لَحْنٌ يليقُ بكارثة / مروة أبو ضيف

لَحْنٌ يليقُ بكارثة / مروة أبو ضيف

لا أدري كيفَ خَرَجَتْ منْ عيني فراشاتٌ،
ولا متى تحوّلتْ أصابعي لكرابيجَ صلبةٍ
ومستطيلة.

بابلو بيكاسو، امرأتان تركضان على الشاطئ، 1922

بابلو بيكاسو، امرأتان تركضان على الشاطئ، 1922

<

|مروة أبو ضيف|

مروة أبو ضيف

مروة أبو ضيف

تطيرُ البناياتُ حولي،

وكلّما حاولتُ تفادي الاصطدامِ بإحداها

خانتْني الجاذبيّةُ، فأطيرْ.

 .

أنا لا أحبُّ التّحليقَ في فضاءٍ ينهار،

رمشةُ عينٍ واحدة

كفيلةٌ بكارثة،

كلّما خطوتُ بِخفّةٍ فوقَ زهرةٍ

أو جثّةٍ أو قمرْ،

أسمعُ تصفيقًا مهولًا منْ جمهورٍ لا مرئيّ،

لكنّني أواصلُ الرّقصَ

كما ينبغي لشاعرةٍ

تبحثُ عنِ التّجربة.

 .

كنتُ أودُّ لو أغنّي،

ربّما ساعدني الصّوتُ

في التّشبّثِ بالأرض،

 .

قابلتُ موتى كثيرينَ يقاومونَ الطّيرانَ أيضًا،

ولمّا بحثتُ في جيبي

عنْ عصفورٍ قديم،

أنقذتُهُ منْ صيّادٍ سكرانَ مرّةً،

ومنْ أمّهِ مرّةً، حين ظنّتْهُ شبكةً

وحاولتْ تمزيقَهُ بأسنانِها،

وجدتُهُ عثّةً وعناكب.

 .

لا أدري كيفَ خَرَجَتْ منْ عيني فراشاتٌ،

ولا متى تحوّلتْ أصابعي لكرابيجَ صلبةٍ

ومستطيلة.

 .

حاولتُ الغناءَ مرّةً ثانية

“اسأل روحك.. اسأل قلبك”

ولمّا سألتُ كِليهِما،

دَنْدَنا لحنًا فرنسيًّا جميلًا

يليقُ بكارثةٍ

وشاعرةٍ ترقصُ

بخفّةٍ على النّهايات.

(طبيبةٌ وكاتبةٌ مصريّةٌ مقيمةٌ في كندا)

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>