مشهد يومي/ أنس العيلة

مشهد يومي/ أنس العيلة

هذه أيام العطلة السنوية

من المؤسف أن يحدث فراق

في نزهة تم انتظارها طويلا…

فابيان بيريز

فابيان بيريز

 

| أنس العيلة |

 

مشهد يومي

شجار بين عاشقين

يقفان على مسافة من بعضهما

كأنهما يستعدان

لانقضاض مفاجئ

أو كأنهما يتهيئان لفراق أبدي !

هذه أيام العطلة السنوية

من المؤسف أن يحدث فراق

في نزهة تم انتظارها طويلا…

لكنه مشهد يومي

يحدثُ في أكثر الأماكن رومانسية:

قرب النهر

في الحدائق

وحول التماثيل في الساحات العامة…!

 وجوه منقبضة

أيدٍ تلوّح في الهواء

توسل وصراخ مكتوم.

… أو ربما يبحثان

عن سوء فهم يجدّد من حبهّما

فخلاف كهذا

غالبا ما ينتهي بالعناق!

 

صورة قرب السرير

وقد يأتي الحُبّ

من المكان الذي يأتي منه الملل:

وجهٌ يعبر مرآتنا

يوما بعد يوم

ولا يترك أثرا أو فراغا أو صدى

ولا يُحرّك فينا

ما يُسرع من نبضاتنا

ولا نتلهف لعبور ملامحه مرة أخرى.

ثم فجأة، نتشبث به

 نضع صورته قرب السرير

حين يمنحنا، مع مرور الوقت

ما يصعب على حبّ جارف إعطاءه:

الطمأنينة!

موسيقى خافتة

موسيقى خافتة

تسللتْ إلينا، من بيت شخصين

اختارا أن يعيشا معا

منذ زمن طويل.

شاهدناهما يتنقلان

بحركات صامتة

من الصالة الى الشرفة

ثم يتبادلان قبلة

توحي أنهما ما زالا على حبهما القديم.

لم يكونا يضحكان

أو يتهامسان بصخب

أو يتبادلان مثلنا

 النكات والسجائر المشتركة…

كانا مسالميْن

مثل عدويْن لدوديْن

استنفذتهما كل الحروب!

ربما لم يذهبا في إجازة

منذ وقت طويل

وجسداهما متعطشان لغياب قصير.

لكنّ الرومانسية

 ليست فقط

قضاء أمسية على البحر

فهي أيضا

أن تهرم ملامح شخصين معا

تتساقط أسنانهما

وهما يبتسمان أمام مرآة واحدة!

وهذا ما لن يحدث

 لعاشقيْن مثلنا

يتسليان على درجات السلم الحجري

ثم عند لحظة تعب

يمضي كلٌّ إلى بيته…

مقفلا الباب خلفه!

عناقات متأخرة

كان عليّ احتمال

الأوراق التي تتساقط

 في غير موسمها

والأغصان التي لن يكسوها أحد.

والنظر الى جسور خالية

ما زالت تمنح

إحساسا وهميا بالتواصل.

واستقبال غيوم داكنة

لم تكن غير دخان

تكّدس من حرائق مزمنة.

والإصغاء لكائنات

تهرب من عوالمها

الى صالات انتظار

ونقاط تفتيش…

وكان عليّ

أن أتفقد ملامحي

كلما فقد وجه الارض

لونا جديدا.

والاكتفاء بابتسامة هشّة

في هذا المدى المحتشد

بالأجساد المائلة

والعناقات المتأخرة.

قصائد من مجموعة ستصدر قريبًا للشاعر أنس العيلة، باريس.

 

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>