كتاب جديد: إسرائيل ساومت الفلسطينيين: إما الاعتقال وإما الرحيل!

كتاب “أسرى بلا حراب: المعتقلون الفلسطينيون والمعتقلات الإسرائيلية الأولى 1949-1948″ من تأليف مصطفى كبها ووديع عواودة

كتاب جديد: إسرائيل ساومت الفلسطينيين: إما الاعتقال وإما الرحيل!

 Dr  Mustafa

|خدمة إخبارية|

صدر هذا الأسبوع عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت كتاب “أسرى بلا حراب-المعتقلون الفلسطينيون والمعتقلات الإسرائيلية الأولى 1949-1948″ للبروفسور مصطفى كبها والكاتب الصحفي وديع عواودة. ويتناول الكتاب بالتوثيق والتحليل قضية المعتقلات التي أنشأتها السلطات الإسرائيلية لمن اعتقلتهم قواتها من الفلسطينيين والعرب في عزّ النكبة، وخلال احتلال المدن والقرى الفلسطينية عام 1948.

يتضمن الكتاب إضافة إلى المعالجة البحثية المعتمدة على مواد أرشيفية من الأرشيفات الإسرائيلية وأرشيف منظمة الصليب الأحمر وكتب ويوميات كتبها بعض من كانوا في المعتقل، توثيقاً لعشرات الشهادات الشفوية التي أجريت مع معتقلين كانوا ما زالوا على قيد الحياة في فترة إجراء البحث. كما يبحث الكتاب قضايا يتم التطرق إليها للمرة الأولى كقضية معسكرات العمل التي أقامتها السلطات الإسرائيلية للمعتقلين وقضية تطوّر علاقة الشيوعيين العرب مع الدولة الوليدة ومؤسّساتها وقضية بداية تشكل معالم العلاقة بين الأقلية العربية وجمهور الأغلبية ومؤسسات الدولة، في تلك المرحلة الحرجة من تاريخ تلك العلاقات.

شملت الاعتقالات آلاف الفلسطينيين القادرين على حمل السلاح وتم توقيفهم في فترات تتراوح بين 12 شهرًا و18 شهرًا، أسمتهم إسرائيل أسرى رغم أنّ أغلبيتهم الساحقة كانوا بلا حراب ولم يشاركوا بمجهود عسكريّ، وهي تسمية ترمي لإبراز الهدف المعلن من إقامة هذه المعتقلات في صرفند وإجليل وعتليت وتل ليتفينسكي وغيرها. لكن الحقيقة كانت مغايرة فالدوافع للاعتقال كما يستدل من معاينة هذه التجربة المّرة وقراءة الأرشيفات والشهادات الشفوية ترتبط بتعزيز الرواية الصهيونية حول حرب خاضها الفلسطينيون وهزموا فقتلوا ووقعوا بالأسر. ولا يقل أهمية دافع آخر يتعلق بالرغبة بمساومة آلاف الشباب على حريتهم مقابل التهجير من البلاد وتطويع الفلسطينيين المتبقين هنا وكسر شوكتهم علاوة على الإفادة منهم كقوى عاملة أجبرت على العمل بالسخرة.

مصطفى كبها ووديع عواودة

مصطفى كبها ووديع عواودة

وبرغم مرور ستة عقود تستبطن شهادات الأسرى من الشيوخ القلائل المتبقين على قيد الحياة حملا ثقيلا من المرارة ومن أوجاع وجراح نفسية ما زالت تنزف بلا دماء. في حالات كثيرة قطعت الدمعة شريط الذكريات الساخنة وتوقفت عملية تسجيل الشهادات وهم يستذكرون الضرب والتنكيل والجوع والحرمان. برغم أهمية هذه القضية لم تتضمنها الرواية الفلسطينية بالكم والكيف المستحق، كما أن المؤرخين الإسرائيليين القدامى والجدد قد أغفلوها.

وحرصا على الإفادة من الشهادات الشفوية كمصدر أساسي في كتابة التاريخ الفلسطيني يتضمن الكتاب النصوص الكاملة لشهادات المعتقلين في ملحق يجاوره ملحق بأسماء آلاف من الأسرى الذين أنصفتهم الدراسة واستحضرت صمودهم وبقائهم رغم كل الضغوط والانهيارات من حولهم.

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>