أحزان الجنازة/ و.هـ أودن

  |ترجمة سنان أنطون |   أحزان الجنازة أوقفوا […]

أحزان الجنازة/ و.هـ أودن

"الجنازة"، (كارل هانغلود)

 

|ترجمة سنان أنطون |

 

سنان أنطون

أحزان الجنازة

أوقفوا كل الساعاتِ، إقطعوا الهاتف

إمنعوا الكلب من النباح بعظمة دسمة

أسكتوا البيانوات وأخرجوا التابوت 

بصوتِ طبلٍ مخنوق، وليأتِ المعزّون

فلتحُم الطائرات في الأعالي وتنوح

وهي تخطّ الخَبَر على السماء: لقد مات!

طوّقوا أعناق الحمام البيضاء بورق شفاف

وليرتدِ شرطي المرور قفازات قطنيّة سوداء

لقد كان شمالي وجنوبي وشرقي وغربي

لقد كان أسبوع عملي ويوم راحتي

ظهيرتي ومنتصف ليلي وكلامي وأغنيتي

ظننتُ أنّ الحبّ يدوم إلى الأبد، كنتُ على خطأ

لا حاجة بعد الآن للنجوم، أخمدوها واحدة واحدة

أحْزِموا القمر وفكّكوا الشمس

أدلقوا البحر واكنسوا الغابة

فلا خير في شيء بعد الآن

                                                                                  (نيسان 1936)

نقْشٌ على قبر طاغية

كان يصبو إلى نوع من الكمال

والشعر الذي ابتدعه كان سهل الفهم

كان يعرف حماقات البشر كما يعرف يده

وكان عظيم الاهتمام بالجيوش والأساطيل

كان النوّاب المحترمون ينفجرون ضحكاً إذا ضحك

وإذا بكى

كان الأطفال الصغار يموتون في الشوارع

                                                                           (كانون الثاني 1939)

أحزان اللاجئين

في هذه المدينة عشر آلاف نفس

البعض يسكن القصور، والبعض الجحور

ولكن لا مكان لنا، يا عزيزي، لا مكان لنا

كان لدينا ذات يوم بلد, وكان جميلاً

أُنظر في الأطلس وستعثر، هناك، عليه

لا يمكن أن نذهب هناك الآن، يا عزيزي، لا يمكن أن نذهب هناك الآن

في باحة الكنيسة في القرية كانت تكبر شجرة

وتورق كل ربيع

جوازات السفر القديمة لا تفعل ذلك، يا عزيزي، جوازات السفر القديمة لاتفعل ذلك

ضرب القُنْصُل الطاولة بيده وقال:

” إذا لم يكن عندك جواز سفر فأنت رسميّاً ميّت“

لكننا مازلنا أحياء، يا عزيزي، لكننا ما زلنا أحياء

ذهبتُ إلى لجنة وعرضوا على أن أجلس

طلبوا مني بأدب أن أعود بعد سنة

لكن أين سنذهب اليوم، يا عزيزي، لكن أين سنذهب اليوم؟

حضرتُ اجتماعاً عاماً: وقف الخطيب وقال:

”إذا سمحنا لهم بالبقاء فسيسرقون خبزنا اليومي“

كان يتحدّث عنك وعنّي، يا عزيزي، كان يتحدّث عنك وعنّي

ظننت أنّي سمعت الرعد يزمجر في السماء

إنّه هتلر فوق أوروبا يقول: لا بدّ أن يهلكوا

آهٍ، كان يقصدنا أنا وأنت، يا عزيزي، كان يقصدنا أنا وأنت

رأيت كلباً يرتدي معطفاً بدبّوس

 رأيت باباً يُفْتَح وقطة تدخل

لكنهم لم يكونوا يهوداً ألمان، يا عزيزي، لم يكونوا يهوداً ألمان

ذهبتُ إلى الميناء ووقفتُ على الرصيف

رأيت السمك يسبح كما لو كان حرّاً

على بعد عشر أقدام فقط، يا عزيزي، على بعد عشر أقدام فقط

مشيت في الغابة ورأيت العصافير على الأشجار 

لم يكن لديها ساسة وكانت تغرّد على رِسْلِها

ما كانت بشراً، يا عزيزي، ما كانت بشراً

حلمتُ بأني رأيت بنايةً بألف طابق

وألف نافذة وألف باب

ولا واحد منها كان لنا، يا عزيزي، ولا واحد منها كان لنا

وقفتُ في السهل الشاسع تحت الثلج المتساقط 

عشرة آلاف جنديٍ يروحون ويجيئون

يبحثون عنك وعنّي، يا عزيزي، يبحثون عنك وعنّي

 

 

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>