جديد “شبر حر”: “في مستوطنة العقاب” لفرانز كافكا

المسرحية تروي حالنا اليوم أفضل من أيّ وقت مضى ■ أمير نزار زعبي يأتينا بعمل مسرحيّ عميق يهزّ المشاعر وينفض الهواجس الوجوديّة ■ طاقم ممثلين من الصف الأول: مكرم خوري، طاهر نجيب وعامر حليحل

جديد “شبر حر”: “في مستوطنة العقاب” لفرانز كافكا

من اليمين: طاهر نجيب، مكرم خوري، عامر حليحل ونزار زعبي

|خدمة إخبارية|

ينشغل طاقم الفريق المسرحي “شبر حر” في هذه الأيام بإنتاج مسرحيّة “في مستوطنة العقاب” للكاتب التشيكي فرانز كافكا، وهي من إعداد وإخراج أمير نزار زعبي، الذي أخرج في السنوات الأخيرة أعمالاً مسرحية من الطراز الأول مثل: “جداريّة”، “قصّة خريف”، ” حارق المعبد” و”إذ قال يوسف”.

يمثّل في مسرحية “في مستوطنة العقاب” طاقم ممثلين يعتبر من أفضل وأكثر الممثّلين مهنيّةً وإبداعًا في المسرح العربيّ المحليّ، وهم: الفنانون مكرم خوري وعامر حليحل وطاهر نجيب. المسرحية من ترجمة علاء حليحل، بينما صمّم الديكور والملابس أشرف حنّا وصمّم الإضاءة جاكي شيمش، إخراج تقني فراس روبي وموسيقى ريمون حدّاد.

لماذا كافكا؟

كتبت قصة مسرحيّة “في مستوطنة العقاب” قبل حوالي 100 سنة على يد فرانز كافكا، وهي تحاول أن تجسّد فكرة فلسفيّة عميقة تروي العلاقة بين المُضّطهِد (بكسر الهاء) والمُضّطَهَد (بفتح الهاء)، وعن وحشيّة العلاقة بين التّطوّر التكنولوجيّ والميكانيكيّ، وبين تدهور القيم والأخلاق الإنسانيّة، أو حتى انعدامها في بعض الأحيان، والتّخلي عن الاجتهاد الشخصيّ في العلاقات بين بني البشر.

“أنا بديش هأذيه قبل العقاب الحقيقي. لكن إذا كنت تفضل إجراء عرض توضيحي لأنك لم تفهم شيئًا معينًا – رح أدعس على راسو!” (من نص المسرحية- فرانز كافكا)

بالرغم من أنّ قصة “في مستوطنة العقاب” لم تُكتب اليوم، إلا أنّ إعدادها على يد زعبي يُثبت أنّه بالرّغم من التقدّم الحضاريّ المطّرد الذي تشهده البشريّة في السنوات الأخيرة، إلا أنّ طبيعة العلاقات بين بني البشر ما زالت مجمّدة كما كانت طوال العقود الأخيرة، بل أنّ التطوّر والحداثة يزيدانها وحشيّة وبرودة، خصوصًا عندما يصبح العدل قيمة حسابيّة، والحقيقة قيمة فارغة من المضمون تعتمد على وقائع جافّة ومعطيات مبعثرة، والحاكم هو نفسه السجّان والحارس والجلاد.

تم إعداد القصة “في مستوطنة العقاب” بحيث تجسّد الحالة النفسية والوجوديّة التي نعيشها اليوم، كالتوتّر الدائم بين إحساسنا بالعجز وانعدام تعاطفنا وتماثلنا مع الآخرين، وهي حالة نميّزها بشكل واضح في المناخ السياسيّ الذي نعيشه اليوم.

“في مستوطنة العقاب” تشارك في مهرجان الفنون العربية في لندن

وقد جرى إعداد مسرحية “في مستوطنة العقاب” خصيصًا لتشترك في مهرجان الفنون العربيّة “شبّاك” الذي سيقام في لندن خلال شهر تمّوز المقبل بضيافة رئيس بلديّة لندن، والذي سيضم أكثر من 70 عملاً فنيًا عربيًّا من مجالات المسرح والموسيقى والرّقص والسينما والأدب والفنون المرئيّة وفنّ العمارة. وسيستمرّ هذا المهرجان لمدة ثلاثة أسابيع، حيث ستُعرض خلاله مسرحية “في مستوطنة العقاب” 15 عرضًا لجمهور روّاد المهرجان في قاعة مسرح يانڠ ڨيك (Young Vic).

وستُعرض مسرحية “في مستوطنة العقاب” خمسة عروض محدودة جدًا في قاعة مسرح الميدان الصغرى مرفقة بترجمة فورية للغة الإنجليزية، قبل أن يسافر طاقم العمل لعرضها في لندن، حيث ستعرض في الميدان في 21 و 22 حزيران، ومن ثم في 30 حزيران، و1 و 2 تمّوز.


المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>