احمدي نجاد و المِثلية وأمورٌ اخرى../ عدنان فارس

ان مسألة المِثلية والتي هي سلوك بشري معروف ومنتشر، ليس عند الجميع طبعاً، دأبَ أشخاص ليسو بالقليلين على ممارسته منذ آلاف السنين وليومنا هذا وبغض النظر عن المكان والزمان وعن العقيدة الدينية او الانتماء القومي أو الاتجاه السياسي او مستوى التطور الحضاري للفرد او المجتمع او الدولة او الفروق في المكانة الاقتصادية والعلمية او اللون او الجنس.

احمدي نجاد و المِثلية وأمورٌ اخرى../ عدنان فارس

l عدنان فارس l

صرح الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد في مقابلة مع شبكة “سي ان ان” الاميركية الاثنين ان الدفاع عن المثلية الجنسية شأن يخص الرأسماليين الذين لا يأبهون بالقيم البشرية الحقيقية بحسب قوله.. وقد تجنب الرد على سؤال حول ما قد يفعل ان اتضح ان احد اولاده مثلي جنسيا.. كما اضاف قائلاً: “إن مثلية الجنس تضع حدا للتناسل”… (العربية.نت).
قد يوافقُ الكثيرون السيد احمدي نجاد الرأيَ حول مسألة زواج المثليين على أنها عادة شاذة عن المألوف في علاقات البعض من بني البشر الجنسية ولكن يختلفون معه في النظر اليها وفي الموقف منها او لصقها، كما يظن سيادته، بالمرحلة الرأسمالية.
وهنا لابد من التذكير، على سبيل المثال لا الحصر، بان اليكساندر المقدوني الذي احتل العالم قبل اكثر من 4 ألف سنه، وكما يذكر الرواة والمؤرخون، قد كان مِثلياً وهو بالتأكيد لم يكن رأسمالياً وكذلك النبي لوط، وكما يعرف السيد نجاد، فقد ارسله الله لـ “إصلاح” قومه اللوطيين اي المِثليين وهم بطبيعة الحال لم يكونوا رأسماليين آنذاك.. اما في عصرنا الراهن فان تعاطي المِثلية لايقتصر على بعضٍ من الرأسماليين او على بعضٍ من أعداء الراسماليين من اشتراكيين ورجال دين وغيرهم كما هو معروف.
ان مسألة المِثلية والتي هي سلوك بشري معروف ومنتشر، ليس عند الجميع طبعاً، دأبَ أشخاص ليسو بالقليلين على ممارسته منذ آلاف السنين وليومنا هذا وبغض النظر عن المكان والزمان وعن العقيدة الدينية او الانتماء القومي أو الاتجاه السياسي او مستوى التطور الحضاري للفرد او المجتمع او الدولة او الفروق في المكانة الاقتصادية والعلمية او اللون او الجنس.
لا يحدثنا التاريخ ولا الواقع الراهن عن أن الطب والأطباء، لا قديماً ولا حديثاً ولا في أزمنة الطب البدائي ولا في تطور ميادين وتنوّع وتعدد فروعه في العصر الراهن، قد بذلوا ايّة محاولة ولا أدنى جهد من اجل التصدي ووضع حدٍ لهذه “المشكلة” لسبب بسيط هو انه لاتوجد (مشكلة طبية) اسمها المِثلية تهدد السلامة الشخصية، عضويا او نفسياً، اوالذات الانسانية ولا تربك الوضائف العضوية اوالاجتماعية للفرد داخل المجتمع الواحد او المجتمعات المتعددة والمختلفة… لا مشكلة هنا في ذاتِ المِثلية انما المشكلة، إن كانت هناك مشكلة حقيقية، فهي في موقف وتقييم البعض، أشخاصاً كان هذا البعض ام تنظيمات ام أنظمة، من هذا السلوك القائم على النزعة الشخصية والحرية الخاصة.. اما اذا كنا نتناول هذا الامر من باب “القبح واللواط والحرام…الخ” فإن هذه المنبوذات نجدها شائعة حتى في العلاقة الجنسية، المألوفة، بين الرجل والمرأة.
على كل حال فإن المشكلة تكمن في موقف غير المثليين من المثليين وليس في المثليين أنفسهم كما هو الحال في الموقف من شاربي الخمر وغير شاربيه وهنا لاننسى أنه ليس كل شارب خمر هو سيء وشرير وليس كل غير شارب خمر هو جيد وخيّر… اما اذا ماقارنا المثلية كسلوك جنسي غير طبيعي مع غيرها فهي أكثر سوءاً وفحشاً من رضاعة الكبير ومفاخذة الصغير…
هذا ومن جهة آخرى يرى علماء الاجتماع والطب النفسي وخبراء التربية ان ظاهرة “المِثلية” يمكن لها أن تتسع وبتداعيات سلبية ومأساوية على الافراد والمجتمعات في تلك الدول التي تعتمد سياسات التضييق والتعسف والقمع والعزل بحق الناشئة والشباب من الجنسين وحتى الكبار من الرجال والنساء بحجج ومسوغات عديدة منها باسم الدين وباسم الاخلاق الحميدة ولكنها وفي حقيقة الامر فان هذه الحجج والمسوغات تندرج ضمن قائمة الاعتداءات المنظمة والاجراءات المجحفة ضد حقوق الانسان الاساسية وعدم احترام حقوق المواطنة وقمع الحقوق المدنية والسياسية ومصادرة الحريات العامة والخاصة للمجتمع وللمواطن.
السيد الرئيس نجاد يأخذ على الرأسمالية والرأسماليين أنهم يقدمون الدعم للمثليين في مجتمعاتهم.. ولكن يغيب عن بال السيد احمدي نجاد أن المِثلية ليست عملاً إرهابياً يستهدف حياة الآخرين من المدنيين والابرياء وإشاعة الخراب والدمار في البلاد لأغراض سياسية عدوانية كما تفعله أنظمة وتنظيمات الارهاب المعشعشة هنا وهناك في الشرق الاوسط بدعم ومؤازرة جمهورية ايران الاسلامية الى حد أن نظام الملالي جعل من ايران أكبر وأخطر دولة راعية للارهاب في العالم.!
واحيراً، السيد الرئيس احمدي نجاد، إن صيانتكم لكرامة شعبكم ودعمكم لحريته وتحقيق مصالحه في السلام والديمقراطية والبناء والاعمار وامتثالكم لمطالبه وتظاهراته ضد تزوير الانتخابات الرئاسية الاخيرة والكف عن الإيغال في التحجج لقمع شعبكم والبطش به فإن في هذا أثوَب لكم عند الله من معاداة المِثليين ودعم الارهابيين!

عن “الحوار المتمدن”

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

1 تعقيب

  1. هناك خطأ شنيع في هذا المقال في النقطة التي نعت فيها الكاتب قوم لوط بالمثليين ، قوم لوط حسب القصص القرآني هم قوم معتدون و يجبرون الغرباء من الرجال على ممارسة الجنس إكراها و يسلبون ممتلكاتهم في المقابل من ذلك المثلية الجنسية هي علاقة إنجذاب عاطفي و جسدي بين طرفين بالغين من نفس الجنس و بالتراضي

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>