتمة في عوالم المقاومة والنضال ومواجهة النظام القضائي الصهيوني، الذي أسماه الروائي الساخر عوز شيلاح “وزارة المحاكم،” على نحو يستدعي إلى الذهن الأدبيات العالمية في فنون التعذيب والجبر أثناء الأسر من كافكا حتى ماركيز.

يسرد البرغوثي في فصل كتابه الأول تفاصيل “المواجهة” مع العدو الصهيوني مبتدئاً بتاريخ أسره (الذي صادفت يوم أمس الخامس عشر من نيسان ذكراه الحادية عشرة) بتوصيف “مسلخ” التحقيق سواء في المسكوبية أو في بقية السجون المسماة أو السرية التي تناوب فيها المحقوقون على البرغوثي لنزع اعتراف يدين الراحل ياسر عرفات، أو يشجب العمل المسلح، أو يضعف روحية المقاومة بكافة استطالاتها. ثم يدلف إلى الفصل الثاني الذي يعنونه بـ”مملكة المجهول والحرب الخفية” ليصف فيه مراحل التحقيق التالية، ويصف كذلك معركة الصمود التي لم يكن وقودها إلا القناعة بعدالة القضية التي من أجلها ناضل وأسر. يبدأ فصل “المحاكمة” التي يحيلها البرغوثي إلى محاكمة للاحتلال ودولته ليس بعدم الاعتراف بشرعية المحاكمة وحسب، بل وفي تقديم لائحة اتهام ضد دولة الاستعمار الصهيوني إسرائيل وما اقترفته من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ليس في انتفاضة الأقصى وحسب، بل وعلى امتداد تاريخيها الدموي. يدخل البرغوثي “العزل الانفرادي” في الفصل الرابع، ويدخلنا إلى عوالم الأمل والألم التي تراوح بين معجزة الانتصار على فكرة “العزل” والإسهام بالقرارات الوطنية الحاسمة وقتاً ومكاناً لتحقيق النصر في معركة مع عدو لا يرحم، و”هدنة” عابرة مع كائنات الزنزانة من زواحف وقوارض وحشرات بدت أقدر على “التصالح” مع الفلسطيني وفكرته من دولة الاحتلال! يواصل البرغوثي سرد ما أمكن من تفاصيل “حياته،” الأقرب إلى حياة مع وقف التنفيذ، في الفصل الخامس بما فيه الرسالة الرائعة والمطولة لولده القسَّام (والتي تصلح بحق أن تكون منهاجاً موجزاً في القضية الفلسطينية لطلبة المدارس الفلسطينية في أربعة رياح الأرض)، واستشهاد القائد ياسر عرفات. يواصل البرغوثي فصله السادس الذي يكرسه لمديح الحياة واستذكارها، وبخاصة مع رفيقة العمر فدوى. ينهي البرغوثي كتابه بفصل سابع، يدشِّن فيه مقدمة لكتابه المشترك مع الأسيرين  عبد الناصر عيسى وعاهد أبو غلمة حول: “الاشتباك مع جهاز المخابرات الإسرائيلي وأدواته العميلة،” قبل أن يختتم الكتاب  بمقاطع من مرافعته أمام محكمة العدو بتاريخ 29 أيلول 2003.

ن

أما كتاب “مقاومة الاعتقال (بالاشتراك مع الأسيرين عبد الناصر عيسى وعاهد أبو غلمة). رام الله: مؤسسة الأيام 2010،” وعلى بيان ميقات نشره قبل عام واحد من الكتاب السابق، إلا إنه يبدو تطبيقاً لملخص تنفيذي أورد البرغوثي في آخر فصل من كتابه السابق والذي نشر بعد عام من هذا الكتاب!  ففي كتابه (الذي ألفه بالاشتراك مع الأسيرين عبد الناصر عيسى-اللاجئ من طيرة دندن في حيفا، وابن مخيم بلاطة في نابلس ويعتبر أبرز مؤسسي وقادة كتائب الشهيد عز الدين القسام؛ والأسير عاهد أبو غلمة ابن قرية بيت فوريك قضاء نابلس ويعتبر أبرز مؤسسي كتائب الشهيد أبو علي مصطفى وقائدها العام) يؤدي البرغوثي مهمة جليلة لكل من الحركة الأسيرة الفلسطينية وحركات المقاومة الفلسطينية في الخارج. يقدَّم الكتاب، الذي أنجز بجهد جماعي من الأسرى القادة الثلاثة، وأُهْدِيَ “كل المقاومين للاحتلال الصهيوني في الماضي والحاضر والمستقبل…” مخطوطةً إرشادية (كاتالوجاً) لمن أهدي إليهم بغية مقاومة الاعتقال. ينجز الكتاب هذه المهمة رغم الظروف الاعتقالية بالغة الصعوبة، ليس على مستوى كتابة الكتاب، وتنسيق أجزائه بين الأسرى الثلاثة، و”تهريبه” إلى خارج السجن وحسب… بل وفي تقديم صياغات أمنية مذهلة لنصائح تكتفي بالتلميح دون التصريح على نحو لا يفسد “وصفة المقاومة.”

