PaleStation/ مجد كيّال

واليوم… يوريكا! أثناء تصفح مواقع الوكالات وجدت عنوانًا يلائم الأسباب التي أبحث عنهاK وجدت سببا يمكنه أن يكون “فلسطينيًا” بإمتياز، والآن، يمكنني أن أذكر السبب وأبدأ حديثي عن اللعبة…

PaleStation/ مجد كيّال

تصميم: رازي نجّار

تصميم: رازي نجّار


|مجد كيّال|

عندما تكون عاجزًا عن شراء جهاز كمبيوتر يبلغ سعة الذاكرة والسرعة والقدرات الغرافية الكافية لتشغيل واحدة من أفضل ألعاب الفيديو في العالم، أمامك حلّان: اما أن تكتفي بلعبة السوليتير، واما أن تكتب عن اللعبة التي تتحسر لأنك لم تجربها بعد.

وطبعًا، لكي نكتب عن لعبة فيديو في موقع فلسطيني لا بد أن يتعلق الأمر بالسياسة، فعبدكم الفقير، كما تعلمون، فلسطيني وإن أردت أن احتفظ بتوقيع اسمي على هذه السطور، فلا بد أن أجد سببًا مناسبًا أكثر من العجز عن شراء الحاسوب لأكتب عن لعبة فيديو، أحتاج شيئًا أكثر مأساوية، أكثر حزنًا، وأكثر تيقظًا للمرحلة التي تمر بها شعوب العالم الثالث، كيف أصف هذا.. عليّ ان جد سببًا أكثر… فلسطينيةً.. علي أن اجد سببا يربط بين القرية المهجرة التي سمي موقع الانترنت هذا على اسمها وبين لعبة الفيديو لأقي الموقع من بيانات استنكار تبدأ عند الجالية الفلسطينية في مدغشقر وتنتهي عند الكومونة الشعبية لمدينة “روابي” المنشودة.

“خلي السلاح صاحي صاحي صاحي”.. وأنا أردد مش الببغاء “صاحي صاحي صاحي” بالرغم من أني في حياتي كلها لم أمسك مسدسًا واحدًا عدى سشوار والدتي.

واليوم… يوريكا! أثناء تصفح مواقع الوكالات وجدت عنوانًا يلائم الأسباب التي أبحث عنها، وجدت سببا يمكنه أن يكون “فلسطينيًا” بإمتياز، والآن، يمكنني أن أذكر السبب وأبدأ حديثي عن اللعبة… ولكن تمهلوا، قبل أن أستمر، هل انتبهتم للسطر الأول في الجملة؟ كم أحب هذه الكلمة: “وكالات”.. كم استمتع حين أرى “عن وكالات” في المواقع الإخبارية والصحف حين يحدث الخبر في مكان ما لم ينجح مراسل الصحيفة في الوصول إليها. مثلًا؛ في حال تعذر وصول مراسل الموقع المحلي في بلدة “أبو سنان” الجليلية إلى صحراء البوليساريو لتغطية الأحداث الأخيرة وذلك بسبب العواصف الرعدية في المنطقة…

نعود لموضوعنا، نعود لحديثنا عن اللعبة! اليوم اثناء تصفح الانترنت، وجدت خبرًا مفاده أن دولة كوبا تُدين اطلاق لعبة فيديو جديدة يتقمص فيها اللاعب دور جندي في القوات الخاصة الأمريكية ويحاول اغتيال الزعيم الكوبي فيديل كاسترو في شبابه.

وقالت وسائل الاعلام الحكومية في كوبا أن اللعبة التي أطلق عليها اسم “نداء الواجب” تحاول اضفاء الشرعية على عملية اغتيال كاستروا بداعي الترفيه. حيث تقول وسائل الاعلام أن كاسترو قد تعرض خلال حياته لأكثر من 600 محاولة اغتيال شملت تقديم أقلام مسمومة إليه وعلب سيجار مفخخة.

الآن ها نحن ندخل في الحديث الجدّي، أنا أيضًا عندما قرأت تسمية “نداء الواجب” لم أفهم أن الحديث يدور عن لعبة “Call Of   Duty”  ! واحدة من أفضل ألعاب الفيديو على الإطلاق! وعندما فهمت هذا،  تغيير الأمر بالنسبة لي كليًا.. حسنًا، إذا كانت  هذه المعلومة لا تعني لك شيئًا عزيزي القارئ فهذا طبعًا لأنك لم تدخل الموقع لقراءة هذا الهراء بل للبحث عن “قيم ومواد ثقافية تزيدك تذوقًا للشعر والنثر وتطلعك على مستجدات المشهد الثقـ…”

