بين الشهادة التاريخية وأسطرة الواقع: القصة القصيرة الفلسطينية في ظل الحكم العسكري في إسرائيل

  .. |محمود غنايم| لا يمكنك الكشف عن مفاهيم مختلفة للفظ […]

بين الشهادة التاريخية وأسطرة الواقع: القصة القصيرة الفلسطينية في ظل الحكم العسكري في إسرائيل

 

تصميم: كايد أبو لطيف

..

|محمود غنايم|

محمود غنايم

لا يمكنك الكشف عن مفاهيم مختلفة للفظة “الواقعية” دون أن تسلم من العقاب، مثلما لا يمكن الخلط بين جدائل المرأة وجداول الماء* دون أن تتهم بعدم الدراية. (عن الواقعية والفن، رومان ياكبسون)

أسئلة ثلاثة تطرح في بداية هذا المقال حول العلاقة بين الأدب القصصي الفلسطيني في إسرائيل -القصة القصيرة على وجه التحديد- والواقع الذي عاشته الأقلية العربية في البلاد تحت ظل الحكم العسكري الذي بدأ عشية قيام دولة إسرائيل واستمر حتّى عام 1966.[1] السؤال الأول يتعلق بمهمة هذا الأدب ووظيفته، ففي المفهوم الماركسي – الديالكتيكي[2]- وهو التيار الرئيسي الذي تعرّض لموضوع الحكم العسكري، بطريقة أو بأخرى، في هذه الفترة ووجّه الكتّاب الذين تناولوا قضايا سياسية- يحمل هذا الأدب رسالة التغيير ويشكّل محفّزًا لإحداث ثورة تقدمية في المجتمع.[3] إن اختيارنا للتعامل مع مصطلح “الماركسية – الديالكتيكية”، وأحيانًا “الواقعية الاشتراكية”، تمّ لأنه يعبر عن المفهوم النقدي الذي انطلق منه الأدب السياسي في هذه المرحلة في المجتمع العربي في إسرائيل، وكذلك في العالم العربي. أما السؤال الثاني فيتمحور حول طموح هذا الأدب أو قدرته لأن يشكّل شهادة تاريخية لفترة الحكم العسكري، أو محاولته أن يكون كذلك.[4]

ويفترض هذا المقال، من خلال الوقوف على النصوص القصصية التي تعرضت لهذا الموضوع، أن التغيير، الذي سعى الأدب العربي في إسرائيل إلى إحداثه في المجتمع خلال فترة الحكم العسكري، لم يتحقق، أو على الأقل، لم يكن كبيرًا، وذلك بسبب الأوضاع غير الطبيعية التي عاشتها الأقلية العربية في البلاد في ذلك العهد. وتكتسب هذه القضية أهمية خاصة حين نعلم أن كثيرًا من النصوص القصصية التي يتناولها هذا المقال صدرت في كتب بعد فترة الحكم العسكري.[5] وعندئذ يحق لنا أن نتساءل ما هو التغيير الذي سعى إليه هذا الأدب بعد زوال الحكم العسكري، وما هو التأثير الذي طمح إلى خلقه في جمهور القراء الذي توجّه إليه، ذلك الجمهور الذي لم يقع تحت نفس طائلة الظروف التي عاشها أبطال هذه القصص، بالمفهوم التخييلي بالطبع. مع ذلك نفترض أن تأثيرًا ما قد أحدثه هذا الأدب في فترة ما بعد زوال الحكم العسكري، ويأتي هذا المقال للإجابة عن طبيعة هذا التأثير.

لننتقل إلى النظر في السؤال الثاني حول هدف هذا الأدب لأن يكون شهادة تاريخية للواقع.[6] أصحاب المذهب الواقعي – الاشتراكي في الأدب تباهوا بذلك دائمًا، بل وضعوا نصب أعينهم أن يؤرخوا لتلك الفترة من التاريخ الفلسطيني في هذه البلاد وحاولوا بكل ما يملكون من أدوات أن يقدموا صورة صادقة للمجتمع الفلسطيني في الخمسينات والستينات من القرن الماضي.[7] ويبقى السؤال مطروحًا: هل سعى ذلك الأدب حقًا لأن يكون شهادة تاريخية للواقع في تلك الفترة فحسب دون أن يدعو أو يروّج لرسالة تلتزم بموقف ما؟ في حالة النفي يختلط البعد التاريخي بالموقف الأيديولوجي وتفقد الشهادة التاريخية أمانتها وصدقها.

تصعب الإجابة عن السؤالين السابقين إذا لم نحدد المدرسة أو المذهب، أو على الأقل، الرؤية التي انطلق منها الأدباء وهم يكتبون أدبًا يعبّر عن روح الفترة ويلامس موضوع الحكم العسكري. والسؤال الثالث هنا، وهو كذلك سؤال أدبي بحت، يُعنى بهوية المدرسة أو المدارس التي انتمى إليها هذا الأدب؟ هذه الأسئلة تبقى عالقة في أذهاننا ونحن ننظر في القصص القصيرة التي تناولت العديد من جوانب الحكم العسكري في الخمسينات والستينات من القرن الماضي في إسرائيل.

■ ■ ■

النظر في القصص القصيرة التي طرحت مواضيع ذات صلة بالحكم العسكري يفرز ثلاثة تيارات:

1- التيار الأول انطلق من الفكر الماركسي، أو من المدرسة الواقعية الاشتراكية في الأدب،[8] تلك المدرسة التي نمت بذورها مع بداية تكوّن المقاومة لسياسة الحكومات الرسمية منذ قيام دولة إسرائيل.[9] أهم الأدباء الذين مثّلوا هذا التيار هو القاص حنا إبراهيم (1927-)، الذي كان عضوًا في الحزب الشيوعي، وقد نشر إنتاجه في صحافة ذلك الحزب ولم تصدر له كتب في هذه الفترة.[10]

في قصته “الذكرى العاشرة”،[11] التي نشرت للمرة الأولى عام 1959،[12] اختار حنا إبراهيم أن يصوّر ثورة الجيل الجديد على رموز السلطة، مع كل ما يرافق ذلك من تناحر بين تلك الرموز من جهة، والمواطنين العرب في إسرائيل خلال فترة الحكم العسكري من جهة أخرى. وهي تعاين العديد من القضايا الخاصة بفترة الحكم العسكري: مساوئه وسياسته المدمّرة في الوسط العربي. يقدم حنا إبراهيم قصة راعيين يشكوان من قلة الماء لسقي الماشية، ومن جفاف الزرع والعشب المعدّ لرعي الأغنام. وكان سعيد، أحد الراعيين، يأمل أن تنجح مساعي الوفد الذي توجّه إلى الحكومة لتوفير الماء للقرية. ولكن الأمل جدّ ضعيف:

لا يذكر أنها [الحكومة] عملت صالحًا لقريته منذ وجدت. لقد ترعرع على الخوف من الحكومة.. الخوف من مأمور الأحراش الذي يلاحقهم في طلب مختلف الرسوم، ويتّهمهم دائمًا بأنهم يدفعون عن عدد من الماعز أقل مما يمتلكون.. والخوف من موظفي الضريبة والبوليس الذين حجزوا عدة مرات على أقسام من القطيع لاستيفاء ضرائب مختلفة الأسماء.. والخوف من الحاكم العسكري وجنوده الذين يمنعونهم من دخول مناطق معينة من أراضي القرية إلاّ بتصريح لا ينال بسهولة.. والخوف من الكيبوتس المجاور الذي يقوم على أراضي قرية سعيد القديمة، فالويل لهم إذا دخلت عنزة من القطيع أراضي الكيبوتس المحرّمة.[13]

هذه الأطراف المختلفة: ضريبة الدخل، الشرطة، مأمور الأحراش، الحاكم العسكري والكيبوتس، جميعها رموز للسلطة، وجميعها تتكالب معًا لجعل حياة المواطنين العرب لا تطاق، كما يتكشف من خلال القصة.

