فنّانون وأدباء من الدّاخل والضّفّة والقدس يكرّمون أحمد فؤاد نجم في يافا

فنّانون وأدباء من الدّاخل والضّفّة والقدس يكرّمون أحمد فؤاد نجم في يافا

“الخطّ ده خطّي”، عنوان الأمسية التي نظمها مسرح “السّرايا” بمدينة يافا إكرامًا لروح الشاعر المصري الكبير، أحمد فؤاد نجم، واحتفاءً بإسهاماته الأدبية والثقفية مصريًّا وعربيًّا.

collage

.

|خدمة إخبارية|

أعلن المسرح عن الأمسية يوم وفاة الشاعر نجم، 03.12.2013، وعقدت بعد ثلاثة أيام فقط، الجمعة، 06.12.2013، ورغم قصر المدة، إلا أن المنظمين تمكنوا من استضافة فنانين وأدباء من الداخل الفلسطيني، والقدس المحتلة، والضفة الغربية، ليشاركوا في الأمسية تكريمًا لنجم، وكان الإقبال عليها أيضًا كبيرًا جدًّا،  إذ امتلأ المسرح تمامًا.

في الصالة الخارجية للمسرح، وهو الواقع داخل مبنى عربي فلسطيني قديم، علقت صورة ضخمة لنجم، كتب عليها المشاركون في الأمسية كلمات وجهوها للشاعر، سجلوا مشاعرهم تجاهه وتحياتهم لهم، وكان بإمكانهم أيضًا إيقاد الشموع لروحه.

عرض كذلك في الصالة الخارجية فيلم حول الأغنية السياسية في مصر، من إنتاج قناة “الجزيرة”، يبين دور أحمد فؤاد ورفيق دربه الشيخ إمام في تطويرها، وتعزيزها، وإغنائها، والإتيان بالمختلف والجديد الفريد.

تحية لنيلسون مانديلا

عند الساعة 20:30، فتحت أبواب الصالة الداخلية، حيث المدرج المسرحي، وعلى المنصة، كان الفنان بشير الديك من سلفيت في الضفة الغربية، وهو عضو في فرقة “عشاق الشيخ إمام”، يغني منفردًا أغنيةً هادئةً حزينة من كلمات أحمد فؤاد نجم، وعلى أنغامها دخل الجمهور إلى القاعة وأخذوا أماكنهم.

بعد ذلك اعتلى المنصة عريف الأمسية وأحد منظميها، الشاعر علي مواسي، مفتتحًا إياها بتحية لروح الزعيم نيلسون مانديلا، والذي كان قد في اليوم السابق للأمسية، الخميس، واصفًا إياه بأنه “الرّجل اللّا عاديُّ في الزّمن اللّا عاديِّ، والحالة النّادرة الفريدة صعبة التّكرارْ.. أيقونة الحرّيّة والتّحرّر، ملهم وأمل الشّعوب”، ثم دعا مواسي الجمهور للوقوف دقيقة إكرام وإجلال لروحي مانديلا ونجم.

الشاعر علي مواسي: نجم أبلغ وأوجز مجازٍ عن مصر العروبة وعنّا

ثم تحدث مواسي عن يافا وأحمد فؤاد نجم، قائلًا: “يافا، وهل أنسبُ منكِ مقامًا نحتفي فيه بقامةٍ تقيمُ فينا ثورةً، نكرّمُ روحًا سكنتِها وأخواتِكِ وأمّكِ، أمّنا فِلِسطين، نكرّمُها بما؟! بما كرّمتنا به عقودًا من سهلِ ممتنِعِ الكلامْ، الغاضِبِ الصّادقِ السّاخِرِ اللّاذِعِ الرّائِقِ الشّفافْ.”

