أحبّ /عصام حسن

أحبُّ صديقي يكلّمني/ عن حزنهِ الشفيف/ وعن فرحهِ/ وعن سوء تدبيره/ وعن ظلّ أمهِ القصير/ تنقره دجاجاتها البلهاء/ فأصغي رغم انشغالي/ كورقة طافية في جدول ماء!

أحبّ /عصام حسن

روبرتو ويغاند، "السائر على الحبل المشدود"، فن رقمي وألوان بخّاخة

>

|عصام حسن|

عصام حسن؛ تصوير: أشرف زينة

أحبُّ الرجلَ ينشر ثياب زوجته على حبل الغسيل

ويدعو جاره المذهول إلى فنجان قهوة قائلاً:

عمتَ صباحاً يا جار الرضى!

.

أحبُّ المرأة تُدندِنُ أغنيةَ حُبٍّ

وهي عائدة من عملها منهكة

تفكّرُ كيف ؛ ومن أين ستبدأ بتقبيل حبيبها

العاطل عن العمل من غير ذنب!

.

أحبُّ الجدّاتِ اللواتي يوزعنَ الحلوى

على أحفادهن وهنَّ يضحكنَ بخبثٍ

ويسألنَ عن أحوال “الزبورة” و “الكسكوس”

ثم بخبثٍ أكثر، وأكثر يتصنَّعنَ الحياء!

.

أحبُّ الطفلَ الشقيّ

يسألني عن الله

ثم يقول لي باعتدادٍ

وبلا خوفٍ منّي:

وأنا كمان بس اكبر بدّي صير الله”!

.

أحبُّ الصبيّة العاشقة

لو سُئلتْ عن حبيبها قالتْ:

حبيبي بنفسجٌ

ثم تخجل وتضحكُ

كأن الحكاية كذبة

وكأنّ حبيبها من نسج الخيال!

.

أحبُّ العاشقَ “اللذيذ” يقبّل حبيبته

فوق جبينها

وفوق عينيها

وفوق عنقها

وفوق انحناءة خصرها

وفوق

وفوق

وفوق

كل مكان!

.

أحبُّ الأمَّ تبتسم قائلةً

لو انكسر الصحنُ بيد ابنتها:

انكسرَ الشرُّ” يا حبيبتي

وما كان الشرُّ لينكسرَ

لولا ابتسامتها

ولولا غمّازتها

التي تبتسمُ بدورها فوق خدّها

كلّما فاجأها الابتسام

.

أحبُّ صديقي يكلّمني

عن حزنهِ الشفيف

وعن فرحهِ

وعن سوء تدبيره

وعن ظلّ أمهِ القصير

تنقره دجاجاتها البلهاء

فأصغي رغم انشغالي

كورقة طافية في جدول ماء!

.

أحبُّ الشجرة لو أزهرتْ في غير أوانها

قالت لسائلها عن سرّها:

هذا لأني أحبُّ الإِزهار

أحبُّ بلادي بلا سببٍ

كأني طيرٌ في سماء

(2012.10.23)

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>