لكن هذا اليوم هو جدّ مختلف، فهو عيد الاستقلال العاشر لدولة إسرائيل، وقد استطاع المختار أن يحصل على تصريح لسقي أغنامه من مياه الكيبوتس المجاور. والمكان الذي يقصده الراعيان هو قرية سعيد التي تهدمت عام 1948، وفيها بيت أسرته الذي لم يتمكن أصحابه من تدشينه، إذ طردوا منه قبل أن يسكنوه. لقد أوصى أبو سعيد ابنه سعيدًا قبل موته ألاّ يبيع أرضه ولا يوقّع على مصادرتها، ففيها قتل أخواه، وهما يحاولان نقل الأثاث والنوافذ والأبواب الجديدة من منزلهم بعد أن طُردت الأسرة من القرية. كما أوصى الأب أن يدفن في القرية إذا ما تمكنوا من العودة إليها.

هذه الأفكار ترد على ذهن سعيد وهو يقف أمام قريته يراقب ما يجري فيها من بعيد. ثم يصل بعد ذلك إلى بيته، ويرى عظام أخويه وقد أخرجت للتوّ من التراب. كان العمال يحفرون أسسًا لبناء جديد فعثروا على تلك العظام مدفونة في الأرض. قام سعيد بدفن عظام أخويه يعاونه في ذلك شلومو، اليهودي من أصل يمني، إذ رآه مهمومًا فرقّ لحاله وهوّن عليه مأساته. وفي هذه اللحظات سمع سعيد مكبّر الصوت يأتي من قريته التي يعيش فيها اليوم، “كان ثمة احتفال.. والتمعت عينا سعيد بالحقد والغضب.. واتخذ قرارًا حاسمًا.. إنه لن يعمل في خدمة المختار بعد اليوم البتة”.[14]

نهاية القصة تتشابه مع كثير من قصص حنا إبراهيم في هذه المرحلة التي يميز فيها بين رموز السلطة والمواطنين اليهود،[15] فالقضية ليست قضية صراع قومي بين اليهود والعرب، بل هو صراع طبقي، إذ يصبح المختار في صف رموز السلطة، لأنه يتماثل معهم، بل يُسمح له أن يسقي غنمه من الكيبوتس لأن مصلحة تلك الرموز هي مصلحته.[16] وبينما يعاني سعيد من الظلم ويبكي على تراب أخويه تكون الاستعدادات على أشدها في بيت المختار لإحياء الاحتفال بمناسبة عيد الاستقلال العاشر للدولة. اليهودي اليمني، الذي يرقّ لحال سعيد، يقف في نفس الصف الذي لا يرضى عن ممارسات السلطة. هكذا يقدّم حنا إبراهيم في هذه القصة فهمًا ماركسيًا للصراع الدائر بين السلطة وبين المواطن.

إميل حبيبي (1921-1996) الذي ينتمي لهذا التيار كان ما يزال كاتبًا مغمورًا في بداية مشواره الأدبي، وقد كتب في هذه الفترة عددًا قليلاً جدًا من القصص القصيرة، التي لم تؤهله لاحتلال مركز أدبي ذي بال، من أهمها “بوابة مندلباوم” التي نشرت لأول مرة عام 1954،[17] ثم صدرت فيما بعد في مجموعته القصصية سداسية الأيام الستة وقصص أخرى. وتتماثل هذه القصة مع قصة حنا إبراهيم “الذكرى العاشرة” في طرحها فهمًا ماركسيًا للصراع إذ تعرض حكاية هذه البوابة التي تقع بالقرب من “جمعية الشبان المسيحية” ((YMCA في القدس الشرقية، وقد شكّلت نقطة عبور بين القدس الشرقية في الجانب الأردني وبين القدس الغربية في الجانب الإسرائيلي حتى حرب 1967. هذه القصة من قصص حبيبي الأولى التي ترسم شخصية اليهودي بصورة إنسانية، كما يبدو من المشهد التالي، وذلك حين تقوم طفلة عربية في الجانب الإسرائيلي باختراق الحدود ببراءة لتوديع جدتها المسافرة لدى ابنها في الأردن عبر بوابة مندلباوم:

ومن بعيد رأينا صاحب الكوفية والعقال يخفض رأسه نحو الأرض. وأنا نظري حاد، فرأيته يفحص الأرض بقدمه. والجندي الحاسر الرأس، الذي كان معنا، ها هو أيضًا يخفض رأسه نحو الأرض وها هو يفحص الأرض! وأما الشرطي الذي كان واقفًا، مكتوف اليدين على باب مكتبه فقد دخل إلى مكتبه. وأما عسكري الجمارك فقد كان مشغولاً بتفتيش جيوبه عن شيء يظهر أنه افتقده فجأة.[18]

المشهد الذي قدّمه حبيبي للجندي الحاسر الرأس وللشرطي ولعسكري الجمارك -وهي صور لشخصيات يهودية- يدل على صورة إيجابية لبشر تنبض قلوبهم بالأحاسيس، إذ لم يمنعوا الطفلة من توديع جدتها، وقد تظاهروا بعدم انتباههم لما يحدث. كما أن صورة رجل الأمن الأردني ترسم بشكل إيجابي. جميعهم، عربًا ويهودًا، يتظاهرون بعدم الانتباه لأنهم في عرف القانون قد خالفوا اللوائح حين سمحوا للطفلة باجتياز الحدود، وقد صوّرهم حبيبي كضحايا لهذا القانون الجامد الذي لا يعترف بالأحاسيس الإنسانية. هنا كذلك نجد فهمًا طبقيًا للقضايا السياسية، إذ تقدّم هذه الشخصيات وهي مغلوبة على أمرها تتحايل هربًا من تطبيق القانون الذي يمثّل أيقونة الطبقة الحاكمة والجائرة. هذه الصورة الإيجابية للشخصيات اليهودية تختفي تقريبا في أعمال حبيبي المتأخرة، حيث يطغى عليها، مقارنة بالنص المشار إليه أعلاه، نغمة سلبية واضحة ومباشرة.[19]

هذه هي الثيمة المركزية لهذا الأدب الذي كتب في الخمسينات والستينات من القرن الماضي بأقلام عدد ضئيل من الكتاب الشيوعيين محاولين من خلاله الترويج للأيديولوجيا الماركسية.

