وداعا “مثليون ونص”، فجميعنا “كويريّات”

هل ساهمت “مثليون ونص” بتغيير الخطاب المجتمعي بين الناس حول المثلية الجنسية وبالذات في فلسطين؟

وداعا “مثليون ونص”، فجميعنا “كويريّات”

"كويرز"، أنيت لورانج

|راجي بطحيش|

 

اِنطلق قبل عام بالضبط موقع “قديتا” الثقافي، ومعه انطلقت زاوية “مثليون ونص”، التي أثارت جدلا ونقاشا واسعيْن في الأوساط الثقافية الفلسطينية خاصة والعربية عامة. والحقيقة أنه عندما جلسنا أنا وعلاء حليحل وحنين معيكي لحبك خطوط هذه “المؤامرة” ضدّ ثوابتنا الوطنية والاجتماعية، أو هذه المغامرة التحرّرية، لم نكن نعرف إلى أين سنصل. كان المجهول واللايقين ما نراه قبالتنا حتى إنّ بعضنا اعتقد أنّ “مثليون” لن تستمرّ أكثر من شهر، وقد تكون عبارة عن خدعة بصرية-ترويجية لإطلاق الموقع عامة، وافتعال صخب من حوله.

وبعد عام من انطلاق هذه التجربة أجد لديّ الكثير من الاعترافات التي أودّ إشراك القراء المخلصين الذين أسعدونا برقيهم طوال هذه الفترة فيها. أول هذه الاعترافات وقد يكون آخرها: أنني لم ولن أومن مرة في حياتي بأنّ ثمة كتابة مثلية وكتابة غيرية.. أو خطاب مثلي وخطاب غيريّ، وبالتالي كنت دائمًا ضدّ “غيتو” المثليين كنتاج للثقافة الغربية التي سعت لعزل المثليين في مربعات ثقافية وترفيهية في مراكز المدن الكبرى. لطالما آمنتُ (ولو بشكل فطري ساذج) بالثقافة المتحرّرة والمتعدّدة جنسيا مقابل الثقافة الأبوية الدينية القامعة. لكنّ اللحظة التاريخية كانت تحتم تلك الانطلاقة على شكل “مثليون ونص”؛ فالحاجة لهزّ جمود المجتمع ونفض الغبار عنه ليتحرّك من الوحل والضياع الذي يغوص فيه، كانت أكبر من جدل “الغيتو” وما خارجه. كانت هناك رغبة جارفة بتحرير اللغة وتوسيع حدود احتمالها واحتمالاتها وقذف القراء بلغة جنسانية وجسدية لم يعهدوها من قبل، تحمل شحنات كبيرة من الإيروسية وأحيانا الإباحية تحت غطاء المقولة المثلية والعشق المثلي، عبر نصوص أدبية ومقالات ودراسات حصرية ودراسات منقولة، وخواطر ربما نكون قد أخطأنا في تقييم بعضها- وهذا اعتراف آخر.

كانت الصدمة كبيرة في البداية وخاصة أنّ “مثليون ونص” لم تكن ضمن مجلة مثلية، كما هو الحال في لبنان والمغرب ومصر، بل ضمن موقع ثقافي هو ضمنيًا “غيريّ” ومفتوح افتراضيًا بشكل طبيعي للجميع. إضافة للصدمة احتدم الجدل الصاخب الذي ما لبث أن تراجع وحدثت حالة من التطبيع مع الزاوية ومضامينها. لقد قرّرنا في اجتماع ضمّ رئيس تحرير موقع “قديتا” ومديرة جمعية القوس للتعددية الجنسية في مدينة يافا الشهر الماضي، أن نستبدل هذه الزاوية بشكلها الحالي وأن نُخرج مضامينها من “الغيتو” المثلي إلى رحاب أوسع وأشمل وأعمق يضمّ التعددية الجنسية بكافة أشكالها، إضافة إلى كلّ ما يتعلق بالجنسانية والنوع، وثقافة أحرار الجنس بشكل عام (الكويرز). وقد اخترنا اسم “كويريّات” للباب الجديد؛ ففي نهاية الأمر جميعنا -كقيّمين على الموقع ومحررين وكتاب وحتى قراء- يمكننا أن نعتبر أنفسنا بشكل أو بآخر  ”أحرار جنس” وأحيانا “تعدديي الجنس”، إن لم يكن جسديا فعلى الأقل نفسيا.

لذلك، ومن نقطة التحول هذه، أدعو جميع كتاب “مثليون ونص” والكتاب والناشطين عامة  وخاصة ضمن ثقافة “الأندر جراوند” الآخذة بالإتساع، لتزويدنا بمساهماتهم في الزاوية الجديدة-القديمة بكلّ ما يتعلق بالهوية الجنسية والجنسانية والثقافة الكويرية، وتلك المساحات الرمادية الشاسعة التي تسمّى الجّندر والنوع.

