مشهدان من الناصرة/ مرزوق الحلبي

“الحدود أمامكم” أو “المكان محرّر فلا تدخلوا” أو “المكان محرّم عليكم” أو “هذا المكان لنا نحن اليهود” أو “هذا المكان صار لنا” أو “نتسيرت عليت هي لليهود فقط وكذلك الدولة”

مشهدان من الناصرة/ مرزوق الحلبي

علم كبير على مدخل نتسيرت عيليت- الصورة عن موقع "بكرا"

علم كبير على مدخل نتسيرت عيليت- الصورة عن موقع “بكرا”

.

|مرزوق الحلبي|

مرزوق الحلبي

مرزوق الحلبي

1. سكّر باب المدينة!

في كلّ مفرق يلتقي به الشارع الالتفافي للناصرة مع مدخل إلى “نتسيرت عليت” ثبّت رئيس بلدية الـ “نتسيرت” علمَ إسرائيل بمقاييس غير مسبوقة. وأقدّر أنّ الواقف في الساليزيان أو شنللر يستطيع أن يميز العلم ورفرفته!

لا تتسم علاقتي بالأعلام من أيّ صنف كانت بأيّ حميمية. لكني آخذها على قدر عقلها أو عقل رافعيها.

فغابسو الواقف في رأس بلدية “نتسيرت عليت” لا يحتفل بـ “عيد استقلال بلاده” على مدار السنة بل يحاول أن يقول بالعلم الهائل المقاييس ما يقوله ضمن ما يُسمى “خطاب الكراهية” الذي تسمح به الليبرالية الإسرائيلية. فهو يصرخ في وجه العرب النصراويين وغير النصراويين: “الحدود أمامكم” أو “المكان محرّر فلا تدخلوا” أو “المكان محرّم عليكم” أو “هذا المكان لنا نحن اليهود” أو “هذا المكان صار لنا” أو “نتسيرت عليت هي لليهود فقط وكذلك الدولة” أو ما أمكنه من لغة كهذه.

العلَم هنا لغة وهتاف وصراخ وزجر ونهي وإعلان نوايا.

العلَم هنا حدّ “بيننا” و”بينكم”!

العلَم هنا استظهار “الهوية القادرة” على “الهوية العاجزة”.

العلم هنا رسالة القاهر للمقهور والوافد للمقيم.

“سكّر باب المدينة”ـ يقول العلم لغير اليهود!

العلَم هنا مقولة واضحة متعددة المعاني، فيها على أقلّ تقدير عنصرية وإقصاء واستعلاء وعنجهية وتجبّر وإكراه!

2. سكّر باب الجنّة

حتى إلى ما قبل أسبوعين كانت على جدار بيت على يمين طلعة الكازانوفا في الناصرة لافتة هائلة الكِبر جاء فيها من سورة آل عمران:

” وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ”.

وحتى تكون الصورة أوضح نشير إلى أنّ هذا الجدار متاخم للساحة العامة بداية الكازانوفا فوق مزار “شهاب الدين”، ويواجه كل من أراد الصعود ناحية كنيسة البشارة في الطلعة إلى السوق.

في “نتسيرت عليت” نعرف مَن علّق الأعلام وأوعز بتعليقها. أما هنا فلا تُعرف هويته الدقيقة. ومع هذا، يعرف معلّق الآية في مركز الناصرة -مثل معلّق العلم في “نتسيرت عيليت”- ماذا يُريد أن يقول لمجموعة/ات الهدف.

لا يُمكننا إلا أن نفسّر استعمال الآية هنا -وليس الآية نفسها التي نزلت مع السورة في زمن ومكان مغايريْن تمامًا- وتعليقها في الموقع المُشار إليه وشكل تعليقها وجمهور الهدف الذي تتوجّه إليه على أنها تحمل رسائلَ ومعانيَ كثيرة.

قد يعني استعمال السورة على هذا النحو مثلا: “الجنّة لنا وحدنا نحن المسلمين وليس فيها لغير المسلم شيئا”، أو “إما أن تدينوا بمثل ديننا أو راحت عليكم…”!

“سكّر باب الجنّة” ـ يقول معلّقو الآية لغير المسلمين!

تعليق الآية هنا متعدد المعاني. ومنها على أقلّ تقدير: عنصرية وإقصاء واستعلاء وعنجهية وتجبّر وإكراه!

أو غيّروا الترتيب إذا شئتم!

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

2 تعقيبات

  1. العنصرية والإقصاء والإستعلاء ليست حكراً على أحد وهي إذ تكون بيننا تكون أكثر قبحاً وايلاماً.

  2. لا شك ان الخواجه غابسو يتباهى بعنصريته. لكنه بذات الوقت يثبت ان العنصري هو مريض نفسي. احجزوا له دور عند حكيم نفسي.

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>