BlackOps2010-11-0913-46-24-92

من اللعبة: إغتيال كاسترو أثناء اختطافه لحسناء كوبية، عُقبالي

ماشي، سأحاول مرة أخرى أن امهد الطريق للحديث عن اللعبة… كما ترون أعزائي القراء أن الأمريكي لم ينجح باغتيال كاسترو بعد 600 محاولة اغتيال (بحسب الوكالات)، ويعوض فشله بألعاب الفيديو.. تمام، ولكن ماذا عني؟ أنا أنا.. أنا العربي الثائر من المحيط إلى الخليج ذهابًا وإيابًا؟  تصرون أنكم تريدون شيئا “فلسطينيا” ها؟ تفضلوا! لماذا أحب أن أكتب عن لعبة الفيديو هذه؟ لأنها لعبة أكشن.. لأنها لُعبة “طخ”.. لأنها اللعبة الوحيدة في حياتنا التي بقي فيها مكان للـ”أكشن”… لا مكان للاكشن في بلادنا، دايتون قال ممنوع، اذن، لا بد انه الكبت.. الكبت الذي لا يمكننا تفجيرها إلا بألعاب الفيديو (والطخ في الأعراس أحيانًا وعلى بعضنا دائمًا).. ولكن أنا.. أنا.. ماذا عنّي؟

منذ تعلمت النطق وهم يطلبون مني أن أغني “خلي السلاح صاحي صاحي صاحي”.. وأنا أردد مش الببغاء “صاحي صاحي صاحي” بالرغم من أني في حياتي كلها لم أمسك مسدسًا واحدًا عدى سشوار والدتي.

لا أريد كل هذا، أنا أريد أن أكتب عن لعبة الفيديو، عن تفاصيلها، وما السيء وما الجيد بها، وأي أنواع كمبيوترات يمكنها ان تشغل اللعبة، وما هي الصعوبات في كل مرحلة ومرحلة… أريد أن اكتب كل هذا دون أسباب ودون مبررات… ماشي؟ خلّصنا. ليس لي إلا أن أكتب عن هذه اللعبة ولست بحاجة للتبرير.. لا أريد أن أبرر لأحد.. أنا أفجر غضبي في هذه اللعبة، و”أطخطخ” يمينًا يسارًا في ألعاب الفيديو ولست بحاجة لأبرر هذه الهواية.. لا أريد أن أبرر أنها صارت المكان الوحيد الذي يمكنني فيه أن أميز هوية عدوّي واضحة على يسار الشاشة العلوي، المكان الوحيد الذي أعرف فيه من الذي يطلق عليّ النار، دون أن أحتار إن كان إسرائيليا أو مصريًا أو “عباسيًا”… لان في هذه اللعبة فقط أستطيع أن أقتل يمينًا يسارًا وأفجر حقدي وغضبي.. أن أعرف من يغتال من  ومن ينتقم ممن… أن أفجر هذا الغضب المجنون في كل مرة أقرأ فيها خبر اغتيال جديد دون أن اعرف “لأي جهاز أمني” ينتمي القاتل وأن أفجر هذا الغضب والهوس في كل مرة أتشاجر فيها مع صديقتي لانها تخرج مع غيري وأنا مثل الغبي لا أعرف من هو إبن العاهرة هذا وما الذي يفعلانه معًا وما….

-  ولا مجد… شو مالك يا مضروب؟ ليش هيك انجنيت وتعصبنت؟

-  ماليش إشي!

-  كمّل.. كمّل إحكيلنا عن الزفت اللعبة وخلّصنا…

-  نسيت شو كان بدي أحكي.


*شكرًا لـرازي نجّار على التصميم والعنوان

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

4 تعقيبات

  1. خلص شو كلشي سياسي؟ بطلعلناش نراهق شوي زي هالناس؟

    حبيت كتييييييير :)

  2. اذا فأنت تحب البليستيشن. لم يطلب منك أحد تبرير ذلك، ولا أفهم كل هذا اللف والدوران. يعني في النهاية أنت لم تشرح بما فيه الكفاية عن اللعبة، وبذلك لم يكن مقالك بمثابة مقاله لاستعراض اللعبة وفحصها، ومن جهة أخرى لم يكن شيئا آخر. فهمني شو بدك تقول بالله عليك.

  3. مع الاحترام الشديد، أولا اللعبة، بالرغم من أنني لم ألبعها، تركز على شيء واحد، وهي قوة الردع، واسنخدام القوة والعنف، وهي تغذي هذه الروح خاصة عند الأطفال الأمريكيين، بأنهم الشعب الأكثر قوة وتفوق، وأن العنف بأي شكل من الأشكال، وضد الاعداء متاح في أي مكان وأي زمان.

    أما حديثك عن أزمة الهوية سواء على المستوى الشخصي أو العام المحلي (الداخل)، الوطني أو العربي، وعلاقتها مثلا بدور التعليم، الأسرة، المؤسسات المحلية والوطنية، المؤسسات التعليمية، التوجيه والدعم النفسي والاجتماعي وخاصه للشباب، فهذا هو الجوهر، والذي للأسف لم تعالجه في المقاله (أو فصتك مع اللعبه).
    يجب على الكاتب أيضا أن يقدم البدائل، الحلول، والتوصيات، والدروس المستفاده، لا أن يكتفي بعرض قضية للتسليه والضحك.
    أتمنى أن تقدم نقدا بناء بحيث تستطيع تقديم أجابات محدده في أي مسأله تطرحا.
    يوجد على العموم العديد من الأبحاث والدراسات على مساوئ ومخاطر هذه الألعاب، أو كما تحدثت (بتبسيط) عن أبعادها السياسية والاجتماعية على الأسرة والمجتمع (اتمنى أن تتحدث عنها).

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>