“سيرة وانفتحت” تناقش مكانة اللغة العربيّة في الإعلام والتعليم والأدب

حديث عن ظواهر العبرنة الناعمة والتعبرن الطوعي والسياق السياسي الذي تتشكل فيه هذه الظواهر، لا سيما هيمنة اللغة العبرية كلغة “حاكمة” وإهمال اللغة العربية وعدم التعامل معها رسميًا كلغة رسميّة

“سيرة وانفتحت” تناقش مكانة اللغة العربيّة في الإعلام والتعليم والأدب

طاولة الندوة. من اليمين: سهيل كيوان، بشير شلش والياس عطالله

|خدمة إخبارية|

ناقشت الندوة السادسة من سلسلة ندوات “سيرة وانفتحت”، التي ينظّمها مسرح “الميدان” وموقع “قديتا” للثقافة والسياسة، والتي عقدت مساء الأربعاء 14.03.2012 في حيفا، موضوعة مكانة اللغة العربيّة في الصحافة الفلسطينيّة المحليّة والكتابة الأدبيّة، وفي الجهاز التعليميّ والمناهج الرسميّة، من خلال مداخلات قدّمها كلّ من الباحث اللّغويّ والمحاضر د. إلياس عطا الله والصحافي والكاتب سهيل كيوان والشاعر والناشر بشير شلش. أدار الندوة الصحافي والكاتب إياد برغوثي، المحرر في صحيفة “فصل المقال”، وتلا المداخلات نقاش مع جمهور الندوة.

في مفتتح الندوة، انتقد الصحافي والكاتب سهيل كيوان، المحرر الثقافيّ في صحيفة “كل العرب”، في مداخلته، حالة التيئيس من مكانة اللغة العربيّة في الصّحافة المكتوبة، والتوجهات القمعيّة والتقعير والتعصّب اللغويين المبالغ بهما، معتبرًا أنّ الأفكار والموضوع هما الأساس، وأنّ دور الصحافة هو التواصل لإيصال الخبر المفهوم والواضح، وأنّ اللغة عمومًا هي وسيلة تواصل بين الناس. لكنّ كيوان أكّد في الوقت ذاته ضرورة ضمان مستوى لغويّ سليم ولائق من خلال وجود مدقّق لغويّ في المؤسّسات الإعلاميّة.

الشاعر والناشر بشير شلش، مدير ومؤسس “دار راية” للنشر الفلسطينيّة الفاعلة في حيفا، اعتبر اللغة مشتركًا جمعيًا وهُوية حاملة للموروث، وقال إنّ سلامة اللغة تحمي فكرة التواصل، وإنّ الوضوح لا يعني الاستسهال، مشيرًا إلى أنّ تردّي مكانة اللغة في وسائل الإعلام الإلكترونيّة تحديدًا ومأساوية وضعها، يتبعان من شروط العمل المزرية للمراسلين العاملين فيها والمفتقرين عمومًا إلى المعرفة الصحفيّة، ومن لهاث المواقع وراء “الريتينج”. وحول ظاهرة القراءة في المجتمع الفلسطينيّ في الداخل قال شلش إنّ القراءة تبقى ظاهرة نخبويّة وهي مرتبطة بميول فردية لأشخاص يهوون القراءة.

وتحدّث الباحث والمحاضر د. إلياس عطا الله، في بداية مداخلته، حول الفرق بين الإعلام المكتوب والمقروء إذ يجب على المكتوب أن يكون أكثر دقة وسلامة لغوية وأنّ هناك حاجة لأن تكرّس المؤسسات الإعلامية ميزانيات لجانب التدقيق اللغويّ. واستعرض عطا الله نتائج البحث الذي أعدّه من خلال مشروع “المناهج والهويّة” في جمعيّة الثّقافة العربيّة، والذي كشف وجود أكثر من 16 ألف خطأ في كتب التدريس من الصف الثالث حتى الثامن، وقدّم نماذجَ من هذه الأخطاء، كما تحدّث عن ظواهر العبرنة الناعمة والتعبرن الطوعي والسياق السياسي الذي تتشكل فيه هذه الظواهر، لا سيما هيمنة اللغة العبرية كلغة “حاكمة” وإهمال اللغة العربية وعدم التعامل معها رسميًا كلغة رسميّة حتى في أقسام اللغة العربيّة في الجامعات والكليات الأكاديميّة.

وشارك جمهور الندوة بمداخلات وملاحظات وأسئلة تفاعل معها المتحدثون، تركّزت بالأساس حول سبل ترغيب الطلاب العرب بلغتهم العربيّة وإطلاق قدراتهم التعبيريّة وتخفيف خوفهم ونفورهم من لغتهم وتسهيل مناهج تدريسها، وحول جمالية اللغة في النصوص الأدبيّة، وحول العلاقة بين اللغة المحكيّة والفصيحة، والفرق بين “لغة الأم” و”لغة الأمّة” وكون كلتاهما تكونان هويّة الفرد.

ومن المقرر أن يحتفي برنامج “سيرة وانفتحت” بالأدبي والمربي المخضرم حنا أبو حنا في يوم 24 نيسان القادم، الساعة 20:30، في أمسية لقاء خاص مع أبي حنا ومقاطع فنية تتوجها مشاركة فرقة “الطليعة” العريقة ببعض أعضائها القدامى.

.

.

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

1 تعقيب

  1. أتمنى أن تصحو أمتناوتحافظ على كرامتها وتصون كنزها اللّغوي من الإنقراض

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>