“كوندوم ليد” حلم بالأمل والألفة والحب في عالم القسوة والانقسام/ هبة زعبي

ترشيح الفيلم الفلسطيني “كوندوم ليد” لمسابقة الأفلام القصيرة في مهرجان كان 2013

“كوندوم ليد” حلم بالأمل والألفة والحب في عالم القسوة والانقسام/ هبة زعبي

Condom-lead

>

|هبة زعبي|

نجح الفيلم الفلسطيني “كوندوم ليد” في الترشح لمسابقة الأفلام القصيرة في مهرجان كان 2013، ودخل ضمن قائمة احتوت تسعة أفلام اختيرت من بين 3500 فيلم، وصلت من 132 دولة. الفيلم باكورة شركة الإنتاج الفلسطينية “مشروع صنع في فلسطين” والتي أسسها المعماري والمصمم والمنتج الفلسطيني رشيد عبد الحميد والمخرجين التوأم محمد وأحمد أبو ناصر (25 عام) والمعروفين بعرب وطرزان واللذين كتبا سيناريو الفيلم وقاموا في إخراجه وهو عن فكرة للمخرج الغزي خليل المزين، الفيلم من بطولة المنتج رشيد عبد الحميد وزوجته ماريا محمدي، ودعم رشيد الفيلم بصورة كاملة ويأتي دعمه هذا للفيلم تماشيا مع رؤيته التي تسعى إلى المساهمة في تغيير النظرة النمطية عن فلسطين، وغزة على وجه الخصوص، من خلال التصدي للصورة النمطية اللا انسانية التي احتكرتها وعممتها كاميرا الحرب والموت.

الاسم كوندوم ليد هو تلاعب ساخر لاسم  Cast Lead وتعني بالعربية “الرصاص المصبوب” وهو اسم العملية العسكرية على غزة في نهاية عام 2008 وبداية 2009.تناول الفيلم الحرب من خلال مقاربة مغايرة لمشهد الموت والقتل، ويصورها من خلال تَعَذُر زوجين من ممارسة العلاقة الحميمية في ظل حالة الحرب التي يعيشونها، الفيلم خال من الحوار والموسيقى واعتمد على الضوضاء والصور الخلفية حتى يعطي وصفا كونيا لما قد تؤول اليه مشاعر رجل وامرأة في ظل حالة الحرب. وجاء الفيلم تحت شعار “حلم بالأمل والألفة والحب في عالم يسوده القسوة والانقسام”.  وحتى نتعمق أكثر ونتعرف على الفيلم أجرينا لقاء مع “طرزان” المخرج أحمد أبو ناصر.

- كيف انطلقت فكرة الفيلم؟ وكيف نفذتموه في الظروف المتواضعة التي أتيحت لكم؟

“فكرة الفيلم قائمة منذ فترة طويلة لكننا واجهنا صعوبة في تنفيذها في غزة بسبب انعدام الحريات الثقافية هناك، أتيح لنا تنفيذها في عمان بمساعدة الفنان الفلسطيني رشيد عبد الحميد الذي آمن في العمل وشجعه وتحمل كافة أعباء الانتاج، وجود رشيد في عمان وفر لنا امكانيات عديدة وساهم في تجاوزنا العديد من المعيقات والمصاعب، وأسسنا معا هنا في عمان شركة الانتاج “صنع في فلسطين” وهذا الفيلم هو باكورة انتاجها .أيضا كوننا نحن الثلاثة من غزة واعتيادنا على ظروف العمل هناك والتي تختلف عن أي مكان آخر وحماستنا ورغبتنا الكبيرة،ساهم في إنجاز الفيلم بهمة وحماسة أكبر في ظروف عمل متواضعة.”