وحول نجم قال: “أحمد فؤاد نجم، أبلغُ وأوجزُ مجازٍ عن مصرَ العروبةِ، عنّا، عن الفقراءِ، والبسطاءِ، والمظلومينَ، والثّائرينَ المكافحين، عنِ العمّال والفلّاحينَ، والطّلبةِ، عن الأطفالِ والنّساءِ الحالمين، عنِ الحرّيّةِ المبتغى والمشتهى. أحمد فؤاد نجم، هنا نحنُ، في مسرحِ “السّرايا” اليافيّ العربيّ الفلسطينيّ، لنزرعَ في حوضِ روحِكَ وحضورِكَ برتقالةَ شكرٍ وامتنانْ، على كلّ ما قدّمتَ لنا، أنتَ ورفيقُ دربِكَ الشّيخ إمام، من كلمةٍ ولحنٍ امتزجا فكانا العلامةَ العلامة.”

مليحة مسلماني وأحمد زكارنة يلقيان قصائد نجم

وقد ألقيت خلال الأمسية قصائد عديدة لأحمد فؤاد نجم، ألقت المجموعة الأولى الأديبة الدكتورة مليحة مسلماني، من مدينة القدس، والتي أقامت في القاهرة سنوات عديدة خلال تحضيرها لدرجة الدكتوراة، أما القصائد فهي “جايزة نوبل”، والتي كتبها نجم  حصول مناحيم بيجين على جائزة نوبل للسلام ، ساخرًا من الجائزة والحاصل عليها، و”غزة في قلب العرب”، والتي يؤكد فيها على الارتباط الوجودي العميق بين مصر وفلسطين، وقصيدة “العنبرة”، والتي أهداها لثوار 25 يناير الذين كانوا في سجون النظام المصري (العنابر).

أما المجموعة الثانية من القصائد فقد ألقاها الشاعر والإعلامي أحمد زكارنة، من رام الله، والذي قضى سنوات عديدة في مصر، وهو من أم مصرية، رافقه على آلة العود الفنان بشير الديك، وهي “زيارة لضريح جمال عبد الناصر”، والتي كتبها نجم رثاءً له، و”الممنوعات”، و”بيان هام”، وهي قصيدة كتبها في عهد السادات يتحدث فيها عما ذاقه المصريون في عهده من اضطهاد وقمع، وأخيرًا “الخطّ ده خطّي”.

أمل مرقس، وميرنا متى، وبشير الديك ينشدون نجم والشيخ إمام

وقد شارك عدد من الفنانين والموسيقيين في الأمسية، حيث قدموا أغنيات من كلمات نجم. أتحفت الفنانة أمل مرقس من كفر ياسيف، وبمرافقة الموسيقي على آلة “الأورغيت”، نزار الخاطر، من اللد، أغنية “ورق”، وكذلك أغنية “تعالوا أيها الشعراء”، من كلمات الشاعر توفيق زيّاد، والّتي أهدتها إلى روح الشّاعر نجم.

أما الفنانة ميرنا حنا متى، فقد قدمت بمرافقة الفنان داوود عيلبوني على آلة العود، وكلاهما من عيلبون، أغنيتي “إذا الشمس غرقت” و”شرفت يا نيكسون بابا”.

واختتمت الأمسية بمجموعة أغانٍ قدمها الفنان بشير الديك من سلفيت، عضو فرقة “عشاق الشيخ إمام”، وهي “شعبان البقّال”، و”الفول واللحمة”، و”فاليري جيسكار ديستان”، و”جايزة نوبل”، و”الممنوعات”، و”يا فلسطينيّة”، و”ناح النّوّح والنّواحة”، و”يا حبايبنا”، و”شيّد قصورك”، و”واه يا عبد الودود”، و”رجعوا التّلامذة”، و”بوتيكات”، واختتمت الأمسية بـ “الخطّ ده خطّي.”

وفي الختام، شكر عريف الحفل، علي مواسي، الفنّانين والشّعراء المشاركين، ومديرة مسرح “السّرايا”، الفنّانة روضة سليمان، الّتي احتضنت فكرة الأمسية وقدّمت كلّ التّسهيلات لتنظيمها، وكذلك المصوّر عمر سمير محاميد، والمصمّم عبد الهادي عناية.

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>