2- التيار الثاني أو الجيل الثاني –إذا صح التعبير وأمكن الحديث عن جيل في تلك الفترة القصيرة– هم أولئك الكتاب مواليد الأربعينات من القرن الماضي، الذين واصلوا اهتمامهم بالمذهب الواقعي الاشتراكي وانطلقوا من نفس الفهم الماركسي الذي انطلق منه التيار الأول. من الواضح أن معظم الأعمال الأدبية التي أبدعها التيار الثاني لم تنشر في فترة الحكم العسكري، وجاءت معظمها متأخرة بضع سنوات بعد إلغائه، وعلى وجه التقريب بعيد حرب1967، وذلك لصغر سنهم في تلك الفترة. من الناحية المضمونية-الأيديولوجية يضاف إلى الرؤية الماركسية لدى هذا الأخير بُعد آخر ثوري بديلاً للخروج من المأزق السياسي لا يبرز في قصص التيار الأول.[20] لقد شبّ هؤلاء الكتاب في ظل الثقافة الإسرائيلية، حيث تعلموا في مدارس ثانوية حسب المناهج الرسمية للدولة. ولعلهم لهذا السبب ترددوا في بداية طريقهم الأدبي في النشر من خلال منابر الحزب الشيوعي، أو التعرض لقضايا ذات صلة بالحكم العسكري.

يمثل هذا التيار الكاتب محمد علي طه (1941-)[21] الذي بدأ نشر إنتاجه المناهض للمؤسسة الحاكمة في نهاية عهد الحكم العسكري. ففي حين أن مجموعته لكي تشرق الشمس التي صدرت عام 1964 لا تضم قصصًا تدور حول الحكم العسكري،[22] فقد ظهرت القصص الأولى التي تتعرض للحكم العسكري في مجموعته الثانية سلامًا وتحية التي صدرت عام 1969.[23] واحدة من هذه القصص هي قصة “إسبانيا”،[24] التي تطرح واحدة من القضايا الهامة في ظل الحكم العسكري هي قضية مصادرة الأراضي وقانون “حاضر غائب”، الذي صودرت بموجبه الكثير من أراضي العرب في البلاد. القانون يعتبر من تغيّب عن محل سكناه، وقت إحصاء السكان حين قيام دولة إسرائيل، غائبًا وليس له حقوق المواطنة، حتى وإن تواجد في مكان آخر في البلاد.[25]

أبو محمود بطل القصة يُستدعى إلى المحكمة لأنه اعتدى على أملاك الدولة. وخلال انتظاره للمحاكمة يستعرض في مخيلته ما حدث له ولأرضه، وهو متأكد، رغم مجيئه إلى المحكمة، أنها محاكمة غير نزيهة. كما يتذكر كيف هدمت قريته وكيف شرّد أهلها، وكيف سقط المسجد فيها، “حتمًا أن الله غضب ساعتئذ! لكنه لم يفعل شيئًا!!!”.[26] القضية التي استدعي من أجلها أنه عاد إلى أرضه ليفلحها بعد أن كان غرسها بأشجار الفاكهة المتنوعة: الكرمة، التين، الزيتون، الرمان واللوز. لقد فقد ذلك كله بين ليلة وضحاها لأنه اعتُبر في عداد الغائبين، رغم أنه بعد طرده لم يترك البلاد بل اضطر للسكن في قرية مجاورة. يتذكر الآن، وهو في المحكمة، كيف جاء العمال ذوو اللحى الطويلة وحفروا حفرًا عميقة كالقبور وزرعوا فيها أشجار السرو والكينا والصنوبر والسرّيس. ولم يستطع صبرًا فعاد إلى قريته المهدمة وخلع تلك الأشجار الغريبة فاتُّهم أنه اعتدى على أملاك الدولة، أو ما تُدعى بأملاك “الكيرن كيِّمت”.

وأخيرًا جاء دوره ليقف أمام الحاكم ليقدّم ادعاءاته التي نُفيت جميعها أمام ادعاء “الكيرن كيّمت”: “إن هذا الرجل حاضر غائب.. وبموجب هذا.. لم تعد قيمة للمستندات”.[27] الحاكم الذي يقرأ الحكم يعتريه الذهول وتتجمع حبات العرق على جبينه، لأنه غير مقتنع بما ينطق من حكم.[28] ورغم تغريم أبي محمود بمائة ليرة ودفعه لمصاريف القضية إلا أنه في اليوم التالي حمل فأسه وذهب إلى أرضه ليفلحها ثانية.

تتشابه هذه القصة مع قصتي حنا إبراهيم وإميل حبيبي المذكورتين أعلاه في توازنها في تصوير الشخصيات اليهودية، فالقاضي يُعرض كإنسان له ضمير رغم أنه يمثّل السلطة. لقد تصارعت في نفس القاضي المشاعر، فهو من جهة يمثل السلطة الحاكمة وعليه أن يطبق القانون، ومن جهة أخرى تعتمل في نفسه المشاعر المناقضة فيرى أن هذا القانون، الذي يعتبر هذا الشخص الماثل أمامه شخصًا غائبًا، هو قانون مجحف. فالتصنيف الذي يسعى إلى إيصاله الكاتب من خلال هذه القصة هنا ليس تصنيفًا قوميًا، بل هو تصنيف طبقي، صراع بين حاكم ومحكوم وبين ظالم ومظلوم.

مما يجذب النظر في القصة كذلك اسمها: إسبانيا، فالكاتب يحاول أن يربط بين هذا النوع من المحاكم وبين محاكم التفتيش التي لاحقت المسلمين واليهود في إسبانيا. وبالرغم من أن الاسم يحمل بعدًا رمزيًا، لكن السبب في إطلاق هذا الاسم، كما يبدو لنا، هو نوع من التستر أو التهرب من الرقابة، فعنوان القصة لا يجذب النظر ولا يثير الشبهات. وإذا دل ذلك على شيء فإنما يدل على مدى تردد الكتّاب في طرح قضايا تتعارض مع الخط الرسمي لسياسة الحكومة في فترة الحكم العسكري، خاصة أن هذه القصة نشرت في فترة الحكم العسكري، وفي أيامه الأخيرة عام 1965.

أحد الموتيفات المتكررة في القصة الفلسطينية، التي عالجت موضوع الحكم العسكري، هو موتيف الثورة على رموز السلطة. وهذا الموتيف لا يفتقد من “الذكرى العاشرة” لحنا إبراهيم، لكنه يظهر بصورة بارزة في قصص التيار الثاني، إذ يحمل الجيل الجديد لواء الثورة على رموز المؤسسة الحاكمة، سواء كانت هذه الرموز متمثلة في شخصيات يهودية أو عربية. بل يمكن القول إن الثورة موجّهة بشكل خاص إلى الشخصيات المحلية-العربية التي تتعاون مع السلطة ضد مصالح الأقلية العربية في البلاد.

قصة “اللجنة” في مجموعة جسر على النهر الحزين[29] تصوّر هذه الثورة على رموز السلطة في فترة الحكم العسكري: ضد سالم موظف ضريبة الدخل، والشاويش حاييم والشيخ سعد الذي يزور القرية في فترة الانتخابات. والملاحظ أنها نفس الرموز التي تتوجس منها الشخصيات خيفة في قصة “الذكرى العاشرة”. والشباب الثائر هنا تعلّم في مدارس الناصرة وكفر ياسيف وحيفا، وقد أعلن الشبّان ثورتهم حين قرروا تشكيل لجنة لتعبيد شارع في القرية ونجحوا في تحييد المختار وعدم ضمّه لتلك اللجنة رغم مساعي رجال السلطة لجعله عضوًا فيها.

