العضو الذكري وأنا/ شاي أسود

يثيرني جسد الرجل “الأنثوي” في كثير من الأحيان، عندما يكون خاليا من الشعر، مسكوبا بنعومة بكتفين ضيقين واصابع رفيعة وكفين صغيرين. الأضداد تجذبني. يجذبني الرجل الذي يهمل شكله، انما يوحي بالنظافة في الوقت عينه. ويجذبني الرجل القاسي، بقدر ما يجذبني الرجل الدافئ. يجذبني الرجل الفتي، والرجل المتقدم في السن. يجذبني الرجل القوي بقدر ما يجذبني الرجل الضعيف. ويثيرني الرجل الأسود بسهولة. لكني لا أحب فكرة عدم امتلاك الرجل لثديين، لأن الثدي هو من مشاعري المفضلة. كما أني لا أحبذ خشونة ملمس جسد الرجل، وكثرة الشعر فيه أحياناً.

العضو الذكري وأنا/ شاي أسود

l شاي أسود l

لي كثير من التجارب مع جسد الرجل، لكنني لم أشعر يوما بالرضى الكامل، أو بالسعادة التامة، أو بالاقتراب الكافي. كان هناك دائما شيء ما ناقص، حتى مع الرجل الوحيد الذي أحببت. لم يكن الجنس ممتعا، كان دافئا في مرّات قليلة، مسلّيا نوعا ما في مرّات قليلة أخرى. لكن في معظم المرات، كنت أريده أن ينتهي ما ان يبدأ، لكثير من المشاعر التي أفضل ألا أخوض فيها في هذا المقال. في المجمل، لم يكن الجنس مع الرجال ممتعا، لكن هذا لا يدفعني الى جمل غبية مثل “سوف لن أمارس الجنس مع الرجال بعد الآن”.

 

لوقت طويل، كنت أقارن علاقتي بالجنس مع المرأة، بعلاقتي بالجنس مع الرجل. لكن مع الوقت، تمكنت من أن أفهم أكثر، كيف أحب جسد المرأة وما الذي يجذبني اليه ويجعلني أجنّ به هكذا، وما الذي يجذبني الى جسد الرجل. بتّ أعرف أن علاقتي بجسد الرجل لا تنافس ولا تصارع علاقتي بجسد المرأة، انما هي علاقة أخرى مختلفة، تحكمها معايير ومشاعر وأفكار وديناميات مختلفة، ودرجات مختلفة من الرغبة والإرادة والقبول. ولا يعني هذا أن الاثنين لا يؤثران في بعضهما، فأنا في النهاية ذات واحدة، وشخصية واحدة، تصدر عنها كل تلك الديناميات والرغبات المختلفة حدّ التناقض أحياناً. لكن ما أعنيه أن هذه الرغبات الصادرة عني تجاه جسد الرجل وجسد المرأة، لا تنافس أو تلغي أو تشاكس بعضها. لكل منها شعور مختلف، ودرجة مختلفة تماما من الشغف، وطريقة مختلفة للرغبة بالحصول على هذا الجسد والكتابة عنه. أصبحت أعرف كيف أتعامل مع كل رغبة من رغباتي وأفهمها كرغبة مستقلة بحد ذاتها، من دون مقارنتها بأي شيء آخر. فكل رغبة، مهما كانت صغيرة أو ضعيفة أو بعيدة أو قريبة، تستحق الفهم والتجربة.

 

أحب العضو الذكري. أجده جميلا حين يكون أملساً خالياً من الشوائب، متوسط الحجم، داكن اللون قليلاً، ونظيفاً. أحيانا، أصادف عضوا بشعا، أو كبيرا جدا، فيشعرني بنفور يشبه نفوري من رجل يستعرض سيارته الضخمة والثمينة بكبرياء. أحب الرجل ذا الكتفين العريضين والصدر العالي، وربما الذراعين الممتلئتين. لا أحب الوجه المثالي كالأنف الدقيق، أو الذقن المدروسة بعناية، أو الحاجبين المتطابقين بدقة، وينطبق هذا على الجسد أيضاً. فالجسد المبالغ فيه على مستوى “العضلات” المشغولة بكثير من الجهد الواضح، يشعرني بنفور كبير. أشعر أنه على وشك اقتحامي من دون استئذان. أحبه جسدا عادياً، متروكاً على سجيته، وفي الوقت ذاته، فيه من التميز ما يكفي ليجعلني أنتبه اليه. اذ قلّما يدفعني رجل مارّ الى قطع تركيزي عن اللابتوب أو الكتاب الذي في يدي، لأنظر اليه، كما يمكن لامرأة مارّة أن تفعل بسهولة.

