مشروع تصور العودة “عُدنا” لثمانية قرى مهجرة يختتم نشاطاته

مشروع تصور العودة “عُدنا” لثمانية قرى مهجرة يختتم نشاطاته

وقد جاءت هذه الأمسية لعرض مشاريع تصوّر العودة إلى ثمانية قرى هُجّر أهلها خلال النكبة عام 1948، هي إقرث، صفورية، اللجون، معلول،ميعار، البروة، الغابسية، ومجدل – عسقلان. عملت على التخطيط لها وإنجازها المجموعات الشبابية من الجيل الثالث والرابع للنكبة تنتمي لعائلات هجرت من هذه القرى.

IMG_0762

بعدسة: عمر سمير محاميد

| خدمة إخبارية |

أقيم يوم الجمعة الفائت 2016/11/06 في نادي السوق البلدي القديم في الناصرة المهرجان الاختتامي لمشروع “عُدنا لتصور العودة” للقرى والمدن المهجرة، احتفاءً بانجاز المشاريع النهائية للمجموعات. بحيث شاركت ثمانية مجموعات شبابية بعرض انجازاتها ونشاطاتها خلال السنة الفائتة. تخللت الأمسية فقرات فنية مختلفة وعرض تفصيلي لعمل المجموعات. حضر الأمسية جمهور غفير من مهجري القرى المشاركة في المشروع شبابًا ومسنين شهدوا نكبتها وتهجير أهلها .

وقد جاءت هذه الأمسية لعرض مشاريع تصوّر العودة إلى ثمانية قرى هُجّر أهلها خلال النكبة عام 1948، هي إقرث، صفورية، اللجون، معلول،ميعار، البروة، الغابسية، ومجدل – عسقلان. عملت على التخطيط لها وإنجازها المجموعات الشبابية من الجيل الثالث والرابع  للنكبة تنتمي لعائلات هجرت من هذه القرى.

عن انجازات ونشاطات عُدنا لهذه السنه قالت مركزة المشروع  من جمعية الشباب العرب بلدنا، جمانة أشقر : “مشروع عُدنا رسّخ حق العودة في ذهون المرشدين والمشاركين كواقع عيني سيتحقق ويُمارس بعيداً عن كونه حلماً أو حقاً نطالب به بالشعارات والهتافات، بل خلق خطط عملية واضحة عن تصورنا لشكل العودة بكامل تفاصيلها، ووضع نصب أعيُننا أسئلة وإجابات مركزية يجب أن تُناقش جيداً في هذا السياق”.

شملت الأمسية فقرات فنية وثقافية متنوعة، إذ قدمت الفنانة لينا منصور والعازفة رقية عابد مجموعة من الأغاني حول الوطن وحق العودة، افتتحتها بالنشيد الوطني الفلسطيني وأتممت بأغاني كتبها لاجئون فلسطينيون في مخيمات الشتات، وسط تفاعل كبير من الجمهور. وقدمت فرقة الدبكة “كحايل” من قرية الرينه عرض فلكلوري يحاكي التراث القديم على انغام اغاني شعبية فلسطينية .

وعن المشروع واللقاء الختامي، قالت سمر عزايزة مركزة المشاريع من المؤسسة العربية لحقوق الإنسان: ”نحن كمؤسسة لحقوق الإنسان نرى أن مشروع تصور العودة هو ممارسة لحق العودة، كما أنه وسيلة للتعبير عن إرادة الشعب الفلسطيني للرجوع إلى قراه المهجرة، بالإضافة إلى أنه عبارة عن نافذة أمل لكل لاجئ في كل أماكن تواجده. لهذا نرى أهمية كبيرة لصب طاقات شبابنا بمشروع العودة. وإعطاء هذه الشباب الأدوات والوسائل لقيادة زمام الأمور وترسيخ مفهوم الأرض والهوية لتطبيقها لمشاريع واقعية.

بعدسة: عمر سمير محاميد

بعدسة: عمر سمير محاميد

 

البروة

وعلى التوالي، عرضت المجموعات الثمانية المشاريع التي أنجزتها، مصورةً من خلالها العودة ومفهومها؛ فعرضت مجموعة البروة بإرشاد اسرار كيال انجازها لهذه السنة، وهو عبارة عن مُجسم قام بتصميمه المعماري أنس اشقر، صُمِم المُجسّم بالاستناد على خارطة القرية بحيث تم الحفاظ على هيئة القرية باضافة لمسة عصرية تواكب الجيل الثالث للنكبة وعصره الحالي حفاظا على الموروث بالاضافة الى توثيق شهادات مهجري القرية والقيام بعدة جولات للقرية وورشات تثقيفية خلال السنة.

اللجون

أما مجموعة قرية اللجون فقد عرض مشروعها عمر سمير محاميد، مرشد المجموعة، بحيث عملت المجموعة على إنتاج فيلم وثائقي عن القرية مدته 20 دقيقة يوثق زيارات مهجرو اللجون للقرية ومسيرات ومسابقات الخيل والمهرجانات التي أقيمت خلال العامين المنصرمين، بالإضافة لتوثيق شهادات مهجري القرية مشددين على أهمية الوعي لقصة التهجير لهذه القرية، وتوثيق ما حصل أبان النكبة لرسم العودة بشكل واعي. يُذكر أنّ المجموعة ستعرض كامل نشاطاتها وانجازاتها في أمسية قريبة ستقام بمدينة أم الفحم.