لكن جدة ابن رباح، رئيس اللجنة، أحد أولئك الشباب، تحكي لحفيدها قصة الحية الرقطاء التي كانت تخرج كل سنة وتفرغ سمّها بأول من تصادفه من أهل البلد:

وزاد عدد ضحاياها بمرور السنين حتى تذمّر الجميع وهجم عليها رجال القرية بالعصي والحجارة وأجبروها على الهرب والاختفاء في كهف أم عيسى. وتعتقد جدة ابن رباح أن الحية الرقطاء ما زالت حية ترزق.. وأنها تنتظر الفرصة الملائمة لتهاجم الناس من جديد. سمع ابن رباح كل الحكاية. وقصّها على اللجنة. وأسند رأسه بأصابع يده اليمنى.. وراح يفكر بعمق![30]

الرمز في حكاية الجدة واضح، فالأفعى الرقطاء تمثل السلطة التي لن تسكت على هذه الثورة ولن ترضى بأن يُحيّد المختار الذي يمثل أحدى ركائزها. وهذا يعني أن المؤسسة ستنتظر الفرصة للانقضاض على هؤلاء الشباب الذين رفضوا الإذعان لها.

ابن رباح، الذي اختاره الشباب رئيسًا للجنة، هو شاب من عامة الشعب، وهو ابن راعي العجول في القرية، عمل متدنٍّ يقوم به البسطاء من الناس، فهو ليس ابن زعيم ولم يعرف أباه أحد ولم يكن له مضافة أو ديوان يُشرع في وجه الضيوف لفقره وبساطته. وهذا ما أقضّ مضجع المختار وأرّق المؤسسة التي رأت في اختياره رئيسًا للجنة ثورة طبقية أحدثها الشباب المثقف الذي تبلورت لديه مفاهيم ثورية طبقية تهدد كيان المؤسسة الحاكمة.

ويبدو أن قضية التعليم تحولت إلى موتيف هام يشير إلى الدافع للثورة مصحوبًا برفض الجيل القديم الذي يمالئ السلطة ورموزها. هكذا تبدأ قصة أخرى لمحمد علي طه باسم “المعركة”:[31]

إن أحد أهل بلدنا [..] اعتاد دائمًا أن يقول: خرّب بيتك وعلّم ابنك!. وهذا صحيح وحياة روح أمي.. فالقضية قد اكتشفها لي أحد أولاد المدارس قبل وقوعها وقال لي: احذر يا عباس! لكن الرصاصة عندما تطلق لن تُردّ.. والمكتوب على الجبين لا بد من أن ينفَّذ.[32]

هكذا يحذّر الشباب، طلاب المدارس، كبارَ السن من مغبّة تصرفهم ويكشفون لهم بعض الأمور والخفايا التي قد تنطلي على الجيل القديم غير المتعلم. والمعركة التي تتحدث عنها القصة تطرح قضية مشابهة للقضايا التي طرحت أعلاه، لكنها تبدو هنا أكثر حدة، فهي معركة بين حارتين في إحدى القرى على الانتخابات البرلمانية.

عزرا، الذي يمثّل الحاكم العسكري، ينثر الوعود في الحارتين لكي تصوّت الحارتان لحزب الحكومة، ويثير الضغائن بينهما زاعمًا أن الحارة الأخرى تطمع في رئاسة المجلس المحلي وفي الوظائف الهامة في البلدة، بل يصل الأمر به إلى الإيعاز لشيخ إحدى الحارتين أن يعود إلى الحارة بلا عقال مدعيًا أن الحارة المنافسة قد جرّدته من عقاله: شرفه وكرامته. وعندئذ يحمى وطيس المعركة ويقع الشقاق بين الحارتين. وتظهر نتائج الانتخابات فيحرز حزب الحكومة ما أراد ويحصل على جميع الأصوات من الحارتين. أما الوعود فلا ينفّذ شيء منها، وتبقى القرية كما هي بلا تطوير، ويبقى الشباب بلا عمل ولا وظائف.

وتنتهي القصة بما بدأت به من أن الشباب المثقف يعي ذلك، لكن الجيل القديم يرفض الأخذ برأيه أولاً ثم يندم في النهاية. هكذا يقدَّم جيل الشباب كطرف نقيض للمؤسسة وأعوانها ويشكّل خطرًا كبيرًا عليها لكشفه نواياها وتعريتها أمام الناس.

3- التيار الثالث عاصر الحكم العسكري لكنه لم يكتب عنه وكتب عن قضايا اجتماعية بعيدة كل البعد عن القضايا السياسية. هذا التيار نشر أعماله في الصحافة الحكومية أو الرسمية، وبعض كتّابه نشروا في الصحافة المستقلة، أو شبه المستقلة، وتحاشوا الخوض في القضايا السياسية، لكن التغيرات السياسية والاجتماعية والثقافية، والتي هي أكثر من أن تحصى في هذا السياق، قد أحدثت تغييرًا ملحوظًا على المجتمع العربي في إسرائيل. من أهم هذه العوامل التي أدت إلى التغيرات هنا نذكر التسهيلات الكبيرة في مجال الحريات بعد زوال الحكم العسكري وتزايد الوعي السياسي لدى الأقلية العربية في إسرائيل نتيجة للانفتاح على العالم العربي بعد حرب 1967 وازدياد عدد المثقفين خريجي الجامعات والتغييرات في مناهج التعليم -كل ذلك فتح أمام هذا التيار الطريق للتعبير عن رأيه بحرية.

أمام هذا التغيرات كذلك، وجد هؤلاء الكتاب أنفسهم أمام جمهور من القراء، سواء على المستوى المحلي، أو على المستوى العربي، يهمه أن يتعرف على ذلك التاريخ الكفاحي للأقلية الفلسطينية في إسرائيل.[33] وكانت تلك فرصة أمام هؤلاء الكتاب ليثبتوا وطنيتهم وانتماءهم القومي للأمة العربية، كما أنها كانت فرصة سانحة ليقوموا بعملية تنفيس عن مشاعرهم المكبوتة نتيجة خوفهم المستمر من السلطة. يمكن أن يدّعي البعض أن تعبير هؤلاء الكتاب عن تلك الفترة هو نوع من المشاركة المتأخرة لتسيير عجلة تندفع أصلاً بقواها الذاتية. ومهما يكن فقد رأى هؤلاء الكتاب أنه لا بدّ لهم من المساهمة في كتابة تاريخ هذه المسيرة الوطنية بأية طريقة، حتى وإن بدا ذلك للبعض أنها يقظة متأخرة.

أهم ممثل لهذا التيار هو الكاتب مصطفى مرار (1930-). ومرار كاتب غزير الإنتاج بدأ الكتابة منذ الخمسينات ونشر إنتاجه في الصحف الحكومية وشبه الحكومية. وقد عاصر الحكم العسكري ولم يكتب عنه إلاّ في فترة متأخرة جدًا في الثمانينات والتسعينات، أي بعد زواله بعشرين سنة تقريبًا.[34]

يحاول مرار في قصصه عن فترة الحكم العسكري أن يصوّر بعض المظاهر التي ميزت تلك الفترة، مثل منع التجول والتصاريح التي كان على المواطنين العرب الحصول عليها للتنقل من مكان إلى آخر، أو محاولة حصول المواطنين العرب على رخصة لحمل السلاح وما تطلّب ذلك من إجراءات مضنية وصعبة. كل تلك الأمور أدارتها أجهزة الأمن والمخابرات التي كانت الحاكم الفعلي للمواطنين العرب.