 

يثيرني جسد الرجل “الأنثوي” في كثير من الأحيان، عندما يكون خاليا من الشعر، مسكوبا بنعومة بكتفين ضيقين واصابع رفيعة وكفين صغيرين. الأضداد تجذبني. يجذبني الرجل الذي يهمل شكله، انما يوحي بالنظافة في الوقت عينه. ويجذبني الرجل القاسي، بقدر ما يجذبني الرجل الدافئ. يجذبني الرجل الفتي، والرجل المتقدم في السن. يجذبني الرجل القوي بقدر ما يجذبني الرجل الضعيف. ويثيرني الرجل الأسود بسهولة. لكني لا أحب فكرة عدم امتلاك الرجل لثديين، لأن الثدي هو من مشاعري المفضلة. كما أني لا أحبذ خشونة ملمس جسد الرجل، وكثرة الشعر فيه أحياناً.

 

أحب فكرة ممارسة الجنس مع العضو الذكري، لكن التجربة الواقعية لهذا “الفانتازم” لم تكن أبدا على مستوى التخيلات. أفضّله عن بعد، أفضّل مشاهدته يستفيق من ارتخائه وينتصب، ثم يصل الى الذروة ويرتخي مجددا. يثيرني المشهد، مع أني لا أحبذ كثيرا السائل الذي يرافقه، ولا أحبه في داخلي. أحلم أحيانا برغبتي بممارسة الجنس مع عضو ذكري، لكن لسبب ما، لم أرَ يوماً العضو المرغوب به.

 

عندما أشاهد مقاطع الفيديو الجنسية، أختار دائما المقاطع التي تصور رجلا يمارس الجنس مع رجل آخر. يبهرني مشهد الجنس بين رجلين وما يرافق ذلك من علاقة جميلة وممتعة بين عضوين أو أكثر. أحب أن أشاهد الطرق المختلفة لعلاقة جسدين رجاليين ببعضهما، وأساليب الامتاع المختلفة، بقسوتها ولينها، بوحشيتها وعاطفتها وكل ما هو بين ذلك وخارج ذلك. تثيرني جدا لحظة يلِج رجل رجلا آخر ويستمر بذلك الى أن ينتشيان. أحب حين ينسيان (او ينسون) في بعض المرات وجود الكاميرا، ويصبح الجنس فعلا حقيقيا بامتياز، لا سيما حين يكون الجسدان عاديان، من دون عضلات منفوخة وماركات مسجّلة. يتفاعل جسدي مع هذا المشهد الى أقصى درجات الحقيقة والشعور.

 

أما الجنس بين رجل وامرأة، فلا يثير فيّ أية مشاعر تذكر، الا اذا كان يضم عنصرا ثالثا أحيانا (أفضّل هنا ألا أعلق على مقاطع الجنس لامرأتين تمارسان الجنس نظرا لسوء نوعيتها وتردّي مضمونها بمعظمها بالنسبة الي). أفكّر أحيانا أني أحب جسد الرجل في الخيال، ويذيبني جسد المرأة في الحقيقة.

 

في هذه الأيام، ليس بي شغف لممارسة الجنس مع رجل. أكون جالسة في المقهى فيمرّ من خلف الزجاج رجل جذاب، بمعاييري الغريبة للجاذبية الرجالية، أتفرّج عليه قليلا ثم أكمل عملي. منذ زمن، لم يثر فيّ أي رجل جاذبية أو حشرية تكفي لدفعي للتعرّف اليه، أو دعوته للتعرّف الي، أو ببساطة المضاجعة. في هذه الأيام، بي شغف صارخ للحصول على جسدها هي طوال الوقت. لكن هذا لا يدفعني الى جمل غبية مثل “سوف لن أمارس الجنس مع الرجال بعد الآن”.

 

(من مجلة “بخصوص” الكويرية اللبنانية وفق اتفاق نشر متبادل مع قديتا.نت)

 

 

 

 

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

19 تعقيبات

  1. النص عجبني كثيرا…اتمنى ان اقرأ المزيد من هذه النصوص

  2. قد تكون مجرد قصة مستوحاه من عالم غامض يفتقد لحنان الاحلام والاماني الضائعه ..
    او انها نزعة تتجدد مع كل نشوة وقتيه لفتره لاتتعدا دقائق معدوده..
    قد تكون الحلوى لذيذه ولكنها قد تسبب الامراض كونها كانت مكشوفه للبكتيريا من حولها. ولكن عندما تكون مغلفه في مكان آمن يحفظها من التعفن. نستطيع فتح الغلاف وتذوقها حيث ومتى نشاء ..
    الشاهد ان الجنس غريزه مفروضه ومرفوضه
    فلكل حدث معيار مهم لايتم الا بتعزيز المبادئ وفق ماجبلنا عليه.
    كوننا خُلقنا على فطرتنا التي تتضمن الوفاق التام في كل مقتضى الامور قياساً باالتجاذب والتنافر. السالب مع السالب (تنافر) الموجب مع الموجب (تنافر) ولكن السالب مع الموجب (تجاذب) إذاً هي فطره قبل ان تطبق القاعده الفيزيائيه ولو اتفقت فقد يكون لها عواقب وخيمه إما انفجار ديناميكي واما انهيار عقائدي غريزي من الناحيه اللوجاستيه
    ..
    فلنحمدالله على نعمة الاسلام وما احل لنا وما منعنا منه ..