يتكون الكتاب من مقدمة وفصول سبعة تتفاوت في أسلوبها وشكلها ومضمونها، لكنها مجتمعة تلقى حزمة ضوء فعَّال ليس على تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية في مواجهتها لنظام الأسر الرجعي لدى الاحتلال الصهيوني، وإن تحقق ذلك ضمناً، بل في تجريم سياسة الاعتقال ودولة إسرائيل القائمة عليها بوصفها جريمة أخرى تنضاف إلى سجلها؛ وسبر عوالم تجربة الحياة/الموت للحركة الأسيرة الفلسطينية (التي لا تفتأ تستبطن مقولة محمود درويش: “ونحن نواصل الذي يشبه الموت نحيا، وهذا الذي يشبه الموت نصرُ) عبر الكتابة التفصيلية النافذة حول: (1) أهداف سياسة الاعتقال؛ (2) الإجراءات الوقائية لمقاومة الاعتقال؛ (3) التحقيق وأساليب التعذيب؛ (4) المحاكم الإسرائيلية الظالمة؛ (5) سياسة إدارة السجون وسبل مواجهتها؛ (6) الآثار السلبية المترتبة على الاعتقال؛ (7) تحرير الأسرى.

استدراكات: جدل المعنى في سنوات الرصاص

أما وقد تم عرض نتاجات الأسير النائب مروان البرغوثي في “سنوات الرصاص الفلسطينية،” بانورامياً، وبتفاوت فرضه المقام ومساحة النشر، فلا بد من إيراد خمسة استدراكات ختامية بعدد نتاجاته الرصاصية:

أولاً: استعرضنا خلاصة رسالة الماجستير حول العلاقات الفلسطينية الفرنسية بوصفها عملاً فكرياً وتاريخياً، لكن أرق السؤال يبقى حول الدوافع السياسية والثقافية التي دفعت البرغوثي، المناضل والمبعد والسياسي والمثقف، إلى كتابة هذا النص؟ إن لم تكن الإجابة حاضرة، و”الإجابة شقاء السؤال” كما يؤسس موريس بلانشو على أية حال، فقد اقترح الراحل إدوارد سعيد إجابة حين كتب “وصية لفرنسا” قبيل رحيله الفاجع في العام 2003.  ففي أمر نادر، وافق إدوارد سعيد على عقد حوار استثنائي مع الباحثين الفرنسيين، من أصل لبناني، كريم إميل بيطار وروبير فاضل. لم يُنشر الحوار، إلا على شكل شذرات في الصحافة العربية، لكنه ظهر في كتاب الباحثين المشترك والمحرر الذي شارك فيه قرابة ثلاثين مفكراً، بالفرنسية، وبعنوان: “نظرات إلى فرنسا.” جاءت مساهمة سعيد (الحوارية) على شكل مداخلة نبيلة في مهمة المثقف الطليعي، وبخاصة الغربي… وهي في غالبيتها مقولات استنفدها سعيد في كتابة “صور المثقف” ذائع الصيت. لكن ما يدعوني إلى استدعاء هذه “الـ”وصية إلى فرنسا”، تلك العبارات الرائعة التي يعقِّب بها إدوارد سعيد على المفكر والروائي الفرنسي الإشكالي في مواقفه من الثورة الجزائرية، ألبير كامو، وبخاصة مقولته الشهيرة: “إذا خُيِّرت بين العدالة وأمي، أختار أمي” التي يُعلي فيها من سياج “النسب” (الهوية التي تُخلقُ لها) على حساب “الانتساب” (الهوية التي تخلقها لنفسك) مضحياً بقيم العدالة والحرية لصالح قيم الجشع الاستبدادي والشره الاستعمار والتوحش العسكري.

ثانياً: يعقِّب إدوارد سعيد على تلك المقولة بميزان من ذهب، قائلاً: “أنا أعارض هذا الانقسام وأعتقد أن التصنيف خاطئ أساساً. وأظن أن ذلك يُعزى أولاً إلى غياب أي معارضة طبيعية بين العدالة والأم. لم يُفترض بنا أن نختار؟ ولم لا يمكننا اختيار العدالة والأم معاً؟ من جهة أخرى، نحن نرتكب خطأ باعتقادنا بأن الدفاع عن العدالة قد يدفعنا إلى التخلي عن أمنا، فالعدالة بذاتها أمر طبيعي للغاية. وفي نهاية المطاف، وحدها العدالة تستطيع تخليص الأمهات من كل شٍر يتربّص بهن. إن الدفاع عن العدالة لا يعني بالضرورة مخالفة الولاءات والانتماءات الفطرية والأساسية. ومن خلال هذا السؤال تبرز بعض النقاط التي تقف عائقاً بيني وبين كامو.” إن هذه المعارضة التي أشهرها سعيد في وجه كامو كان البرغوثي، المناضل والقائد السياسي وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني، قد أشهرها قبل عقد من الزمان في وجه “الأصدقاء الفرنسيين”، و”الأخوة الفلسطينيين،” في واحدة من أدق مراحل تبلور السياسات الخارجية الفلسطينية بعد “الرجوع إلى الوطن”، رجوعاً “ولا عودة”، كما يؤسس محمود درويش. وإذا كان اقتراح سعيد يشي بضرورة إنقاذ المشروع الوطني الفلسطيني من تردِّيه عبر إعادة الضمير العالمي إلى رشده، فإن اقتراح البرغوثي في رسالته سعى إلى المساهمة في إعادة الفلسطينيين إلى رشدهم الوجودي والسياسي الذي أينعت أولى أزهاره بانطلاقة منظمة التحرير الفلسطينية، وخبت بخبوها ونكوصها حين قبلت بسلطة لا سيادة لها وإن ترهل جسدها التشريعي والبروقراطي على نحو أكثر من سلطة وأقل من دولة… ولا يزال البرغوثي وصحبه من الأسرى يرددون الصرخة ذاتها في وجه الضمير العالمي.