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

6 تعقيبات

  1. فعلا, ردي إجا متأخر لاني كنت فكرت موقع قديتا اعاد النظر بصفحة مثليون و نص. و فعلا, اكتشفت هالشي انو صحيح. تعبير كوير بالنسبة الي تعبير مرفوض و ما بدي ادخل بحيثياته. انا مثلي و كنت سعيد بأن أجد زاوية بموقع قديتا للحديث عن ميولي, اما الآن, فانا جزء منكم, يعني حاسس بنوع من التهميش. و فعلا متل ما حكى الحلو الي فوق: جيتو تكحلوها عميتوها. اللي بيدخل بتعمق باي موضوع رح يلعن ابوه, كالعادة. مثلا, لو دخلتم بجدلية أي موضوع, ستغيرون الصورة. انا كنت أحب مثليون و نص لانو كان انتصار الي, كويريون انتصار للجميع, و انا بفضل انتصاري الشخصي على انتصار المجتمع حتى لو شملني. سموه قوقعة, انا مبسوط ع قوقعتي, لانو العمر قصير و انا مش فاضي اتحمل كل واحد عندو ميول جنسية ييجي يشطح فيها. بداخلي بعرف انو قراركم كان قرار حكيم, بس برضو كان قرار غير منصف للمثليين. يعني ماتت زاويتنا؟ هلأ بدنا نبلش نحكي بالسكس؟ عادي, كان سميتو زاوية الفحشاء و المنكر, او زاوية الفسوق, او اي شي تاني, اصلا كوير هي شبه مرادف لكلمة فاسق, و لو كان المعنى الحرفي الها: غريب. كان سميتوها زاوية الفيتش, انا بعرف غايز بحبو رجلين الشباب و ما بينمحنو اللا ع هالشي, و بعرف زلام بلبسو كلاسين مرتهم و بخلو مرتهم تنيكهم, يعني عادي, المهم المساحة بطلت إلي و شكرا كتير يا قديتا.

  2. اول مرة زرت فيها موقع قديتا فرحت واحسست ان هذا هو موقعي, ولهذا تعطشت كل السنين, وليس فقط لكوني مثلي. ولطبيعة الموقع, كونه ليس موقع اخبار يتجدد ساعة بساعة مثل باقي “المواقع” المشهورة, كنت ازور الموقع مرة بالاسبوع اتفحص كل جديد, وكانت الزيارة تستمر ساعات احياناً, وبالطبع كنت اتلهّف لجديد زاوية مثلوين ونص.. بالأمس زرت الموقع لأجد ان لا مثليون ونص هناك, وأن الموقع احتفل بسنة لعيد ميلاده, وادركت أنها خطوة مقصودة.. راجي عزيزي كلامك هنا وهذه المرة لم يقنعني.. يمكن ان تكون فكرة تغيير الاسم جميلة, ولكنكم اخترتم اسم غريب, عجمي, وغير مفهوم, واظن انها ايضاً خطوة مقصودة, فان السبب الحقيقي هو ليس خوفكم وقلقكم على قوقعة المثليين, بل ان ضغط المجتمع عليكم, وبالاخص ضغط اولائك الذين شعروا بالاهانة بأن يحوي موقع باسم قرية فلسطينية مهجرة, زاوية مثل مثليون ونص..!! والّا ما السبب في رمي هذه الزاوية في الزاوية من موقعكم؟ ألكي يعجز القارئ البسيط الذي سيدخل غداً الى موقعكم من فهم مغزى هذه الزاوية المهملة حتى لو رأى مقالات مثيرة للجدل؟؟ انا لست متفاجئاً, ولا يحق لي لومكم, فأنا ايضاً متأثر جداً من المجتمع ولا املك الجرأة حتى على ابراز “المثلي ونص” عندي. بكل الأحوال, بعدما ودعتم زاوية مثليون ونص, اودعكم واتمنى لكم النجاح..
    وبالمناسبة, اعترافكم بأن ميزانية الموقع هي صفر بحد ذاته يعتبر فشل, ويذكرني بسنين مضت كانت تعترف بها صحيفة عريقة بميزانيتها الصفر ولم تزل, ومنذ تلك السنين لم نشهد اي تقدم او اي هبة نوعية عندها.. كانت ولا زالت متقوقعة, وهكذا كما يبدو الحال عندكم..!

  3. تمخض الجبل فولد فأرًا!
    محتفلين؟ على شو؟ وداعًا مثليون ونص، انحكم عليكي بالإعدام!!!
    حاسس كإنو حدا صادرلي مساحة كنت كتير أحبها وبتعنيلي.. من شان الله عيدو النظر بالحلة الجديدة!!

  4. هنيئًا حشط الزاوية لمكان مهمل بلا ألوان أسفل الموقع!!!!
    أما شو هالتغيير، إشي فلع!!
    اجيتو تتكحلوها عميتوها
    :( :@

  5. قدمًا في اختراق جدار الصمت

  6. مبروك الزاوية في حلتها الجديدة. أعتقد بان الانتقال الى كويريات هي خطوة صحيحة في الوقت الصحيح. شكرا لكل من يعمل على انجاح الزاوية.

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>