ملثّم في المعركة الفائضة/ حمزة غنايم

ملثّم في المعركة الفائضة/ حمزة غنايم

إمضِ إلى بؤسِك مُتّكئاً
على الزّادِ الأخيرِ من الرشد
هذا إن كان لديك…

kandinsky

.

|حمزة غنايم|

> 

سوء تفاهم رقم 1

كي يُماطَ ثمّةُ لِثامٍ

وآخرٌ… يعقبُه آخرٌ،

وبينَ بينَ ما غفِل عنه قلبي،

إلى أن ألمِسَ قاعَ مأربي

مِن كلِماتي فيكِ وعنكِ،

وجبَ اعتزالُ الحياةِ والشبابِ،

وجبَ الجهادُ في وجهِ المستقبلِ…

إلى أن يتلاشى السّراب.

وجبَ انتحارُ الماضي

كي أجترحَ دمَ المعنى الماضي

في عروقِ حُلُمي هَهنا،

في  هذا الوجود.

.

سوء تفاهم رقم 2

لا شيءَ يسمو فوقَ رِضاكِ

يا من أحببتُ…

خِلسةً،

وبِكلِّ ارتباكِ.

.

والعجزُ موّالي الطّويل…

.

عجزٌ أمامَ بحرِ صبرِك-الحريقِ

لَكأنّي قارِبٌ يبتعِدُ فيكِ

إلى أن فاضَ الصّبر

على مَن صُبِرَ عليه.

وهكذا دواليك…

.

والعجزُ موّالي الطّويل…

.

عجزٌ أمام كواليسِ إِرادتكِ

يا أمّاه…

وإن ترجمَتها عينايَ

إلى شبهِ خُذلانٍ مِن الموجود

قلَّ أمِ ازدادَ…

لقد سبق أن روّضتِ ماردي

(يا أمّي)

بلجوئِك دوماً إلى نفس الردود

.

سوء تفاهم رقم 3

هل تعلمينَ يا أمّاه

أنّي نقيضُ اللاّ مُبالاةِ

في كُلِّ مرةٍ تنفلتُ مِن وراءِ قُضبانِ عينيكِ

أزمةُ سيرِ حُبِّكِ اللاّ متحركِ

مِن هيبتِه… فهيبتكِ

.

والدّربُ طويلٌ يا أماه.

.

والعجزُ سلاسلُ سِجّيلٍ في سمائي

يا أمّاه…

فلا يومي يلتهِمُ حُبّي لكِ

ولا يومُكِ قُدس أقداسِ حبّكِ لي.

مبدئيّاً أتساءلُ في مسائي

هل فيكِ ما يكفيني من رضاكِ.

.

سوء تفاهم رقم 4

كيفَ يكونُ ذلِكَ الشّيء العديمُ الصّورةِ،

هو مُخطّطُ الله على قطعةِ أرضِنا المهجورةِ

يا أمّاه…؟!

إلاّ مِن الحُب!

.

سوء تفاهم رقم 5

كيفَ يُريد الله شيئاً لا ترغبين بِه؟

هل لديكِ…

مبدئيّاً أتساءلُ…

تفسير آخر لخرائطِ الله

المكرّسةِ لحلُمنا العسير؟!

.

سوء تفاهم رقم 6

عَجبي على التِزام الرّوح العارِجةِ

صوبَ عِرفانٍ بجميل ربّها،

بالإبهام المُدَعّمِ بأمّهات الصّبر!

في حين لا يخلو قلبي فيهِ من حبّكِ،

إلاّ ما عاقبتِني فيهِ من هجر!

مبدئياً أتساءل…

لِمَ كلُّ هذا العُسر

ريثَما يتيسّرُ القليلُ بيننا من يُسر؟!

.

والصّبحُ قريبٌ يا أمّاه!

.

سوء تفاهم رقم 7

تخيّلي يا أمّاه ماذا لو

شرّعتُ أبوابَ بيتي-

الّذي هو بيتُك

أمامَ جحافلِ المنطِقِ…!

تخيّلي…

لخسِرنا المعركةَ فالمكانَ فالزّمان،

لاستوقفتُ الجملَ وتهجّمتُ على الهجّان…

وقلتُ للجملِ والهجّان في ذاتِ الآن…

“كلاكُما بشِعان،

أُبرُخ أيّها البشِع

لا حاجةَ لي بك…

لا بِخُفِّك…

لا بمسيرتك

قُل لِهجّانِك (لقد) فات العهد

ولا حاجةَ لكَ بِمثاقيلي،

وبقشٍّ من شأنهِ خلعُ صفاتكَ عنكَ.

ماذا بعد؟!

*

إمضِ إلى بؤسِك مُتّكئاً

على الزّادِ الأخيرِ من الرشد

هذا إن كان لديك…

إذًا صه…

وقبِّل نَفَسَكَ قبلَ كَسوِك

بِرذاذِ الرِّمال الحارقة

يا أيّها البائد مِن حمِيّةِ النِّيّة

(< قبِّل يدي “هنيّة”>!)

يا أيّها البائدُ من حميّة النّية

قبّل يديّ هنيّة..

عسى أن يسمو اسمُها صوب معناه،

>

والصُّبحُ قريب يا أمّاه!

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>