صفورية 

بعد ذلك قدمت نرمين موعد، مشرفة مجموعة صفورية، بعرض مشروع مجموعتها والذي يتضمن توثيقاً لروايات شفوية ومقابلات مع أناس من قرية صفورية المهجرة من مختلف الأجيال، بالإضافة إلى إنتاج أغنية “صفورية”،  غناء وتلحين الفنان علاء عزام، الذي قام بإهدائها للمشروع، من كلمات الفنان خير فودة، وتم تسجيل الأغنية باستوديوهات sound of heaven- نقولا فرهود. والفيديو من تصوير وسيم مراد، وإخراج شادي حبيب الله.

معلول

أما مجموعة معلول، والتي أشرفت عليها روزين عودة، فقد عرضت مشروعها الختامي لهذه السنة والذي ينقسم إلى محورين، الأول؛ اجتماعي، تخلل زيارات للمهجرين بشكل أسبوعي، وتم من خلال هذه الزيارات توثيق شهاداتهم، حول النكبة، والمحور الثاني، تنظيم لقاءات اجتماعية في كنيسة معلول، والتي تشمل الأجداد والأحفاد.

وسوف يتم العمل على بناء خريطة هيكلية للقرية عند استكمال المشروع، في الأشهر القريبة.

الغابسية

عرضت مجموعة الغابسية بإرشاد يوسف أبو بكر فيلم تصويري ثلاثي الأبعاد قام بتصميمه المهندسان المعماريان أمير خطيب وأوليفر شلبي يستند على الخارطة الهيكلية للقرية، بحيث تم الحفاظ على جميع معالم القرية وهيكليتها من باب الحفاظ على الموروث وعلى ذكرى تهجير القرية بحيث تمت إحاطة البيوت المهدومة على محيط المسجد بمبنى من زجاج لتخليد ذكرى تهجير القرية وروايتها وعدم محو تفاصيل ماضيها، وبالمقابل قاموا بإضافة لمسة عصرية تشمل مباني ثقافية وبيوت جديدة، مدارس ومنتزهات.

ميعار

قامت مجموعة ميعار بإرشاد مجد شحادة بعرض فلم يوثق أمسية رمضانية كانوا قد أقاموها في شهر رمضان المنصرم بمشاركة أهالي القرية من الجيل الأول حتى الرابع للنكبة، إذ أن قرية ميعار سقطت بشهر رمضان وتم قصفها واحتلالها في ساعة الأذان بعام النكبة، لذلك نظمت المجموعة إفطاراً رمضانياً تلاه أمسية ثقافية عرضوا من خلالها نشاطاتهم خلال السنة، وفيلم يعرض قصة النكبة والتهجير  وعرض دبكة شعبية.

إقرث 

قام أمير طعمة، مرشد مجموعة إقرث، بالتشديد على أن العودة هي ممارسة، استمرارية ورباط، بحيث عرض انجازات المجموعة خلال السنة التي تقسمت لعدة فعاليات ونشاطات استمرت على مدار أشهر ،فقد قامت المجموعة بتفعيل نادي ثقافي نظّم شهريًا نشاطات مختلفة، منها حلقات تدريسية وتثقيفية، أمسيات فنية، عرض أفلام، زيارات واستقبال زوار ونشاطات أخرى مستمرة حتى اللحظة.

مجدل – عسقلان

أما مجدل – عسقلان، فقد قامت فداء شحادة بعرض فيلم يوثق انجازات المجموعة خلال السنة وتحديدًا النشاط الاختتامي الذي كان عبارة عن جولة في المجدل وشرح عن معالمها وقصة تهجيرها والمخططات العنصرية المختلفة التي تحاول تشويه حقيقة التهجير ، وقد شارك في الجولة مهجرو المجدل المتواجدين الآن في غزة عبر محادثة سكايب.

يذكر أن المجموعة تعمل الآن على تحضير خارطة هيكلية مستقبلية للقرية تستند على الخارطة القديمة.

 

واختتمت الأمسية بعرض الفيلم النهائي للمشروع، بعنوان “ثلاث باقات عائدة” من إخراج فراس خوري، يروي رؤية المشاركين بالمشروع لعودتهم لثلاث قرى، هي؛ إقرث، مجدل عسقلان وميعار. عمل على مونتاج الفيلم، سري بشارات رافقه بالتصوير مهند متولي ورمزي حزبون، مهندس الصوت قيس متولي ومساعد التصوير أحمد شريف.

يذكر أن مشروع “عدنا” هو مشروع شبابي، يقام للسنة الثانية على التوالي، بحيث يتم العمل مع مجموعات شبابية من قرى مهجرة متنوعة، تصيغ رؤيتها للعودة بشكل عملي، يسعى لتقريب رؤية العودة لأرض الواقع بخطط عملية واضحة.

نُفذ المشروع بشراكة كل من جمعية الشباب العرب – بلدنا ، المؤسسة العربية لحقوق الإنسان، جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين و”ذاكرات – زوخروت”، وبتمويل من صندوق “هيكس إيبير” .

عملت المجموعات خلال السنه على إيجاد حلول وإجابات لكيفية تحقيق العودة، والبحث في ماهيتها، مفهومها وكيفية التخطيط لها، والخوض بتفاصيل العقبات التي يمكن أن تواجهها عن التخطيط وكيفية تجاوزها.

وقد مرت المجموعات خلال السنة عدة ورشات تثقيفية ومحطات عمل وجولات تعليمية أقيمت في طبرية ومعلول عن النكبة والتهجير من قبل مدربين مختصين.

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>