قصة وفاء/ مجد كيّال

في ليلة باردة، قَرَأتْ الرسائل الجنسية التي كان يخبئها. كادت تجهش بالبكاء، لكنها انتعشت فجأةً كأنّ همًا قد انزاح عن صدرها، واتصلت بعشيقها من دون خوف

قصة وفاء/ مجد كيّال

"لوحة الخيانة"، داروين ليون

|مجد كيّال|

 

١

كانا يحبان بعضهما البعض حبًا عظيمًا. يعرفان بعضهما البعض معرفة هي الأعمق: كان يكفي أن تسمعه يتنفس لتعرف ماذا سيشرب الليلة، كان يكفي أن يسمع خطاها تقترب ليعرف كيف كان نهارها. كان يعرف ما المقولة من وراء كل ابتسامة صغيرة، وكانت تكتشف دائمًا ما تخبئه سخريته الجارحة.

كانا يحبان بعضهما البعض حبًا عظيمًا، ويحسّان –فيعرفان- بعضهما البعض معرفة هي الأعمق… والأدق؛ وكان هذا السبب كافيًا للهروب.

٢

عندما دخلا إلى حفلة أصدقاء نظر حوله ثم سأل نفسه: “مع من منهم نامت؟”. في اللحظة ذاتها شدّت يدها حول خصره بحبّ ثم سألت نفسها: “مع من منهن لم ينم؟”

٣

في ليلة باردة، قَرَأتْ الرسائل الجنسية التي كان يخبئها. كادت تجهش بالبكاء، لكنها انتعشت فجأةً كأنّ همًا قد انزاح عن صدرها، واتصلت بعشيقها من دون خوف.

٤

في ليالٍ دافئة كان ينام مع نساء الكون أجمع، لكنه لم يستطع أبدًا أن يغفو في حضن امرأةٍ غيرها. في تلك الليالي، كانت تنتهز الفرصة لتغفو برقةٍ، هي الأعمق، على صدر عشيقها الذي ينام خائبًا -في كلّ مرّة- من دون جنس.

٥

بعد سنة كاملة من الفراق ومحاولات النسيان الفاشلة، التقيا وتعانقا عناقًا شديدًا. لم تستطع هي خلال سنة أن تربطها أيّ علاقة بأيّ رجلٍ آخر، ولا هو بأيّ امرأةٍ أخرى.

اِبتعد عنها للحظة وهمس بصدق: “لم أستطع… إني لا أستطيع أن أخون امرأة غيرك.”

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>