غرفة رقم 2543 / فوزي باكير

غرفة رقم 2543 / فوزي باكير

غرفةٌ بيضاء بكلّ سوءٍ:
مرآةٌ على الحائطِ
تسرقُ صورةَ البحر المجاورِ
وترشحُ ملحًا كلّما حدّقتُ فيها.

إدوارد هوبر، غرفة فندق، 1931.

إدوارد هوبر، غرفة فندق، 1931.

>

| فوزي باكير |

fawzi-q

فوزي باكير

.

غرفةٌ كئيبةٌ

في فندقٍ يغصُّ بالغرباء

والمومسات السريّات.

.

غرفةٌ بيضاء بكلّ سوءٍ:

مرآةٌ على الحائطِ

تسرقُ صورةَ البحر المجاورِ

وترشحُ ملحًا كلّما حدّقتُ فيها.

.

لوحةٌ باهتة

تضمُّ في إطارها شجرةً موحشةً

لم يسقِها أحدٌ

مذ مات رسّامُها.

.

وأُخرى تؤوي ورداتٍ شاحبةً

ذبُلَت ألوانُها

وكلّما حاولتُ أن أقطفَ واحدة

خرجَت منها الأشواكُ

كوحوشٍ كامنة.

.

غرفةٌ بيضاء

كئيبةٌ جدًّا

حتى أنّها من فرطِ كآبتِها

لا يشقّ جدرانَها سوى نافذةٍ يتيمةٍ

عمياء

لا تصلحُ لأن أتسلّى بجثّتي

وألقي بها

من هذه الوحدةِ الشاهقة.

(شاعرٌ فلسطينيٌّ يقيمُ في الأردن).

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

1 تعقيب

  1. نصّ مفعم بالجمل الشّعريّة المبتكرة، الّتي تنمّ عن ذكاء شعريّ حادّ ودهاء! أحسنت يا فوزي! غير أنّ الشّعر عندي يقوم على عمودين: الموسيقى والمجاز؛ وقد اجترحتَ المجاز بقوّة، فأين هي الموسيقى؟! وقُلْ: حتّى إنّها، ولا تقُلْ: “حتّى أنّها”؛ فـ”حتّى” – في السّياق أعلاه – ابتدائيّة! ألا هل بلّغتْ؟ اللّهمّ فاشهَدْ!

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>