خطاب من أجل النصر/ بشار مرقص

فراغٌ في حفلةٍ فارغة، ورقعة خاوية من ألم التحدي، لا كرٌ ولا فرٌ. فراغ في الصمت ألذي يحملني أليكَ. في الشهوة. فلا صمت بعد اليوم أحمِلُهُ أليكَ.

خطاب من أجل النصر/ بشار مرقص

بريشة: جبران خليل جبران

بريشة: جبران خليل جبران

>

|بشار مرقص|

قبل النص: شكرًا أسماء عزايزة؛ أهدي هذا لك.

 bashar murkusفراغٌ فوق الأرض. فراغٌ في فمي. فراغٌ بين البحور. فراغٌ في دمي.

وأمشي لأني أبحثُ،

أمشي هنا، هنا أبحث.

.

لم يبق هنا أحدٌ لا يعرف أنّ طفولتي كانت مثيرة.

أنا وقد نبتُ من حكايا هذا الشعب،

لا أعرف عند صهيل الحقيقة التائهة حكايتي.

كنت فكرة، حين قادتني الشوارع الحافية إلى جسدي؛

أنا ما اخترت جسدي.

لا أذكر شيئاً، غير صهيل خيولٍ شاردةٍ في شارع.

.

السماءُ كانت ثقيلة، كنت أراقب قرنَ الخروبِ،

سقط على الاسمنت، تكسّر، تبعثر.

السماءُ تكسَرت.

أنا كبرتُ، وبذرة الخروب ما نبتت.

.

فراغٌ فوق الأرض. فراغٌ في فمي. فراغٌ بين البحور. فراغٌ أحملهُ في دمي.

فراغ يعانق فراغًا، يحملني ويسأل:

أليسَ من حق الذاتِ أن تلغيَ مواضِعَها؟

أن تنسحبَ من الضوء؟

ما عاد الجرح رطباً كي نبكي،

فتمتم كلامَ الوقتِ الضائعِ في حصار الشهوة.

.

ثارت على عقليَ الشابِ الحقيقة،

والهوية مثل الحكاية، تملك جمالاً موسمياً لا أكثر.

ويا حبُ انتهيت، أًدخلني قبل صعودِ الملح إلى حلقي-

واحترق.

.

للصوتِ،

للموتِ ملحٌ.

للجرح ملحٌ وفراغ.

للملح انكسار الحاضر المحروق.

للحاضرِ ملحمية النسرِ التائهِ.

لي من حكايتي بدايتها

وأمشي لأني أبحث.

.

فراغٌ فوق الأرض. فراغٌ في فمي. فراغٌ بين البحور. فراغٌ أحملهُ في دمي.

خلفَ بيوتِ المرة الأولى واللعبة الأقدم.

في حقل جدي الذي مات في الفراغ.

فراغٌ بعد المتعةِ الأفضل. فراغٌ على الدفتر.

فراغٌ صارع كلّ المواد وصار سيدها.

فراغٌ أنتَ.

وبعدك أنا.

فراغٌ في حفلةٍ فارغة، ورقعة خاوية من ألم التحدي،

لا كرٌ ولا فرٌ.

فراغ في الصمت أللذي يحملني أليكَ.

في الشهوة.

فلا صمت بعد اليوم أحمِلُهُ أليكَ

سأحملُ دفتراً قديماً

كان في الماضي جدارًا،

جدارٌ كان يحميني ودار،

دار الفراغ خلف الجدار.

دار الجدار ظهرهُ، ترك الفراغ.

وكأني مرةً أخرى أمامه وحدي.

وأمشي.

.

لا اكتبُ نصاً لكَ، اكتبه لنفسي.

لأني حينما كنت صغيراً وعدت عمري الموعود:

سأبقي الوهم بعيداً عن سريري وعني.

كم كنتُ مدركاً للحبِ قبلَ أن يُدركني الحبُ أمامكَ.

(26/4/2013، حيفا)

.

* بعض السطور نقلت من نص قديم كتبته وأنا في الثالثة عشر من عمري.

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

1 تعقيب

  1. رائع يا بشار. أحب أن أقرأ لك المزيد ..

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>