الأسلوب الذي استعمله مرار في قصصه هو أسلوب تهكمي يضفي على هذه القصص جوًا من الدعابة، ولكن في بعض الأحيان تضرّ هذه الدعابة بالقصص وتفقدها مرارتها. ولعل السبب الأساسي هو البعد الشعوري الذي ينشأ بسبب البون الشاسع بين الواقع المحكي وزمن القص.

في قصته “الشيوعي”،[35] يقص مرار نوادر عن الحكم العسكري تبعث على السخرية، فأحد الذين ينتمون إلى الحزب الشيوعي يريد الخروج من قريته لتوزيع مناشير للانتخابات. ولمـّا كان مساعد الحاكم العسكري مريضًا ولا مجال للحصول على تصريح بالخروج، فقد قرر هذا الناشط أن يخرج من القرية بلا تصريح. ولم يكد يهمّ بالخروج حتى اعترض طريقه ضابط الدورية وسأله عن تصريح الخروج، فذكر له الناشط الشيوعي أن ليس بحوزته تصريح فهدده بالاعتقال. لكن الناشط الشيوعي احتجّ بأنه لم يخرج بعد، فاتهمه الضابط قائلاً: “لكنك اعترفت بنيتك في الخروج”.[36]

نادرة أخرى توردها القصة مع البطل الشيوعي للقصة، إذ بدأ يساوم الضابط طالبًا إليه أن يمنحه إذنًا بالخروج من القرية مقابل يوم العيد الوطني (عيد الاستقلال) الذي يُسمح فيه للجميع بالخروج دون تصاريح، وهو مستعد للتنازل عن الخروج يوم الاستقلال من القرية مقابل السماح له بذلك في هذا اليوم. وبعد أخذ وردّ وافق الضابط على هذه الصفقة.

النادرة الثالثة في القصة هي أن الناشط الشيوعي أدرك ما ينوي الحاكم العسكري فعله، إذ أُعلن عن منع التجول وهو يوزّع المناشير في إحدى القرى. ومعنى ذلك أنه يخالف الأوامر، وهو مهدَّد بالموت. وتحيّر الشيوعي حين وجد نفسه في الشارع يوزع المناشير وحده، فما كان منه إلا أن التجأ إلى مركز الشرطة. وحين طُلب إليه المغادرة رفض ذلك لأنه كان يعرف نية الشرطة في التخلص منه وإطلاق النار عليه في الشارع بحجة مخالفته للأوامر.

بنفس النغمة الهزلية يسرد مصطفى مرار قصة أخرى باسم “رخصة سلاح” من نفس المجموعة.[37] وهذه القصة تحكي عن كيفية الحصول على سلاح في عهد الحكم العسكري، فمقابل الترخيص بحمل السلاح يُطلب من الحاصلين عليه أن يعملوا مخبرين ويأتوا بالأخبار من الخارج، وإن استحال الأمر فمن الداخل، سواء لصالح مصلحة الضرائب أو أية جهة حكومية أخرى، بحيث يرتبط مصيرهم بمصير المؤسسة. لكن الحاكم العسكري يقرر دون سابق إنذار أن يتبع نظامًا آخر أكثر جدوى فيغيّر من سياسته بحيث لا يشترط على من يمنح رخصة سلاح العمل مخبرًا، بل يلبي طلب كل من تقدّم للحصول عليها دون قيد أو شرط. وحين يحتجّ المختار، المتعاون مع السلطة، على تلك التسهيلات المفاجئة يخبره الحاكم ببساطة أن العرب لا يصوّبون مسدساتهم نحو “أبناء الدولة”، بل يشهرونها في وجوه بعضهم البعض. وهذه أفضل الوسائل ليختلفوا وتدبّ الفوضى بينهم.

■ ■ ■

لقد انطلقت المقاومة للسياسة الرسمية لحكومات إسرائيل بصورة رئيسية من خلال الحزب الشيوعي الإسرائيلي الذي ضّم بين صفوفه عربًا ويهودًا. وكان لهذا الحزب عدة منابر، من أهمها جريدة الاتحاد التي صدرت منذ عام 1944 واستمرت في الصدور بعد قيام الدولة حتى اليوم، ومجلة الجديد التي تأسست عام 1951 كملحق ثقافي لجريدة الاتحاد، ثم تحولت عام 1953 إلى مجلة مستقلة للثقافة صدرت بصورة منتظمة حتى عام 1991، وبشكل متقطع حتى عام 2001.[38]

الكتّاب الذين كتبوا في صحافة الحزب الشيوعي وجاهروا بمعارضتهم للخط الرسمي للحكومات في إسرائيل تعرضوا للسجن والإقامة الجبرية والطرد من وظائفهم في المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية. ولذلك كان هؤلاء الكتاب قلة قليلة،[39] بينما العديد من الكتاب لم يجرأوا على الكتابة في هذه الصحافة واختاروا صحفًا ومجلات موالية للحكومة والمؤسسات الرسمية، أو على الأقل اختاروا منابر ادّعت أنها منابر مستقلة وليست تابعة لحزب معين.[40] أهم منبر رسمي كان في الخمسينات والستينات هو صحيفة اليوم، وكانت هذه الصحيفة بتمويل نقابة العمال العامة (الهستدروت) ومحرروها من اليهود. أما مجلة المجتمع التي حررها الشاعر ميشيل حداد (1997-1919) فمثّلت التيار المستقل.[41] هذه بعض المنابر في الخمسينات والستينات، وقد ذُكرت هنا على سبيل المثال لا الحصر.[42]

إن تأثير التيار الماركسي -وخاصة من خلال القصة التي هي نوع أدبي مكتوب بعكس الشعر الذي يمكن نشره بالمشافهة- على القراء لم يكن كبيرًا، وذلك لأسباب موضوعية، إذ أن صحيفة الاتحاد ومجلة الجديد اعتبرتا في نظر المؤسسة الحاكمة صحفًا تحريضية، ولذلك لم يتردد الكتاب في النشر فيهما فحسب، بل القراء كذلك تخوفوا من المجاهرة بقراءتها في ظل الحكم العسكري. ومن هنا فالتحولات الاجتماعية والسياسية، التي اعتبرت قيمة عليا في الأيديولوجية الماركسية وسعى إليها الأدب الذي أبدعه الكتاب الذين ينتمون للتيار الأول، لم تطرأ على المجتمع العربي في إسرائيل خلال فترة الحكم العسكري بصورة ملحوظة.