ثالثاً: في مواد كتابه “الوعد: مقابلات خاصة مع القائد المناضل مروان البرغوثي 2002-2008″، لا يبدو البرغوثي تحقيقاً فعلياً لمفهوم “المثقف الخفيّ” (الذي نظَّر له الصديق المفكر إسماعيل الناشف في أطروحته: الأسرى السياسيون الفلسطينيون، والتي صدرت بعد نيله لدرجة الدكتوراه في كتاب عن دار روتلج للنشر في لندن في العام 2008) وحسب، بل ويحقق نموذجاً فريداً من “السياسي الخفيّ” الذي بإمكانه التأثير في السياسة الفلسطينية، على المستويين الحركي والوطني، حتى وهو في أشد ظروف الاعتقال-العزل الانفرادي.

رابعاً: بالإضافة إلى “المثقف الخفيّ” و”السياسي الخفيّ،” لا يزال البرغوثي، وإخوته ورفاقه، يمارسون مهمة “المقاوم الخفيّ” عبر تزويد الحركة الأسيرة وحركات المقاومة بإرشادات مفارقة تقوم ليس على مقاومة الاعتقال وحسب (كما في الكتاب الذي ألفه البرغوثي مع أخيه عبد الناصر عيسى ورفيقه عاهد أبو غلمة)، بل وفي مواصلة الإشارة إلى فعل المقاومة وإن في الأسر كما تشير آلهة معبد دلفي إلى الخير الفلسطيني العام وخياراته. ومفارقة وظيفة السجن في الواقع الاستعماري هذا أنه وإن كان يقوم بوظيفة السلطة السيادية من قبل المستعمر المتخلِّف حتى في قلب المركز الأوروبي، إلا إنه يدشن مدرسة في المقاومة والنضال ورفض الامتثال في الحالة الفلسطينية.

خامساً: يدشَّن البرغوثي في مقدمات فصول كتابه “ألف يوم في زنزانة العزل الانفرادي” ألواح تعاليم وطنية، تتصادى مع مقولة المقاومة التي جاءت في المقابلة معه والتي نشرت يوم أمس، ومع آخر رسائله مع زوجته المحامية والمناضلة فدوى البرغوثي، ورسالته التي قرأها رفيق سلاحه الأسير المحرر النائب جمال حويل في الذكرى السنوية الماضية لأسره، والتي لا ترى في المقاومة بكافة أشكالها حقاً وحسب، بل ترفعها إلى درجة الواجب. والتعاليم على الترتيب، هي:

أ‌.        المواجهة: “إذا كان ثمن حرية شعبي فقدان حريتي… فسأدفع هذا الثمن.”

ب‌.   مملكة المجهول والحرب الخفية: “كان قراري أن قطع يدي أهون علي من الاعتراف.”

ت‌.   المحاكمة: “إنني أعلن هنا عدم اعترافي بصلاحية إسرائيل في اعتقالي واختطافي والتحقيق معي ومحاكمتي؛ واعتبر إجراءاتها كافة جريمة من جرائم الحرب.”

ث‌.   العزل الانفرادي: “ولكنني تعلمت من مواعيد الشمس، وقلت: أهلاً بالسماء الزرقاء وإن كانت مغطاة بالصفيح والحديد.”

ج‌.     حياتي في زنازين العزل الانفرادي: “عجز الاحتلال عن إنهاء دوري النضالي على الرغم من السجن والعزل… فإرادة الإنسان وإيمانه أقوى من القيود الحديدية والأسوار العالية وعتمة الزنزانة.”

ح‌.     حارسة حلمي: “أرفع قبضتي صارخاً: ليس في هذا المكان صدى لصوتي… أسمع صوت زوجتي وأولادي وأسمع صوت شعبي مدوياً عالياً عالياً.”

خ‌.     الاشتباك مع جهاز المخابرات الإسرائيلي وأدواته العميلة: “كل شيء يمكن التسامح معه مهما كان إلا شيء واحد، وهو التورط في التعامل مع العدو.”

(عن “الأيام” الفلسطينية؛ بتنسيق مع الكاتب)

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>