  3. كثيرا منا لديه رغبات واماني جنسية مكبوتة  يخاف البوح بها لوجود قيود  سواء من الدين او المجتمع احيكي على هذا الموضوع الجريء 

  4. لابد انا تكلم بكل صرح انا نفسي ولد في ظروف صعب من ام lesbain في الأصل وكانت تكره الرجال وبعده عشت عمري كله معها ومع رفيقته ايضا وايضا في طفولتي كانت او ولد بما مشاكل جنسيه وبعدها قرارت امي انا اعيش مثلها لان كانت هرمونات الاينوثه بسنبه عاليه جده اي حاولي 80%  وايضا الظروف جميله اننا تعيش في اروبا وبتحديد بين فرنسا وألمانيا وبفعل عشت مع ماما مثل الانوثه متذ طفولتي وبفعل كان جسمي ليس بها اي علامة الرجوله  ليس به اي شعر زائد لدي اي صدر لحد ما يميل لسيدات كل ملابسي في البيت مع ماما ملابس سيدات المهم كانت حياتي كله انثي ولكن في شكل خرجي رجل ولكن ايضا غير كامل ليس لديا اي رغبه بل اخاف من الرجل واحب علاقتي كله مع البنات مثل وايضا لا استطيع أعطت اي انثي ما يعطيها اي رجل كامل بلا كانت علاقتي مثل ماما تمام وفجاه رحلت ماما ومنذ ان رحلت وانا اعيش حياة بائسة  جدا وفكرت في الانتحار كثير رغم ان رفيقتها حاولت مساعدتي كثير ولكن جلست هنا تحت إشراف الطبي النفسي كثير رغم اني منذ طفولتي معهم ولكن ماما كانت بنسبه لي هي كل شي فكل انسان لابد ان يعيش كنا يحب 

  5. انت اعظم شيطانة في العالم كيف تجرؤين وتكتبين هذا الموع ونحن نفعل ما امرنا به الله تعالى فقط لا حول ولا قة الا بالله 

  6. جميل الاسلوب ….حتى اني وجدته كوميديا نوعا ما …لا اقصد الاهانة ابدا …مجرد شعور خاص ….

  7. جميل الاسلوب ….حتى اني وجدته كوميديا نوعا ما …لا اقصد الاهانة ابدا …مجرد شعور خاص ….

  8. لم أكن لأستغرب لو أن كاتب هذا المقال كان رجلا !

  9. هذا المقال هو اكثر من رائع .. مما اثار فى رغبتى المكنونة من زمان ولم اكتشفها الا مؤخرا وهى : كنت اتمنى ان اخلق امرأة تتحدث وتفكر تماما مثلك .. اعتقد لو كنت خلقت انثى لكنت مارست الجنس مع الرجال والنساء .. كلامك وافكارك اعادت لى توازنى وامانى .. احييك واحترمك واتمنى ان تكونى لى صديقة لا ابغى منك شيئا الا ان اكون لك صديقا مخلصا ..

  10. أثار إشمئزازي مقالك .. أعجبني تعليق ناصر دهمشي أوحي فيك. سمو أفكارك

  11. انا مثلى بس الصراحه بستغرب اوى للمثليات مع احترامى ليهم طبعا انا مؤمن بيهم بس لو ينفع حد يوضحلى ايه متعتهم يبقا شئ ممتاذ

  12. من اول سطر قراته عرفت انكي مثلية عندما قلتي احب الرجل صاحب الجسم الانثوي عرفت انك قد مارستي الجنس مع مراة من قبل بحيث تغيرت استثارة الدماغ لديكي

  13. والرحمن على العرش استوي معظم الاديان والعقول السليمه كلها تعرف الله ويجب ان نهابه ونخافه فى كل شئ

  14. مقال روعة

  15. هذا هو الشذوذ ,, ان المشاهده المفرطه في متابعة الافلام الجنسيه ودون تحديد للرغبه ,, td المتابعه لأي مشهد كان ,,
    سواء كان المشهد لرجلين ام لرجل مع امرأه او امرأتين فالامر في غاية الخطوره ,, وانا في كلامي لا ابيح مشاهدة الجميع منها ولكن اذا ابتلي الانسان فلا حول ولا قوة الا بالله ’’

    لا استغرب هذه المقاله ,, من شخص لا يميز بين الجريمه الحقيقيه ,, والتمثيل في مسرح الجريمه

    وربما يكون من ظمن الادوات التي تستخدم في مسارح الجريمه لأقناع ضعاف النفوس في هذا الكلام الخنثوي ,,

  16. تستفزني شعيرات عانتك الناعمه,لكني اشعر انك إمرأة كاملة
    عندما يذكرني لساني ان بضع شعيرات منها لازالت عالقة على لساني

  17. very nice

  18. قمه في الروعه, أعجبني النص بل دوخني لدرجه الهذيان. فليستمر هذا الهذيان وتسلم اناملك. شكراً

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>