وبالمقابل فقد لعب الفن القصصي دورًا هامًا في بناء الذاكرة الجماعية للأجيال الشابة، التي وعت في نهاية الستينات والسبعينات، وساهم في إبراز ما اقترفه الحكم العسكري بحق الجماهير العربية في إسرائيل خلال فترة فرضه عليها. لقد تحقق ذلك حين تهيأت الفرصة وتوفرت الوسائل على أرض الواقع لإحداث هذا التغيير بعد حرب 1967، وذلك حين اتسعت مساحة الحرية بصورة معقولة نسبيًا لتأدية وسائل الإعلام المستقلة والحزبية دورها في التعبير عن تلك القضايا. كما بات من السهل على القراء التعاطي مع مختلف هذه الوسائل بشفافية أكثر نسبيًا، ودون خوف أو تردد. لقد صدرت عدة مجموعات قصصية في السبعينات كانت تضم قصصًا كتبت في الخمسينات والستينات وتبعثرت في الصحف السيارة هنا وهناك، نذكر على سبيل المثال سداسية الأيام الستة وقصص أخرى لإميل حبيبي التي صدرت عام 1970، ومجموعة أزهار برية لحنا إبراهيم التي صدرت عام 1972.

ومن هنا يجوز القول كذلك إن الأدب العربي في إسرائيل حاول أن يلعب دورًا هامًا في إعادة بناء عالم أدبي أسطوري –ليس بالضرورة أن يكون عالمـًا حقيقيًا– لجعله في متناول جيل الشباب الذي لم يعاصر عهد الحكم العسكري في محاولة لكتابة شهادة تاريخية لا تخلو من موقف سياسي، يحمل، في معظم الأحيان، رسالة تعتمد في مكوناتها الأساسية على الأيديولوجية الماركسية بصورة واضحة ومكشوفة.

المدرسة الواقعية-الاشتراكية التي انتمى إليها التياران الأول والثاني وظّفت إمكاناتها الإعلامية -من خلال منابر الحزب الشيوعي- لتقديم صورة لمجتمع فلسطيني صامد-مقاوم خلال فترة الحكم العسكري. إن التيار -الجيل الثاني- الذي لم ينشر إنتاجه خلال فترة الحكم العسكري أبرز دور المقاومة التي تجلت من خلال جيل الشباب الذي وقف موقفًا صلبًا في وجه مخططات الحكم العسكري ورفض التماثل مع الجيل القديم الراضخ للمؤسسة والمتعاون مع رموزها التي سعت إلى تنفيذ سياسة عليا تجاه الجماهير العربية في البلاد.

إن الأعمال الأدبية، التي كتبت في فترة متأخرة جدًا في الثمانينات والتسعينات عن الحكم العسكري بأقلام كتاب آثروا الصمت، حاولت القيام بدور التسجيل الواقعي المسطّح لذلك العالم المنقرض. ويبدو أنها افتقدت في كثير من الأحيان حرارة الصدق وحيوية التجربة. ولعل هذا البرود مردّه تلك المسافة الزمنية الشاسعة التي فصلت بين وقوع الأحداث وقصّها، أو أن الهدف الذي سعت إليه هذه الأعمال ليس من الحدّة أو المشروعية بحيث يسوّغ لها الوجود كعمل تخييلي متكامل العناصر ونابض بالحياة من حيث التزامه بإقناع المتلقي أنه تصوير لواقع حي. وإذا كان كتاب هذا التيار –التيار الثالث- قد سعوا إلى تحقيق هدف ما فإنه بالدرجة الأولى يكمن في التنفيس عن مشاعر وخبايا مكبوتة –وقد تكون شخصية بالدرجة الأولى- لم يستطيعوا التعبير عنها في وقتها بسبب الخوف والتردد. أما الهدف التحريضي، سواء كان مقصودًا أم لا، فقد افتقده المتلقي تمامًا.

(عن “المجلة”، إصدار مجمع اللغة العربية، حيفا، عدد 2، 2011)

..

ثبت بالمراجع:

إبراهيم، 1959        إبراهيم، حنا (1959)، “بعد عشر سنين”، الجديد، ع 12، ص 29-18.

إبراهيم، 1972        إبراهيم، حنا (1972)، أزهار برية، حيفا: الاتحاد.

إبراهيم، 2000        إبراهيم، حنا (2000)، أزهار برية، بيت بيرل: دار النشر العربي، ط 2.

أبو حمد، 1969       أبو حمد، عرفان، نجيب نبواني ونير شوحيط (1969) (إشراف وتحرير)، البئر المسحورة وقصص أخرى، عشرون قصة بقلم 12 أديبًا عربيًا إسرائيليًا، تل أبيب: دار النشر العربي.

أبو صالح، 2010      أبو صالح، سيف الدين (2010)، الحركة الأدبية العربية في إسرائيل، حيفا: مجمع اللغة العربية.

أنيس والعالم، 1989  أنيس، عبد العظيم ومحمود أمين العالم (1989)، في الثقافة المصرية، القاهرة: دار الثقافة الجديدة، [1955].

توما، )1960أ)        توما، إميل (1960)، “القصة العربية في إسرائيل”، الجديد، ع 6، ص 21-16.

توما،1960 (ب)      توما، إميل (1960)، “القصة العربية في إسرائيل”، الجديد، ع 7، ص 21-16.

توما،1960 (ج)       توما، إميل (1960)، “القصة العربية في إسرائيل”، الجديد، ع 11، ص 27-23.

توما،1960 (د)        توما، إميل (1960)، “القصة العربية في إسرائيل”، الجديد، ع 12، ص 49-45.

حبيبي، 1954(أ)      حبيبي، إميل(1954)، “الإنسان هدف الأدب وموضوعه”، الجديد، ع 3، ص 43-35.

حبيبي، 1954(ب)    حبيبي، إميل (1954)، “بوابة مندلباوم”، الجديد، ع 5، ص 29-25.

حبيبي، 1970          حبيبي، إميل (1970)، سداسية الأيام الستة وقصص أخرى، حيفا: الاتحاد.

خوري، 1961         خوري، سليم (1961)، الوداع الأخير وقصص أخرى، تل أبيب: مطبعة دوكمة.

دكروب، 1990        دكروب، محمد (1990)، الأدب الجديد… والثورة، بيروت: دار الفارابي، ط 3.

دكروب، 2001

دكروب، محمد (2001)، تساؤلات أمام “الحداثة” و”الواقعية” في النقد العربي الحديث، دمشق: دار المدى للثقافة والنشر.

سلمان، 1960        سلمان، فرج نور (1960)، أبرياء وجلادون، عكا: المطبعة التجارية.

الشرق، 2000        الشرق (2000)، ملف خاص عن مصطفى مرار، مجلة الشرق، ع 1، كانون الثاني- آذار.

شكري، 1979        شكري، غالي 1979))، الأدب والماركسية، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر.

صالح، د.ت.           صالح، عبد المطلب (د.ت.)، دراسات في أدب الواقعية والواقعية الاشتراكية، منشورات البيادر.

طه، 2001            طه، إبراهيم (2001)، قصّ الأثر، تأصيل التجربة القصصية عند محمد علي طه، عكا: الأسوار.

طه، 1964            طه، محمد علي 1964))، لكي تشرق الشمس، الناصرة: مطبعة الحكيم.

طه، 1965            طه، محمد علي (1965)، “إسبانيا”، الجديد، ع 4، ص 35-34.

طه، 1969            طه، محمد علي (1969)، سلامًا وتحية، عكا: دار الجليل للطباعة والنشر.

