الاستجواب: موسى حوامدة

الاستجواب: موسى حوامدة

ما هي أكثر لحظات حياتك جُبنًا، وما أكثرها شجاعة؟ – قبل ركوب الطائرة أشعر بالجبن، وأكثرها شجاعة حين رميت نفسي على الموت في مدرسة الحسين بن علي في الخليل، وكنت في تلك الأيام لا أعرف الخوف.

musa-q

.

تسعى هذه الزاوية الجديدة إلى الكشف عن بعض المخفيات والمكنونات في نفس المبدعين والمبدعات، عبر أسئلة تتركز في الآمال/ المخاوف/ المعتقدات الخاصة بهم، وليس في إبداعاتهم بالضرورة.

ضيف هذا الأسبوع الشاعر والمحرر الأدبي موسى حوامدة. من بين إصداراته حتى الآن: “شغب”، “تزدادين سماء وبساتين”، “شجري أعلى”، “أسفار موسى العهد الأخير”، “سلالتي الريح وعنواني المطر” وموتى يجرون السماء”.

.

1) ما هي أكبر محاسنك، وما هي أكبر مساوئك؟

“متسامح، لكن مزاجي متقلب لا يحتمل الصديق.”

2) ما هي أجمل كذبة كتبتها/أبدعتها في حياتك؟

“مرة تخيلت أني التقيت بزعيم الحمير وأجريت معه حواراً صحفياً، وتبين لي أنه زعيم محنك وقائد ملهم وفيسلوف وشاعر ومفكر، حتى أنه أسمعني شعراً من شعره فقال:

يا راكباً فوقي مدندلاً رجليك /  لو تدري ما شوقي لبكيت من خشميك

يا راكباً فارمل واضربن “ابريك” / لو تستحي تنزل لأركبن عليك.”

3) ما هو أفضل ما قيل عنك كمبدع؟

“ما قاله الناقد والشاعر الأردني مهدي نصير: “موسى حوامدة شاعرٌ مطبوعٌ، مرهفٌ، مثقفٌ، يعي تاريخ أمَّتهِ وتاريخَ شِعريَّتها ولغتها وأحزانها ونكباتها، ويحلم بالممكنات التي تجعل من هذا الجزء المنكوب من العالم مكاناً قابلاً للقصيدةِ، وقابلاً لمواصلة الحياة كنوع من أنواع البشر الذين يقطنون هذا الكوكب ويعيشون هذا التاريخ الممزق”.

4) من/ ماذا يضحكك؟

“أضحك من الموت، فهو آخر نكتة تطبق على الناس وهم يصدقون أنّ هناك جوائز تنتظرهم.”

5) متى بكيت آخر مرة؟

“حين التقيت بشقيقاتي الثلاث بعد غياب خمسة عشر عاما.”

6) أنت تقف أمام كل سكان العالم وستلقي خطابًا أمامهم. ماذا ستقول لهم؟

“لست شريراً، وأنتم تسكتون عن الظلم، كأنكم تشاركون فيه. لي بلاد انتزعت مني فيما يسمى بحقبة الاستعمار وصراع الأديان والحضارات وأنا لا ذنب لي في كل ذلك، إن لم يكن بامكانكم مساعدتي فلا تدعموا وتساعدوا الظلم، واستمعوا ولو مرة لضميركم. لست شيطاناً ولا جالوت ولا طالوت أنا فلاح فلسطيني بسيط، لا قدرة لي على الحروب والثورات، سئمت دور البطل أو الضحية، أحلم ان أعيش حرا؛ أزرع أرضي وأحلب بقراتي وأكل من تعبي، توقفوا عن النفاق وساعدوني لأرفع باطل السماء والأرض عن كتفي.”

7) ما هو الأمر الذي تودّ لو تعرفه عن مستقبلك القريب أو البعيد؟

“أتمنى لو أتأكد أنني سأعيش ما تبقى لي من عمر في قريتنا، السموع، هناك ترك لي والدي ستة عشر دونما من الأرض الزراعية، أتمنى لو أبني فيها بيتا بسيطاً هناك، هذا ما أتمنى لو أعرف هل سيتحقق؟”

8) ما هي أكثر لحظات حياتك جُبنًا، وما أكثرها شجاعة؟

“قبل ركوب الطائرة أشعر بالجبن، وأكثرها شجاعة حين رميت نفسي على الموت في مدرسة الحسين بن علي في الخليل، وكنت في تلك الأيام لا أعرف الخوف.”

9) هل يمكن أن تصف نفسك: بكلمة واحدة، بجملة واحدة، بفقرة واحدة؟

“نظيف. وفي جملة: طيب لا أكره إلا الظلم. وفي فقرة واحدة: فلسطيني مذهول من الظلم والتواطؤ الديني والسياسي والميثولوجي العالمي، والعربي وحتى ظلم ذوي القربى، ينفر من الديماغوجية وعبادة الزعيم، ويرى الناس متساوين، يعشق رائحة بلاده وتربتها ويكره العنصرية، يعيش بلا وطن، ولا هوية ويبحث عن خلاصه في تحمل الألم وتغيير العالم.”

10) لو علمت أنّ روحك ستحلّ بعد موتك في جسد حيوان أو نبات أو جماد، فماذا كنت ستختار؟

“حيوان: أختار ديكاً، ونبات: شجرة زيتون، وجماد: شقفة من جبل الكرمل تطلّ على المتوسط.”

(أعدّها للنشر: علاء حليحل)

 

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>