- هل جرأة فكرة الفيلم جعلتكم تترددون في القيام به؟

“نحن تحمسنا للقيام في الفيلم كون الفكرة الجريئة للفيلم تحمل مضمون ورسالة هامة وتتحدث عن المعاناة التي يعاني منها المواطن العادي من منظور وزاوية مختلفة وعميقة، عشنا حروب كثيرة وندرك جيدا ما يجري ورغبنا مناقشة الحرب من منظور مختلف وإنساني نعيشه جميعا ولكننا نتردد في الحديث عنه، فقصة الفيلم تحدث في أي مكان عاني أو يعاني من الحرب وأينما وجد رجل وامرأة وغرفة، وفي غزة مثل في أي مكان تحت الحصار، فإن العلاقة الحميمة بين زوجين والتي قد تكون من أرقى وأهم أشكال العلاقات الإنسانية، تُطرح جانبا ويتم التخلي عنها أمام أمور أكثر إلحاحا.”

- هل يمكن أن تصف لنا علاقة العمل بينكم كتوأمين؟ كيف نجحتم في العمل معا؟

“امتهنا مجال السينما منذ أربع سنوات، نحن خريجا اختصاص موضوع فنون جميلة ومسرح، نمتلك الاثنان نفس طريقة التفكير ونفس الروح ونفس النظرة  وهناك اتفاق كبير فيما بيننا، نتناقش كثيرا ولكن في النهاية نتفق على رأي واحد، نحن لم ننفصل عن بعض دقيقة منذ صغرنا وعشفنا معا مجال الفنون والسينما معا وحلمنا معا حلم أن نكون مخرجين.”

- ما هي التحديات والصعوبات التي يواجهها السينمائي في قطاع غزة؟

“أي فنان يحتاج إلى مساحة كبيرة من الحرية الإبداعية وهي شبه معدومة هناك، هناك تدخل كبير من قبل الحكومة في مضامين الأعمال،إضافة إلى صعوبة الحصول على المعدات المطلوبة والمناسبة، للأسف يوجد في غزة طاقات فنية هائلة لكنها تحتاج إلى حرية وهي شبه معدومة، هذا الوضع محبط يقلل من معنوياتنا ويقيد الروح الإبداعية التي يمتلكها أي فنان،أيضا هدمت آخر دار سينما في غزة عام 1988 ولذا فإنه تنعدم وجود دور العرض هنا، وللأسف ترعرعنا بدون رؤية أي دار سينما ولم نشاهد أي عرض سينمائي وفيلمنا الأول كان أول فيلم شاهدناه في دارعرض وكان ذلك في الولايات المتحدة عام 2011. هذا عدا عن منع عرض أفلامنا السابقة في غزة كما يمنع عرض العديد من الأفلام لمخرجين آخرين عندما لا تتوافق مضامينها مع الأيديولجية السائدة هناك.”

- هل يمكن أن تحدثونا عن أعمالكم السابقة؟

“هذا هو فيلمنا الثالث، نال فيلمنا الأول “غزة وود” وهو فيلم قصيرمن إخراجنا جائزة أفضل عمل سينمائي فلسطيني شاب للعام 2010  وعرض في 28 دولة في العالم ولكنه لم يعرض في غزة ،يتطرق الفيلم إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ويتضمن عرض عشرين لوحة سينمائية تقوم في تمثيل العمليات العسكرية ضد قطاع غزة من منظور مختلف. شاركنا عام 2012  في الفيلم الفلسطيني “غزة 36 مليميتر” وهو فيلم وثائقي طويل من تأليف وإخراج خليل المزين ويلقي الفيلم الضوء على الحالة الثقافية في غزة منذ عام 1949، عملت في تصميم الفنون في الفيلم وعمل عرب في توجيه التصوير الفوتوغرافي.”

- ما هي أعمالكم القادمة؟

“نحن موجودون في عمان منذ ستة أشهر وجئنا خصيصا لتنفيذ هذا العمل ونحن مستمرون في التعاون الذي أطلقناه ثلاثتنا، عملنا القادم فيلم “كاستنغ” من انتاج شركتنا، ويتناول قصة شخص يحاول أن ينجز عملا سينمائيا في ظل التغيرات التي يمر بها العالم العربي.”

(عن الأوروميد السمعي والبصري)

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>