طه، 1974            طه، محمد علي (1974)، جسر على النهر الحزين، حيفا: منشورات عربسك.

طوبي، 1954          طوبي، توفيق (1954)، “ليذهب أدباؤنا إلى الشعب ففي أفواهه يجدون قصص الشعب وأمانيه”، الجديد، ع 3، ص 50-44.

العالم، 1989         العالم، محمود أمين (1989)، مفاهيم وقضايا إشكالية، القاهرة: دار الثقافة الجديدة.

عباد، 1993           عباد، عبد الرحمن (1993)، القصة والأقصوصة الفلسطينية، دراسة تحليلية في أدب مصطفى مرار، باقة الغربية: منشورات شمس.

عباسي، 1998        عباسي، محمود (1998)، تطور الرواية والقصة القصيرة في الأدب العربي في إسرائيل (1976-1948)، حيفا: مكتبة كل شيء، وشفاعمرو: دار المشرق.

غنايم، 1990          غنايم، محمود (1990)، “أزمة النقد الحديث، إشارات على طريق البحث”، الجديد، ع 3-4، ص 4-10.

غنايم، 1994          غنايم، محمود (1994)، “محمد علي طه، كاتب يلتصق بأرض الواقع شكلًا ومضمونًا”، الشرق، ع 3، ص 8-15.

غنايم، 1995          غنايم، محمود (1995)، المدار الصعب، رحلة القصة الفلسطينية في إسرائيل، جامعة حيفا: منشورات الكرمل، وكفر قرع: دار الهدى.

غنايم، 2004          غنايم، محمود (2004)، الجديد في نصف قرن، مسرد ببليوغرافي، بيت بيرل: مركز دراسات الأدب العربي، وكفر قرع: دار الهدى.

غنايم، 2010          غنايم، محمود (2010)، “محمود أمين العالم: بين السياسة والأدب”، المجلة، مجلة مجمع اللغة العربية في حيفا، ع 1، ص 125-140.

فاعور، 2001          فاعور، ياسين (2001)، القصة القصيرة الفلسطينية، ميلادها وتطورها (1990-1924)، دمشق: اتحاد الكتاب العرب.

فاهوم، 1957          فاهوم، يحيى (1957)، الفلاحون في الأرض وقصص أخرى، الناصرة: مطبعة الحكيم.

فرح، 1956(أ)        فرح قعوار، نجوى (1956)، دروب ومصابيح، الناصرة: مطبعة الحكيم.

فرح،1956 (ب)      فرح قعوار، نجوى (1956)، عابرو السبيل، بيروت: دار ريحاني للطباعة والنشر.

فرح،1963             فرح قعوار، نجوى (1963)، لمن الربيع، الناصرة: مطبعة الحكيم.

فضل، 1986          فضل، صلاح (1986)، منهج الواقعية في الإبداع الأدبي، بيروت: دار الآفاق الجديدة، ط 3.

القاسم، 1987       القاسم، نبيه (1987)، دراسات في الأدب الفلسطيني المحلي، عكا: الأسوار.

القاسم، 2003        القاسم، نبيه (2003)، الحركة الشعرية الفلسطينية في بلادنا، كفر قرع: أ. دار الهدى.

المحرر، 1953          المحرر (1953)، “لنشحذ في معركة الشعب سلاح الأدب”، الجديد، ع 1، ص3-4.

مرار، 1988           مرار، مصطفى (1988)، القنبلة الشرقية، عكا: الأسوار.

مروّة، د.ت.             مروّة، حسين (د.ت.)، الموقف الثوري في الأدب، منشورات الفكر العربي.

معمر، 1957          معمر، توفيق (1957)، المتسلل وقصص أخرى، الناصرة: مطبعة الحكيم.

موريه وعباسي،1987  موريه، شموئيل ومحمود عباسي (1987)، تراجم وآثار في الأدب العربي في إسرائيل 1986-1948، القدس: المجلس الشعبي للثقافة والفنون، معهد هاري ترومان للأبحاث، الجامعة العبرية، وشفاعمرو: دار المشرق للترجمة والطباعة والنشر.

نقولا، 1955           نقولا، جبرا (1955)، “القصة التي نريدها”، الجديد، ع 5، ص 18-8، ص 47-45.

כבהא, 2006               כבהא, מוסטפא (2006), העיתונות הערבית בישראל 1984- 2006 כמכשיר לעיצוב זהות חדשה, אוניברסיטת תל אביב: מכון חיים הרצוג.

 Al-Haj, 1988

Al-Haj, Majid, (1988), “The Arab Internal Refugees in Israel: The Emergence of a Minority within the Minority,” Immigrants and Minorities, 7 (2), pp. 149–165.

Ghanayim, 1994                                                                                         Ghanayim, Mahmud (1994), “Mahmud ‘Amin al-‘Alim Between Politics and Literary Criticism”, Poetics Today, 15:2, pp. 321-338.

Ghanayim, 1998                                                                                         Ghanayim, Mahmud (1998), “A Magic Journey: the admission of Palestinian fiction in Israel to the Arab world”, Arabic and Middle Eastern Literatures, vol. 1, no. 2, pp. 205-222.

Ghanayim, 2008                                                                                         Ghanayim, Mahmud (2008), The Quest for a Lost Identity: Palestinian Fiction in Israel, Wiesbaden: Harrassowitz.

Taha, 2002                                                                                                  Taha, Ibrahim (2002), The Palestinian Novel: A Communication Study, London: Routledge Curzon.


* جدائل المرأة وجداول الماء لم ترد في النص الأصلي، وقد لاءمت ذلك للغة العربية.

[1] تم اختيار القصة القصيرة لأنها أسرع إلى الاستجابة للتغيرات الاجتماعية والسياسية من الرواية. أما الشعر، فالتعامل معه يحتاج إلى أدوات نقدية مختلفة لمعالجة هذا الموضوع.

[2] انظر محمد دكروب حول تعريفه للواقعية الاشتراكية، وهو فهم يطرح هذه القضية بصورة بسيطة وواضحة وبعيدة عن التعقيدات، كما أن دكروب من الكتّاب الذين كانت لديهم حظوة لدى تيار الواقعية الاشتراكية في الأدب العربي في إسرائيل. يقول دكروب: “إن هذا التعبير [الواقعية الاشتراكية] يشمل أساسًا، الكتاب والأدباء والفنانين الماركسيين أو الاشتراكيين بشكل عام. هذا يعني أن هؤلاء الكتاب والأدباء والفنانين ينطلقون في أعمالهم الفنية، كما في حياتهم، من (موقف) عام تجاه الناس والأشياء والأحداث… هذا الموقف الماركسي، الواعي لطبيعته الطبقية، هو ما يميز كتاب “الواقعية الاشتراكية” عن الآخرين. ومن شأن هذا الموقف أن يغني رؤية الفنان لحركة الواقع، فيراها في شمولها وتعقدها وترابطها، وخصوصًا في تطورها الثوري” دكروب، 1990، ص 109. انظر كذلك أهم سمات الواقعية الاشتراكية كما تجلت في الأدب العالمي وتناولها النقاد العرب، صالح، د.ت.، ص 32-9؛ شكري، 1979، ص 47-41؛ فضل، 1986، ص 93-59.

