كونوا ومض فرصة | أسعد موسى عودة

كونوا ومض فرصة | أسعد موسى عودة

ولماذا واحد مثلي، ساكن كهف الخلود – حضن أمّنا اللّغة، يُشغل نفسه ونفسيّته وعقله ووِجدانه بحدث سياسيّ عابر، بات تَكراره ومِراره، وتيرةً وشخوصًا وصفاتٍ وأقوالًا وأفعالًا أو لا-أفعالًا، ليس ذا شأن كبير، بعبارة ملطَّفة؟

F130624DV201

على هامش معركة الانتخابات البرلمانيّة الوشيكة (1)

إنّه رغم ازدحام العمل وفرط الأمل، رأيتُني أقتطع من وقتي ساعة وبعض ساعة، وأنكبّ على تحبير هذا المقال، الّذي أراه يحادثُني بأنّه سيكون الأوّل في سلسلة مقالات أراها سترافق معركة الانتخابات البرلمانيّة الوشيكة، وسترصد، حتمًا، نهج وسلوك جبهتنا العربيّة الموحّدة، طَوْعًا كانت هذه الوَحدة أو كَرْهًا – فلنتجاوز هذا الجدل الآن، ولننتهز فرصة جاءتنا على طبق من شمس وقمر.

ولماذا واحد مثلي، ساكن كهف الخلود – حضن أمّنا اللّغة، يُشغل نفسه ونفسيّته وعقله ووِجدانه بحدث سياسيّ عابر، بات تَكراره ومِراره، وتيرةً وشخوصًا وصفاتٍ وأقوالًا وأفعالًا أو لا-أفعالًا، ليس ذا شأن كبير، بعبارة ملطَّفة؟ قد يكون ذلك بدافع هاجس ذاتيّ أنّ دوام الحال من المحال، وأنّ هذا الزّوال – زوالنا – مصيره أن يزول. وقد يكون ذلك بدافع مسؤوليّتي كناخب، والنّاخب، لغةً، هو من يأخذ من الشّيء أفضله وأحسنه – فانتبهوا. وقد يكون ذلك لأنّه تربطني بأحد رموز نضالنا الفتيّة في هذه البلاد العصيبة علاقة صداقة بارزة لأنّها عميقة. وقد.. وأملي أن يكون لبراءة ما سأقول مكانٌ أو بعضُ مكان في مكانٍ الدّخول إليه ليس كالخروج منه – أعني حلبة معترك السّياسة، طبعًا، حيث العملُ في الظّلام أكثر منه في النّور، ولكنّني، دائمًا، أختار أن أرصد الشّمعة بدلًا من أن ألعن الظُّلمة.

إنّه مقال تمهيديّ، إذًا، سأزفّ إليكم فيه بعض وصايايَ، أنا – النّاخب – ومعي لغتي وأدبي وتاريخي وماضيّ وحاضري ومستقبليَ الآتي. فأوّلًا، وبعد أن تنامى إلى مسامعي أنّكم اخترتم – أو تفكّرون في اختيار – شارة “ع و ض”، أقترح عليكم أن تختاروا شارة “و م ض” – عساكم تكونون ومض فكرة وومض فرصة وومض قول وومض عمل، أمّا “ع و ض” هذه فلم تحرّك فيّ أنا ساكنًا ولم تسكّن متحرّكًا، كما قد أثارت – وبحقّ – ما أثارته من فكاهة الجماهير. وثانيًا، أرجو أن تكون وَحدتكم هذه وَحدة حقيقيّة راسخة، وليست مجرّد زواج متعة. وثالثًا، اِعملوا على تشكيل قائمة صحيحة مليحة؛ تضمّ أصحاب قدرات ومهارات مثبتة، يُجيدون ارتكاب هذا الفعل السّياسيّ الرّاهن، الّذي يظلّ مرهونًا بمنسوب أدنى من الوعي والأخلاق والحنكة والحرفنة، ودعكم من مراهقين أو مراهقات، لم يبلغوا أو لم يبلغْنَ مرحلة النُّضج السّياسيّ بعد، الّتي تؤهّلهم أو تؤهّلهنّ لتمثيل أزيَد من مِليون زهرة.

وظلّوا اسألوا أنفسكم – كما سنظلّ نسألكم: كنتم أحد عشر كوكبًا وأنتم فُرقة، فكم كوكبًا ستكونون وأنتم فِرقة؟

أكتفي بهذا القدْر الآن، وسيظلّ بيني وصديقي بينكم حديث طويل ومكاشفة، لكنّه سيظلّ بيني وبينه، ليس إلّا لأنّه صديقي.

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>