[3] راجع مثلاً: المحرر، 1953، ص 4-3؛ حبيبي، 1954(أ)، ص 43-35؛ طوبي، 1954، ص 50-44؛ نقولا، 1955، ص 18-8، ص 47-45.

[4] راجع مقالات توما، )1960أ)؛ 1960(ب)؛ 1960(ج)؛ 1960(د).

[5] المجموعات القصصية التي صدرت في فترة الحكم العسكري كانت قليلة جدًا. وهذه المجموعات هي: خوري، 1961. سلمان، 1960. طه، 1964. فاهوم، 1957. فرح، 1956(أ)؛ 1956(ب)؛ 1963. معمر، 1957.

[6] دفاع عن الواقعية الاشتراكية أو المنهج الماركسي، انظر دكروب، 2001، ص 132-111، وخاصة ص 122-121، ص 132-130.

[7] انظر عينة من المقالات النقدية التي دعت إلى تصوير الواقع بصدق والالتزام بتسجيله بأمانة… إلخ، وخاصة مقالات الناقد الماركسي إميل توما في: القاسم، 1987.

[8] انظر تأثير هذه المدرسة النقدية في الخمسينات والستينات في العالم العربي، العالم، 1989، ص 253-249. لا بد من الإشارة هنا إلى تصدير أفكار هذه المدرسة إلى الأدب والنقد الفلسطيني في إسرائيل في هذه الفترة، وخاصة على أثر تعاظم تأثيرها في الفترة الناصرية. أنيس والعالم، 1989[1955]. انظر كذلك: غنايم، 1990، ص 4-10؛ Ghanayim, 1994, pp. 321-338;  غنايم، 2010، ص 125-140.

[9] ينتمي لهذا التيار كتاب أمثال حنا أبو حنا، إميل حبيبي، محمد خاص، توفيق زيّاد، فرج نور سلمان، يحيى فاهوم، حبيب قهوجي، نمر مرقص، توفيق معمر وغيرهم. قسم كبير من كتّاب هذا التيار لم يواظب على الكتابة القصصية واكتفى بنشر بعض القصص في الصحف ثم انقطع عن الكتابة.

[10] الكتاب الأول الذي صدر لحنا إبراهيم كان مجموعة أزهار برية. انظر إبراهيم، 1972.

[11] الاقتباسات من إبراهيم، 2000، ص 104-92.

[12] نشرت القصة بداية تحت عنوان آخر: “بعد عشر سنين”. إبراهيم، 1959، ص 29-18.

[13] إبراهيم، 2000، ص 95-94.

[14] ن. م.، ص 104.

[15] انظر كذلك قصة “متسللون”، إبراهيم، 2000، ص 78-72، إذ تقدّم سارة اليهودية المساعدة لمتسللين عرب فتؤويهم وتقدم لهم الطعام إشفاقًا على العجوز وابنته التي تحمل بين يديها طفلاً. سارة تمثّل المواطن الإسرائيلي الذي يختلف في أفكاره وممارساته عن السلطة، فبعد أن خرج العجوز وابنته وطفلها من بيت سارة باتجاه الحدود لاقوا حتفهم على يد الجيش الإسرائيلي لاعتبارهم متسللين.

[16] هذا الصراع الطبقي يبرز كذلك في قصة “متسللون”، إذ تقدَّم السلطة الإسرائيلية كطرف ظالم لا يقمع العرب فحسب، بل يسعى كذلك إلى تضليل اليهود عبر تزييف الحقائق في وسائل الإعلام وغيرها لتشويه صورة اللاجئين الذين يسبغ عليهم صفة المتسللين الذين يهددون أمن الدولة.

[17] حبيبي، 1954(ب)، ص 29-25.

[18] حبيبي، 1970، ص 17.

[19] انظر: Ghanayim, 1998, pp. 210-212.

[20] أهم كتّاب هذا التيار، التيار الثاني، زكي درويش، توفيق فيّاض ومحمد نفاع.

[21] حول الكاتب وأدبه، انظر طه، 2001؛ غنايم، 1994، ص 8-15.

[22] انظر أعلاه ملاحظة رقم 5.

[23] طه، 1969.

[24] ن. م.، ص 36-29. ظهرت القصة لأول مرة في مجلة الجديد. انظر طه، 1965، ص 35-34.

[25] انظر: Al-Haj, 1988, pp. 149–165.

[26] طه، 1969، ص 30.

[27] ن. م.، ص 35.

[28] ن. م.، ص 35-36.

[29] طه، 1974.

[30] ن. م.، ص 22.

[31] ن. م.، ص 34-25.

[32] ن. م.، ص 25. انظر كذلك نهاية القصة، ص 34.

[33] انظر غنايم، 1995، “رحلة القصة نحو التقنين”، ص 281-328.

[34] حول بعض إنتاج مصطفى مرار، راجع موريه وعباسي،1987 ، ص 211-208؛ عباد، 1993؛ ملف خاص من مجلة الشرق، 2000.

[35] مرار، 1988، ص 59-55.

[36] ن. م.، ص 56.

[37] ن. م.، ص 105-101.

[38] انظر غنايم، 2004، ص xxxix-vii.

[39] يرى الناقد اللبناني حسين مروّة أن معظم الكتاب الفلسطينيين داخل إسرائيل ينتمون للتيار الماركسي. انظر مروّة، د.ت.، ص 43-36. حول بوادر هذه المدرسة، انظر فاعور، 2001، ص 224-211، لكني أميل إلى موافقة البروفيسور إبراهيم طه في ملاحظته أن الكتابة القصصية السياسية كانت قليلة مقارنة بالكتاب الذين طرحوا قضايا اجتماعية، وحاولوا عدم الخوض في مواضيع قد يشتمّ منها مقاومة السياسة الرسمية. انظر:  Taha, 2002, pp. 15-16, and fn. no. 13, pp. 200-201.

[40] للتوسع انظر: Ibid, 2002, pp. 11-29; Ghanayim, 2008, pp. 1-17.

[41] انظر مجموعة من هؤلاء الكتاب في: أبو حمد، 1969. وهؤلاء الكتاب هم: نديم نعمة بطحيش، منعم حداد، سليم خوري، زكي درويش، نجيب سوسان، فريد وجدي الطبري، محمد علي طه، محمود عباسي، إلياس ميخائيل عوض، قيصر كركبي، مصطفى مرار وعطالله منصور. من الجدير بالذكر أن محمد علي طه وزكي درويش على وجه الخصوص نشرا إنتاجهما كذلك منذ منتصف الستينات في منابر الحزب الشيوعي، لكنهما لم يتحوّلا نهائيًا عن الكتابة في الصحافة الرسمية وشبه الرسمية. أما الكتاب الآخرون فنشروا معظم إنتاجهم في المنابر الرسمية وشبه الرسمية حتى فترة متأخرة. انظر: Ghanayim, 2008, pp. 1-17; عباسي، 1998، ص 59-57.

[42] للاستزادة والتفصيل حول الصحافة الأدبية في هذه المرحلة، انظر أبو صالح، 2010، ص 24-61؛ القاسم، 2003، ص 64-89. وحول الصحافة العربية عامة في إسرائيل، انظر: כבהא, 2006.

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>